fbpx

معبر رفح: جحيم أهل غزة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يظلّ اجتياز معبر رفح مهمّة شاقة ومُهينة ومكلفة للغاية لأهل قطاع غزة، مع استمرار التضييق الأمني على الجبهتين الفلسطينية والمصرية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يظلّ اجتياز معبر رفح مهمّة شاقة ومُهينة ومكلفة للغاية لأهل قطاع غزة، مع استمرار التضييق الأمني على الجبهتين الفلسطينية والمصرية. يقول سليم (اسم مستعار)،”كان المعبر يُفتَح لمدّة ثلاثة أيام كل ثلاثة أشهر أو أربعة بحجّة الأوضاع الأمنية في سيناء… إلا أنه ومنذ شهر رمضان الماضي أصبح المعبر مفتوحاً لفترات أطول مثلما تمّ فتحه خلال شهر رمضان بالكامل، لكنه لا يزال يُغلق لفترات أخرى مثلما حصل خلال أيام عيد الأضحى”.

تأتي أهمية معبر رفح كونه المنفذ الوحيد لأهالي غزة على العالم الذي لا تُسيطر عليه القوّات الإسرائيلية بشكل مباشر. لكن في المقابل خضع هذا المعبر دوماً لاعتبارات السياسة المصرية وتأرجح علاقتها مع الفصائل الفلسطينية داخل القطاع. اعتباره ممرّاً آمنا ومتاحاً ليس أمراً مضموناً، فاحتمال إغلاقه قائم في أي لحظة. لقد تمّ فتح المعبر 36 يوماً فقط خلال العام 2017 بحسب الأمم المتحدة.

ووفق ما يقوله العابرون، فإن المبالغ المالية التي يدفعونها تتراوح ما بين ألف دولار و3 آلاف دولار، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 5 آلاف دولار. لا نظام تعرفة واضح، ما يجعل حركة العبور خاضعة للحسابات الأمنية. وتعتبر مصادر أن النسبة الأكبر من المبالغ التي يدفعها العابرون هي  بسبب فساد الأجهزة الأمنية المشرفة على هذا المعبر.

أما من يُسمح لهم بالعبور فهم حاملو الجوازات المصرية ومن ترد أسماؤهم في قوائم التنسيق، وقوائم التنسيق هي لوائح يتم إرسالها من داخل قطاع غزّة إلى الجانب المصري وتضمّ أسماء الراغبين في اجتياز المعبر للحصول على موافقة الجهات الأمنية المصرية على عبورهم. وتتعدّد تلك القوائم، بين تلك التابعة لحركة حماس وأخرى لتيار محمد دحلان، إضافة إلى قوائم ترسلها مكاتب وشركات السفر والسياحة.

أما عن رحلة العذاب من بعد اجتياز الجانب الفلسطيني وحتى الوصول إلى القاهرة، فيشرحها سليم: “يغلب على معاملة الجانب المصري لأهل غزّة أثناء عبورهم من المعبر أسلوب تعسّفي مهين، حيث تتعمّد القوّات الأمنية تأخيرنا لساعات طويلة قد تصل إلى 14 ساعة وترك الناس في العراء والنوم في الشوارع على الأرصفة، وعادةً ما يُمنع بعضهم من السفر بعد كل تلك الفترة وإعادتهم مرة أخرى إلى غزة”.

يُضيف سليم العابر أخيراً إلى القاهرة من القطاع: “الرحلة داخل الجانب المصري من المعبر وحتى الوصول إلى القاهرة هي الشق الثاني من المعاناة، فهذه الرحلة التي كانت تستغرق 6 ساعات فقط صارت تُقطع في يومين أو ثلاثة أيام، حيث يضيع أغلب هذه الفترة في عبور الكمائن الأمنية التي تصل إلى أكثر من 15 كميناً، حيث يُصرّ الضباط في كل كمين على التفتيش ذاتياً وتفريغ الحقائب كاملة والتدقيق في الأوراق وهو ما يستغرق ساعات عدة في كل كمين، قد تصل إلى 8 ساعات في كمين واحد، ويظلّ العابرون واقفين في العراء كل تلك الفترة، وهو ما أضيف إليه أخيراً إغلاق المعديات بين ضفتي قناة السويس لمرّات عدة، فيظلّ الراغبون في العبور منتظرين حتى يُسمح لهم.”

“كان للنظام المصري ممارسات للضغط على الفصائل الفلسطينية، منها اعتقال عدد من أهل غزة أثناء عبورهم من معبر رفح، بسبب نشاطهم السياسي”

تداولت بعض المواقع الإخبارية مؤخراً معلومات عن تكدّس السيارات والحافلات والمسافرين العالقين في سيناء بانتظار معبر رفح الذي يتم إغلاقه بشكل دوري يومي الجمعة والسبت، ما اضطرّهم إلى البقاء في الشوارع لأيام عدة.

وقد برزت مع إجراءات التضييق على معبر رفح مشكلة استغلال بعض السائقين لمعاناة أهل غزة، إذ ارتفعت أسعار الحافلات من 250 جنيه إلى 400 جنيه للفرد “الدولار الأميركي يساوي 18 جنيه مصري تقريباً”، كما ارتفعت أسعار المأكولات والمشروبات على الطريق بشكل مبالغ فيه مقارنة بالأسعار في القاهرة أو في غزة.

بجانب تلك الإجراءات التي يتحمّلها أهل غزة، كان للنظام المصري ممارسات للضغط على الفصائل الفلسطينية، منها اعتقال عدد من أهل غزة أثناء عبورهم من معبر رفح، بسبب نشاطهم السياسي. فوفق مصادر داخل القطاع، بلغ عدد الشباب الموقوفين أكثر من 15 شخصاً منذ اعتقال الأربعة المنتمين إلى “كتائب القسام” في 19 آب/ أغسطس 2015، حيث كانوا في طريقهم إلى السفر من أجل العلاج والدراسة، وهم ياسر زنون، حسين الزبدة، عبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة؛ وكانت صور قد سُرّبت بعد عام من تلك الواقعة لكل من ياسر زنون وعبد الدايم أبو لبدة وهم داخل سجن لاظوغلي التابع لجهاز الأمن الوطني المصري.

وكانت الفصائل الفلسطينية قد آثرت عدم الحديث إعلامياً عن وقائع الاعتقال والخطف والإخفاء القسري بحق بعض الشباب من أهل غزة وإقناع عائلات المفقودين بأن الحديث إلى الإعلام سيضرّ أبناءهم، أملاً بحل القضية مع السلطات المصرية التي ماطلت في تقديم أي معلومات عنهم أو تحديد موعد لإخلاء سبيلهم، حتى أنّها اختطفت ثلاثة آخرين في الثاني عشر من شهر نيسان/ أبريل الماضي داخل الصالة المصرية في المعبر بعد استدعائهم من قبل بعض الضباط، ما دفع بعض العائلات للاعتصام للكشف عن مصير ذويهم، إلا أن بعض التقارير الصحافية قد أشارت أخيراً إلى عزم السلطات المصرية الإفراج عن هؤلاء قريباً، مع مطالبة الفصائل بالعمل على ضبط الحالة الإعلامية والشعبية بشأن هذه القضية ومنع أي مراسم لاستقبالهم لتجنيب الأطراف كافة أي إحراج، إلا أنه لم تُتّخذ أي خطوة حتى الآن.

إقرأ أيضاً:
رحلة مُذِلّة في فساد سلطتَي معبر رفح الفلسطينية والمصرية
كيف يؤثر سكان غزة على السياستين الفلسطينية والاسرائيلية؟
عدد المستوطنين الذين يجب إخلاؤهم لإفساح المجال أمام دولة فلسطينيّة

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!