fbpx

التخويف من عودة حزب البعث إلى العراق… هل له أساس؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب، هم بعثيون غير مؤثرين، وظيفتهم الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين في كل عام”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قبل 19 عاماً انهار نظام صدام حسين، بعد ثلاثة عقود من السيطرة على حكم العراق عبر حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اجتياح اميركي ثم احتلالاً كلفا دماراً كبيراً في الوطن والمواطنين وحروباً ومجاعة وخلافات مع معظم دول العالم.

19 عاماً، لم تمنع هادي العامري، وهو زعيم سياسي عراقي مقرب من إيران، من أن يحذر من مساعي البعث للعودة إلى السلطة. فهل هذا “التخويف” واقعي؟

يستغل معظم قادة الأحزاب الشيعية والفصائل المسلحة في العراق، أي مناسبة دينية أو وطنية أو سياسية، وأحياناً حتى المؤتمرات التي تتحدث عن مناسبات اجتماعية، لتخويف العراقيين من عودة حزب البعث، الذي لا يملك أي تأثير على أرض الواقع.

العامري يرأس تحالف “الفتح”، الذي يحوي غالبية الأحزاب الشيعية والفصائل المقربة من طهران، حذّر في مؤتمرٍ عشائري عقد مطلع الشهر الجاري، من وجود “مساع للعودة إلى الوراء، وعودة حزب البعث إلى السلطة”، مبيناً أن “من يحمل هذا التفكير ليذهب إلى القبر ولن نسمح بهذا”.

بمعدلٍ شهري، تظهر تعليقات لقادة الأحزاب الشيعية، لا تختلف عن تعليق العامري، وتتصدر مواقع التواصل، مخلفّة وراءها موجة تندّر واستنكار وتفاعل، فيما يرى مراقبون أن التخويف بـ”حزب البعث” لا يعدو كونه تغطية على فشل الأحزاب الحاكمة حالياً في ملفات الخدمات والبنى التحتية ومعالجة المشاكل السياسية.

“صدام حسين هو الذي دمّر حزب البعث، أكثر مما فعلت الولايات المتحدة، حين جعله أداة أمنية بيده، وتخلى عن أفكار الحزب”

في شباط/ فبراير الماضي، قال محمود المشهداني، أول رئيس برلمان بعد عام 2003، في لقاء متلفز، إن “هناك قناعة عند قيادة حزب البعث الجديدة بأنها مؤمنة بالعمل الديمقراطي ولكنهم يريدون فرصة للمشاركة في الانتخابات، وأنهم قد تخلّوا عن أي فكرة إقصائية تجاه أي جهة، ولا يفكرون بالقيام بأي انقلاب عسكري أو ما شابه ذلك”.

وأضاف أن “مشكلة الإسلاميين والرافضين للدكتاتورية الصدامية هي مع رأس النظام والخمسين شخصية التي حوكمت، أما مع البعث فلا توجد مشكلة وإلا لما دافعت هذه الأحزاب عن نظام البعث السوري وحمته من السقوط؟”.  

المشهداني، ليس سياسياً عادياً، بل هو واحد من أبرز الأسماء المؤثرة في نظام ما بعد الاحتلال الأميركي، نظام المحاصصة الحزبية والطائفية المدعوم من إيران، ومن غير المنطقي تجاوز هذا التعليق دون وقفة، لأنه لا يُعبر عن وجهة نظر، بل أنه انعكاس لحقيقة تفكيرالطبقة السياسية الحاكمة في العراق. إذاً، لماذا يستمر التخويف والترهيب؟

هذا السؤال يراود أي متابع عراقي، ويجيب عليه في نفس الوقت، إنه “الفراغ”. حيث لا يملك العامري أو غيره ممن تناوبوا على المناصب الوزارية الهامة وإدارة البلاد، أي منجزات حقيقية، عدا أنهم قاوموا نظام صدام، إلى جانب إيران، أيام الحرب العراقية الإيرانية (1980 ـ 1988).

أُقرّ قانون “اجتثاث البعث” عام 2005، ونصّ عليه الدستور العراقي، وترتبت على أثره إقالة عشرات آلاف العراقيين من وظائفهم، ومصادرة أملاك آلاف آخرين وإحالة قسم منهم إلى القضاء.

إقرأوا أيضاً:

كان التيار الصدري، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، قد طالب في وقتٍ سابق، بمواصلة تفعيل فقرات القانون، ومنع وصول البعثيين إلى البرلمان. وبالفعل، جرى في انتخابات 2018 استبعاد 374 مرشحاً للانتخابات، وقالت السلطات إنهم على “علاقة بحزب البعث”.

لكن هذا لم يمنع خالد سلطان هاشم، نجل وزير الدفاع في نظام صدام حسين، من الفوز بمقعد برلماني في انتخابات أكتوبر 2021، ويزاول عمله حالياً ممثلاً عن محافظة نينوى.

مسؤول أمني عراقي في منصب رفيع قال لـ”درج”، إن “العراق يخلو من تواجد أي بعثيين فاعلين، وأن ما تبقى من الحزب، هم بعثيون غير مؤثرين، وظيفتهم الاحتفال بعيد ميلاد صدام حسين في كل عام”.

وأضاف أن “هناك اجتماعات تعقد لبعض البعثيين الجدد، معظمهم من مواليد ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في مدن أميركية، وأخرى في مصر والأردن، وهم في الحقيقة يبحثون عن منافع شخصية وتوغل في العمل السياسي العراقي”، مبيناً أن “هذه الاجتماعات مستمرة منذ عام 2007 تقريباً، لكن دون الوصول إلى أي نتائج حقيقية”.

تمكنّا من التواصل مع اثنين من أعضاء حزب البعث، في العراق، فقال أحدهما إن “صدام حسين هو الذي دمّر حزب البعث، أكثر مما فعلت الولايات المتحدة، حين جعله أداة أمنية بيده، وتخلى عن أفكار الحزب”.

فيما رأى الآخر، أن “الواقع السياسي في العراق، لا يسعف الكيانات السياسية الجديدة للعمل والوصول إلى السلطة، فكيف بحزب قديم مثل حزب البعث، الذي لا تُعرف حتى قيادته حالياً، بعد وفاة عزت الدوري. بالتالي فإن العودة إلى السلطة، حلم لن يتحقق”.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!