fbpx

رمضان العراق: صيام 40 يوماً
عن تشكيل الحكومة… و”العيد” بعيد

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تم حتى الآن تطيير الجلستين اللتين عقدتا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما وضع التحالف الثلاثي وفي مقدمه “الكتلة الصدرية” في حرج كبير امام خصومها من الإطار التنسيقي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لعل شهر رمضان جاء مختلفاً هذا العام في العراق بالنسبة إلى قوى الإطار التنسيقي، التي تمتلك الثلث المعطل لانتخاب رئيس الجمهورية، إذ سيستمر الصيام السياسي هذه المرة لما يزيد على أربعين يوماً، فيما ينتظر العراقيون رؤية هلال رئاسة الجمهورية، عساه ينبئهم ببلوغ “العيد” وتشكيل الحكومة. 

هذه “الفتوى السياسية” جاءت من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بعدما أخفق مجلس النواب العراقي في جلستين متتاليتين لاختيار رئيس الجمهورية، بعدما ألزمت المحكمة الاتحادية مجلس النواب بأن يكون الحضور ثلثي عدد أعضاء البرلمان أي يجب أن يتحقق حضور 218 نائباً من أصل العدد الكلي البالغ 329 نائباً، لتأمين النصاب.

تم حتى الآن تطيير الجلستين اللتين عقدتا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، الأخيرة كان يجب ان تعقد في 30 آذار/ مارس 2022، لكن تم تطيير النصاب،  بعدم جمع الثلثين بل بفارق كبير عن الجلسة الأولى إذ بلغ عدد الحضور 180 نائباً، وهو عدد يحقق نصاب انعقاد الجلسة ولكنه لا يحقق نصاب اختيار رئيس الجمهورية، ما وضع التحالف الثلاثي وفي مقدمه “الكتلة الصدرية” في حرج كبير امام خصومها من الإطار التنسيقي، ليخرج مقتدى الصدر في نهاية الجلسة بتغريدة بدأها “لن أتوافق معكم”، لتكون قاطعة حول مستقبل التحالفات، إذ إنه يبدو حاسماً في أنه لن يدخل في أي مفاوضات معهم وان الانسداد السياسي على حد قوله هو أهون عليه من التوافق معهم وما سمّاه اقتسام الكعكة وان الحكومة التوافقية المحاصصتية لا خير فيها.

ومع حلول شهر رمضان أعلن الصدر مجدداً أنه يفسح المجال أمام قوى “الثلث المعطل” الفرصة، كما قال، للتفاوض مع جميع الكتل السياسية من دون استثناء لتشكيل حكومة اغلبية وطنية من دون كتلته الصدرية ولهم حق التشاور منذ اليوم الأول وحتى التاسع من شوّال وفق التقويم الهجري ليكون رمضان الإطار التنسيقي وبقية الشركاء السياسيين، 40 يوماً، علماً أن عيد الفطر السياسي ليس مضموناً بعده.

“ما يسميه الصدر “الثلث المعطل” هو تحالف هش لا غاية له ولا وهدف إلا التعطيل”.

أستاذ العلوم السياسية قاسم شويل يرى أن تغريدة الصدر كانت محاولة لإفساح المجال أمام بقية القوى السياسية لبيان مدى قدرتهم على تشكيل الحكومة وهو على تصور من أنهم غير قادرين على ذلك، فامتلاك الصدر الأغلبية العددية داخل البرلمان مع ضمان الحلفاء الذين تم منحهم مناصب في مجلس النواب سيمنع الآخرين من التحاور ولكن هذه مناورة كي يعجز خصومه فيتمكن لاحقاً من استمالة عدد منهم الى صف التحالف الثلاثي.

رئيس المجلس الاستشاري العراقي فرهاد علاء الدين يعتقد أن الصدر سيمضي شهر رمضان هادئاً معتكفاً بعيداً من التداعيات السياسية واضعاً منافسيه في تحد وشركاءه في امتحان، لذا فهي فرصة للإطاريين في التفاوض، وبعدها قد يعود الصدر بقوة لتشكيل الحكومة.

الى ذلك يرى الباحث السياسي صلاح الموسوي ان نجاح قوى الإطار في تعطيل انعقاد الجلسات هو انتصار للمشروع الإيراني وهو ما يثير انزعاج الصدر، خصوصاً أن إسماعيل قآني، رئيس فيلق القدس، حاول في لقاءات متكررة مع الصدر ان يرتّب تحالفه مع قوى الإطار والدخول في تحالف موحد وهذا ما رفضه الصدر، الذي بقي مصراً على تشكيل حكومة ذات “أغلبية وطنية” على حد قوله، ولتذهب قوى الإطار التنسيقي الى المعارضة، بمعنى ان الصدر يريد أن تنعكس نتائج الانتخابات في الحكومة وهو أمر يحرج إيران وحلفاءها الذين منيوا بهزيمة كبيرة في الإنتخابات.

أستاذ العلوم السياسية في بغداد اياد العنبر يجد في دعوة الصدر للثلث المعطل بتشكيل الحكومة هي استراتيجية جديدة لامتحان مدى تماسك القوى المتحالفة معه وهل يمكنهم التخلي عن حلفائهم من المكونات الأخرى كـ”حزب الاتحاد الوطني الكردستاني” وكتلة عزم السنية، للثبات على تحالفهم مع الصدر، وهل يمتلكون مشروعاً غير مشروع التعطيل؟

إقرأوا أيضاً:

ويرى العنبر أن ما يسميه الصدر “الثلث المعطل” هو تحالف هش لا غاية له ولا وهدف إلا التعطيل، فلم يطرح بديل او مرشح او مشروع يتوافق عليه، هو حصان طروادة للتوافقية ما يعني محاولة للإبقاء على منظومة حكم زعماء الطبقة السياسية وتوافقاتهم وتقاسم مغانم السلطة وليس الخضوع للعبة الديمقراطية المتمثلة في وجود حكم ومعارضة، بل يسعون إلى تحصيل ما يسمونه “حق المكون الشيعي”، وهذه بحسب العنبر، “آخر صياحات التلاعب بالمفاهيم السياسية والمتاجرة بحق أبناء هذا المكون في الحكم”.

القيادي في الاطار التنسيقي جبار المعموري رد في تصريح صحافي على تغريدة الصدر بأن مطلب فريقه هو رجوع الصدر الى البيت الشيعي وتشكيل الكتلة الأكبر وطرح مرشح رئاسة الوزراء، متهماً إياه بتحالفه مع كتل متهمة بالتبعية والفساد والعمالة الى ما وصفهم بـ”الصهاينة”.

“تحالف السيادة السني” و”الحزب الديموقراطي الكردستاني” المتحالفان مع الصدر أصدرا بياناً تضامنياً عقب تغريدته الأخيرة، ثمنا فيه موقف زعيم التيار الصدري في مبادرته لتشكيل حكومة قوية ومعالجة الملفات المعقدة، مشيران إلى أنهما متمسكان بشراكتهما مع الكتلة الصدرية وأنهما حريصان على التفاهم داخل البيت الشيعي للاتفاق على مرشح الكتلة الصدرية لرئاسة مجلس الوزراء.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.