fbpx

صالح مسلم .. فضّل السمّ على “المصل” التركي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ينقل مسلم عن اوجلان في إحدى المرات التي التقاه فيها أنه قال ذات مرة أن “التعامل مع النظام السوري ليس سهلاً وشبهه بمن يركب الأسد أي يجب أن تكون متمكناً جداً كي لا تسقط ويأكلك الأسد. كان يقول ان التعامل صعب وأن الخطأ مكلف”. تركيا ما زالت تلاحق مسلم ثمناً لـ”لا” الكردية التي رفعها في وجه المخابرات التركية خلال معركة كوباني. توقيفه الأخير في براغ يلخص المحنة الكردية في الحياة والنجاة بين أسد وقطيع من الذئاب ومرابي أميركي وسيد إقطاعي روسي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 كان تنظيم داعش قد حاصر مدينة كوباني من ثلاث جهات وبقيت جهة رابعة مشاركة في الحصار بدون حرب، وهي تركيا. توجه الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم إلى أنقرة بعد طلبات متكررة للزيارة لم يستجب لها الأتراك إلا حين تأكدوا من حتمية سقوط كوباني. التقى “أبو ولات” – وهو اللقب الذي يشتهر به صالح مسلم كردياً – بمسؤولين من الاستخبارات التركية، وهؤلاء تعاملوا مع الزيارة بعقلية محتكر المصل المضاد للسم. فرضوا على الزعيم الكردي شروطاً تعجيزية، من بينها أن يعلن الحرب على النظام السوري، وأن يوقف المواجهات مع الفصائل الإسلامية، بما في ذلك جبهة النصرة، وقائمة أخرى من المطالب التي يؤدي تنفيذها إلى سيطرة تركيا على المشروع السياسي الكردي في سوريا. خرج مسلم من ذلك اللقاء الحاسم والأخير مفضلاً تجرع السم على المصل التركي.
كان رفض صالح مسلم الرضوخ لابتزاز تركيا في ذلك الظرف العصيب، تدشيناً لمرحلة جديدة في العلاقات الكردية التركية: انهارت عملية السلام التي رعاها عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المحكوم في تركيا، وبداية تأسيس حرب جديدة ما زالت تتسع نارها إلى اليوم. فبعد إنقاذ كوباني بدون المساعدة التركية اندلعت الحرب في المدن الكردية في تركيا، وامتدت إلى مناطق “روجآفا” في شمال سوريا بدءاً من عفرين. كان صالح مسلم شاهداً على كل هذا الانهيار الكردي التركي في ذلك اللقاء حين انقلب الأتراك على مشروع أوجلان الذي يدرك مسلم تفاصيله العميقة. ذلك المشروع كان يقضي بتحالف كردي تركي في الشرق الأوسط. ورغم موافقة الأتراك بداية على ذلك، إلا أنهم سرعان ما عدلوا رؤيتهم بتأثير من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أراد وضع الكرد تحت هيمنة الفصائل الإسلامية.
كان من شأن قبول صالح مسلم العرض التركي في ذلك اللقاء الأخير مطلع تشرين الأول / أكتوبر 2014 إنقاذ مدينة كوباني بشكل أسرع، لكن مع تحويل الكرد إلى أداة تركية في الحرب السورية.
يحظى “أبو ولات” (ولات اسم ابنه البكر ويعني الوطن) باحترام واسع كردياً. فهو ابن مدينة كوباني، والأب الذي قدم ابنه في معارك الدفاع عن الوجود الكردي. وزوجته عائشة أفندي من ذلك الطراز القيادي للنساء الكرديات. كانت عائشة تشرف على إطعام المقاتلين وإنقاذ الجرحى حين استولى تنظيم داعش على معظم المدينة ما عدا شارعين.
بعد انتخاب قيادة جديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي العام الماضي، كان المتوقع أن يأخذ “أبو ولات” قسطاً من الراحة الطويلة ومعالجة بعض المشكلات الصحية التي يعاني منها. غير أنه سرعان من انخرط في نشاط على مستوى أقل رسمية وأكثر تأثيراً. فباتت لقاءاته في الدول الأوروبية أكثر حرصاً على نسج العلاقات مع دوائر صناعة القرار في المحافل الغربية، مستفيداً من سعة اطلاعه وإتقانه أربع لغات بطلاقة: الكردية والتركية والانكليزية والعربية. وهو خريج الجامعة التقنية في اسطنبول عام 1977.
وللزعيم الكردي تجارب اعتقال مريرة في سجون الأمن السوري وقد رواها مفصلا في لقاءاته الصحافية. الحدث المفصلي كان في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، فقد قام الأمن السوري بمداهمة منزله في كوباني ولم يكن متواجداً حينها. فاعتقلوا زوجته لمدة تسعة شهور، وكذلك تعرضت شخصية كردية ذات مكانة اجتماعية وسياسية للاعتقال (الأستاذ عثمان سليمان). كان الأخير رفيق مسلم، وكان كلاهما مطلوبين للأمن. بعد عدة شهور خرج عثمان جثة هامدة متوفياً تحت التعذيب في أقبية المخابرات. فتوارى مسلم عن الأنظار حتى اندلاع الحراك المعارض ضد النظام في مارس/ آذار 2011.
ينقل مسلم عن اوجلان في إحدى المرات التي التقاه فيها أنه قال ذات مرة أن “التعامل مع النظام السوري ليس سهلاً وشبهه بمن يركب الأسد أي يجب أن تكون متمكناً جداً كي لا تسقط ويأكلك الأسد. كان يقول ان التعامل صعب وأن الخطأ مكلف”.
تركيا ما زالت تلاحق مسلم ثمناً لـ”لا” الكردية التي رفعها في وجه المخابرات التركية خلال معركة كوباني. توقيفه الأخير في براغ يلخص المحنة الكردية في الحياة والنجاة بين أسد وقطيع من الذئاب ومرابي أميركي وسيد إقطاعي روسي.
[video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.