fbpx

ممثلة عراقية تواجه تنميط “الإيكونوميست” بعد نشر صورتها في تقرير عن البدانة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

استخدام المجلة صورة ايناس للإشارة إلى النساء البدينات، عرّضها الى حملة تنمر وتعليقات مسيئة. وهي تستعد لمقاضاة المجلة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية في 28 تموز/ يوليو الماضي افتتاحية لمقال بعنوان “لماذا النساء أكثر بدانة من الرجال في العالم العربي”، يتحدث عن بدانة النساء في الشرق الأوسط مرفقاً بصورة الفنانة العراقية إيناس طالب، من دون استئذانها، ضارباً تقارير المسح الخاصة عن البدانة في العالم الصادرة عن المؤسسات الصحية العالمية عرض الحائط، ما أحدث تبايناً في الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي العربية والغربية، إذ اعتبر كثيرون استخدام صورة إيناس جزءاً من خطاب مزوجيني معاد للنساء.
يأتي هذا في حين خاضت نسويات وحقوقيات في الغرب معارك نجحن في جزء كبير منها في مواجهة ثقافة الوصم التي تلاحق صاحبات الأجساد الممتلئة، وهو ما تحاول نسويات عربيات كثيرات تحقيقه، وهو نضال طويل وصعب.
ايناس طالب (42 سنة)، هي أم لفتاتين في العاشرة، بدأت رحلتها في عالم الدراما التلفزيونية العراقية، مذ كانت في السادسة عشرة. قدمت برامج ومسلسلات تلفزيونية وكانت نجمة الشاشة العراقية المفضلة محلياً، حتى قبل دخول الانترنت وأجهزة استلام البث الفضائي “الستلايت” إلى البيوت العراقية. وقد حظر النظام السابق للرئيس العراقي صدام حسين استخدام “الستلايت”، وكان يعاقب المخالفين بالاعتقال أو الإخفاء القسري أحياناً ومصادرة الجهاز. فلم يطّلع العراقيون على العالم الخارجي واستخدام هذه الأجهزة إلا بعد الغزو الأميركي على العراق عام 2003. تقول إيناس “هل يمكنك تخيل رؤية طفلتين وهما تريان صورة والدتهما تحت عنوان عن النساء البدينات، كان الامر مرهقاً نفسياً عليّ وعلى عائلتي، لقد قامت المجلة بإهانة جميع النساء العربيات والعراقيات على اختلاف أشكالهن”.
استخدام المجلة صورة ايناس للإشارة إلى النساء البدينات، عرّضها الى حملة تنمر وتعليقات مسيئة. وهي تستعد لمقاضاة المجلة، إذ أكدت محاميتها من بريطانيا سامنثا كين “توجيه خطاب إنذار، بحسب ما ينص القانون البريطاني، ضد المجلة بسبب الضرر الجسيم الذي تعرضت له إيناس جراء نشر صورتها. وبجانب الإساءة لمشاعرها النفسية هناك إساءة لحقتها في حياتها المهنية”.

“كاتب التقرير يعيش في برجه العاجي ولا يعلم شيئاً عن النساء في الشرق الأوسط والدليل استخدامه في سياق مقاله لعملة الدرهم التي اختفت منذ عشرات السنين واستبدلت بالدينار العراقي”.

مغالطات وقع فيها التقرير


خلص تقرير “الإيكونوميست” إلى أن بدانة المرأة العربية هو نتيجة لنمط الغذاء العربي غير الصحي، ويعد هذا تحيزا عنصريا من قبل الكاتب في حين أن التقارير الصحية تشير إلى أن ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة المفرطة بحلول عام 2030 بسبب نمط الغذاء الغربي مع تعرض النساء الأميركيات وأصحاب الدخل المنخفض للخطر، وفقاً لتوقعات جديدة نُشرت في مجلة “نيو إنجلاند” الطبية. وبحسب المكتبة الوطنية للطب يقود النظام الغذائي الغربي وأسلوب الحياة إلى جائحة السمنة والأمراض.
ووجدت جمعية السرطان الأميركية أن السرطانات المرتبطة بالسمنة آخذة في الارتفاع، بما في ذلك ثلث وفيات سرطان الكبد المرتبطة بالسمنة.
من وجهة نظر الصحافية العراقية دينا الشبيب، “يجب أن تكتب الإيكونيميست عن أحوال النساء في الشرق الأوسط وكيف يسعين إلى المراكز العلمية العالية والمواقع الوظيفية الحساسة، وأن تسلط الضوء على النساء العربيات وبناتهن المهاجرات ممن قد حصلن على جوائز مرموقة وبراءات اختراع بدل التحدث عن بدانة النساء”.
من ناحية أخرى، واجه تعليق المدير التنفيذي لـ”منظمة حقوق الإنسان” كينيث روث، عن القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة في العالم العربي بتفاقم مشكلة السمنة وتقويض صحتها. واعتبره كثر إهانة موجهة للنساء العربيات فالسمنة حالة صحية مرتبطة بأجساد الجميع لا بموقعهم الجغرافي وجنسهم.
يقول الحقوقي العراقي مرتضى أركان إن “على وسائل الإعلام الغربية أن تتعلم كيفية احترام الأشخاص بغض النظر عن اشكالهم والوانهم عند الحديث عن تجاربهم وحياتهم دون مهاجمتهم شخصياً”. ويتابع أركان: “كاتب التقرير يعيش في برجه العاجي ولا يعلم شيئاً عن النساء في الشرق الأوسط والدليل استخدامه في سياق مقاله لعملة الدرهم التي اختفت منذ عشرات السنين واستبدلت بالدينار العراقي”.
تستنكر هدير، وهي سيدة عراقية ناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تغاضي المجلة عن كل ما تعانيه النساء في الشرق الأوسط، من ظلم وتعنيف وسلب حقوقها، “من كل تلك القضايا لم تجد المجلة سوى “البدانة” للحديث عن قضايا النساء، ضاربة عرض الحائط أن هناك شعوباً لها مقاييسها للجمال وجينات ونمط حياة معين”، رافضة تصنيف النساء ضمن قوالب جمالية وان علاقتهن بأجسادهن هي علاقة شخصية، لا دخل للآخرين بها، داعية الصحيفة إلى التركيز على قضايا حروب الشرق الأوسط (سوريا، اليمن والعراق) والتي تعد، بريطانيا (حيث الصحيفة)، متورطة فيها.

حملات التشهير الالكترونية


طالت حملات التشهير والإساءة من قبل العديد من صفحات ومواقع الإعلام المحلية منذ سنوات النساء العاملات في الإعلام والتلفزيون بسبب ضعف تطبيق القوانين في البلدان العربية خاصة تلك التي تمس خصوصية النساء. ويأتي استخدام صورة ممثلة عراقية من قبل مجلة عالمية كنوع من استغلال لحالة الفوضى الأمنية والقانونية التي تمر بها البلاد كما رأت العديد من الناشطات النسويات، إذ إن الكاتب يعلم جيداً انه سيلاحق قانونياً في بلده في حال استخدم صورة أي امرأة مشهورة أو حتى عادية في قضية حساسة بدون استئذانها في ظل تشجيع الشركات الكبرى على ثقافة تقبل الجسد وعدم الشعور بالعار من الاختلاف، إذ اتجهت معظم الشركات على إدراج عارضات الأزياء ذوات الأوزان المختلفة في كسر لمعايير عارضات الأزياء المتفق عليها من حيث الطول والوزن وحتى شكل الجسد.
على رغم انتشار صالات الرياضة الخاصة بالنساء وتلك المختلطة في مختلف مناطق العراق، إلا أن ممارسة الرياضة ما زالت تعد رفاهية للنساء في جميع أنحاء الشرق الأوسط. فكثيرات لا يملكن حتى حق الخروج إلى الفناء الأمامي للمنزل ما يؤدي إلى مشكلات نفسية وجسدية.
قبل أيام، أمر رئيس “الحزب الديمقراطي في كردستان العراق” مسعود بارزاني، بإغلاق مسبح فندق “روبار”، في العاصمة أربيل، بعد نشر فتاتين صوراً ومقطع فيديو لهما بملابس السباحة.
وتم لاحقاً طمر المسبح بمواد خرسانية بهدف تحويله الى حديقة بأمر من قوات “البيشمركة”. على رغم تمتع محافظة أربيل بالحكم الذاتي و”الانفتاح”، كما يراها العراقيون في المقارنة مع بقية مناطق العراق. وعليه بإمكان القارئ تخيل شكل حياة النساء في بغداد وجنوب العراق، حيث التقاليد المحافظة والمتشددة.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.