fbpx

“حزب الله” – إسرائيل: الحرب ليست أفضل خيارٍ لطرفيها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا حرب على الأبواب، ذاك أن إسرائيل تعرف أن الحرب على لبنان أقرب إلى “الطعن بجثة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الأرجح أن لا حرب على الأبواب في لبنان على رغم كل الضجيج، وعلى رغم خطب التصعيد التي يتبادلها أطراف التوتر على الحدود. لا حرب على الأبواب، ذاك أن إسرائيل تعرف أن الحرب على لبنان أقرب إلى “الطعن بجثة”، وما تصريحات رئيس أركانها رفيف كوهافي التهويلية بالأمس سوى امتداد لخطاب الغطرسة الممتد من القدس إلى الخط 29. 

الستاتيكو الذي أعقب حرب تموز 2006 ما زال قائماً، والإخلال به تم في سوريا عبر محاولات إيران التمدد إلى الحدود الإسرائيلية من جهة الجولان، وهو ما تتعامل معه إسرائيل عبر الغارات شبه اليومية على دمشق وريفها. أما الموجبات النفطية للحرب فلم تبلغ بعد مستوى الانفجار، وخطاب أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله الأخير حمل في بعده التفاوضي انخراطاً بالموقف الرسمي اللبناني، أما جانبه التهديدي فلم يخرج عما عهدناه في خُطب الرجل!

كل المؤشرات التي بين أيدينا لا تأخذنا إلى احتمالات الحرب باستثناء ما قاله كوهافي، بالإضافة إلى تعقيبات الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي ذكرنا بأن جيشه لا يميز بين المدني والعسكري إذا ما لاح هدف أمامه، وهو حدد الأهداف بلغة انطوت على قدر الفظاعة التي تؤشر إلى أننا حيال جيش استغرق بخطاب الغطرسة ولم يعد يشعر بضرورة تورية الجريمة. لكن يبقى كل هذا في سياق استهوال خطاب الحرب، أما توقع حصولها فيجب أن يخضع لمنطق مختلف.

ما هو الستاتيكو الجديد الذي سيعقب الحرب المفترضة؟ فتوقع حصول الحرب يفترض أن طرفيها يريدان تغيير المعادلة الراهنة. الحرب إذا ما كانت رغبة إسرائيلية فهذا يعني أن تل أبيب بصدد نقل الستاتيكو الحالي من لبنان إلى سوريا، وهذه مهمة شديدة التعقيد، ناهيك عن أنها تعني حرباً شاملة تعيد خلط أوراق كثيرة، ليس أقلها موقع روسيا من هذا الحدث، أما إذا كان الهدف الإسرائيلي تغييراً في شكل الهدنة التي أعقبت حرب تموز في لبنان، فالسؤال هو تغييرها نحو ماذا؟

علماً أن التصعيد الخطابي ترافق مع صدور دراسة جديدة نشرها موقع Air press info عن حجم الخروقات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني، وأشارت الدراسة إلى 22 ألف طلعة نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية خلال الخمسة عشر عاماً الفائتة، وهو ما يجعل التساؤل عن الغاية من حرب جديدة مبرراً. وإذا ما أضفنا إلى هذا الرقم ما تشهده دمشق على نحو شبه يومي من غارات إسرائيلية كان آخرها قصفاً لمطارها أدى إلى توقفه عن العمل، فعندها يمكننا القول أن الحرب بصيغها الباردة سائرة ولا تعترضها قرارات إعلان رسمي عنها.

“حزب الله” لم تصدر عنه مؤشرات تصعيدية فعلية أو ميدانية، وتصح عليه التساؤلات نفسها حول مصلحته في المباشرة بالتصعيد أو في الحرب. خطاب نصرالله الأخير، في شقه الواقعي، لم يوحي بأنه صادر عمن يتهيأ لخوض الحرب، ولبنان في وضع من السوء لم يبلغه منذ نشوئه، وهذا قد يغري إسرائيل برفع منسوب الغطرسة في خطابها، وهو ما شهدناه في كلام كوهافي وأدرعي، أما الحرب فتفترض وقائع أصلب وحسابات تتعدى ما نشهده. 

عدم توقع حرب قد ينطوي على تسرع، خصوصاً أن لنا تجارب تفيد بحصولها من حيث لا ندري، لكن ما ندريه وما اختبرناه هو أن الحرب المتوقعة لن تأخذ أطرافها إلى ما هو أفضل لهم مما هو الآن. 

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.