fbpx

من هو “سيف العدل” خليفة أيمن الظواهري في زعامة “القاعدة”؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لطالما عُرف سيف العدل بأنه الرجل الثالث في “القاعدة”، إلّا أنّه لم يكن يوماً في الواجهة بل قبع في الظلام لعقود خلف الكواليس وفي ظلال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كما  في مثل هذه الحالات، لا وقت للتأمّل في الماضي والعودة في الذاكرة إلى بدايات “القاعدة” وتاريخ أيمن الظواهري، فـ”القاعدة” والجماعات المتشددة دائماً ما تملك بديلاً جاهزاً، عند مقتل أحد قادتها. 

قتل الظواهري جاء مفاجئاً جدّاً خصوصاً أنّه بلغ من العمر 71 سنة، وكان قد تراجع إلى الظل منذ سنوات عدّة ليسطع “نجم” جماعات أكثر تطرّفاً من “القاعدة”، كتنظيم الدولة الإسلاميّة و”النصرة”، وغيرهما من التنظيمات التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلاميّة. 

من هو سيف العدل؟

لطالما عُرف سيف العدل بأنه الرجل الثالث في “القاعدة”، إلّا أنّه لم يكن يوماً في الواجهة بل قبع في الظلام لعقود خلف الكواليس وفي ظلال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، لدرجة أنّ حتى تاريخ ميلاده غير محدّد بدقّة فهو إمّا من مواليد 11 نيسان/ أبريل 1960 أو 1963، أي أنه في الستين تقريباً، واسمه الحقيقي الكامل غير معروف فهو يختبئ بأسماء مستعارة وحركيّة منها: محمد ابراهيم مكاوي، سيف العدل، ابراهيم المدني، بحسب موقع وكالة الـ FBI.

يعد سيف العدل من أبرز المطلوبين على لائحة الـFBI، وذلك بسبب مشاركته في “مؤامرة لقتل مواطني الولايات المتحدة، والقتل، وتدمير مبانٍ وممتلكات للولايات المتحدة، وتدمير مرافق الدفاع الوطني للولايات المتحدة”، وهو مطلوب في ما يتعلق بتفجيرات 7 آب/ أغسطس 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في دار السلام في تنزانيا ونيروبي في كينيا. وتقدّم وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي مباشرة إلى القبض على سيف العدل أو إدانته، بحسب موقع FBI.

كتب  علي صوفان وهو خبير في شؤون التطرّف وضابط سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI،، في تغريدة عن سيف العدل، “أنه آخر السلالة الأصلية. إنه فعال. إنه لا يرحم”. 

وفقاً لـدراسة لمركز مكافحة الإرهاب، بدأ سيف العدل مسيرته في الجيش المصري وهو في العشرينات وحصل على رتبة عقيد في القوات الخاصة عام 1987. ولكن في العام نفسه، أُلقي القبض عليه بتهمة ما عُرف بقضية الأمن القومي رقم 401، والتي تم فيها اعتقال آلاف النشطاء الإسلاميين لمحاولة إحياء تنظيم “الجهاد”، الذي كان قبل ست سنوات مسؤولاً عن اغتيال الرئيس المصري أنور السادات. 

إلا أنه وبحسب المعلومات عن تاريخه، فهو ليس خريّج تعليم إسلامي تقليدي. ذكر في مذكّراته عام 2005 عن أبو مصعب الزرقاوي، أنّه يحفظ القرآن في أوقات فراغه، ما يشير إلى أنّه لم يتدرّج في التعليم الإسلامي منذ طفولته. كما ذكر، بحسب المصدر نفسه، أنّ “الله أرشدني لفهم الإسلام النقي في أوائل الثمانييات”، في إشارة إلى أن تحوله إلى الإسلام الراديكالي حدث في أوائل العشرينات من عمره، أي في الفترة التي دخل فيها إلى الجيش المصري.

وفي وقت قضية 401، كتب سيف العدل، “وجدت أن الإخوة في حركة الجهاد والجماعة الإسلامية يفتقرون إلى الخبرة العملية التي تمكنهم من تحقيق التغيير المنشود. في رأيي ورأي بعض الإخوة، كان ذلك بسبب الحماسة المفرطة التي أدت إلى التسرع في العمل أو التهور في بعض الأحيان”. وبناءً على التباين في الآراء مع الجماعات الإسلامية المصرية والقمع المتزايد من أجهزة الأمن المصرية، غادر سيف العدل مصر إلى السعوديةعام 1988، متجهاً من هناك إلى باكستان.

إقرأوا أيضاً:

سيف العدل خبير في المتفجّرات، وكان رئيس قوة الأمن الشخصي لأسامة بن لادن. منذ بداية التسعينات تقريباً، لعب دوراً أسياسيًّا في تدريب أعضاء القاعدة عسكريّاً في دول عدّة منها الصومال وأفغانستان.

ذكرت جريدة “الواشنطن بوست” الأميركية في مقال عام 2006 أنّ سيف العدل “غالباً ما كانت لديه خلافات مريرة حول الإستراتيجية مع بن لادن ونائبه الرئيسي أيمن الظواهري”، فماذا قد يغيّر تنصيبه خليفة للظواهري على رأس تنظيم “القاعدة”؟

وفي هذا السياق، كتب صوفان في دراسة لمركز مكافحة الإرهاب في شباط/ فبراير 2021، أنّ نظرة التنظيم لكلّ من الظواهري وسيف العدل كانت مختلفة فسيف كان عضواً مخلصاً لبن لادن، “وقائداً عسكرياً واستخباراتياً ساعد في تحويل القاعدة من عصابة فضفاضة من الميليشيات السابقة المناهضة للسوفييت إلى منظمة إرهابية هي الأكثر فتكاً في العالم. على النقيض من ذلك، كان الظواهري متطفلاً، والقائد “الفاشل” لجماعة، بحلول الوقت الذي اندمجت فيه مع “القاعدة”، لم يتبق منها سوى نحو 10 أعضاء. في ذلك الوقت، كان سيف نفسه قد عارض الاندماج”، ولكنه لم يعارض رغبة بن لادن، حتى بعد مقتله، وفقاً لصوفان، “تكشف لحظة سيف القصيرة نسبياً في دائرة الضوء عن الكثير عن شخصيته. حتى بعد وفاة بن لادن- وحول موضوع اختلف فيه بشدة مع زعيم القاعدة عندما كان على قيد الحياة – أظهر سيف ولاءً لا يتزعزع لابن لادن. عندما يتصرف، يفعل ذلك بكفاءة لا تعرف الرحمة. وفوق كل شيء، فهو براغماتي- رجل كان سيعرف أنه على رغم الضرورة البغيضة للعيش في ظل حكومة شيعية تكره القاعدة السنية، ولكن إن أفضل فرصة له للبقاء، وبالتالي استمرار فعاليته في الجهاد، تكمن في العودة إلى إيران”، حيث أقام لفترات طويلة.

الجانب الشخصي لخليفة “القاعدة” المحتمل

“سيف العدل هو أحد الجنود المحترفين الأكثر خبرة في الحركة الجهادية العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة: جرح تحت عينه اليمنى من قذيفة متفجرة؛ ندبة على يده اليمنى، إصابة في ذراعه خلال قتال الولايات المتحدة وحلفائها في الصومال. لكنه ليس بلطجياً ذا قدرات عقليّة بسيطة. على عكس ذلك، يُقال إنه يتمتع بمستوى عالٍ من التعليم [ولديه] لغة إنكليزية جيدة. يصفه زملاؤه السابقون بأنه ديبلوماسي ماهر، بـ(وجه بوكر) [لا تعبيري] (poker face). يمتلك لساناً لاذعاً، وهو قد يهدّد بالعنف أي شخص يضايقه، ومن المعروف أنه يواجه عدم الولاء بالقوة بشكل سريع وقاسٍ. لكنه عُرف أيضاً بكونه جهة النصائح غير الرسمية. في الأوقات الأكثر سعادة، أظهر موهبة في كرة القدم وميلاً للنكات العملية”، بحسب صوفان.

ما هدف جو بايدن؟ 

يبقى السؤال الأساسي، لماذا اختار الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الوقت تحديداً للضربة العسكريّة ضدّ الظواهري، علماً أنّ الأخير كان مختفياً منذ مدّة طويلة وتأثيره المعلوم، في الحدّ الأدنى، ضئيل جدّاً؟

وبعد العمليّة، قال الرئيس بايدن “الآن، تم تحقيق العدالة. وهذا الزعيم الإرهابي لم يعد موجوداً”. “بغض النظر عن المدة التي تستغرقها، بغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، إذا كنت تمثل تهديداً لشعبنا، فستجدك الولايات المتحدة وتخرجك”، مضيفاً “لن نتردد أبداً في الدفاع عن أمتنا وشعبها”. من المحتمل أن يكون بايدن قد قام بهذه الخطوة لاسترجاع بعض الشعبيّة في الداخل الأميركي، نظراً إلى عدم الرضا الواضح على أدائه على الصعيد المحلّي، خصوصاً أنّه قد مرّت نصف مدّة ولايته الرئاسيّة والانتخابات المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، فهذا يسجّل نصراً له في عيون الأميركيين الذين ما زالوا حتى اليوم يعيشون هاجس 9/11.

سياسات بايدن الداخليّة والخارجيّة حتى اليوم لم تكن على القدر التوقّعات، خصوصاً  في خضمّ الحرب الروسيّة-ا لأوكرانيّة على الصعيد الدولي وفي قضايا داخليّة عدّة كإلغاء الحق في الإجهاض قانونيّاً. فقد تكون هذه الخطوة هي بمثابة تعويض عن الأخطاء والتعثّرات في أول سنتين من عهده.

إقرأوا أيضاً: