fbpx

“ويجز” ومغنو الراب في مصر:
من الهامش إلى صلب الثقافة الموسيقية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم أن فن الراب لم يحظ بشعبية كبيرة في بدايته، إلا أن الوضع الآن مختلف وأصبح الراب الآن أحد أكثر الاتجاهات شعبية في مصر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه أهم من نقد المنظور الأحادي للحقيقة، إذ اعتبر ألا وجود لأحداث، بل لتأويلات، وأن التأويل ممتد إلى ما لانهاية، إذ يمكن تأويل التأويلات، وعرج نهايةً إلى أنه لا وجود لحقيقة مطلقة.

بُنيت النظرية الموسيقية في العموم،  على فرضية أن الهياكل الموسيقية يمكنها التعبير عن المفاهيم الإنسانية، والخوض داخل أغوار المشاعر البشرية،  وأن المقطوعة الموسيقية في المجمل،  تُرى وتُروى من طريقين، الأول هو وجهة نظر مؤلفيها، والآخر هو المتلقي باختلاف زمانه ومكانه وأيديولوجياته.

في الأسابيع الماضية، حظي مغني الراب المصري “ويجز” باهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي، فبعد طرحه أغنية “البخت”، دار جدال واسع، خاض في كل شيء، بدايةً من أغنية ويجز، إلى الراب، تحديداً العربي، ومنه إلى الموسيقى عموماً، وما يجب أن تحمله وألا تحمله من دلالات أخلاقية أو فنية أو سياسية. 

الخلاف حول ويجز وزملائه من مغني الراب العرب، هو حلقة جديدة من جدال قديم، ينشب كلما ظهر لون موسيقي جديد أتى من الخارج وتم تعريبه. الجدال الذي تشوبه كل مرة، تلك النظرة الأحادية للحقيقة، فكل منا يفترض أن الحقيقة هي ما يملك، وأن ما يعتقده الآخرون هو السراب. لكن وبرغم ذلك، يظل السؤال مطروحاً، هل من معيار يمكننا من خلاله قياس مدى جودة ما يقدمه ويجز وزملاؤه، وهل يجب أن يكون لاتجاهات ما بعد حداثية كالصوابية السياسية والأخلاقية دور في ما يتم تقديمه من فن، وهل يتبنى الراب العربي القضايا المجتمعية، أم يقع أيضاً ضحية للمنظور الأحادي للحقيقة؟

مولد الراب: بين الاستقرار والثورة

قبل عام 2011، كان الإنتاج الموسيقي المحافظ هو النمط الذي تتبناه الدولة، إيماناً منها بالمحافظة على الذوق العام، والخوف من أي اتجاه راديكالي قد يصدره أي لون موسيقي جديد قد يطرأ على الساحة. الاستقرار الذي ظل نظام مبارك يرسخه لعقود، كان له تأثير على الموسيقى هي الأخرى، وعلى مستمعيها بالتبعية. استثمر النظام السابق، في توطيد الأغنية الكلاسيكية، مع إنتاج ما يسمى بموسيقى “البوب”، والتي لا تتناول سوى الموضوعات الرومانسية في الغالب.

تزامناً مع اندلاع ثورة 25 يناير، أصبحت الساحات العامة في جميع أنحاء البلاد بوتقة تنصهر فيها هذه الدوائر الموسيقية، الكلاسيكية، مع الأنماط الشبابية الجديدة، وسرعان ما اجتاح مطربو الـ”أندرغراوند” الساحات وبدأوا فوراً إنتاج أغانٍ تبنّت خطاب الثورة.  على النقيض ، تردد مغنو البوب ​​في المشاركة في الثورة، فيما انخرط البعض منهم بالفعل في تأييد الرئيس الراحل حسني مبارك ومهاجمة الثورة.

بعد الثورة المصرية، كان هناك تعطش لشيء ما، أي شيء يجمع الناس معاً. فكّكت السياسة بعض العائلات والصداقات،  كانت مصر بحاجة إلى شيء ما ضد التيار التقليدي السائد. أخذت  المهرجانات هذا الدور على عاتقها.

شهدت مصر في السنوات القليلة الماضية تغييراً كبيراً في إنتاج الموسيقى وأسلوبها. لقد رأينا أنواعاً جديدة من الأغاني مثل أغاني الراب والمهرجانات تتصدر المشهد الموسيقي، وأصبحت لكل منها قاعدة جماهيرية كبيرة. على رغم أن فن الراب لم يحظ بشعبية كبيرة في بدايته، إلا أن الوضع الآن مختلف وأصبح الراب الآن أحد أكثر الاتجاهات شعبية في مصر.

الراب عموماً هو نوع من الغناء وأحد الفروع الرئيسية لـ”الهيب هوب”. وهو عبارة عن ترديد كلمات الأغنية بقافية معينة وكذلك التلاعب بالألفاظ لمطابقة القافية دون الالتزام باللحن المحدد. انتشرت موسيقى الراب في الولايات المتحدة الأميركية في بداية السبعينيات على يد الأميركيين الأفارقة في برونكس – نيويورك. توسعت عالمياً منذ أوائل التسعينات، وازدادت شهرتها في مصر في السنوات القليلة الماضية.

يتفق قدامى عشاق “الهيب هوب” عموماً على أن هذه الثقافة بدأت في جنوب برونكس في مدينة نيويورك في سبعينات القرن الماضي، في مجتمع يعاني من الفقر، ويسيطر عليه تعاطي المخدرات والجريمة، نبذ الجميع تقريباً هذه المنطقة من المدينة، لكن الذين أجبروا على العيش هناك، في الغالب بسبب الوضع الاقتصادي، كانوا بحاجة للتعبير عن مشكلاتهم وقضاياهم أمام الجميع بالخارج، وكنتيجة لهذا النضال، ولدت ثقافة “الهيب هوب” كحركة ثقافية أوسع من شباب لا يحترفون الغناء، بل كل ما يشغلهم هو التعبير عن أنفسهم، ووجدوا في هذا النوع من الغناء ضالتهم. ونظراً لأن موسيقى الراب كانت فناً ثورياً خلقه الشباب، فقد تناسب هذا الفن تماماً مع الاحتجاجات التي اندلعت في العالم العربي أواخر عام 2010، والتي قادها الشباب أيضاً، للتعبير عن أنفسهم، وللمطالبة بالحرية.

بدأ ظهور الراب في مصر منذ عدة عقود، تحديداً في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وكانت أولى هذه الفرق هي(واي كرو) والتي ظهرت عام 1998 وMTM، ثم بدأت موسيقى الراب بالظهور في الأفلام، على سبيل المثال، في فيلم عام “ورقة شفرة”  2008 وهو أول فيلم من ثلاثية “شيكو ، هشام ماجد ، وأحمد فهمي” للمخرج أمير رمسيس.  بعد فترة وجيزة ، تضمن فيلم أحمد مكي الأول “H دبور” موسيقى الراب كأغنية رسمية للعمل بعنوان “جدعان طيبين“. بعد ذلك بعامين، أنتج الفيلم المستقل “ميكروفون” تأليف وإخراج أحمد عبد الله، وبطولة خالد أبوالنجا ومجموعة من مطربي الراب الشباب، من بينهم جزء من فريق “واي كرو” مثل شاهين. توالياً، اشتملت الأعمال السينمائية والدرامية على موسيقى الراب كما هو الحال في معظم أعمال أحمد مكي. ثم استمر مغنو الراب في الظهور والانتشار.

من الهامش إلى منتصف الدائرة

بعد عقد على اندلاع ثورة يناير، اكتسب الراب المصري ومغنوه شعبية واسعة، وتقدم الراب ليكون في مركز الإنتاج الموسيقي في مصر. 

عام 2021 تصدر مغني الراب ويجز قوائم الأكثر استماعاً على تطبيق (Spotify)، إضافةً إلى احتلال مغني الراب أربعة مراكز من الخمسة الأولى على قائمة الأكثر استماعاً، وهم مراون بابلو في المركز الثالث، وأبيوسف في المركز الرابع، ومروان موسى في المركز الخامس، بينما حل عمرو دياب ثانياً.

مع هذا الرواج، ازداد الجدل حول هذا النوع من الأغاني، وسريعاً ما تمت مقارنته بالأغنية الكلاسيكية، التي تمثل لدى الكثير بوابة الولوج نحو الماضي السعيد، والأكثر هدوءاً من ذلك الحاضر الصاخب،  لكن الموسيقى لها طابع عالمي يجعل أي شكل من أشكالها قابلاً للمقارنة بآخر. فتحت كل نوع موسيقي فريد، توجد خيوط إبداعية تشق طريقها عبر جميع أنواع الموسيقى تقريباً وتشكل روابط،  وتربط حتى أكثر أنواع الموسيقى تنوعاً على ما يبدو.

تختلف الموسيقى الكلاسيكية اختلافاً كبيراً عن موسيقى الراب من حيث تراثها. إن جذور الموسيقى الكلاسيكية موثقة جيداً ويمكن إرجاعها إلى أكثر من ألف عام حتى أوائل العصور الوسطى. يمنح هذا الموسيقى الكلاسيكية تقدماً غنياً ومتنوعاً على مر القرون.

على النقيض من ذلك، فإن موسيقى الراب لها تاريخ لا يعود إلا إلى أوائل السبعينات وهو متأصل بشدة في الثقافة الحضرية للولايات المتحدة الأميركية.

موسيقى الراب تعني في الواقع “الإيقاع والشعر”، وكانت فكرة ظهور موسيقى الراب، هي أن يقوم المؤدي بتقديم الشعر المنطوق بطريقة إيقاعية يتم عزفها على الإيقاعات الأصلية. غالباً ما كان التركيز في الشعر سياسياً وجنسياً ومتفاخراً بطبيعته ومرتبطاً بانتظام بالتعليقات الاجتماعية. غالباً ما يكون الشعر في موسيقى الراب معقداً بشكل إيقاعي ومملوء بالعامية والجناس والتلميحات. وهذا يعطي الراب شعبيته المستمرة اليوم.

يتم وصف مسارات الراب على أنها أغاني. نظراً لتطور موسيقى الراب إلى الاتجاه السائد لثقافة الموسيقى الشعبية، فقد اتخذت على هذا النحو العديد من التقلبات والمنعطفات الجديدة فيما يتعلق بالأسلوب. الأغنية هي شكل ربما يكون أقدم أنواع الموسيقى كما هو الحال مع أصواتنا التي نعبر بها بحرية عن أفكارنا وعواطفنا. وهذا هو الرابط الأهم بين موسيقى الراب والموسيقى الكلاسيكية. 

الجدال الآخر دار حول المواضيع التي يتناولها الراب، وتأثيرها على قيم المجتمع، متأثرين بما لاقاه ويلاقيه الراب في الخارج من نقد حول تمثيل هذا الشكل من أشكال الموسيقى للعنف والاستغلال الجنسي وكذلك الاحتفال بحرب الشوارع والعصابات واستهلاك المخدرات والكحول والمواقف السلبية تجاه النساء. هناك فكرة أخرى سائدة في المجتمع مرتبطة بموسيقى الراب وهي الألفاظ النابية المتكررة والقوية المستخدمة في كلمات الأغاني.

الحقيقة هي أن موسيقى الراب يساء فهمها إلى حد كبير. غالباً ما تصورها وسائل الإعلام على أنها سلبية،  وتركز على موسيقى الراب أكثر عندما تكون مرتبطة بشيء غير مرغوب فيه بالمعنى الاجتماعي التقليدي. تتهم  وسائل إعلام موسيقى الراب بأنها محفز لبعض المشكلات الاجتماعية السلبية الأخرى التي كانت موجودة قبل فترة طويلة من انتشار موسيقى الراب. حقيقة الأمر هي أن هناك موسيقى راب إيجابية ويمكن أن تخدم غرض تحسين الوعي الاجتماعي من خلال زيادة الوعي ببعض القضايا التي يواجهها كثيرون. فقط لأن فنان الراب يتحدث عن مواضيع غير نمطية لا تناسب أهواء السلطة السياسية والاجتماعية في موسيقاه، فهذا لا يعني أنه ينوي إفساد عقول الجمهور. موسيقى الراب هي ترفيه ولا تنبغي معاملتها بشكل مختلف عن أي شكل آخر من أشكال الترفيه المتاحة. 

أحد هذه الآثار الإيجابية هو أنه تم استخدامه كموحد لمختلف المجموعات السكانية في جميع أنحاء العالم. لقد بدأ كثقافة فرعية بين المجتمعات الأمريكية من أصل أفريقي في أمريكا ولكنه الآن ظاهرة عالمية. في واقع الأمر، لا يقتصر ذلك على مجتمعات الأميركيين من أصل أفريقي فقط،  إذ تشكل المجتمعات غير السوداء خمسة وسبعين بالمائة من جمهور الهيب هوب العالمي. ما يثبت حقيقة أن الهيب هوب قد تجاوز الانقسام الثقافي قدرته على توحيد ملايين الشباب في جميع أنحاء العالم. هذا يذكرنا بالوقت الذي كانت فيه موسيقى الروك على شفاه الجميع على مستوى العالم. إن نمو ثقافة الهيب هوب بارز في أسلوب الشارع الحضري، من ارتداء الملابس المنسوخة من فناني الهيب هوب. والملابس الفضفاضة، والقبعات التي تلبس إلى الوراء وكذلك الأحذية الرياضية، والتي تمنح المراهقين إحساساً بالهوية.

كان الهيب هوب أمراً حيوياً في تعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي بين شباب اليوم. تقوم موسيقى الراب بتثقيف الناس من عدة وجهات نظر مختلفة وتثير العديد من القضايا الاجتماعية. الراب هو قناة للأشخاص للتحدث بحرية عن آرائهم حول القضايا السياسية أو الاجتماعية، ومن خلال القيام بذلك، فإنه يشرك المراهقين ليصبحوا قلقين ومدركين لهذه القضايا. هذا مهم في توعية الشباب بالعالم من حولهم والظروف التي يواجهونها في المجتمع ، وتمكين الأفراد من مناقشة الطرق التي يمكنهم من خلالها إحداث تغيير إيجابي داخل المجتمع. بعض القضايا التي أوجدت موسيقى الهيب هوب الوعي بها هي التمييز العنصري والفردية وأهمية التعليم والإيمان بأحلامك. الهيب هوب هو أيضاً انعكاس للروح والعقل، وهو عزاء لكل من الفنانين والمستمعين الذين قد يعانون من نفس المشكلات. تجمع الموسيقى عموماً الناس معاً، لكن بإمكان الشباب اليوم أن يكونوا أكثر إدراكاً للنضال والصعوبات التي يتحدث عنها معظم مغني الراب. 

 ويجز:” أجي دغري وصريح، يفتكروا كلامي فوازير”

يحفل مشهد الراب المصري بالكثير من النجوم الذين لمعوا في السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم ويجز ومروان بابلو وأبيوسف وغيرهم. برز ويجز في الأشهر الأخيرة، وتصدر المشهد، وأصبحت أغنياته محل جدال، يطلق الجمهور من خلالها أحكام على الراب ككل. تناول ويجز منذ ظهوره العديد من الموضوعات، والتي من الممكن اعتبارها بأنها الخيوط التي يسير على دربها الراب المصري.

تحفل أغاني ويجز والتي يؤلفها في الغالب، بالحديث عن نفسه ومعاناته الشخصية، سواء كانت هذه المعاناة بسبب تردي وضعه الاجتماعي قبل الشهرة، أو بسبب الخوف من عدم تقبل المجتمع له ولطموحاته، وهي سمة غالبة لأغاني الراب المصري عامةً، فالمعاناة هنا تنتقل من كونها شخصية تخص ويجز وزملائه فقط لتعبر عن معاناة هذا الجيل بأكمله، والتحديات التي أجبروا على مجابهتها بصدور عارية.

في أغنية “دموعي مالحة 2” التي نعى فيها رحيل شقيقه أحمد علي، يوجه ويجز كلمات أغنيته للسخط من الحياة وترتيباتها، فيقول:

“لسه في أول العشرين، مش شايف الموت بعيد
بنسى الهم بحشيش، صاحبي كلنا بنضيع
بسهولة ما بتجيش، حرام ما تغنيش
طاوعني ما تمشيش إنت راجل ما تبكيش”

ويتوالى نقده وسخطه على الحياة والمعاناة، فيقول في أغنية “بولا بولا“:

“بصحى أعيش في كوابيس 

أحلامي أعيش في عالم أخضر

 بيراضوك بفتافيت

 متوقعوش غير إني أخسر”.

هذا النمط في أغاني ويجز غير مفتعل، بل هو انعكاس لما عاشه في طفولته، ففي تصريحات سابقة له قال:

“عشت طفولة قاسية ولكنها جعلتني الشخص الذي أبدو عليه اليوم ومروري بظروف سيئة كان ضرورياً، أتذكر أنني كنت أملك في أيام معينة 20 أو 50 جنيها فحسب، وكنت أتعايش بما أملك ولا أستعين بأحد لذا أنا الآن أحمد الله على ما وصلت إليه لأن حالي تبدل ولا أريد شيئاً آخر”.

وفي مرحلة أخرى لاحقة من تطور مسيرة ويجز الفنية وعقليته بالتبعية، يقف ليسأل نفسه ويسأل شباب جيله، هل لومهم الحياة بشكل دائم صحيح؟ وهل لا يقع عليهم أي دور في هذا التردي لظروف حياتهم؟ وهل نقد الجيل السابق لهم صحيح أم لا؟ في واحدة من أجمل ما قدم حتى الآن، يسأل ويجز نفسه ويسألنا في أغنية “منحوس“:

“ما يمكن ده الصح ما يمكن ع الكل

 ما يمكن أنا فل وأنا أعرف إيه 

ويمكن العكس لما راسي بتثور وتلومني 

بموت بعيش وبشوف لسه هخسر إيه 

أنا منحوس

 جيلي اتمرد، جيلي اتغرب،  جيلي جرب 

جيلي عارف فين الصح

 جيلي عارف قيمته بره

 إحنا حبينا واتعلمنا

 ف لحظة وقعنا واتألمنا 

واتعلمنا مفيش غير رجولنا تشيلنا”.

وفي الأغنية ذاتها، يخاطب الأجيال السابقة التي تنتقده وتنتقد كل ما أتى به هذا الجيل، فيقول:

“كلنا بنعاني فتيجي عليا ليه يعني 

وتشوف إنك أحسن مني 

وتعيش رافض تسمعني 

عندي مخ ولسان بيأذيني وينفعني 

وأنت بتطلع أحكام لا تشغلني ولا بتاعتي”.

يتحدث ويجز عن علاقاته العاطفية أيضاً، فيشكو هجر حبيبته في أغنية “تايه“، ويتناول هجره حبيبة أخرى في أغنية “كان نفسي“، ويتحدث عن علاقة من طرف واحد، في الأغنية التي أثارت الجدل في الأيام الماضية “البخت“، ما نريد قوله أن الراب لا يتحدث عن المشكلات الطبقية التي يغنيها ممثلوه وحسب، بل يتناول أيضاً الاتجاه الرومانسي الذي ضجت به الأغنية الكلاسيكية طويلاً، ولكن من وجهة نظر جيل جديد.

يتناول ويجز ما هو أكبر من قضاياه الشخصية، ففي آخر إصدارته ” بعودة يا بلادي“، يسلط الضوء على قضية اللاجئين، وتهجريهم من بيوتهم وأوطانهم رغماً عنهم بسبب الظروف السياسية، والنزاعات الإقليمية، يتحدث عن الوطن الضائع، والأحلام المحطمة، وحلم العودة للديار، فيقول:

“سلبوا أوطانا 

أحلامنا أوطان 

حلمنا نبقى كبار

 وكبرنا فرسان إفرح يا دار

 عدينا بالصعاب وقولت أخ وما قلتش اه 

سايبنها على الله صاحبي تشاڤي وأنا مو صلاح

 يا بلادي يا بلادي بعودة يا بلادي 

كله من طينة يا بشر 

خدونا على الهادي”.

قد يأتي نجاح فن الراب بين المراهقين والشباب ليقدم نوعاً من الفن يعتمد على الكلمات التي تشمل ما تختبره هذه المجموعة، ولا ننكر أنه يقدم تعبيراً جريئاً وصادقاً عن حياتهم وأفكارهم ورغباتهم المسكوت عنها…

إقرأوا أيضاً:

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 24.04.2024

مع زيادة التهديدات الإسرائيلية… عائلات تترك رفح

للمرة السادسة، اضطرت عائلة أمير أبو عودة إلى تفكيك خيمتها من مكان نزوحها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتوجه بها إلى خان يونس التي تبعد عنها قرابة الأربعة كيلومترات، بعد تزايد الضربات الجوية الإسرائيلية على المدينة الحدودية مع مصر، وزيادة التهديدات بقرب تنفيذ هجوم عليها.