fbpx

إنجاز عمّال “أمازون” التاريخي
يمهّد لتحركّات عمّاليّة عالميّة!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لهذا التحرّك أثر كبير على العمّال حول العالم، فهذه النقابة وُلدت من رحم الطبقة العاملة الفقيرة ولم يكن خلفها تنظيم قويّ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حقّق عمّال “أمازون” إنجازاً تاريخيّاً في 1 نيسان/ أبريل 2022 بعدما صوّتوا للانضمام لنقابة للمطالبة بحقوقهم. هذه المرّة الأولى منذ تأسيس شركة “أمازون” عام 1994 أي منذ 27 سنة التي تنجح فيها مجموعة من العمال بتشكيل نقابة. هذا الإنجاز هو الأوّل من نوعه وقد يحمل تبعات وتحرّكات عمّاليّة عالميّة في “أمازون” وخارجها.


لكن تقابل هذا الانتصار خسارة مرجّحة في مستودع “أمازون” في ألاباما ضدّ تشكيل نقابة، إلّا أنّ الأصوات كانت متقاربة جدّاً، خصوصاً بالمقارنة مع التصويت النقابي في المستودع العام الماضي، ولكن مع وجود المئات من أوراق الاقتراع المتنازع عليها، لا تزال نتائج الانتخابات مفتوحة بانتظار حسمها.

شركة “أمازون” هي ثاني أكبر مشغّل للقطاع الخاص في الولايات المتّحدة الأميركيّة. ساهم انتشار وباء “كوفيد- 19” في ازدهار الشركة بعدما وظّفت مئات آلاف العمّال لتلبية الطلبات المتزايدة في فترة الحجر، بحيث ارتفعت إيراداتها عام 2020 بنسبة 38 في المئة لتصل إلى 386 مليار دولار.

فمنذ سنتين، تمّ طرد أحد موظّفي أمازون في نيويورك، كريستيان سمولز (Christian Smalls)، بعد قيادته ومشاركته في إضراب للاحتجاج على طريقة تعامل الشركة مع جائحة كوفيد. فأسّس عندها سمولز نقابة للدفاع عن موظّفي أمازون تحت اسم اتحاد عمال “أمازون”  (Amazon Labor Union ALU) وهي النقابة التي صوّت للانضمام إليها 2654 عاملاً، في مقابل 2131 معارضاً في مستودع “أمازون” في جزيرة ستاتن للانضمام إليها في 1 نيسان/ أبريل 2022.

“وهذا يعني أن أقوى شركة غير نقابية في أميركا تم خرقها ليس من قبل بعض القوى المؤسسية العميقة، ولكن من قبل موظف سابق، بدون خبرة حقيقية أو ميزانية حقيقية، بدأ التنظيم لمجرد أنه رأى ضرورة القيام بذلك”، بحسب مقال في جريدة “الغارديان” البريطانيّة

وفقاً لتقرير للـCNN Business، “يُنظر إلى الشركة أيضاً على نطاق واسع على أنها تضع المعايير لما يبدو عليه مستقبل العمل في جميع أنحاء الولايات المتحدة”. وذكر التقرير عينه أنّه برغم أنّ شركة أمازون صرّحت سابقاً أنّ لموظّفيها الخيار في الانضمام أو عدم الانضمام إلى نقابة، إلّا أنّها دفعت أكثر من 4 مليون دولار أميركي العام الماضي على المستشارين المناهضين للنقابات.

وغرّد المرشّح الرئاسي السابق في الولايات المتّحدة الأميركية برني ساندرز “للمرة الأولى، نجح العاملون في amazonlabor@ في تنظيم نقابة في إحدى منشآت Amazon. أهنئهم على فوزهم الاستثنائي. أعتقد أنها ستكون رصاصة في ذراع الحركة العمالية في هذا البلد”.

في بيان صحافي، قال “اتحاد أمازون العمالي” إنّ سمولز طالب الشركة ببدء المفاوضات في أوائل أيّار/ مايو، وذكر البيان أنّ الاتحاد يأمل ببدء حوار بنّاء مع الشركة وأن تؤدي العملية إلى تحسين ظروف العمل لعمّال أمازون.

من هو جيف بيزوس؟

بيزوس اليوم هو ثاني أغنى رجل في العالم بثروة تبلغ قيمتها 202.4 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. الّا أنّه كان العام الماضي الأغنى في العالم لأربع سنوات على التوالي، وفقاً للائحة “فوربس” لعام 2021

أسّس بيزوس “أمازون” عام 1994 من مرآبه في سياتل. الّا أنّه يملك اليوم نحو 10 في المئة من أسهم “أمازون”، بعدما باع معظم الأسهم خلال الأعوام، آخرها ما قيمته نحو 9 مليارات دولار من أسهمه في “أمازون” عام 2021. يشغل بيزوس اليوم منصب رئيس مجلس الإدارة (Chairman) بعدما استقال من منصبه كرئيس تنفيذي (CEO) في تموز/ يوليو 2021.

يمتلك بيزوس صحيفة The Washington Post وشركة Blue Origin، وهي شركة طيران تعمل في مجال تطوير الصواريخ. وهو أوّل رجل مدني طار لفترة وجيزة إلى الفضاء في تمّوز 2021.

“لا يوجد شيء راديكالي في القول إن على أغنى الناس في هذا البلد أن يدفعوا نصيبهم العادل من الضرائب. الشيء الراديكالي هو أن جيف بيزوس يكسب 142.667 دولار كل 60 ثانية بينما يعيش أكثر من نصف شعبنا بانتظار الراتب”، وفقاً لتغريدة لبرني ساندرز.

ماذا بعد الانضمام للنقابة؟

ذكر سمولز في مقابلة سابقة له المطالب الأسياسيّة على أجندة ALU أبرزها: رفع الأجور، تحسين ظروف العمل بما في ذلك التأمين الوظيفي والسماح لعمال المستودعات أن يكونوا مساهمين مرة أخرى وغيرها من المطالب. “لن أوافق أبداً على أي شيء لا يفيدنا، وأنا أتحدث عنا نحن كعمال محدودي الدخل”. “ما زلنا على بعد عام أو أكثر حتى من التفكير في المستحقات. علينا أن نكافح أوّلاً من أجل عقودنا”. 

لهذا التحرّك أثر كبير على العمّال حول العالم، فهذه النقابة وُلدت من رحم الطبقة العاملة الفقيرة ولم يكن خلفها تنظيم قويّ. شقّت طريقها في إحدى أكبر الشركات حول العالم، خصوصاً بعدما كشفت تسريبات من شركة “أمازون” في نيسان/ أبريل 2020 أن المستشار العام للشركة قال إنّ أمازون يجب أن “تجعل من سمولز وجه الحركة النقابية/ المنظمة بأكملها”، لأنه “ليس ذكياً أو واضحاً”، ولكنّ سمولز أثبت أنّه بالتعاون مع آلاف العاملين في مستودع أمازون استطاعوا أن يخترقوا صفوف الشركة. 

لا شكّ في أنّ هذه التجربة ستكون مصدر إلهام للكثير من العمّال داخل أمازون، فلديها القدرة على تحفيز العمال في المستودعات الأخرى على الانضمام إلى النقابات. الّا أنّ أثر هذا الانجاز لن يقتصر على شركة “أمازون” فحسب، بل قد يؤدي إلى حركة عمالية واسعة في الولايات المتحدة الأميركيّة. ففي الفترة الأخيرة، اندلعت أيضاً حركة جماعيّة نقابيّة لموظّفي Starbucks بحيث تمّ رفع ما يقرب من 70 ملف من ممارسات العمل غير العادلة ضد موظّفي الشركة.

قالت شركة أمازون في بيان لها عقب إعلان نتيجة التصويت، “نشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة الانتخابات في جزيرة ستاتن لأننا نعتقد أن وجود علاقة مباشرة مع الشركة هو الأفضل لموظفينا. نحن نقيم خياراتنا، بما في ذلك تقديم الاعتراضات”. وبناءً على ذلك، من المتوقّع أن تحاول “أمازون” الانقلاب على عمّالها والمماطلة في التجاوب مع مطالبة الاتحاد بالحوار البنّاء في أيّار/ مايو. 

يعيد هذا الإنجاز إلى الواجهة النقاش الماركسي عن أهميّة دور النقابات، فهي من ناحية وسيلة جماعيّة أساسيّة للتعبير عن مشكلات الطبقة العاملة ومطالبها. ولكن من ناحية أخرى، النقابات تعزز النظام الرأسمالي، بصفتها منظمات تفاوض لتحسين ظروف العمل للعمّال وليس لتغيير النظام القائم. 

يبقى اتحاد عمّال “أمازون” إنجازاً كبيراً، قد يمهّد لتحرّكات عمّالية عالميّة مرتقبة.

إقرأوا أيضاً: