fbpx

“بيغاسوس” يخترق هواتف
حقوقيين وصحافيين أردنيين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اختُرقت أجهزة أربعة مدافعين عن حقوق الإنسان ومحامين وصحافيين أردنيين باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة “إن إس أو – NSO Group” بين آب/ أغسطس 2019 وكانون الأول/ ديسمبر 2021. وشملت أهداف الاختراق نشطاء ضد الفساد في الأردن.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أُعِدّ هذا التقرير بالتعاون بين “فرونت لاين ديفندرز” و”سيتزن لاب”

يعمل المدافعون عن حقوق الإنسان في الأردن في بيئة مقيدة؛ لكن منذ عام 2011، اندلعت موجات من الاحتجاجات الشعبية- غالباً ما فاجأت السلطات- إذ أدى تزايد الإحباط بشأن الفساد الحكومي واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء إلى استياء عام لدى الشعب. أكدت التحقيقات الدولية الأخيرة- التي كانت جزءاً من وثائق باندورا- الشكوك حول الفساد المستشري في أعلى مستويات الدولة؛ واستجابةً للاحتجاج الشعبي، اتخذت السلطات إجراءات أكثر صرامة لقمع النشطاء. يعد استخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” جزءاً من الإجراءات المعززة بالتكنولوجيا التي تتخذ ضد المدافعين عن حقوق الإنسان.

في آذار/ مارس 2020، أعلنت الحكومة الأردنية حالة الطوارئ استجابة لجائحة “كوفيد-19″، ومنحت رئيس الوزراء سلطات واسعة للحكم بإصدار القوانين مباشرة، والحد من الحقوق الأساسية. تعهد رئيس الوزراء عمر الرزاز بتنفيذ هذه السياسة “في أضيق الحدود”، لكن السلطات استغلت إجراءات الطوارئ في ما بعد لتقييد الحقوق الأساسية بشكل تعسفي؛ بما في ذلك حرية التعبير والتجمع. إلا أن هذه الإجراءات الحكومية لم توقف الاحتجاجات واسعة النطاق من بداية يوليو/تموز 2020، بقيادة معلمي المدارس الحكومية؛ على الرغم من أن الدافع الأولي للاحتجاجات كان تدني الأجور، إلا أن الرسائل سرعان ما تحولت إلى تعبير عن إحباطات اقتصادية وسياسية أوسع. تجمعت القوى الأمنية لفض الاحتجاجات، فيما استخدمت السلطات النظام القانوني لاستهداف وحل نقابة المعلمين الأردنيين، وهو ما أكدته محكمة جنايات عمان في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2020.

في 24 آذار، قُبض على 29 ناشطاً من منازلهم، بينما سعت السلطات الأردنية لمنع الاحتجاجات في ذكرى الربيع العربي.

قضية نقابة المعلمين الأردنيين

عام 2019؛ قاد معلّمو المدارس الحكومية الأردنية أطول إضراب للقطاع العام في تاريخ البلاد. وبعد أربعة أسابيع من الإضراب، اضطرت الحكومة إلى الموافقة على صفقة بشأن رفع الأجور. وعلى الرغم من المصاعب التي سببها الإضراب- منها تأخير بدء العام الدراسي لمدة شهر للغالبية العظمى من الطلاب- تمتع المعلمون بتأييد شعبي واسع.

في نيسان/ أبريل 2020، أعلنت الحكومة عن تجميد جميع زيادات رواتب القطاع العام -بما فيهم المعلمون- متذرعة بجائحة كوفيد-19. وفي 25 تموز/ يوليو 2020، داهمت الشرطة مقر نقابة المعلمين الأردنيين في عمان، و11 فرعاً من فروعها في جميع أنحاء البلاد وأغلقتهم، واعتقلت جميع أعضاء مجلس النقابة البالغ عددهم 13 عضواً. وفي أعقاب الإغلاق، شنت السلطات حملة قمع على المتظاهرين احتجاجاً على الإغلاق في جميع أنحاء البلاد، كما أصدر النائب العام أمراً بحظر نشر واسع النطاق يحظر مناقشة القضية.

 حركة “حراك” الأردنية

منذ عام 2011، نظمت حركة “حراك” الأردنية احتجاجات ضد الفساد وسوء إدارة الاقتصاد وغياب الإصلاح السياسي. عانى النشطاء المرتبطون بالحركة سنوات من الاضطهاد الحكومي، بما في ذلك الاعتقالات المتعددة والطرد من الوظيفة وحظر السفر.

وفي شباط/ فبراير 2022، بدأت موجة جديدة من الاعتقالات؛ ففي 13 و14 شباط 2022، اعتقلت قوات الأمن الأردنية تسعة من نشطاء حراك من منازلهم، واعتقلت ناشطاً آخر من مكان عمله في 14 شباط. وفي 24 من الشهر نفسه، اعتقلت القوات الأمنية الناشط الحادي عشر بعدما دفع كفالة لأحد المعتقلين. ووجه المدعي العام للحكومة اتهامات لكل من المعتقلين بـ”نشر أخبار كاذبة” و”التحريض على الفتنة”.

قانون المنظمات غير الحكومية الأردني

في أواخر كانون الأول 2019، أعلنت السلطات عن تغييرات في عملية الموافقة المسبقة في البلاد على نشاط المنظمات غير الحكومية المحلية العاملة في الأردن لتلقي التمويل من مصادر أجنبية. اشتكى قادة المنظمات غير الحكومية المحلية من أن عملية اشتراط الموافقة المسبقة لا تزال مرهقة وتفتقر إلى الشفافية؛ إذ لم تُطبّق التغييرات عموماً على المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في الأردن. 

في كانون الثاني/ يناير 2022، نشرت “فرونت لاين ديفندرز” تقريراً خلص إلى أن هاتف المحامية الأردنية والمدافعة عن حقوق الإنسان هالة عاهد ذيب مخترق ببرنامج “بيغاسوس”. وبعد نشر الخبر، تلقت “فرونت لاين ديفندرز” طلبات من مدافعين أردنيين عن حقوق الإنسان وصحافيين ونشطاء آخرين من المجتمع المدني لفحص أجهزتهم. فحصت “فرونت لاين ديفندرز” 60 جهاز “آيفون”، مع حالات محالة من الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح، وبالتعاون مع “سيتزن لاب”. وافق 3 من الضحايا على الكشف عن هويتهم (المدرجة أدناه)، بينما رغب الرابع في عدم الكشف عن هويته.

اختراق الأهداف الأردنية

الضحية: أحمد النعيمات

أحمد النعيمات هو مدافع عن حقوق الإنسان وناشط في مكافحة الفساد وعضو في حركة “حراك”؛ وهي حركة احتجاجية شعبية في مجال العدالة الاجتماعية في الأردن تدعو إلى الإصلاح وحقوق الإنسان. عام 2018، فرضت قوات الأمن الأردنية حظر سفر على النعيمات، كما مُنع من العمل.

في 30 أيار/ مايو 2018، كان النعيمات من بين منظمي وداعمي إضراب عام لرفض مشروع قانون بشأن ضريبة الدخل رُفٍع إلى مجلس النواب. انضمت معظم المؤسسات والقطاعات الصناعية والتجارية إلى الإضراب، بما في ذلك نقابة المهندسين ونقابة المحامين ونقابة الممرضين ونقابة الصحافيين.

كان النعيمات عضواً في حركة “الحراك لمكافحة الفساد”. وقد كانت فاجعة مستشفى “السلط الحكومي” الدافع الذي انطلقت منه مسيرته، إذ انتشرت أنباء عن انقطاع الأوكسجين عن مصابين بفيروس كورونا في المستشفى بمحافظة البلقاء. وقد ذكرت وسائل الاعلام المحلية نقلاً عن الحكومة أن الحادث وقع في قسم يُعالج فيه أكثر من 150 مريضاً وأسفر عن وفاة ما لا يقل عن 7 مرضى.

وعام 2020، اعتقلت الأجهزة الأمنية النعيمات أثناء مغادرته المركز الوطني لحقوق الإنسان، الذي زاره لتقديم شكوى ضد سوء معاملته من قِبل السلطات الأردنية. ثم أُطلق سراحه في وقت لاحق.

وفي شباط 2022، اُعتقل النعيمات مرة أخرى بسبب حكم قضائي صدر ضده بشأن الاحتجاجات التي أعقبت حادثة المستشفى.

وتُبين سجلات هاتف النعيمات أن هاتفه تعرض للاختراق في 28 كانون الثاني/ يناير 2021 أو نحو ذلك.

الضحية: مالك أبو عرابي

مالك أبو عرابي هو محامٍ متخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان، وعضو في الفريق القانوني الذي يدافع عن نقابة المعلمين الأردنيين. عام 2021، أُلقي القبض عليه أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في دوار الداخلية (ميدان جمال عبد الناصر) خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة للربيع العربي في الأردن. واحتجز لمدة خمسة أيام قبل الإفراج عنه بكفالة شخصية إلى أن صدر حكم بالإدانة ضده. وقررت المحكمة تغريمه 100 دينار أردني (نحو 128 يورو) لانتهاكه قانون الدفاع المتعلق بالوضع الصحي في البلاد. وقد اعتقل عدة مرات بسبب مشاركته في تظاهرات. واستدعته الجهات الأمنية أكثر من مرة.

تعرض هاتف مالك أبو عرابي للاختراق، تمكنَّا من تحديد الرسائل النصية التالية على هاتف أبو عرابي التي تحتوي على روابط تتصل بخوادم برنامج بيغاسوس.

الضحية: سهير جرادات

سهير جرادات هي مدافعة عن حقوق الإنسان ومُدربة متخصصة في إعداد التحقيقات الصحافية، فضلاً عن كتابة المقالات المميزة والمقالات الافتتاحية. حصلت جرادات على “جائزة الحسين للإبداع الصحفي” عام 2018. وهي عضوة سابقة في مجلس نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضوة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسيل.

تعرض هاتف سهير جرادات للاختراق تمكنَّا من تحديد الرسائل النصية التالية على هاتف سهير جرادات التي تحتوي على روابط تتصل بخوادم برنامج بيغاسوس.

وتمكنًا أيضاً من تحديد رسائل تطبيق “واتساب” التالية على هاتف جرادات، والتي تنتحل شخصية مستخدم على تطبيق “تويتر” معروف بمناهضته الحكومة في الأردن.

الضحية: مدافعة عن حقوق الإنسان وصحافية (أ)

اختارت المدافعة عن حقوق الإنسان والصحافية الأردنية (أ) عدم الكشف عن هويتها بسبب المخاطر التي قد تواجهها. وقد تعرض هاتفها للاختراق مرات عدة عام 2021.

إقرأوا أيضاً:

برامج التجسس في الأردن

يبدو أن الحكومة الأردنية استخدمت برامج التجسس لسنوات، بما في ذلك برنامج التجسس “فين فيشر” (FinFisher)، الذي اكتشفه “سيتزن لاب” في كانون الأول 2014. غير أنه لم يتم في ذلك الوقت التعرف علناً إلى أي أشخاص من المجتمع المدني تعرضوا للاختراق بهذا البرنامج.

“بيغاسوس” في الأردن

بناءً على فحص الإنترنت ورصد الخوادم الخاصة ببرنامج “بيغاسوس” التابع لشركة “إن إس أو” الذي قمنا به في “سيتزن لاب”، نعتقد أن هناك اثنين من عملاء “بيغاسوس”، يركزون بشكل أساسي على التجسس في الأردن. ويبدو أن أحد العملاء، الذي نطلق عليه اسم “منسف”- MANSAF، يتجسس بصورة رئيسية في الأردن، مع عمليات إضافية محدودة في العراق ولبنان والمملكة العربية السعودية. ونعتقد أن “منسف” يعمل منذ كانون الأول 2018.

ويبدو أن العميل الآخر، الذي نطلق عليه اسم “بلاك أيريس” BLACKIRIS، يتجسس بشكل حصري تقريباً في الأردن، وهو نشط منذ كانون الأول 2020 على الأقل. وقد أشار تقرير نُشر في نيسان 2021 على موقع “أكسيوس” إلى المفاوضات بين مجموعة “إن إس أو” والسلطات الأردنية “في الأشهر الأخيرة”، وذكر أحد المصادر أنه تم توقيع عقد.

الأهداف في هذه الحالة

تلقى جرادات وأبو عرابي رسائل نصية، تضمنت روابط لمواقع بيغاسوس على الإنترنت. وقد تطابقت المواقع مع فحص خوادم “بيغاسوس”، الذي قمنا به على شبكة الإنترنت، ويبدو أن جميعها تم تسجيلها من قبل شركة “دريم هوست” (Dreamhost) المتخصصة في تقديم خدمات الاستضافة. ولقد لاحظنا تطابق البنية الأساسية المختلفة لعملاء “بيغاسوس”، التي أنشئت مع مختلف مقدمي خدمات الاستضافة.

نستعرض في ما يلي قائمة تتضمن جميع مواقع “دريم هوست” التي اكتشفناها في الفحص. وقد قمنا يتنقيح الكثير من الأسماء أدناه نظراً إلى أنها تحتوي على موضوعات توحي باستهداف الجماعات الإرهابية.

اسم النطاقماهيته؟
Akhbar-almasdar[.]comأخبار-المصدر[.]com 
Akhbar-islamyah[.]comأخبار-إسلامية[.]com 
Akhbarnew[.]comأخبارنيوز[.]com 
Al-nusr[.]netالنُصر[.]net 
al-taleanewsonline[.]netالطالع نيوز أونلاين[.]netقد ينتحل صفة موقع الأخبار الأردني “الطالع نيوز”
al7erak247[.]comالحراك247[.]comقد يُشير إلى حركة “الحراك” الأردنية
alrainew[.]comالرأينيوز[.]comقد ينتحل صفة موقع الأخبار الأردني “الرأي”
Arabia-islamion[.]comعربية-إسلاميون[.]com 
cozmo-store[.]netكوزمو-ستور[.]netقد ينتحل صفة متجر “كوزمو” الأردني للبيع بالتجزئة.
Khilafah-islamic[.]comخليفة-إسلاميك[.]com 
Login-service[.]netتسجيل-الدخول[.]netلوغ إن-سيرفيس[.]net 
mangoutlet[.]netمانج أوت لت[.]netقد يُشير إلى شركة “مانغو”، وهي شركة إسبانيّة متخصصة في بيع الملابس بالتجزئة، ولديها متاجر في عشرات الدول حول العالم
Mobiles-security[.]netأمن-الهواتف[.]net 
Rss-me[.]comأر إس إس-مي[.]comخدمة التلقيم الأتوماتيكي باستخدام الـ (RSS) 
talabatt[.]netطلبات[.]netقد ينتحل صفة خدمة توصيل الطعام “طلبات” التي تعمل في الشرق الأوسط
Unsubscribe-now[.]netإلغاء التسجيل-الآن[.]net 
www.al7eraknews[.]comWww. الحراك نيوز[.]comقد يُشير إلى حركة الحراك الأردنية
www.hona-alrabe3[.]comwww.هنا الربيع[.]comقد يُشير إلى الدوار الرابع (وهي منطقة في عمان كانت مركزاً لاحتجاجات حركة الحراك)

برغم أننا لا نستطيع ربط هذه الأسماء مباشرة بأي مشغل “بيغاسوس” محدد (بسبب الطريقة التي يتم بها إعداد أسماء النطاقات)، إلا أننا نعتقد أن هذه المجموعة من النطاقات تظهر تركيزاً على الأردن.

إقرأوا أيضاً: