fbpx

مأساة سنجار تعود إلى الواجهة: “اليبشة” تتمرّد على الجيش العراقي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“مأساة حقيقية نمرّ بها الآن تجعلنا نتذكر ما حصل لنا قبل 8 سنوات، وهنا يجب أن نقف عند الأمر لنصل إلى حل لتحديد مصائرنا في هذا البلد”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حاملاً شعار “مدينتنا المنكوبة ليست للقتال”، يقف الشاب الايزيدي شيروان برفقة عدد قليل من شباب سنجار في إحدى ساحات المدينة تنديداً بالاشتباكات التي تحصل بين فترة وأخرى بين قوات الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار “اليبشة”.

الاشتباكات التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية كانت الأعنف بين الطرفين وخلفت موجة نزوح لأهالي مناطق الاشتباكات باتجاه مناطق أكثر أمانا وكذلك في اتجاه إقليم كردستان العراق.

ومنذ عام 2018 تحدث اشتباكات متقطعة بين قطعات الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار “اليبشة”، وقد تجددت منذ 23 من شهر نيسان/ أبريل 2022، بعد قيام “اليبشة” باعتقال عنصرين عسكريين قبل إطلاق سراحهما، وشنت القوات العراقية هجمات متفرقة على بعض مقرات “اليبشة” وتم اعتقال عدد من عناصرها وتم تعزيز وجود القوات المسلحة العراقية بقوات مدرعة تحضيراً لعملية أكبر.

نزوح جديد 

أكثر من 650 عائلة ايزيدية وصلت إلى مدينة دهوك في كردستان العراق بحسب تصريح مدير دائرة الهجرة والمهجرين في المدينة بير ديان جعفر، وتعد موجة النزوح هذه الأكبر منذ 2014 مع اجتياح “داعش” سنجار وارتكابه إبادة جماعية بحق الأيزيديين بحسب تصنيف الأمم المتحدة لتلك الجرائم.

يقول شيروان حجي، وهو شاب بقي في سنجار برغم الأحداث الأخيرة: “مأساة حقيقية نمرّ بها الآن تجعلنا نتذكر ما حصل لنا قبل 8 سنوات، وهنا يجب أن نقف عند الأمر لنصل إلى حل لتحديد مصائرنا في هذا البلد”.

الناشطة الأيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام في العام 2018 ناديا مراد، علقت على الاحداث الاخيرة في تغريدة كتبت فيها: “بعد سنوات من النزوح، يجد السكان العائدون للتو أنفسهم مرغمين على الفرار من جديد من بيوتهم بسبب الاشتباكات الحالية في سنجار”. وأضافت: “أدعو المجتمع الدولي للتدخل والعمل مع الحكومة العراقية لحلّ مشكلة المنطقة وحماية المدنيين”.

الأزمة الأخيرة 

الأزمة الاخيرة كانت نتيجة أزمات سابقة حدثت في القضاء الواقع غربي محافظة نينوى شمال العراق، وهو يعد أكبر معاقل الأيزيديين في العراق والعالم وتعود أحداثها لما يصفها الجيش العراقي بعمليات فرض القانون وطرد العناصر الاجنبية في سنجار، ويتهم الجيش العراقي “اليبشة” بفرض سيطرتهم على القضاء وعدم التعاون مع الجيش ووجود عناصر أجنبية في صفوفها.

بيان خلية الإعلام الأمني الرسمية ذكر أن مجموعة من عناصر “اليبشة” قطعت عدداً من الطرق ومنعت حركة المواطنين في قضاء سنجار في شمال البلاد، ما دفع قوات الأمن إلى التعامل معها.

وأضافت الخلية أن القوات العسكرية قامت بفتح الطرق، لكنها “تعرضت لرمي كثيف بالرصاص مع انتشار للقناصين على أسطح عدد من البنايات وزرع الطرق بالعبوات الناسفة”.

وأشارت الخلية إلى أن العمليات المشتركة “أصدرت أوامرها بشكل واضح للتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك ضد أي تصرف أو ممارسة من شأنها زعزعة الأمن”.

في المقابل، نفى القيادي في “اليبشة” عارف شنكالي، ما جاء في بيان خلية الإعلام الأمني وقال إن “الجيش العراقي بادر إلى الهجوم علينا واتهمه بتنفيذ اجندات سياسية هدفها سحب سلاح الإيزيديين وجعلهم بدون قوة”، على حد قوله.

وقال مصدر عسكري لـ”فرانس برس”: “لدينا شهيد وجريحان”، لافتاً في المقابل إلى مقتل 13 عنصراً من “اليبشة” وهذا ما قال شنكالي إنه غير صحيح وأعلن الجيش العراقي عن مقتل احد عناصره في الاشتباكات وجرح عدد آخر لم يحدده.

ونقلَ المرصد العراقي لحقوق الإنسان وقوع إصابات في صفوف المدنيين بسبب المعارك، التي قيل إنها شهدت استخدام أسلحة متوسط وثقيلة من قبل الطرفين.

كما أوضح أن المعارك تدور داخل القضاء الذي يشهد صراعاً بين قوى محلية ودولية، ما تسبب بانتشار السلاح في المنطقة التي اجتاحها تنظيم “داعش” عام 2014.

وخلال اتصال مع “المرصد العراقي لحقوق الإنسان”، أوضح مروان سنجاري، وهو أحد السكان المحليين في القضاء، أن “عناصر اليبشة تمركزوا داخل المنازل المدنية، كما أن الجيش العراقي لم يُبالِ للخطر المحدق على المدنيين عندما استخدم الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية”.

وأكد شنكالي أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين وسحب الطرفين قواتهما من بين منازل المدنيين وهذا ما أكده مصدر عسكري من داخل غرفة العمليات المشتركة العراقية.

ما هي “اليبشة” وما خلفياتها؟

“اليبشة” قوة عسكرية جلّها من الأيزيديين ظهرت في بداية عام 2015 بعد دخول “داعش”، وتم تشكيلها بدعم من “حزب العمال الكردستاني” للدفاع عن الايزيديين في ذلك الوقت، وتحرير مدينة سنجار من سيطرة “داعش”، حسب بيان التأسيس آنذاك.

وعام 2018، أعلن عن تشكيل فصيل لواء النصر من عناصر “اليبشة” أنفسهم وليكون ضمن تشكيلات الحشد الشعبي العراقي ومنظومة الدفاع العراقية وكان يضم آنذاك 230 عنصراً، بينهم نساء ايزيديات ورافق ذلك إعلان “حزب العمال الكردستاني” انسحابه من قضاء سنجار.

بعد إصدار قانون هيئة الحشد الشعبي العراقية واعتبار الأخير قوات رسمية تابعة للدولة العراقية، وممولة من الميزانية الرسمية العراقية، تم ترتيب الأسماء والألوية والأفواج عام 2020، ليعلن عن اسم جديد للواء النصر المبين وهو الفوج 80 وليضم إلى صفوفه عدداً أكبر من المقاتلين الأيزيديين ويرتفع عدد العناصر إلى أكثر من 1500 شخص.

يعود أساس المشكلة إلى اتفاقية سنجار في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 التي تم توقيعها بين بغداد وإربيل حول تطبيع الأوضاع في القضاء، على أن يضمن الاتفاق سيطرة الجيش العراقي على كامل مفاصل سنجار وتشكيل قوة شرطة محلية قوامها 3000 عنصر من أهالي المدينة وإخراج جميع الفصائل المسلحة الأخرى.

هذه الاتفاقية، وعلى رغم أنها لقيت دعماً دولياً كبيراً، إلا أنها ووجهت بمعارضة ايزيدية وبخاصة من القريبين من “الحشد الشعبي”، نتيجة عدم إشراكهم في الاتفاقية إلى اعتراضهم الشديد على فقرة إخراج الفصائل العسكرية.

“الحزب الديموقراطي الكردستاني”، شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة تطبيق اتفاقية سنجار، وعلى وجوب إخراج جميع الفصائل المسلحة وفرض الجيش القانون فيها وينوّه الحزب في بياناته إلى وجود عناصر “حزب العمال الكردستاني” ووجوب طردهم لاستقرار الأوضاع في المدينة كما يقول عضو “الحزب الديموقراطي الكردستاني” محمد زنكنة.

وتطالب قوات “اليبشة” بضم جميع عناصرها إلى صفوف القوات الأمنية العراقية، كما يشير شنكالي، إلى أنه لا يمكن القبول “بضم جزء صغير منا وترك البقية بدون راتب وعمل”. ويؤكد أنهم متعاونون مقابل ضم  جميع عناصر “اليبشة” البالغ عددهم 4500 عنصر إلى صفوف المنظومة العسكرية العراقية.

قيادة ما يسمى “وحدات مقاومة سنجار” أصدرت بياناً اتهمت فيه حكومة مصطفى الكاظمي بأخذ أوامرها من الحكومة التركية، وأن ضرب “اليبشة” يخدم “أعداء العراق”، ويعيد الأيزيديين إلى عام 2014. وشدد البيان على الحق في “حماية أنفسنا لأننا كمجتمع أيزيدي وعلى مر تاريخنا واجهنا الكثير من الإبادات الجماعية والسبب الرئيسي في ذلك اننا كنا لا نمتلك قوة دفاعية ذاتية”، في إشارة إلى الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح ومواصلة المعارك.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.