fbpx

“بعنا بيتنا حتى يسافروا وهلق يمكن يموتوا”…
ما مصير قارب المهاجرين العالق في اليونان؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“بعنا بيتنا في سوريا ورهنّا كل ما نملكه حتى يستطيع السفر مع زوجته وابنه، كنا نأمل بأن يستطيع الوصول إلى إيطاليا لعله يستقر ويساعدنا”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“ابني راح بالبحر لأنو بيو مريض سرطان، ابني عمرو 19 سنة، اسمه خالد محمد برغل، مشان الله، عم يموتوا بالبحر”.

إنها استغاثات عايدة برغل، التي ذهب ابنها منذ أكثر من 10 أيام في قارب غير شرعي كان يفترض أن يصل إلى إيطاليا خلال 8 أيام، انطلاقاً من شمال لبنان. إلا أن المركب الذي يحمل ركاباً أكثر من قدرته الاستيعابية (57 شخصاً، بينهم سوريون ولبنانيون وفلسطينيون) يقف الآن في عرض البحر بين اليونان وإيطاليا، بعدما تعطّل محرّكه وغادره القبطان في قارب مطاطي، تاركاً الركاب لمصيرهم.

في العبدة، في شمال لبنان، وقف الأهالي محاولين إيصال صوتهم إلى المعنيين، لعلّ الجهات المختصة تتدخل لمساعدة أحبائهم، بعدما توقف الاتصال معهم وانقطعت أخبارهم تماماً.

تتعدد الروايات حول قصة المركب، حتى إن إحدى الروايات المتداولة تتحدث عن أن القبطان كان أخذ عائلته معه على متن الرحلة (حوالى 16 شخصاً) ويتم التكتم عن اسمه، لأنه في حال قبضت عليها السلطات اليونانية، فقد يواجه عقوبة السجن 300 سنة.

يروي محمد كهربجي (سوري الجنسية) بحرقة كبيرة قصة أخيه الذي اضطر للجوء إلى الهجرة غير الشرعية بعدما تقطّعت به السبل، “بعنا بيتنا في سوريا ورهنّا كل ما نملكه حتى يستطيع السفر مع زوجته وابنه، كنا نأمل بأن يستطيع الوصول إلى إيطاليا لعله يستقر ويساعدنا”.

ويتابع: “دفعنا 7000 دولار عليه و7000 دولار على زوجته، وسافرا مع طفلهما الذي لا يتجاوز السنة ونصف السنة، والآن لا نعرف إن كانوا أحياء، ولا نعرف ما هو مصيرهم. كان أخي يعمل في مطعم، لكن الراتب لم يعد يكفي لتأمين حليب لطفله، لذلك اضطر للسفر بهذه الطريقة”.

وكأن اللجوء الأول عام 2011 الذي أتى بعالة كهربجي إلى لبنان، هرباً من الحرب السورية، لم يكن كافياً، بكل صعوباته وتحدياته، فكان على أحمد (شقيق محمد) أن يخاطر بحياته وبحياة عائلته، لعلّه يصل إلى مكان أفضل.

وفق المعلومات التي جمعناها، معظم الركاب من سوريين ولبنانيين هم من بلدة ببنين في قضاء عكار، وهي واحدة من أفقر البلدات وأكثرها كثافة سكانية، وبين الركاب مرضى وأطفال وامرأة حامل. ويبدو الوضع الإنساني سيئاً جداً، إذ انقطع الركاب من الطعام ومن المازوت منذ أيام، والقارب مهدد بالغرق فعلياً، وما زال في عرض البحر بانتظار أي مساعدة، علماً أن خفر السواحل اليونانية لم يتعاطف معهم، وكذلك السلطات الإيطالية. 

وكان المركب غير المجهّز قد انطلق بعد 24 ساعة على رحلة مماثلة فشلت في تجاوز المياه الإقليمية اللبنانية بسبب انقلاب المركب وتدخل الجيش اللبناني لإنقاذ الركاب. وتأتي هذه المأساة ضمن سلسلة من مآسي الهجرة غير الشرعية عبر مراكب غير مجهزة، والتي سقط في أحدها عشرات الضحايا في نيسان/ أبريل الماضي.

إنها مراكب الأمل التي يستقلها أشخاص فقدوا الأمل في ظل الانهيار الاقتصادي والبطالة والاستعصاء السياسي، ويدفعون من أجلها جنى عمرهم، أملاً بحياة أفضل في مكان أقل قسوة، إنما لا تلبث أن تتحول مراكب الأمل إلى مجزرة ومصير مجهول.

بصوتها المتقطّع تناشد عايدة بحرقة كبيرة الجهات المعنية لمساعدة ابنها والركاب الآخرين، تقول: “كرمال الله أنقذوهم، كرمال الله متروكين بنص البحر، ما حدا عم يسأل عنهم”.

وحتى كتابة هذا المقال، لم تتحرك أي جهة لإنقاذ أرواح عشرات المهاجرين، الذين يواجهون خطر الموت، حقيقةً لا مجازاً.

إقرأوا أيضاً: