fbpx

طعن سلمان رشدي لبنانياً:
هادي مطر “غريب عن يارون” وديما صادق هدف للممانعة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نشرت صحيفة “نيويورك بوست” تقريراً يحوي تعليقات لبعض جيران مطر حيث قال أحدهم: “لقد كنت مندهشاً للغاية، فهُم لا يتحدثون مع أحد”، وأضاف آخر: “إنه لا يبدو شخصاً عادياً، لقد بدا غريباً”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“إن مؤلف رواية “آيات شيطانية” التي تعادي الإسلام والنبي والقرآن، محكوم عليه بالموت. أطلب من جميع المسلمين أن يعدموه عندما يجدوه”، قبل 33 سنة، أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران روح الله الخميني هذه الفتوى. وعرضت حينها إيران أكثر من 3 مليون دولار مكافأة لمن ينفذها.
طُبّقَت هذه الفتوى على مترجم الرواية الياباني في العام 1991 هيتوشي إيغاراشي حيث قُتِل طعناً بخنجر شمال شرق طوكيو.
اليوم، أحيا هادي مطر الفتوى لـ”يروي غليل” الخمينيين بعد أكثر من ثلاثة عقود على وفاة إمامهم.
تشير المعطيات إلى أن مطر (24 سنة) هو لبناني الجنسية من بلدة يارون الجنوبية (قضاء بنت جبيل)، لم يزُر لبنان يوماً، ووُلِدَ في الولايات المتحدة الأميركية بعد سنة من إصدار رواية سلمان رشدي.
“زلمي آدمي وما منعرف عنو غير كل شي منيح ورافعين راسنا فيه”، هذا ما وصل لـ”درج” من أحد أفراد عائلة مطر المتواجدين في الولايات المتحدة الأميركية عن هادي مطر. لم يصدر أي موقف من العائلة التي تتكتّم وتمتنع عن الإدلاء بأي تصريح عن الحادثة.
بحسب أحد الجهات الفاعلة في بلدية يارون، فإنّ والد المشتبه به، حسن مطر، الذي يقطن في البلدة، هو “إنسان بسيط وغير اجتماعي ولا ينتمي لأي حزب” كما وتم إنقاذه من حقل ألغام في الفترة الماضية. أما والدته سيلفانا فردوس، فلم تأتِ إلى لبنان منذ حوالى 10 سنوات وتعيش مع هادي وأخواته في الولايات المتحدة الأميركية.
البلدة الحدودية يارون يقارب عدد المسجّلين فيها 9 آلاف نسمة، بينما يصل عدد سكانها في فصل الشتاء إلى حوالى 500 نسمة وقد يصل عدد سكانها في الصيف إلى 2000. يتوزّع المهاجرون من البلدة بين أستراليا، يليها كاليفورنيا، ومن ثم نيويورك، فبعض دول أميركا الجنوبية، بينما يقل العدد في أوروبا وإفريقيا. بدأت هذه الهجرة سنة الـ 1870 وازدادت في الحرب العالمية الأولى ثم الثانية، وتفاقمت مع الحروب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، حيث كان ليارون نصيب كبير منها حيث لا تزال آثار اعتداءاته ومخلفاته موجودة.
“هادي مطر لا يمت للقرية بصلة، فهو ولد وترعرع في أميركا ولم يأخذ أيّاً من صفات هذه القرية”، يقول رئيس البلدية علي تحفي. يروي تحفي أنّ أجواء البلدة تسودها حالة من “الإرباك والقلق” بينما ذكرت مصادر أخرى أنّ هناك انقساماً بين مؤيّد ومعارض لهذه الحادثة.
صحيحٌ أنّ القرى الجنوبية تتشابه كثيراً في الأوضاع التي مرّت عليها، إلا أنّ يارون كانت تشيخ يوماً تلو الآخر مع بقاء أضرار الحروب الجسيمة فيها، وارتفاع وتيرة الهجرة خصوصاً مع “ضعف الإمكانيات والموارد المالية المطلوبة”، بحسب ما ذكر تحفي.

“هادي مطر لا يمت للقرية بصلة، فهو ولد وترعرع في أميركا ولم يأخذ أيّاً من صفات هذه القرية”

وسائل إعلام أميركية: مطر كان “متطرفاً شيعياً” و”لا يبدو شخصاً عادياً” بحسب جيرانه


بحسب وسائل إعلام أميركية، فإن مطر الذي وُلِدَ في ولاية كاليفورنيا وانتقل مؤخراً إلى نيو جيرسي كان بحوزته رخصة قيادة مزوّرة بإسم حسن مغنيّة دخل من خلالها إلى مكان الندوة التي كان يقيمها سلمان رشدي.
ووفقًا لـ”إن بي سي نيوز” NBC News، التي استشهدت برأي مسؤول قانوني على دراية مباشرة بالتحقيق، تظهر مراجعة أولية لوسائل التواصل الاجتماعي لمطر أنه “متطرّف شيعياً” بينما لا توجد روابط بين مطر والحرس الثوري الإيراني. كما وتبيّن أن هاتفه يحتوي على صور لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في يناير / كانون الثاني 2020. كما ورد أن الهاتف يحتوي على صورة لمتطرف عراقي متعاطف مع النظام الإيراني. وقال محامي مطر، ناثانيال بارون، إنه ما زال يجمع المعلومات ويرفض التحدّث للإعلام.
بحسب “واشنطن تايمز” أمر قاضٍ باحتجاز مطر بدون كفالة بعد إعلام المدعي العام جيسون شميدت أن مطر اتخذ خطوات لتحضير نفسه عمداً لإيذاء رشدي، وحصل على تصريح مسبق ووصل قبل يوم واحد حاملاً بطاقة الهوية المزورة. ولمح المدعي العام شميت إلى الفتوى باعتبارها دافعًا محتملاً للجدل ضد الإفراج بكفالة، قائلاً: “حتى لو قررت هذه المحكمة كفالة مليون دولار، فإننا نواجه خطر إمكانية دفع الكفالة”. كما اعتبر أنّ محاولة الاغتيال ما هي إلا “شيء تم تبنيه وتمت الموافقة عليه من قبل منظمات ومجموعات خارج حدود الولاية القضائية لمقاطعة تشوتاكوا”.
كما نشرت صحيفة “نيويورك بوست” تقريراً يحوي تعليقات لبعض جيران مطر حيث قال أحدهم: “لقد كنت مندهشاً للغاية، فهُم لا يتحدثون مع أحد”، وأضاف آخر: “إنه لا يبدو شخصاً عادياً، لقد بدا غريباً”.
في مقابلة مع أحد الجيران أيضاً، ذكرت “نيويورك تايمز”: “قال أنطونيو لوبا، الذي يعيش في الشارع نفسه حيث يعيش مطر، أنه رأى 10 إلى 15 عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI خارج منزل مطر بعد ظهر يوم الجمعة وطُلب من الصحفيين الذين زاروا القرية يوم السبت المغادرة”.
أما إيران، فقد أشادت صحف النظام بالشخص الذي هاجم رشدي، لكن طهران لم تصدر أي بيان رسمي. ومع ذلك، تحت عنوان “الشيطان في طريقه إلى الجحيم”، كتبت صحيفة “كيهان” الايرانية، المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: “ألف تقدير للشخص الشجاع المطيع الذي هاجم المرتد سلمان رشدي في نيويورك، يجب تقبيل يد الرجل الذي مزّق رقبة عدو الله”.

مناصرو “حزب الله”: الخميني وسليماني “حققوا حلم الأنبياء”


كعادتها، تتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصّة بثّ الكراهية والأيديولوجيا المقيّدة. من الطبيعي أن نجد ما يسمّى “مؤيّد ومعارض” لكن ارتفاع وتيرة هذه الفئتين لتصبح “فشّة خلق” بينهما هو ما يجعل الوضع اللبناني خصوصاً مثيراً. فقد انطلق غالبيّة مناصرو “حزب الله”، على الرغم من عدم إصدار بيان رسمي عن الحادثة، بحملة كبيرة على “تويتر” ضد كل من يعارض جريمة مطر. وقاد نجل الأمين العام لـ”حزب الله” جواد نصرالله حملة على الإعلامية ديما صادق، بعد نشرها صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وكتبت فوقها “آيات شيطانية”، وكتب نصرالله تغريدة حرّض فيها على صادق قائلاً: “تستخدم الأنظمة أدوات مناسبة لتنغمس في القذارة فلا تلوث نفسها وأجهزتها ومثال على تلك الأدوات هذه المسمومة التي تفوقت على السافلين في انحطاطها. #ديما”. ولم يكتفِ الجمهور الذي انهال على صادق وغيرها باتهامات بالـ”التخوين والعمالة”، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بل تلقّت الإعلامية اللبنانية على هاتفها الخلوي الخاص، كمّاً من التهديدات بالقتل.

إقرأوا أيضاً: