fbpx

العراق: انتحار التيكتوكر مروة القيسي
وحقيقة إجبار قاصرات على العمل في ملاهٍ ليلية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

انتحار مروة فتح باب الأسئلة عما يحدث في الملاهي الليلية في العراق وكيف يسمح لفتاة قاصر بالعمل في أماكن كهذه، وكيف وصلت مروة والأخريات للعمل في هذه الأماكن التي تدور حولها شبهة الدعارة القسرية والاتجار الجنسي واستغلال النساء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“لا أريد أن يتواصل معي أحد واتركونا بحالنا فأختي ماتت”، بهذه الكلمات وبدموع لا تنضب نعت ملاك شقيقتها مروة التي أقدمت على الانتحار من أعلى عمارة في مجمع القرية اللبنانية في عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل

مروة القيسي فتاة عراقية تنحدر من بغداد، كانت تعمل في أحد الملاهي الليلية وعمرها لا يتجاوز 17 سنة، وكانت تصنف على مواقع التواصل الاجتماعي كـ”تيكتوكر” وهو لقب يطلق على الذين يملكون حسابات يتابعها كثر على تطبيق “تيك توك”.

وأتت شهرة مروة القيسي في السنوات الأخيرة من خلال تأديتها بعض الأدوار الفنية وتقديم الرقص عبر فيديوات تنشرها على حساباتها، ولها متابعون على تطبيقات السوشيل ميديا يتجاوز عددهم أربعة ملايين مستخدم.

وعرفت مروة القيسي بتصريحاتها الجريئة التي لطالما أثارت الجدل بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، كحديثها في لقاء تلفزيوني عن رغبتها “في إذلال الرجال”.

انتحار مروة فتح باب الأسئلة عما يحدث في الملاهي الليلية في العراق وكيف يسمح لفتاة قاصر بالعمل في أماكن كهذه، وكيف وصلت مروة والأخريات للعمل في هذه الأماكن التي تدور حولها شبهة الدعارة القسرية والاتجار الجنسي واستغلال النساء. كما شكك كثر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في انتحار مروة، ملمّحين إلى احتمال تعرضها لجريمة قتل. 

“لا أريد أن يتواصل معي أحد واتركونا بحالنا فأختي ماتت”

محاولات انتحار سابقة

وبحسب تصريحات صحافية لمدير مجمع القرية اللبنانية في أربيل رسول كريم، وهي قرية سكنية يرتبط اسمها بحياة السهر والليل فضلاً عن احتوائها مرابع ليلية تدور حولها شبهات عن شبكات اتجار جنسي واستغلال للنساء، فإن الراحلة كانت تعيش في إحدى الشقق السكنية مع شقيقتها، ولم يكن لديها أي مشاكل، وألقت بنفسها من أعلى البناية، وفتحت الشرطة تحقيقاً بالحادث.

وكشفت شرطة أربيل نتائج التحقيقات الأولية بوفاة مروة، إذ أكدت في بيان لها أن “الحادث حصل بعد وصولها إلى شقتها التي تسكن فيها مباشرة”، كما توصلت إلى أن مروة سبق أن حاولت الانتحار مرات عدة.

قبل الحادثة بـ24 ساعة كانت مروة تظهر من دون وجهها على خاصية القصص القصيرة في “إنستغرام”، بأكثر من قصة منها فيديو صورته في مكان عام، ونشرت فيديو آخر مكتوب عليه أن “الحياة صعبة لكن على الأقل…”، وأكملت بوضع رمز (إيموجي) القلب وبجواره كلمة “كل حياتي”.

وفي منشور آخر عبر خاصية القصص القصيرة، نشرت صورة مكتوب عليها مقولة “أحيانا لا يتوجب عليك الاستماع لأعذارهم لأن أفعالهم قالت الحقيقة”، لتعلق هي بكلمة “المريضة”، في وصف لأفعال البعض.

تجارة الرقيق والجنس 

يكشف مصدر أمني عراقي أصبح خارج الخدمة لـ”درج”، عن ازدياد الطلب على الفتيات القاصرات في المرابع الليلية العراقية، ويستند إلى تجربته الشخصية في التعامل مع هذا الملف وإجرائه تحقيقاً حول الموضوع، انتهى بتلقيه تهديدات بالقتل ثم تم فصله من وظيفته، بضغوط سياسية من شخصيات وأحزاب متورطين بهذه “التجارة”.

يقول المصدر الأمني إن الأمر يبدأ من خلال أشخاص يبحثون في مواقع التواصل الاجتماعي عن الفتيات اللواتي يردن الشهرة ويتم إقناعهن بوجود عمل لهن في أماكن “محترمة”، ويقدمون للفتيات اغراءات مالية والأهم اغراء الخروج من بيئة متشددة معادية للنساء في كثير من الحالات. ويحصلن على مساعدة للهرب من ذويهن إلى أربيل وأحياناً إلى تركيا ولبنان وسوريا.

بعد تهريبهن يتم أخذ الفتيات إلى الموزع الرئيسي الذي يتلقى طلبات الحصول عدد الفتيات اللواتي يحتجن إلى العمل في الملهى الليلي الذي يملكه، ووسط صدمة الفتيات من الخدعة التي وقعن فيها، يُجبرن على العمل لأن العودة إلى ذويهن تعني الموت، بسبب العادات والتقاليد المجتمعية الصارمة.

يشير المتحدث، إلى أن الفتيات يتم بيعهن إلى ملاهي في تركيا ولبنان وسوريا، تحت إشراف منظمات دولية تعمل في تجارة الرقيق والجنس، بحماية من الفاسدين من الاحزاب والسلطات في كل دولة من هذه الدول، مضيفاً، أن الفتيات العذراوات يتم افقادهن عذريتهن تحت التهديد وأحياناً “تباع” بعضهن لتجار وسياسيين مقابل مبالغ تصل إلى 5000 دولار أو أكثر، وهذا الأمر ينطبق على العذراوات حصراً.

إقرأوا أيضاً:

تهريب وتزوير وجريمة منظمة

المصدر الأمني نفسه يكشف أيضاً عمليات تزوير مستندات ثبوتية وجوازات سفر فتيات قاصرات لتزوير أعمارهن، وتكبيرهن في الوثائق.

بعد محاولات عديدة للوصول إلى فتاة تعمل في إحدى الملاهي الليلية، استطعنا الوصول إلى فتاة صار لها سنوات في ملهى ليلي في أربيل: “وين ارجع، اهلي يقتولوني وهنا انتهت حياتي بعد اني مجبورة على التحمل والسكوت”.

تردف: “قبل أربع سنوات تم تهريبي من خلال منظمة تدعي دعم المرأة وحمايتها الى إربيل ومن إحدى المحافظات في وسط العراق وكنت اعتقد أنهم سيوفرون لي الحماية فعلاً، ولكن بعد أسبوع واحد تم نقلي إلى منزل آخر وتم إجباري على ممارسة الجنس وفقدت عذريتي آنذاك وبعدها بأيام قليلة نقلوني إلى منزل تقيم فيه فتيات طلب منهن تعليمي الرقص لأنني سأكون زميلتهن في الملهى”.

تكمل الفتاة التي لم تعد قاصراً اليوم حكايتها: “أثناء هربي قامت المنظمة بتزوير عمري من 15 إلى 21 سنة ولكن لا أعلم كيف فعلوا ذلك. ما أعرفه أنه تم اعطائي هوية باسم (سرى) مواليد 1997 في بغداد، وتم ربطي بمجموعة سياحية حتى وصولي إلى أربيل، وهناك أخذتني امرأة قالت إنها ممثلة المنظمة وإنها ستأخذني إلى منزل يحمي الفتيات الهاربات”.

تقول بنبرة لا تخلو من الأسى: “لا أعتقد أنني أستطيع تغيير شيء الآن فالجميع بات يعرفني كراقصة وهذا عملي ولا أتقن شيئاً آخر غيره وأنا مقتنعة به لأنه مصدر عيشي الآن، ولو كان على حساب تقديمي تنازلات تتعلق بجسدي وحريتي، فالموت قادم سواء بقيت هنا أو رجعت إلى أهلي”.

إقرأوا أيضاً:

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!