fbpx

مطار “رامون”… مكيدة إسرائيلية أخرى؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مطار رامون الذي  يعتبر قاصراً من الناحية الاقتصادية، لم يستخدمه إلا عدد قليل من المسافرين اليهود، والاعتقاد أن بإمكان الفلسطينيين من الضفة الغربية إنقاذه من الفشل، أمر غير واقعي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لطالما قارن الفلسطينيون من سكان غزة معاناتهم على معبر رفح مع مصر في السفر وحرية الحركة والتنقل، والقيود والشروط المصرية للسماح لهم بالسفر، بالمعاملة التي يتلقاها فلسطينيو الضفة الغربية الذين يسافرون عبر معبر “الكرامة” مع المملكة الأردنية. والانطباع السائد هو أن شروط السفر لسكان الضفة الغربية أسهل.

لكن بعد تفاقم أزمة مطار رامون الإسرائيلي في صحراء النقب، ومحاولة إسرائيل منح الفلسطينيين من الضفة الغربية إمكانية السفر إلى الخارج عبره، تغير الأمر. 

مطار رامون الذي  يعتبر قاصراً من الناحية الاقتصادية، لم يستخدمه إلا عدد قليل من المسافرين اليهود، والاعتقاد أن بإمكان الفلسطينيين من الضفة الغربية إنقاذه من الفشل، أمر غير واقعي.

يأتي ذلك في ظل سلسلة خطوات تندرج تحت ما يسمى “النوايا الحسنة” الإسرائيلية في سياق إعادة “بناء الثقة” مع الفلسطينيين، والتسهيلات  الاقتصادية التي تقدمها لهم، أو ما يسمى بـ”السلام الاقتصادي” الذي تندرج في إطاره نظرية تقليص الصراع، على حساب حقوق الفلسطينيين السياسية وغياب فرص الأفق السياسي.

من جهة ثانية، تقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن استخدام الفلسطينيين المطار هو جزء من اتفاق شبه سياسي سيتنازل بموجبه الفلسطينيون عن مساعيهم لمحاكمة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.

قصص معاناة الفلسطينيين لا توصف سواء على معبر رفح أو معبر الكرامة في الضفة الغربية، ولا يوجد فلسطيني واحد لم يتعرض أثناء سفره للمضايقة والإهانة والمعاملة اللاإنسانية والانتظار الطويل بدون اي مبرر، إضافة الى سوء الإدارة وعدم نظافة المعبرين المصري والأردني.

لماذا رامون؟

أطلق على المطار اسم “رامون” تخليداً لذكرى إيلان رامون، وهو عالم الفضاء الإسرائيلي الأول الذي صعد إلى الفضاء، والذي بعد سنوات طويلة من الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1997 للتدرب على السفر إلى الفضاء. بعد خمس سنوات من التدريب لدى وكالة “ناسا” الفضائية، انطلق المكوك “كولومبيا” لكنه لم يعد، بل انفجر وقتل جميع من فيه.

ورامون هو أحد  قادة الهجوم على المفاعل النووي العراقي وتدميره في العام 1980.

المطار افتتح عام 2019، ويبعد نحو 340 كيلومتراً من مدينة القدس. وخلال بناء مطار رامون، تنكرت إسرائيل للبروتوكولات العالمية المتعلقة ببناء المطارات، والتي تشرف عليها المنظمة العالمية للطيران المدني، وذلك لأنها لم تراع المسافات الواجب الحفاظ عليها بين المطارات، وتجاهلت وجود مطار الملك حسين في مدينة العقبة، الذي يبعد كيلومترات قليلة، ما قد يتسبب بحوادث جوية واضطرابات في حركة الطائرات بسبب المزاحمة على الإقلاع من والهبوط في مطارين محاذيين. ولم تظهر أي معارضة أردنية للقرار الاسرائيلي.

راهناً، أعلنت إسرائيل السماح لمجموعة من فلسطينيي الضفة الغربية بالسفر  عبر مطار رامون، في رحلة  إلى قبرص. مع أنها كانت لمرة واحدة وبترتيب خاص بحسب ما أعلنت اسرائيل في بيان عن تأجيل برنامج الرحلات لأسباب غير معروفة. 

وعلى اثر ذلك  وخلال  الأيام الماضية أثير  جدل ما زال مستمراً في الساحتين الفلسطينية والأردنية، وتفجر خلاف شديد بينهما، وتوجيه الاتهامات للفلسطينيين بالتطبيع والخيانة. بخاصة في ظل الأضرار الاقتصادية  المتوقع أن تلحق بالشركات السياحية الاردنية من تحول سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون، كونه وسيلة ارخص واسرع، برغم القيود والشروط الاسرائيلية على المسافرين الفلسطينيين، الذين يواجهون التضييق أيضاً في المعابر والمطارات العربية.  

إقرأوا أيضاً:

شارك في الهجوم على الفلسطينيين، صحافيون وكتاب ومسؤولون حكوميون وشخصيات محسوبة على الجانب الرسمي الأردني، مع مطالبات شعبية ومن أعضاء البرلمان الفلسطيني بعدم السفر والتعامل مع مطار رامون. وأكد رئيس الوزراء الأردني بشير الخصاونة في تصريح، التزام الأردن بتسهيل عبور الفلسطينيين، من خلال معبر الملك حسين إلى المملكة، وعبرها إلى دول العالم من خلال مطار الملكة علياء الدولي.

وإثر ذلك، بدأت الأمور تتضح، وعبر الفلسطينيون عن رفضهم المعاملة القاسية والمهينة التي يواجهونها وطالبوا بتسهيل مرورهم من الأردن حتى لا يضطروا إلى استخدام مطار رامون، عبر نقاط عدة، منها إلغاء ضريبة الدخول للأردن (10 دنانير)، والضغط على السلطة وإسرائيل لتخفيض ضريبة الخروج 158 شيكلاً نحو 50 دولاراً أميركياً، وتخفيض سعر المواصلات من “الجسر” أي معبر الملك حسين، إلى جميع المناطق الاردنية وخصوصاً إلى مطار الملكة علياء الدولي.

وطالبوا بإلغاء شباك 10 المخصص لإذلال المواطنين الفلسطينيين وتأخيرهم، خصوصاً أبناء قطاع غزة الذين يعيشون في الضفة، والذين يخضعون للتحقيق والمضايقة الأمنية، إضافة إلى السماح للأسرى المحررين بدخول الاردن، وعدم حظرهم من قبل المخابرات الأردنية.

والسؤال هو إذا كانت قوات الاحتلال تسمح للفلسطينيين بالسفر فكيف تمنعهم السلطات الأردنية من  السفر الى الاردن او المرور منه للسفر عبر المطار؟

من المطالب ايضاً إلغاء فوري للمنصة وتعبئة الكرت الابيض، اذا يسمح للفلسطينيين بالتسجيل عبر منصة إلكترونية قبل السفر.

وهناك الكثير من المطالب التي لا تعتبر ترفاً لكنها ملحة لجعل السفر مقبولاً وآدميا.وربما يعتقد البعض انها غير مهمة في ظل القيود المفروضة على حرية الحركة والسفر من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلية، والمعاناة اليومية والشروط التي تضعها عند السفر للخارج والعودة للضفة والاعتقالات والاستدعاء من قبل المخابرات الإسرائيلية، ومحاولات ابتزاز الفلسطينيين.

قصص معاناة الفلسطينيين لا توصف سواء على معبر رفح أو معبر الكرامة في الضفة الغربية، ولا يوجد فلسطيني واحد لم يتعرض أثناء سفره للمضايقة والإهانة والمعاملة اللاإنسانية والانتظار الطويل بدون اي مبرر، إضافة الى سوء الإدارة وعدم نظافة المعبرين المصري والأردني.

إقرأوا أيضاً: