fbpx

قوى تشرين العراقية: “القعود على التلّ” أسلم من دعم “ثورة” مقتدى الصدر

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“الساحة لا تزال ملتهبة وأن الفرصة قائمة دائماً لاندلاع نزاع مسلح بشكل أكبر وأوسع وفق الأحداث الجارية”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عملاً بمبدأ “القعود على التلّ أسلم”، تجمع غالبية القوى المنبثقة عن حراك تشرين الأول/ أكتوبر 2019، على عدم الانخراط في انتفاضة التيار الصدري في المنطقة الخضراء التي أطلق عليها مقتدى الصدر اسم “ثورة عاشوراء”.

منطلق التشرينين جاء بسبب الصبغة العامة لمحتجّي “الخضراء”، فهم صدريون بشكل واضح وكامل، ويتبعون لأوامر مقتدى الصدر ومزاجيته السياسية، وهدفهم سياسي مرتبط بالصراع على السلطة مع الإطار التنسيقي، ولا يحملون برنامجاً سياسياً وطنياً شاملاً للتغيير كالذي حملته ثورة تشرين. 

وعلى رغم ظهور لافتات داخل البرلمان باسم متظاهري تشرين خلال اعتصام الصدريين، أثنى وزير الصدر صالح محمد العراقي على وجودها، إلا أن هذا لم يؤشر إلى وجود مشاركة واسعة في هذه الاحتجاجات من التشرينيين كما يوضح عدد من قياداتهم.

رئيس حركة “امتداد” التشرينية علاء الركابي يرى أنه من غير الممكن أن يكون لحراك تشرين مشاركة في الصراع الدائر بين القوى السياسية المسلّحة، وأن مبادئ تشرين تتركّز على إزاحة الطبقة السياسية الموجودة، لكن بسلمية مع الحفاظ على هيبة الدولة وعدم اذلالها من قبل مسلحين تابعين للصدر او للإطار، كما حدث في “الخضراء”.

ويرى الركابي أن الساحة لا تزال ملتهبة وأن الفرصة قائمة دائماً لاندلاع نزاع مسلح بشكل أكبر وأوسع وفق الأحداث الجارية.

“لا مصلحة سياسية للتشرينيين بالتورط في ما يحدث اليوم في العراق”

تظاهرات الصدريين الأخيرة تطورت أحداثها بعد إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي، وتحولت محافظات الوسط والجنوب إلى رهينة في يد الميليشيات المسلحة، وأضحت المواجهات المسلحة هي سيدة الموقف، وكأنّ أحد الأهداف الرئيسية لميليشيات جيش المهدي وسرايا السلام هو مقاتلة ميليشيات “عصائب أهل الحق”، والتي دائما ما يصفها الصدر بـ”الميليشيا الوقحة”، فضلاً عن استهداف مقرات قوات بدر التابعة لهادي العامري واستخدام الطرفين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في المحافظات العراقية، فيما كان المنطقة الخضراء هي الساحة الرئيسية للمعركة، وعلى مدار 24 ساعة استخدم الطرفان المتقاتلان أسلحة مختلفة في المواجهة، ووصل بهما الأمر إلى إطلاق صواريخ الكاتيوشا!

وسط هذه الأحداث بدت الناصرية كأنها غير معنية بما يحصل، وهي المدينة العراقية الجنوبية التي كانت الأكثر سخونة في تظاهرات تشرين وآخر مدينة أنهت اعتصامها بعدما اقتحمها أنصار الصدر، وأحرقوا خيام المعتصمين وقتلوا عدداً منهم وأصابوا آخرين بجروح. اليوم على وقع ما يحصل، تبدو المدينة هادئة ونائية عن الصراع، ربما بسبب عدم وجود أي مقر حزبي داخل هذه المدينة التي تخلصت من المكاتب الحزبية ورفعت شعار “الناصرية مدينة منزوعة الأحزاب”.

لا يمكن الوثوق بالصدريين ولا ائتمانهم، بحسب أحد نشطاء تظاهرات تشرين في الناصرية محمد ياسر، فالهجوم على ساحة الحبوبي في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 من قبل أنصار الصدر وقتل المحتجين لا يمكن نسيانها، ووالدة المتظاهر مهند القيسي لا تزال حتى اليوم تأنّ من وجع فقدان ولدها، فكيف بإمكان التشرينيين أن يأمنوا لشعارات الصدر المتقلّبة؟ يقول ياسر إن الأفضل للتشرينيين أن يبقوا على الحياد في معركة دموية يزج بأبرياء فيها خدمة لمشاريع سياسية وسلطوية. 

إقرأوا أيضاً:

الناطق باسم الحراك الشعبي العراقي أحمد الوشاح يرى أن أي نيات لمشاركة قوى تشرين في الاحتجاجات الأخيرة إلى جانب التيار الصدري لم تكن مطروحة في الأساس، “بسبب التخوف من السلاح الذي تملكه جميع الأطراف المتنازعة وحتى لا نكون طرفاً في الاقتتال الذي حصل، برغم اختلاف في وجهات النظر لدى تنسيقيات قوى تشرين، إلا أن معظمهم اتفقوا على عدم المشاركة”.

لا مصلحة سياسية للتشرينيين بالتورط في ما يحدث اليوم في العراق بحسب عضو جمعية العلوم السياسية قاسم الربيعي. والتشرينيون يتهمون الطرفين باستهداف المحتجين السلميين من التشرينيين عندما خرجوا طلباً للإصلاح في شوارع بغداد، لهذا من غير المنطقي أن يكونوا منحازين إلى طرف من الطرفين.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد اياد العنبر يرى أن الصراع السياسي الذي حصل بين طرفين شيعيين، لا يمثل جميع الشيعة. بل إن عدداً كبيراً من الشيعة قاطعوا الانتخابات، وهم اليوم في موقع المتفرج، ويحاول الطرفان المتصارعان جذب الجمهور المقاطع عبر خطابات تتعلق بالإصلاح السياسي ورفع شعارات الدولة ودعم الشرعية. لكن التقاتل في الشارع وظهور المسلحين يدفع بكثير من المتابعين الذين تتملكهم الحيرة إلى اتخاذ قرار بالإحجام عن دعم أي من الطرفين، خصوصاً أن الهم الأساسي للعراقيين اليوم هو تأمين أدنى مقومات العيش لأبنائهم في بلاد غنية، لكن أبناءها غارقون في الفقر، وكل ذلك بسبب الفساد وسطوة السلاح.

إقرأوا أيضاً: