fbpx

القناص الاسرائيلي يطارد نعش شيرين أبو عاقلة إلى القدس

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

المشهد رهيب. شيرين مسجاة في نعشها بهدوء الضحية، فيما الجنود القتلة يحاصرون المشيعين ويضربونهم. لم يسبق أن شهدنا نعشاً محاصراً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

وضعت إسرائيل اليوم توقيعها رسمياً على جريمة قتل الزميلة الصحافية شيرين أبو عاقلة. القناص الذي سدد بندقيته على رأسها، تبعها إلى القدس، وكنا اليوم إزاء الحلقة الأخيرة من الجريمة. الجنود انهالوا بأعقاب بنادقهم على النعش وعلى المشيعين. هالهم هذا الحزن الذي أصاب المدينة وأصاب العالم، وقرروا أن ينتقموا من شيرين مرة أخرى. لا شيء يمكن أن يفسر غضبهم من نعش سائر إلى مثواه الأخير إلا أن الموت الذي استهدفوا به الزميلة أصاب صورتهم، فكان اليوم فرصة للانتقام من القتيلة ومن الحزن المخيم على سكان أورشليم.

المشهد رهيب. شيرين مسجاة في نعشها بهدوء الضحية، فيما الجنود القتلة يحاصرون المشيعين ويضربونهم. لم يسبق أن شهدنا نعشاً محاصراً. نعم إنهم يحاصرون النعش. جنود مدججون بأسلحة غريبة يحاولون اسقاط النعش. “سقط النعش أرضاً”، فرد أحد المشيعين:” لا لم يسقط، لن ندعهم يسقطونه”. معركة تحمل بعداً رمزياً لطرفيها. إنها القدس صاحبة أغرب المعارك وأكثرها غموضاً، منذ الفيلق العربي وصولاً إلى شيرين أبو عاقلة.

ثم أن حصار النعش شهده هذه المرة سفراء وقناصل ومواطنون كثراً. شيرين لم تكن لوحدها هذا المرة، ولن يتسنى لنفتالي بينت أن يقول إن وراء قتلها قناص فلسطيني. فالقدس استدرجت القناص من جنين وأتت به إلى جوار قتيلته، وهو اذ فقد توازنه شرع يصرخ إنها قتيلتي، لقد قتلتها بيدي ولا يحق لكم أن تحزنوا عليها وأن ترافقوها إلى مثواها الأخير. كانت خطة محكمة حاكتها المدينة الرابضة تحت الاحتلال، والتي يسعتد بينت لجعلها عاصمة لدولته. 

لنا أن نتخيل أن شيرين تواصل هدوءها، وأنها من نعشها تراقب ما يجري، لا بل أنها تعرف أن القاتل سيتعقبها إلى مسقط رأسها، وها هي الآن تدقق بملامحه. إنه حقاً قاتل، ذلك الجندي الذي انهال على النعش ببندقيته، وذاك الذي راح يوزع لكماته على المشيعين محاولاً اختراق الحزام البشري الذي يحيط بنعش شيرين. سقط القناع عن وجه القناص، وها هو الآن وجه عار أمام قتيلته، ولم يجد أمامه سوى أن يستأنف قتلها. اللحظة عبثية إلى حد لا يصدق، ذاك أن ثمة قاتل هزمته قتيلته، وهو وان كان غير نادم، إلا أنه يشعر بالهزيمة من رأسه إلى أخمص قدميه.

والنعش اذ يواصل سيره في أحياء المدينة، راح يستدرج مزيداً من القناصة ومزيداً من الجنود، لكن أيضاً مزيداً من المشيعين. شابات مشيعيات ممسكات بالنعش في مواجهة جنود حليقي الشعر. ما الذي دها بعقول هؤلاء. الأرجح أن تكون القدس، المدينة التي هم بصدد ضمها، والتي يصوغون سياسات لإفراغها من فلسطينييها. القدس التي رفضت شيرين أن تغادرها، والتي يحمل أهلها هويات غريبة لا تخولهم إلا مغادرتها. القدس هي من أفقد الجنود توازنهم. النعش السائر في أحيائها والمتوجه إلى مثوى شيرين الأخير. الجنود لا يريدون أن تكون القدس مثوى أي فلسطيني، يريدونها للمستوطنين أمثال يعقوب الذي أفصح أمام العالم أنه سطا على ذلك المنزل في حي الشيخ جراح لأنه، إذا لم يفعل، فإن مستوطناً آخر غيره سيسطو عليه. شيرين كانت في حينها في حي الشيخ جراح، وها هم أهل الحي جاءوا اليوم لتشييعها. هذا التعاقب هو تماماً ما يعني أن القدس لأهلها الفلسطينيين.   

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.