fbpx

الأردن: لا لقاحات ضد “كورونا” لذوي الحاجات الذهنية الخاصة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أهالي الأشخاص ذوي الحاجات الذهنية يعانون من حرمان أبنائهم من لقاحات “كورونا”، بسبب غياب المتخصصين المؤهلين علمياً، والملمين بطرائق التعامل مع حالات أبنائهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“ما حاولت أسأل إذا في حدا مختص، لأني رحت أخذت المطعوم مع زوجتي وأولادي وشفنا كيف التعامل فمن الصعب يقدروا يتعاملوا من واحد في الحالة هاي”. 

  هذا ما قاله والد عمر عن ابنه الذي يعاني من إعاقة ذهنية نمائية بسيطة وطيف التوحد، عن فترة تلقي لقاح “كورونا”، موضحاً أن ابنه لا يستطيع التعامل مع الكوادر الطبية بسهولة، ويخاف من الأدوات الطبية خاصة الإبر، إذ يسبب له ذلك حالات تشنج متكررة نتيجة الخوف.

 أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يعانون من حرمان أبنائهم من لقاحات “كورونا”، بسبب غياب المتخصصين المؤهلين علمياً، والملمين بطرائق التعامل مع حالات أبنائهم، وعدم وضوح وكفاية آليات التطعيم التسهيلية البديلة، ما أخر حقهم في الحصول على لقاح “كوفيد- 19″، والذين يزيد عددهم عن 17 ألف شخص من إجمالي ذوي الإعاقة.

مع بداية عام 2022 دخل أمر الدفاع 35 (رقم 1/2) حيز النفاذ. يمنع بموجبه  أي شخص تجاوز 18 سنة من مراجعة الوزارات، والدوائر الحكومية، والمؤسسات الرسمية والعامة والقطاع الخاص، إلا إذا تلقى جرعتين من اللقاح، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتأثرون بشكل غير متناسب مع “كوفيد- 19″، ويجب توفير جميع تدابير الوقاية، بما فيها التطعيم.

لا تمتلك وزارة الصحة معلومات عن أعداد المؤهلين من الكادر التمريضي للتعامل مع الأمراض الذهنية، إذ تجاهلت الرد على هذا السؤال الذي وجه لهم بطلب حق الحصول على المعلومة في 9 آذار الماضي.كانت

تواصل قيد التفعيل

يعاني شقيق توفيق نزال إعاقة ذهنية منذ الولادة، يقول “أخي لا يتقبل التعامل مع الأطباء في المحيط الخارجي للمنزل، إضافة إلى خوفه من الغرباء. ما يتطلب تعاملاً خاصاً في إطار المنزل وبوجود الأهل”.

دفعه حرصه على تلقي شقيقه التطعيم  إلى التوجه في شهر حزيران/ يونيو 2021 صوب مركز التطعيم في مدينة الحسن الرياضية في إربد، والسؤال عن وجود فرق تطعيم متخصصة للحالات الخاصة في المنازل، إلا أن الكوادر الطبية، نفت وجود فرق من هذا النوع، مشيرة إلى أن عليه إحضار شقيقه إلى مركز التطعيم.

عمار الأعرج (29 سنة)، يعاني هو الآخر من طيف التوحد وإعاقة ذهنية، ويتصف بكثرة الحركة. يقول والده “من متابعتي الشخصية لابني، أصعب شيء عنده هو التعبير، أن يجمع أحرفاً ويضعها في كلمة ويحكيها للشخص الذي أمامه”، وهذا يعني أن ابنه يحتاج إلى متخصصين قادرين على فهمه لشرح الهدف من اللقاح بطريقة سلسة.

وانتقد طريقة نشر المعلومات والترويج إعلامياً لحملة التطعيم- الموقتة لذوي الاعاقات الذهنية- سواء من قبل خلية الأزمات وحتى المجلس الأعلى لذوي الإعاقة، واصفاً إياها بأنها “ضعيفة ولم يعلم عنها”.

الطعم حق للجميع 

عضو اللجنة الوطنية للقاحات كورونا الاستشاري ضرار حسن بلعاوي، يوضح أن اللقاحات بالاستناد إلى الدراسات والبراهين آمنة وفعالة، ولا تتعارض مع أي نوع من الأدوية، ما يعني ضرورة إعطاء الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية اللقاحات، لاعتبارهم من ذوي الأخطار العالية، نظراً إلى أن أجهزتهم المناعية قد تكون ضعيفة وغير قادرة على التعامل مع الفيروسات والبكتيريا.

منحت المادة (24) من قانون الأشخاص ذوي الإعاقة 20 لسنة 2017 حق الحصول على تأمين صحي للأشخاص ذوي الإعاقة، ما يكفل حقهم في تلقي الخدمات الصحية والتأهيلية والحصول على المطاعيم والعلاجات بجميع أنواعها.

شخّص الدكتور جاك سركيس استشاري الاضطرابات العصبية والتوحد، المشكلة الحقيقة في التعامل مع مصابي طيف التوحد والإعاقات الذهنية، بأنها “تكمن في عدم إلمام الكوادر الطبية بصورة عامة في كيف يرى هؤلاء الناس من حولهم”، لذلك من الضروري تأهيل الكوادر الطبية على اختلافها قبل التخرج في كيفية التعامل مع الإعاقات المختلفة، وامتلاك المعلومات والمهارات الكافية للتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن المصابين بالتوحد مثلاً لا يعانون من مشكلة في فهم المواقف، إنما تأخر في استدراك المواقف والحديث وتحليل المعلومات التي يستقبلونها، يقول سركيس. 

 الإعاقة الذهنية عبارة عن انخفاض في المستوى الاستدراكي العقلي مع اختلافات سلوكية، تتطلب خططاً لتعديل السلوك، ما يجعلنا أمام مسؤولية إيضاح المعلومات الطبية للأهالي عن الطعم وأعراضه وطرائق التعامل معه في حال حدوث أي مضاعفات جانبية، إلى جانب توفير الهدوء في بيئة آمنة للتعامل مع مع ذوي الإعاقة الذهنية وبوجود أهاليهم، بحسب اختصاصية التربية الخاصة هنوف العظامات. 

مديرة جمعية “أنا إنسان” لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة آسيا ياغي، تقول إن دور جمعيتها وجمعيات أخرى سيكون فعالاً في حال منحها صلاحية المساهمة في تطعيم ذوي الإعاقة بتشجيع أهاليهم وتوعيتهم. وتشير إلى أن الجمعية قادرة على تدريب الكوادر كونها تملك دليلاً تدريبياً حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة ما يعني أنه ليس بالأمر الصعب، كما أنه من الأفضل إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة من المطلعين على شؤونهم في وضع الخطط لتكون باتجاهها الصحيح. 

تنص المادة (23) من قانون الأشخاص ذوي الإعاقة 20 لسنة 2017 على إلزامية وزارة الصحة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والجهات المختصة بالتنسيق مع المجلس الأعلى لذوي الإعاقة في ضمان حق وصول ذوي الإعاقة للخدمات والمستشفيات والمراكز الطبية التابعة للوزارة، والعمل على تأهيل الكوادر الطبية والفنية في المستشفيات والمراكز الطبية على أساليب التواصل والتعامل مع ذوي الإعاقة لضمان استيفائهم الحقوق العلاجية والطبية كاملة.

المعلومات الأولية كانت تفيد بعدم جاهزية وتهيئة الأماكن لذوي الإعاقة حتى يحصلوا على اللقاحات إلا أنها بعثت لوزارة الصحة باستعداد الجمعية للمساعدة، بأن تكون مقراً مهيأ للتطعيم، إلا أن وزارتي الصحة التنمية لم تردا، توضح ياغي.

حملة موقتة لم تصل للجميع

في 31 آذار/ مارس 2021، أطلق المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة بالتنسيق مع وزارة الصحة وخلية عمليات الأزمة في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، حملة لتطعيم الأشخاص ذوي الإعاقة لمدة 5 أسابيع موزعة على جميع الإعاقات، وقامت بتفعيل منصة خاصة تابعة لوزارة الصحة للتسجيل عليها، إلا أن الحملة كان لفترة محدودة ولم تستمر بعد المدة المحددة.

أعلن المجلس  عن الحملة بأخبار صحفية ونشرات فيسبوك، تخللها رقم هاتف للراغبين بالاستفسار.

الناطق الإعلامي باسم المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة رأفت الزيتاوي، برر توقف الحملة بسبب ضعف إقبال ذوي الإعاقة الذهنية عليها، إذ بلغ عدد الحاصلين على اللقاح خلال العام الماضي 738 شخصا في يوم واحد، موزعين على 14 مركزاً في المملكة، مع عدم القدرة على تفريغ مراكز محددة للحملة في ظل الضغط الحاصل في تلك الفترة.

ويشير إلى أن المجلس حاول إكمال الحملة من خلال إجراءات تسهيلية تمثلت في وضع بند “غير قادر حركياً” في منصة التسجيل للمطعوم، إضافة إلى إعطائهم الأولوية في التطعيم في المراكز عند قدومهم وعدم الانتظار.

إقرأوا أيضاً:

الإعاقات لا تحتاج متخصصين!

مسؤول المعلومات في وزارة الصحة عمار السويطي يقول إن “ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد يتلقون اللقاحات من قبل الكوادر مع إعطائهم الأولوية وليس بوجود متخصص في الإعاقات بالضرورة”. الوزارة دربت كوادرها على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل جار على تدريب كوادر الصحة كافة، يوضح السويطي.

ولا تمتلك وزارة الصحة معلومات عن أعداد المؤهلين من الكادر التمريضي للتعامل مع الأمراض الذهنية، إذ تجاهلت الرد على هذا السؤال الذي وجه لهم بطلب حق الحصول على المعلومة في 9 آذار الماضي.

مدير وحدة الاستجابة الإعلامية للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدكتور أحمد النعيمات، يقول إن خلية عمليات الأزمة ركزت في خططها في عملية التطعيم على الفئات ذات الأخطار العالية، ومن ضمنها الأشخاص ذوي الإعاقة سواء الذهنية أو الحركية.

ولتنفيذ خططها، زادت الخلية عدد فرق التطعيم المنزلي من 3 إلى 37 بسبب الضغط، وفق النعيمات. معتبرا أن خلل التأخر في التطعيم لبعض المسجلين على المنصة قد يكون سببه عدم توضيح الأهل لحالة الشخص أنه من ذوي الإعاقة الذهنية  حتى يصبح أولوية في عملية التطعيم.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.