fbpx

إعادة فتح مطار صنعاء ومطالبات بفتح طرق تعز:
هل اقتربت النهاية؟ 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية يعني إنقاذ حياة الكثير من المرضى، ودخول الأدوية التي تنقل عبر الجو”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على مدى سنوات، خسر فؤاد مصلح الذي يملك شركة تجارية صغيرة، الكثير من الفرص والزيارات الخارجية، بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، والطريق غير المستقر نحو المدن الأخرى، لكن كل ذلك لا يعني الكثير، إذا ما قورن بوفاة والدته التي تعذر علاجها خارج البلاد.

الآن، أعيد فتح مطار صنعاء الدولي، المنفذ الجوي الأهم لملايين اليمنيين، بعد سنوات من الإغلاق. وعلى رغم أن رحلتين جويتين أسبوعياً، كما أُعلن حتى اليوم، قد لا تعنيان أن يصبح السفر متاحاً وسط توقعات ازدحام المسافرين، إلا أن مصلح يرى في الخطوة بادرة إيجابية، “يمكن أن تتيح السفر على الأقل للحالات الحرجة والطارئة، عوضاً عن الإغلاق التام للرحلات التجارية منذ النصف الثاني لعام 2016”.

مصلح واحد من اليمنيين الذين كانت على جدول أعمالهم رحلات عمل خلال السنوات الأخيرة، لكن المسافة التي كان عليه قطعها إلى مطار عدن الدولي جنوباً، أو مطار سيئون شرقاً، كانت عقبة دفعته للبقاء في مكانه، وقد توفيت والدته منذ عامين، إذ لم تكن الظروف تتيح نقلها لتقلي العلاج في الخارج. 

ووفقاً لأحدث بيان صادر عن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ والذي أعلن عن الهدنة، فإن الاتفاق يتضمن “بعض التدابير الإنسانية المهمة، تحديداً دخول 18 سفينة من سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، وتشغيل رحلتين جويتين تجاريتين في الأسبوع إلى مطار صنعاء ومنه”، إلى جانب “عقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح طرقٍ في تعز وغيرها من المحافظات لتسهيل حرية الحركة للمدنيين في اليمن”. 

“نحن متفائلون بأن الرحلات سوف تستمر، إضافة إلى زيادة الرحلات للشركات العربية والأجنبية، من المطار وإليه”. 

وعلى رغم مرور أيام من الإعلان عن إعادة فتح المطار وما رافقه من تحضيرات واستعدادات، ما زال المنفذ يترقب تدشين أول رحلة تنضم إلى جدول رحلات الخطوط الجوية اليمنية، التي أعلنت أنها تنتظر التصريحات اللازمة والآلية المعتمدة لتسيير رحلات بين العاصمة اليمنية وكلٍ من مطاري القاهرة وعمّان. 

يقول المتحدث باسم الهيئة العامة للطيران والأرصاد مازن غانم لـ”درج” إن “فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية يعني إنقاذ حياة الكثير من المرضى، ودخول الأدوية التي تنقل عبر الجو”، ويضيف: “نحن متفائلون بأن الرحلات سوف تستمر، إضافة إلى زيادة الرحلات للشركات العربية والأجنبية، من المطار وإليه”. 

إغلاق مطار صنعاء

بدأ إغلاق مطار صنعاء جزئياً أو كلياً، منذ تدشين عمليات التحالف بقيادة السعودية في آذار/ مارس 2015، بعد أشهر من سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على صنعاء، ومع ذلك، تم السماح بتسيير رحلات محدودة لطيران الخطوط الجوية اليمنية، وصولاً إلى آب/ أغسطس 2016، عندما أغلق التحالف مطار صنعاء بشكل كامل أمام الرحلات التجارية، وبقي تسيير الرحلات من المطار وإليه، محصوراً بالرحلات التابعة للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الإنسانية. 

وتظهر بيانات قام “درج” بتحليلها، وصول 1882 طائرة خلال 3 سنوات منذ مطلع العام 2019 وحتى نهاية العام 2020، شملت 47 في المئة منها رحلات جوية لطائرات الأمم المتحدة و22 في المئة للجنة الدولية للصليب الأحمر و18 في المئة لطائرات تتبع “أطباء بلا حدود”، وحملت الرحلات ما يزيد عن 38 ألف راكب (في الغالب من عمال الإغاثة) وبنسبة بلغت 71 في المئة على متن طائرات الأمم المتحدة و12 في المئة بطائرات الصليب الأحمر و10 في المئة لـ”أطباء بلا حدود”. 

تفاقم المعاناة الإنسانية

على مدى سنوات من إغلاق المطار، تفاقمت المعاناة الإنسانية وخصوصاً المرضى الذين تتطلب حالاتهم الصحية السفر للعلاج خارج البلاد، في ظل صعوبات الانتقال إلى عدن وسيئون جنوب البلاد وشرقها، وهما كانا المنفذين العاملين طوال السنوات الماضية، فالحرب جعلت التنقل رحلة مخاطرة، تحاصرها النقاط الأمنية والطرق البديلة. 

يقول الصحافي عمر الحياني لـ”درج، إن “السفر من صنعاء الى عدن هو الجحيم بذاته، رحلة شاقة ومكلفة يتكبدها المسافر عبر طرق وعرة تمر بين جبال شاهقة ومجاري سيول وسيول جارفة”، كما “تستغرق مدة السفر من صنعاء الى عدن نحو 12 ساعة متواصلة، فالرحلة عبر هذه الطريق لرجل مريض تزيد حالته سوءاً وقد تودي بحياته إذا كان وضعه حرجاً، إذ قضى الكثير من المرضى بسبب صعوبة سفرهم، وتعذر على أسر كثيرة السفر بسبب التكاليف أو التوقف المتكرر بسبب الظروف الأمنية”. في حين أن “طرق تعز هي الأخرى لا تقل معاناة عن طريق صنعاء- عدن، فقد حولت طرق المدينة المغلقة السفر والتنقل إلى رحلة عذاب”.

منافذ تعز 

خضع إغلاق مطار صنعاء لتعتيم إعلامي وسياسي، حتى يكون “حصار تعز” كما تصفه الحكومة المعترف بها دولياً، على رأس القضايا المعنية، إذ يُتهم الحوثيون بقطع طرق رئيسية، أهمها طريق الحوبان، ما أدى إلى معاناة إنسانية لملايين من سكان المحافظة وللمسافرين عبر المحافظة الذين يرغبون بالانتقال من عدن ومحيطها وإليهما، بما فيهم المسافرون من المدن الشمالية والغربية عبر مطار عدن. 

وبمجرد الإعلان عن الهدنة، ارتفعت الأصوات مجدداً بالمطالبة بفتح طرق تعز، بعدما تضمن بيان المبعوث الأممي الإعلان عن اجتماعات مرتقبة بشأنها، لكن نشطاء وحقوقيين، انتقدوا التأجيل، مشددين على أهمية فتح الطرق دون تأخير. 

ويعد تشغيل مطار صنعاء والاتفاق على فتح الطرق وأهمها منافذ مدينة تعز، من أبرز العناوين التي تمثل اختباراً مهماً أمام الهدنة والتفاهمات، التي تشمل أيضاً تبادل مئات الأسرى والمعتقلين، ويقول المبعوث الأممي غروندبرغ إن “هذه الهدنة هي خطوة مهمة لكنها هشَّة أيضاً. وعلينا أن نحرص على استغلال هذه الفرصة التي تقدمها لنا الهدنة بأفضل ما يمكن للعمل نحو إنهاء النزاع. إنَّ هذين الشهرين سيكونان اختباراً لالتزام الأطراف بالوصول إلى حل سلمي للنزاع يؤمن أولويات الشعب اليمني واحتياجاته”. 

إقرأوا أيضاً: