fbpx

زوجة السفير وراغب علامة… الصورة التي انتهكت “قدسية” العراق!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لمَ لم نر مثل هذه الحرب النفسية، على قضايا الفساد الذي تعتاش عليه الكثير من السفارات مثلاً؟ هل مشكلة العراق هي زوجة السفير وحسب؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كنت، أختي وصديقتي وأنا، نجلس، قبل أن تقرر أختي رفع حاجبها، معلنة انتشار “فضيحة” عراقية جديدة يا ساتر، ماذا؟ 

تحدثت منشورات عشوائية،عن “فضيحة صور زوجة السفير العراقي في الأردن، حيدر منصور، مع الفنان راغب علامة”، كتب احدهم: “هذه زوجة خائنة”، فيما كتب آخر وكأنه يصرخ: “انا بريء من هذا السفير حتى يوم الدين”، وثالث دعا الحكومة إلى التخلص منه ومن زوجته بأي وسيلة… 

المغني اللبناني راغب علامة نشر صوراً عن غداء دعاه إليه السفير العراقي في الأردن بحضور ضيوف، وبدا في الصور علامة والسفير وزوجته وبعض الضيوف.

باتت الصور الخبر الأبرز في العراق وحديث الجميع، حتى تم استدعاء السفير.

كان المشهد، بمثابة رجم جماعي، لسيدة، لم نر صورتها ولا نعرف اسمها حتى اللحظة، قبل أن تقرر بعض الصفحات نشر “الصور الفاضحة”، واذ بها حقاً لزوجة السفير العراقي في الأردن تتوسط راغب علامة وزوجها، في مكانهم الخاص، وليس داخل السفارة حتى، صور تحت أشعة الشمس، وحولهم ضيوف، وبثياب صباحية يضحكون أمام الكاميرا، كما لو أنه يوم عادي. 

شاهدنا الصور، وقرأنا بعض التعليقات، نظرنا إلى بعضنا بعضاً، مع صمت طويل، فلم نجد تفسيراً لما شاهدناه، لكن الوصف الحرفي لما شعرت به، هو أن الحياة انتهت كلياً في أرواح العراقيين. حتى إنهم نسوا خلافاتهم وأسباب تناحرهم السياسية والطائفية، واجتمعوا من أجل تحطيم امرأة، ذنبها أنها أمسكت يد راغب علامة وارتدت الأحمر!  

تحليل الشخصية بوساطة صورة 

كان الأمر غريباً، وغير طبيعي، لدرجة، أن بعض المعلقين، استطاعوا من خلال صورتين فقط، تحليل شخصية إنسانة والحكم عليها، وقرروا نيابة عنها، أنها خائنة، وغير محترمة، وليست وفية لزوجها. حللوا شخصيتها وشخصية السفير من صورة! كان الأمر مزعجاً، حتى إن هناك من طالب السفير، بتطليق زوجته، دفاعاً عن شرفه. أي بلد نبني، فيما تمزقنا صورة؟ 

صورة وسط مئات الصور الأخرى للعراق، صور لجوع، صور لبطالة، صور لمستقبل سياسي مشوش وغير واضح، صور كثيرة لضحايا الحرب والمعارك، وصور لحيوانات تموت بسبب العطش، صور لضحايا أنقاض انهيار تل، حتى تبدو محاصراً بصور الحزن، كلها تنتهي بكبسة زر skip، ليكون التركيز فقط، على صورة زوجة السفير. وأهم ما في الصورة أنها لـ”امرأة”، ما يعني أنه يجب الانقضاض عليها ومحاولة تكسيرها.

يتعامل البعض مع الشخصيات العامة أو حتى مع الأشخاص العاديين كملكية خاصة، يريدونهم أن يضحكوا بطريقة معينة، أن يتصرفوا وفق منهاج ما وأن يتعاطوا مع أشخاص دون سواهم… حتى يحافظوا على مكانتهم وحتى لا يفقدوا البريق.

لمَ لم نر مثل هذه الحرب النفسية، على قضايا الفساد الذي تعتاش عليه الكثير من السفارات مثلاً؟ هل مشكلة العراق هي زوجة السفير وحسب؟ وبماذا يفيدنا هذا الردح كله؟ تخيلوا لو أن عمليات التحري والبحث والتنقيب، تركزت على قضايا الفساد والإهمال ونهب الموارد، لا على صورة خاصة للسيدة ميسم الربيعي. 

حين انتشر فيديو لرئيسة وزراء فنلندا وهي ترقص في سهرة مع أصدقائها ما كان من المواطنين الفنلنديين، إلا أن أعلنوا تضامنهم معها، بنشر فيديوات لهم، وهم يحتفلون ويضحكون مع أحبتهم، إنه احتفاء صغير بالحياة.

لكن في العراق، هجم كثيرون على صورة، فيما تترك مناطق عراقية للجفاف، وتموت نساء لأسباب تافهة، ولا يحرك أحد، إنها قضايا لا تهمّ العراقيين!

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.