fbpx

السلطة اللبنانية تلقي بطرابلس في البحر

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

أصوات الناجين من مركب الموت الطرابلسي الذي غرق أو أُغرق قبالة ميناء عاصمة الشمال اللبناني، ظهرت واضحة وقاطعة: “نحن هاربون من وجوهكم الكالحة، وسنعاود المحاولة حالما تحين الفرصة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 أصوات الناجين من مركب الموت الطرابلسي الذي غرق أو أُغرق قبالة ميناء عاصمة الشمال اللبناني، ظهرت واضحة وقاطعة: “نحن هاربون من وجوهكم الكالحة، وسنعاود المحاولة حالما تحين الفرصة”. 

هذه الرسالة أو ما يوازيها رددها عدد من الناجين وهم على أجهزة التنفس التي أحضرتها فرق الإنقاذ إلى المرفأ. لن ترف عين لأحد من الطبقة الحاكمة، ولن يشيح أحد من أفرادها بوجهه عن الفريسة التي يواصل التهامها منذ عقود.

ضجت شاشات الهواتف بفيديوهات ناجين منهكين وغاضبين من قارب موت حاولوا من خلاله الهرب من المستنقع اللبناني. هناك عدد من المفقودين فيما غرقت طفلة وعاد العشرات مثقلين بجروحهم ويأسهم.

الهاربون جوعى، وثمة من تسبب بعيشهم على شفير الموت والمرض والظلام. يعرفونهم واحداً واحداً، ويحفظون قصص سطواتهم ويعاينون وجوههم التي ترتفع صورها على أسطح أحيائهم البائسة. لقد أعادهم قارب للجيش اللبناني، ويقولون إنه هو من صدم قاربهم وأغرقه. فكيف تجرأوا على الهرب من المجاعة التي نظمها لهم أهل السلطة؟ قارب الجيش لبى النداء لإعادتهم، ذاك أن انتخابات وشيكة على الأبواب، وهؤلاء الفقراء هاربون من واجبهم المتمثل بإعادة انتخاب من تسبب بجوعهم. فليقترعوا ويغادروا، أما أن يخذلوا أصحاب الوجوه الكالحة المنتشرة صورهم بلا خجل من الناقورة إلى النهر الكبير، فهذا ما لن يسمح به الجيش اللبناني. 

 قال الطرابلسي الذي كان ينتظر شقيقه وعائلته الناجين قال “لا نستطيع أن نكون معهم في بلد واحد. إما هم يغادرون أو نحن نغادر… سنعاول المحاولة”. والمرء اذ يسمع صوت هذا الرجل الغاضب، يسأل نفسه: أي نوع من البشر هؤلاء الذين تسببوا بما تسببوا به للبنانيين؟

غرق الطرابلسيين أثناء محاولتهم النجاة من المجاعة الزاحفة على مدينتهم، ترافق مع ترشيح رئيس مجلس النواب نبيه بري المصرفي صاحب السمعة السيئة مروان خير الدين على لائحته التي يشترك فيها مع حزب المقاومة، وترافق مع إعلان مجلة فوربس عن ارتفاع ثروة رئيس الحكومة وابن طرابلس نجيب ميقاتي إلى 3 مليار دولار، ومع بداية عملية توريث لمقعد رئاسة الجمهورية بدأها ميشال عون لمصلحة صهره جبران باسيل.

غرق من غرق ونجا من نجا، وبينما سيستأف الرؤساء عيشهم ورخاءهم، سيواصل الطرابلسيون محاولاتهم مغادرة هذا البؤس. قال الطرابلسي الذي كان ينتظر شقيقه وعائلته الناجين قال “لا نستطيع أن نكون معهم في بلد واحد. إما هم يغادرون أو نحن نغادر… سنعاول المحاولة”. والمرء اذ يسمع صوت هذا الرجل الغاضب، يسأل نفسه: أي نوع من البشر هؤلاء الذين تسببوا بما تسببوا به للبنانيين؟ هم أنفسهم من عادوا وترشحوا للانتخابات! والجواب يصله عبر العبارة الأثيرة لأمين عام الجمهورية اللبنانية حسن نصرالله والتي قال فيها: لن نغير مرشحينا، فهم نجحوا في مهامهم وسنجدد لهم.

لا وقاحة تفوق وقاحة أهل السلطة في لبنان. فجروا بيروت وها هم بصدد إزالة الشاهد على جريمتهم، أي أهراءات المرفأ. سرقوا ودائع الناس في المصارف وهم الآن على وشك إصدار قانون يشرع السرقة التي ارتكبوها. واليوم جاء دور طرابلس التي تسببوا بتجويع فقرائها ودفعهم للهرب عبر قوارب هشة، ثم يرسلون قوارب الجيش اللبناني لتعقبهم.   

إقرأوا أيضاً:

    

 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!