fbpx

انتهت الانتخابات اللبنانية… لكن لماذا يستمر الترهيب؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

طويت صفحة الانتخابات النيابية وتمكنت قوى تغييرية من فرض حضورها برغم كل محاولات التضييق والتزوير والاستهداف.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“نشروا بالضيعة  أن سبب اعتدائهم علي أنني انتمي للقوات وأنني شتمت السيد (أمين عام حزب الله) وأحد الشهداء”، يقول الشاب يوسف حويجي أحد المندوبين المتنقلين في الانتخابات النيابية عن لائحة المستقلين في بلدة العين في الهرمل، معلقاً على تعرضه لاعتداء عنيف تسبب بجروح في وجهه.

والاعتداء على يوسف حصل برغم أنه عمل في منطقة لم تسجل أي خروقات للوائح السلطة، إذ لم يكن لدى المستقلين أي حظوظ في الفوز، وبرغم ذلك سيطر الرعب والترهيب على المنطقة فلم يخل الأمر من الاعتداءات. تمكن “درج” من التواصل مع يوسف وهو أحد الذين تعرضوا لاعتداءات يوم الانتخابات اللبنانية في 15 أيار/ مايو.

يوسف بعد الاعتداء عليه

بدأت القصة عندما لاحظ يوسف أن امرأة تقترع على باب الغرفة فاعترض على المخالفة، قبل أن يعود ويعتذر عن ذلك رغم  أن ذلك يعتبر خرقاً للقانون حتى وإن صح أنها ضريرة، وفي كل الحالات يجب أن يتم الاقتراع خلف العازل. 

لم يشفع اعتذار يوسف حويجي له. فبدأت تصله التهديدات والاتصالات بأن هناك مجموعة كبيرة من مناصري “حركة أمل” تنتظره في الخارج. حاول يوسف طلب المساعدة من أحد مسؤولي الحركة الذي رافقه إلى الخارج لحمايته، لكن دون جدوى، “هجم علي حوالى 50 شخصاً، ضربوني حاصروني بالزاوية، ليفاجئني واحد منهم بضربي بالمسدس على رأسي، سقطت أرضاً”. 

طلبت اصطحابي الى طبيب شرعي لأنني أردت أن أرفع شكوى لكن ذلك لم يكن متاحاً في أي مستشفى، حتى في مستشفى الهرمل الحكومي”، يقول يوسف العشريني المعيل الوحيد لعائلته والذي اضطر إلى التزام المنزل لأيام حتى تشفى جروحه.

لم ينج أحد من التهديد والترهيب حتى مناصري الثنائي الذين فضلوا عدم الاقتراع، ومنهم علي وهو مناصر لـ”حزب الله”، فحين قرر عدم الاقتراع، انهالت عليه الاتصالات لإجباره على القيام بـ”واجبه الشرعي”.

الفرحة لم تكن كاملة بالنسبة إلى يوسف وأمثاله في تلك المنطقة، ولم يعبروا عن فرحتهم بفوز المستقلين في المناطق الاخرى، لأنه وبحسب يوسف معرفة أن هؤلاء الأشخاص يؤيدون الثورة يعني تلقائياً تعريض حياتهم للخطر. 

“رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة نحن سعداء لفوز نواب الثورة ونأمل بالمزيد من التغيير”، يختم يوسف.

انتهت الانتخابات النيابية التي انتظرها اللبنانيون بعد سلسلة من الأزمات والانهيارات على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مناخ تسوده الخروقات والترهيب والاعتداءات . سجلت جمعية “لادي” خروقات وصل عددها إلى 2143 حالة خرق في تقريرها الأولي، تراوحت بين دخول مندوبين ورؤساء أقلام مع الناخبين خلف العازل واعتداءات على المندوبين والمراقبين كما المرشحين في عدد من الأقلام إضافة الى مخالفات أخرى. وقد اعتبر أمين عام “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات” (لادي)، روني الأسعد أنه يمكن وضع عنوان لهذا اليوم الانتخابي وهو “ضغط، وترهيب واعتداء، وضعف بالتنظيم”، مضيفاً “المخالفات بالجملة كما ترهيب المندوبين والمراقبين والقوى الأمنية لم تفعل شيئاً. لأول مرة نشهد مخالفات بهذا الحجم”.

لم يكن سهلاً على من يريد التصويت ضد المنظومة الحاكمة المجاهرة برأيه، “انتخبت بصمت، دخلت الى غرفة القلم وانتظرني والدي خارج المدرسة، بعدما قرر عدم الاقتراع تجنباً لاحتمال أي تصادم بيننا وبين أبناء قريتنا الذين ينتمون لحزب الله بما اننا عائلة معروفة بمعارضتها سياسات الحزب”، يقول أحد الناخبين في إحدى قرى دائرة الجنوب الثالثة.

في الهرمل كان المشهد مماثلاً، إذ سجلت الأقلام خروقات ومحاولات تزوير وثقت الصور والفيديوات بعضها. وقد صرح عنها وزير الداخلية في المؤتمر الصحافي “لاحظنا مخالفات وشوائب في عددٍ قليل من أقلام بعلبك- الهرمل”.

إقرأوا أيضاً:

من البقاع اتجهنا جنوباً  حيث  لم تكن الأجواء أقل ترهيباً، بخاصة بعد الاعتداء الجسدي على مصور ميغافون حسين بصل والناشط يوسف عاصي، وطبعاً نفذ الاعتداء مناصرون للثنائي الشيعي. اقترع معظم المعارضين بصمت، ولكنهم خونوا  في العلن وعلى المنابر من أبناء بيئتهم، إذ انتشر فيديو لأحد مسؤولي “حزب الله” في بلدة قانا الجنوبية وهو يرمي تهم العمالة والكفر عليهم  بقوله “ما عرفناكم ولكن الله  عرفكم. عودوا الى الله”. لم ينج أحد من التهديد والترهيب حتى مناصري الثنائي الذين فضلوا عدم الاقتراع، ومنهم علي وهو مناصر لـ”حزب الله”، فحين قرر عدم الاقتراع، انهالت عليه الاتصالات لإجباره على القيام بـ”واجبه الشرعي”.

“نحن أبناء تلك القرى المسيطر عليها  من قبل أحزاب السلطة بتنا نخاف أن يقرأوا أفكارنا”، تقول زينة، من النبطية والتي تعرضت لمضايقات متواصلة بسبب انتماء عائلتها للحزب، فيما قررت القول إنها وضعت ورقة بيضاء في الصندوق، لكنها في الحقيقة انتخبت لائحة التغيير كغيرها من أبناء القرية”. وبرغم اكتساح النائب محمد رعد أعلى نسب الأصوات التفضيلية  إلى أن المسؤولين ومناصرين الثنائي في تلك المنطقة يصرون على معرفة هوية هؤلاء الأشخاص القلة، لمحاسبتهم وتعقّبهم.  في ساحة الضيعة جلس مناصرو الثنائي وصاروا يصنفون المقترعين بين “عميل” و”هيدا معنا”.  “بطريقة ما عرفوا أنني صوتت للائحة التغيير فبدأت الاتصالات والتهديد لي ولأخي وتواصلوا مع ابي ليشكوني له. تلقيت اتصالاً من المختار الذي ينتمي لحزب الله الذي طلب مني إزالة المنشور الذي تحدثت فيه عن الترهيب الذي أتعرض له”، برغم المضايقات التي تعرضت لها زينة لكنها فرحت كثيراً بالنتيجة، إذ تمكنت لوائح التغيير من تحقيق خروقات مبهرة في عدد من المناطق، على رغم الترهيب والتخوين.

طويت صفحة الانتخابات النيابية وتمكنت قوى تغييرية من فرض حضورها برغم كل محاولات التضييق والتزوير والاستهداف، فهل تتمكن تلك القوى من تعديل موازين القوى أم ستتمكن الأحزاب المسيطرة من تقويض انتصار الانتخابات عبر المزيد من الترهيب والتضييق!

إقرأوا أيضاً: