fbpx

أيّ أثر للتصعيد في أوكرانيا على الانتخابات اللبنانية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

إذا ما شعر حزب الله بأن الخناق السعودي سيضيق عليه سنياً، وعلى حلفائه مسيحياً، فالتصعيد في أوكرانيا قد يكون فرصة للتفلت من هذا الاستحقاق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ثمة متغيران إذا ما أٌدغما يصبح توقع إلغاء الانتخابات في لبنان أمراً مشروعاً، الأول داخلي وهو دخول السعوديين على خط الدعوة للمشاركة في الانتخابات اقتراعاً، وهو ما سيعرقل حسابات حزب الله لجهة ضمانه غالبية نيابية، والثاني التصعيد الذي المتوقع في الحرب في أوكرانيا، والاحتمالات الدراماتيكية التي يمكن أن تشهدها، لا سيما أن التوقعات بردود روسية عنيفة على تدمير الطراد “موسكفا”، ذهبت إلى احتمال ضربة نووية محدودة!

إذا ما شعر حزب الله بأن الخناق السعودي سيضيق عليه سنياً، وعلى حلفائه مسيحياً، فالتصعيد في أوكرانيا قد يكون فرصة للتفلت من هذا الاستحقاق، يضاف إلى هذا التصعيد، الصعوبات اللوجستية التي بدأت تلوح والتي تتمثل بصعوبة تأمين الكهرباء لصناديق الاقتراع والأكلاف الأخرى التي يتطلبها يوم الانتخاب والتي يعوقها حال الإفلاس التي تعيشها الدولة.

إذا ما صح توقع دخول السعوديين على خط الانتخابات لمصلحة خصوم حزب الله، فإن تغييراً كبيراً في خارطة النتائج من المفترض أن يحصل. حزب الله أكثر من يعرف هذه الحقيقة، فالناخب السني هو الأكثر قدرة من بين قطعان ناخبي الطوائف على إلحاق هزيمة انتخابية بالحزب. انتخابات العام 2009 خير دليل على ذلك. في حينها كانت التوقعات ذاهبة إلى أن يحرز حزب الله غالبية نيابية، فأطلق أمين عام حزب الله عبارته الشهيرة التي قلبت المشهد ضده، والتي وصف فيها يوم غزوة حزبه بيروت في 7 أيار من العام 2008 بـ”اليوم المجيد”، فتدفق السنة على الصناديق وقلبوا المعادلة وخسر الحزب الغالبية النيابية.

الاحتقان المذهبي يفوق نظيره في العام 2009، والـ”احباط” السني اليوم، والذي سارع الحزب لتوظيفه عبر تحالفات تفضي إلى فوز حلفائه السنة، واعتقد أنه سيعوض فيه احتمالات خساراته المسيحية، هذا الـ”احباط”، قد يتحول إلى طاقة اقتراع انتقامي في حال قرر السفير السعودي الذهاب في المواجهة مع السفير الإيراني في يوم الانتخابات اللبنانية!

 لكن ثمة عامل إضافي هذه المرة سيضاعف من مخاوف حزب الله، ويتمثل في أن أوضاع حلفائه المسيحيين أشد سوءاً من حالهم في العام 2009، وهو ما قد يعني ارتداد حزب الله إلى موقعه التمثيلي الشيعي، وقبوله بشركاء يقاسموه النظام والدولة. وهذا الواقع قد يعيده سنوات إلى الوراء، وسيعيد طرح ونقاش شرعية سلاحه، بعد أن كان وضع هذا الاحتمال وراءه. ولا داعي هنا للتذكير بأن هذا النقاش لن يكون نموذجياً ومجدياً طالما أنه سيجري بين ممثلين للسعودية وممثلين لإيران، وسينتهي بتسويات تبقي السلاح مقابل أثمانٍ للشريك الإقليمي.

هذا السيناريو ما زال توقعاً يحتاج إلى مزيد من الوقائع لكي نستشرفه، لكن مؤشرات عديدة بدأت تلوح، أبرزها الافطارات التي باشرها السفير السعودي وليد البخاري  بعد عودته إلى بيروت، والتي دعا فيها إلى المشاركة في الاقتراع، والتي أسالت لعاب خصوم الحزب السنة والمسيحيين. ومن المؤشرات أيضاً التحول في توقعات الفوز الذي بدأ يصيب الصحافة القريبة من حزب الله، فدائرة زحلة مثلاً انتقل الكلام عنها بوصفها من الدوائر التي حسم الحزب والتيار العوني الفوز فيها، إلى دائرة من المحتمل أن يقلب الناخب السني فيها الطاولة على نحو ما فعل في العام 2009.

حزب الله، إذا ما لمس هذا التحول لن يكرر تجربة العام 2009، خصوصاً إذا ما أضيف إلى مشهد البرلمان الذي لا يملك فيه أصلاً الغلبة، أقلية من خارج الانقسام الذي يجيد اللعب فيه، أي من الـ”تشرينيين”، وهؤلاء ستزيد فرصهم في حال رفع السنة من نسبة تصويتهم. 

إقرأوا أيضاً:

الحدث الأوكراني إذا ما تصاعد سيكون احتمالاً يعلق عليه خيار “التأجيل”، ذاك أن العالم سيكون منشغلاً بالتصعيد هناك، وربما بالاحتمالات النووية التي تعني الكوكب مجتمعاً. الانتخابات في هذه الحال ترف لا يملكه لبنان المفلس والمنهك، والتأجيل سيشكل متنفساً لحلفاء حزب الله المسيحيين، الذين يضيق الخناق الانتخابي عليهم يوماً بعد يوم، وهم سائرون في ضيقهم إلى مزيد منه. فجبران باسيل بلغ من الذهول حداً دفعه بالأمس إلى مخاطبة الناخبين بما يدينه، قال لهم “انتخبوا الكهرباء لا المولدات”، الكهرباء التي يعرف ناخبوه أنه هو من حرمهم منها! 

السعوديون لن يكونوا الغيث طبعاً لمن يطمح بإلحاق هزيمة بحزب الله. سيتقاسمون معه الحصص، وستضاف حصتهم من لبنان إلى أوراقهم التفاوضية في اليمن والخليج، هذا إذا لم يقطع الحزب عليهم الطريق عبر الخيار الأوكراني.    

إقرأوا أيضاً: