fbpx

انتخابات 2022: حربٌ على تركة عونية منتهية الصلاحية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الانتخابات ربما تكون آخر محاولة لخصوم جبران باسيل داخل العائلة العونية، لتصحيح مسار “الورثة” التي حددها عون عام 2015. وهم، عبر الإنتخابات يحاولون، وعلى رأسهم نعيم عون أن يحصلوا على حصة ولو ضئيلة من “نعيم” ميشال عون الذي لم يعد اللبنانيين إلا بـ… جهنّم!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشغل الانتخابات النيابية معظم اللبنانيين. ساعات قليلة تفصلنا عنها، ومع مرور الوقت، تحتدم المعركة الانتخابية في كل منطقة، ونشهد معارك داخل المعارك، بين أحزاب المنظومة ضد المعارضة وبين أحزاب المنظومة أنفسهم، كما بين تيارات المعارضة التي تتصارع في كثير من الأحيان فيما بينها. لكن معركة واحدة، خاسرة على الأرجح، تجرى بصمت وتعتيم إعلامي شديد!

نعيم عون، اسم غير معروف إعلامياً، ولكنه معروف جيداً في أوساط العونيين السابقين والحاليين، هو ابن أخ رئيس الجمهورية ميشال عون، ولكنه لا يعيش في جلباب عمه، وليس مدللاً كالوزير السابق وصهر الجنرال ورئيس التيار جبران باسيل، والسبب بسيط: حالة تمرد قادها نعيم داخل التيار الوطني الحر عام 2015، عندما أراد ميشال عون حينها تسليم حزبه لجبران باسيل، وحصل اعتراض كبير من قيادات وكوادر قديمة في التيار، وكان على رأسها نعيم عون وزياد عبس، وأرادوا خوض انتخابات حول رئاسة التيار الوطني الحر، ورشحوا وقتها آلان عون، ابن أخت ميشال عون لرئاسة التيار، لعله يستطيع الوقوف في وجه طموحات جبران باسيل في الاستيلاء على التيار.

فشل فريق نعيم عون حينها في تحقيق هدفه، ولم يستطع إبعاد باسيل عن رئاسة الحزب، وما تتضمنه من صلاحيات: الأمر والنهي في المحاصصة النيابية والوزارية وفي وظائف الدولة. يومها لم تجر الانتخابات، بسبب ضغط ميشال عون على ابن اخته آلان عون للانسحاب من معركة رئاسة التيار، وفاز جبران باسيل بالتزكية.

خرج نعيم عون من الحزب مع عدد من القيادات مثل أنطوان نصرالله ورمزي كنج وزياد عبس، وجرى التضييق اعلامياً على هؤلاء، ليصبحوا منسيين: لا شأن كبير لهم، لا إطلالات إعلامية ولا مقابلات، ولا مواقف سياسية بارزة، ولا إطار تنظيمي جدّي لمواجهة التمدد الباسيلي داخل التيار. هكذا أحكم باسيل سيطرته على التيار، ولم ينافسه حينها أحد على الوراثة العونية، بما في ذلك شامل روكز، الذي كان بمثابة “هرقل” العونيين حينها بسبب “معاركه”(كضابط كبير في الجيش اللبناني) مع فوج المغاوير في نهر البارد وعبرا، واكتفى بمقعد نيابي حينها، ولم يقف بوجه باسيل،  قبل أن ينقلب على جبران باسيل ويترك تكتله بعد 17 تشرين، ورد باسيل له “التحية” وخوّنه منذ أيام من دون أن يسميه، بسبب خوضه الانتخابات جنباً الى جنب، مع غريم التيار التقليدي في كسروان، فريد هيكل الخازن.

اليوم يقوم نعيم عون بمحاولة ربما تكون الأخيرة، لاسترداد ما يعتبره “حقه” بأخذ قليل من السلطة، التي حرمه منها عمه كرمى لعيون باسيل. شكل نعيم لائحة في بعبدا لمواجهة آلان عون، مرشحه السابق لرئاسة التيار، الذي لم يستطع الخروج على سلطة باسيل المباركة من خاله “العرّاب” ميشال عون.

إقرأوا أيضاً:

“بعبدا تنتفض” اسم اللائحة التي يرأسها نعيم عون، وهي لائحة غير مكتملة، تضم أربعة مرشحين، من أصل 6 مقاعد في بعبدا، وهي تواجه تحالفاً قوياً جداً من التيار الوطني الحر و”حزب الله”، ولديها حظوظ قليلة بالحصول على مقعد نيابي، كونها لا تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً، بقدر ما هي ترجمة لإشكال عائلي في البيت الواحد، وصراع قديم على من سيرث ميشال عون.

تمكّن جبران باسيل من وضع معارضيه داخل “الحالة العونية” في الظلام، حتى عندما حاولوا تنظيم إطار سياسي يضم المنشقين عن التيار وأسموه “التيار” منذ بضعة سنوات، تقدم باسيل بشكوى لدى قضاء العجلة، ومنعهم من استعمال الإسم. الآن، لا يستطيع باسيل أن يحرم معارضيه من الترشح، ولكنه يستطيع أن يجير جميع الأصوات العونية الى لائحته، كون الحالة التي تشكلت  في وجهه ظلت ضعيفة جداً، ولن تستطيع أن تنتزع منه ولو مقعداً نيابياً واحداً. حتى شامل روكز وضعه صعب جداً في كسروان، وزياد عبس فوزه غير واضح في بيروت الأولى، ورمزي كنج يواجه علي عمار ومن ورائه “حزب الله”، فيما نعيم عون في وجه آلان عون، النائب القوي في بعبدا، وهذا ما سيفرح باسيل، و”يربّي” من يحاول التمرد عليه داخل التيار، كما فعل حكمت ديب مؤخراً، عندما استقال من التيار، وأعلن تمرده، بسبب عدم ترشيح باسيل له في بعبدا من جديد، إلا أن ديب عاد منذ أيام وأعلن دعمه للائحة التيار في بعبدا، وأوقف انتفاضته، كونه يعلم أن لا سلطة له خارج الكنف الباسيلي.

اذاً، مع اقتراب الانتخابات النيابية، ومع اقتراب انتهاء عهد ميشال عون، يستمر الصراع على وراثة شعبية الرجل وسلطته، الشعبية التي تآكلت وتراجعت بسبب عهده، الذي شهد انهياراً وانتفاضة شعبية كبيرة وانفجاراً هائلاً. 

لكن الانتخابات ربما تكون آخر محاولة لخصوم جبران باسيل داخل العائلة العونية، لتصحيح مسار “الورثة” التي حددها عون عام 2015. وهم، عبر الإنتخابات يحاولون، وعلى رأسهم نعيم عون أن يحصلوا على حصة ولو ضئيلة من “نعيم” ميشال عون الذي لم يعد اللبنانيين إلا بـ… جهنّم!

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!