fbpx

إنها ليست مزحة: يهودي ومسلم ومسيحي في حانة ليليّة شمال إسرائيل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عندنا تساءلتُ ما إذا كان للتحرّر والحياة الليليّة البرّاقة صلة بأن نصف سكان قرية ترشيحا في إسرائيل من المسيحيين، غضبت لاما وأجابت “ليس السؤال المناسب هو ما إذا كنت مسيحياً أو مسلماً. كيف تفترض أني مسيحية؟” أثار قلقها ذكر القانون الجديد المتضمّن أن إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، وقالت “إنه قانون مزعج ومهين يجعلنا يهوداً من الطبقة الرابعة، أو طبقة اللاشيء”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تكن حانة موسيقى شاهين في ترشيحا الجزء العربي من مدينة معالوت-ترشيحا العربية اليهودية في شمال الجليل، ممتلئة عندما وصلتُ إلى هناك في التاسعة مساءً. كان ذلك بسبب قدومي باكراً جداً. كان شاهين المالك ثملاً للغاية غير قادر على الإجابة على أسئلتي، لذا اقترحت أن أتحدّث إلى الزبائن. طلبت من علياس الذي يبلغ من العمر 22 سنة، ويعمل في مجال تبادل العملات الأجنبية أن يشرح سبب وجود قرية مثل ترشيحا التي يبلغ عدد سكانها 6500 نسمة وفيها ما لا يقل عن 6 حانات نشطة.

قال: “يشرب الناس في ترشيحا الكثير من الكحوليات” وتابع “تعلو نسبة شاربي الكحول فيها مقارنة بنظيرتها بتل أبيب. أبدأ بالشرب في التاسعة مساءً وأنتهي في الواحدة أو الثانية صباحاً طول أيام العطلات. أذهب إلى حانة باربار وينتهي بي المطاف أحياناً في توب فيو”.
ألا تكلفك هذه الأمسية ثمناً باهظاً؟
“إنها باهظة، لكن ليست لدينا عائلات بل ليس لدينا أي شيء. نعمل بجد وبعدها نقضي أوقاتاً جيدة أثناء العطلة”.
مسيحيون فقط؟
يشرب جميع المسيحيين ويجلس الجميع لفترة غير محدّدة. يفخر ابن عمه س. وهو في الفرركس أيضاً، بأنه عندما يسافر يشرب “زجاجة نبيذ على أقل تقدير”. كانت لاما تجلس في الخلف وهي فتاة تبلغ 23 سنة وتدرس طب الأسنان في تل أبيب وترتاد حانة موسيقى شاهين أحياناً. أنيقة للغاية، أظافر مصقولة بطلاء أبيض اللون، ترتدي بلوزة صفراء وتمثل في جلستها لوحة محلية شديدة الاعتداد بنفسها.
قالت: “ترشيحا بلدة كبيرة ورائدة، ليس بحسب عدد حاناتها بل بالكثير من الأماكن التي تظهر جودة الحياة” وتابعت “كنا نذهب إلى نهاريا أو حيفا قبل هذه الأيام، لكن الآن يأتي الناس من كل صوب إلينا”.

عندما تساءلت ما إذا كان للتحرّر والحياة الليلية البرّاقة صلة بأن نصف سكان هذه القرية من المسيحيين، غضبت لاما وأجابت “ليس السؤال المناسب هو ما إذا كنت مسيحياً أو مسلماً. كيف تفترض أني مسيحية؟ أنا عربية ببساطة. لا تؤذينا هذه المسائل، في ترشيحا على الأقل”.
أثار قلقها ذكر القانون الجديد المتضمّن أن إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، قالت “إنه قانون مزعج ومهين يجعلنا يهوداً من الطبقة الرابعة، أو طبقة اللاشيء”.

حب واحد

أصبحت القرى المسيحية في شمال إسرائيل مرتعاً للحياة الليلية في الآونة الأخيرة. إنهم يوفرون التسلية للشباب العرب الإسرائيليين بالطبع، ولكن أيضاً لليهود الذين يريدون الاسترخاء بكأس من الجعة ولكن ليس في محطة بنزين.

توجد حانة في قرية معليا المسيحية عند نقطة المراقبة في (إيكلز كليف) وقد تم افتتاح الحانات أخيراً في فسوطة وكفر ياسيف. لكن “كمون” في ترشيحا هي حانات المنطقة. وربما كانت انطلاقةً لهيمنة المشهد المسيحي في القرى العربية في غرب الجليل.

“كمون” على بعد رمية زجاجة ويسكي فقط من حانة شاهين الموسيقية لكن الجمهور أعرق وأصلد. لم يكن لدى شاهين أي زبائن يهود وكانت الموسيقى مألوفة للعرب، بينما كان معظم الزبائن في كمون يهوداً والموسيقى كانت موسيقى الروك الكلاسيكية.

قال المالك سمعان بشارة، البالغ من العمر 64 سنة، مازحاً أو جاداً “ما الفارق؟ مسيحيون أو مسلمون أو يهود؟ نحن شيوعيون”. أخبرنا سمعان وهو يرحب بنا وهو يعصب رأسه الأقرع بربطة ملفوفة بشكل متناسق أنه ابن عم عزمي بشارة عضو الكنيست الأشهر والذي يمكث الآن في منفاه الاختياري.

يرتدي قميصاً مقسموماً كتب على أحد نصفيه اسم “كمون” وعلى النصف الآخر “حب واحد”. تصفه كما تصف ملاك الحانات الأخرى مقولة “مفعم بالألوان”. لبشارة تاريخ طويل في محاولة تحسين الحياة الليلية في ترشيحا فعام 1997 افتتح حانة سماها “سفينة نوح”، استمرت لعامين. قال: “تزوّجت واحتجت إلى وظيفة؛ لذا فعلت شيئاً أقتات منه”. أعاد الأمر عام 2003 ولكن مع “كمون” وتحسّنت الحال.

وأضاف: “لكل حانة في ترشيحا طابعها الخاص”، وتابع: “هنا ميزة أن نكون سوياً، هناك أكل جيد وشراب جيد، لكن القصة في كمون لا تكمن في الشراب وحسب”، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الملاهي الليلية في هذا المجتمع بسبب سكانه.

“أريد أن أمضي وقتاً جيداً، الحانات عنصر ثقافي؛ يأتي الناس إلى هنا للحصول على طلباتهم. هذه قرية من الناس المنفتحين، كانت الأماكن الرئيسية في المنطقة دائماً في مثلث معالوت ترشيحا. يوجد روابط مختلفة بين اليهود والعرب في الشمال عن تلك الموجودة في أرجاء البلاد الأخرى”.
إلامَ تشير؟
“هناك المزيد من التعايش هنا؛ ويساعد الموقع في خلق ذلك الشعور. نحن ننشئ ثقافة ونستمر معاً لفترة. الشراب هو دائماً قوة التواصل، والبيرة تصنع أشخاصاً طيبين. هل يمكنك تخيل عالم خالٍ من الكحول؟ عالم مليء بالشريعة”.
جلب ذكر بشارة للشريعة سيرة قانون القومية اليهودية (مرة أخرى)، لكنه قال عن ذلك: “إنها لا تهمني مطلقاً؛ بإمكاني العودة إلى اليهودية من الغد”.
تتحوّل من الغد؟
“لا فرق بين اليهودي والعربي؛ أنا لا أؤمن بالسياسة والحدود. قطع صحافي أيرلندي كل هذه المسافة إلى هنا ليسألني عن هذا القانون. أخبرته أن السياسيين يمكنهم أن يقرّروا ما يريدون، فقط لكي يشربوا القليل من العرق أو القليل من الجعة. ماذا أستطيع أن أقول لك؟ الحياة قصيرة وعليك العيش”.
كيف تبدو ترشيحا من حيث علاقات الرجال والنساء فيها؟
“جميعنا ليبراليون، لقد تعولم العالم. المتدينيون، مسلمين كانوا أو يهوداً هم أشخاص مخيفون. أنا أؤمن بأن تعيش وأن تدع غيرك يعيش”.
أليس هناك عناصر محافظة في ترشيحا؟
“كان المكان السابق للحانة قريباً من المسجد، أقابل المصلّين ذاهبين إلى الصلاة في الثالثة فجراً ودائماً ما أقول لهم “صباح الخير” ويردّون تحيتي. يوجد احترام في هذه البلدة، يعيش الناس في سلام هنا”.

تلوح لي أيالا من آخر الحانة، وهي طبيبة نفسية للأطفال من متسبيه هيلا – إحدى مجتمعات “الجليل” التي أقيمت على قمم التلال فوق القرى العربية. وقالت: “ترشيحا هي المركز الثقافي للمنطقة، على حد علمي. كمون تعني لي مخبز شاهين [شاهين آخر غير مالك الحانة] والسوبر ماركت الذي يؤمن حاجاتي”.

أخبرتها أن الناس في مركز البلد سيجدون الأمر مستهجناً أن يذهب أحدهم إلى بلدة عربية من أجل الحياة الليلية، ضحكت وقالت “بالنسبة إلي وإلى من يحيا في غرب الجليل، فالأمر واضح وليس مستهجناً أن آتي إلى بلدة عربية لتناول الشراب أو أن تكون قبلتنا بلدة عربية. لتل أبيب بعض المفاهيم الغريبة ولكنها لا تمثل مشكلة لي”.

“دكوار رجل كاثوليكي، وهو واحد من حوالى مئة مسيحي في جميع أنحاء البلاد يتطوّعون لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي كل عام على رغم أنهم غير مُلزمين بذلك قانوناً”

“عندما يتعلّق الأمر بالحانات؛ يفكر الناس مباشرة في أماكن المسيحيين. وترشيحا مكان استثنائي تماماً، عالمية حتى بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى مع السكان المسيحيين. هذا هو الشعور. كما تعرف يمكن أن تكون هذه الحانة في براغ أو في ضواحي باريس بالسهولة ذاتها”.

أرشدني زوجان ستينيان وقد احمرّ وجهاهما من كثرة الشُّرب، إلى حانة (توب فيو – Top View) والتي تقع على سطح بناية عند مدخل ترشيحا. وقد أوصياني بتجربة المأكولات البحرية هناك، ووعداني بأنني سأستمتع حقاً بتناولها.

قال حاتم مايكي، صاحب الحانة، “كنتُ أقوم بأعمال البناء في تل أبيب، وأردتُ القليل من الحرية”، واستطرد مستذكراً الأيام الأولى “لقد جئتُ إلى هنا وكنتُ أشعر بالملل”.

“شاهدتُ السطح وأردتُ تركيب جاكوزي والعيش هناك. لقد بدا ركناً رائعاً بحق. وفي الوقت ذاته، كنتُ أقوم بتقطير العرقي (مشروب كحولي) للتسلية. فقلتُ لنفسي قبل ست سنوات: فلنقم ببناء حانة!”. وعند هذه اللحظة، قام مايكي بسكب العرقي على المنضدة وأخرج قدّاحته وقام بإشعاله بكل فخر.

في السابق، كان يتجوّل خارج البلاد لمدة 20 عاماً، فعاش في فرنسا وبريطانيا والدول الاسكندنافية، وكان يكسب رزقه من عمله مهندساً ميكانيكياً. يستطرد بينما يحك سواعده “لقد درستُ قليلاً، وكنتُ متزوجاً لبعض الوقت، وكنتُ أباً لبعض الأولاد؛ لقد كانت رحلة ممتعة”.

يشعر مايكي بوجود حانات أكثر من اللازم في المنطقة. فقال: “إنها منطقة صغيرة يسكنها عدد قليل من الناس، والأوضاع في الشمال ليست مطمئنة على الإطلاق. تساورك الشكوك بشأن المستقبل هنا طوال الوقت. فكل يوم تسمعُ شيئاً مختلفاً في الأخبار. فتارة يكون الخبر عن إطلاق نار، وتارة أخرى عن ملاجئ الحماية من القصف. هذا الهُراء يؤثر في حيوية المنطقة. وفي النهاية، نحن على الحدود. فحتى لو كانت الأمور هادئة الآن، فإن الناس ليسوا متأكدين مما قد يحصل غداً”.

تم قطع محادثتنا لأن الناس على الجانب الآخر من الحانة كانوا يصيحون قائلين “بي بي – Bibi” باتجاهنا. فحثّني مايكي على مُقابلة أنصار حزب الليكود، وهم من الزبائن المنتظمين لهذه الحانة.

يقول لي شيمون تال “لا يوجد هنا سوى المحبة بيننا وبين أبناء عمومتنا من المسيحيين، فحاتم كأخ لنا. نحنُ نحيا على التعايش المُشترك، سواءٌ أكان ذلك مع قانون الدولة القومية أو من دونه. لذا فنحن جميعاً هنا من أنصار حزب “الليكود”. أنصار غير مؤهلين. ولكننا هنا كالعائلة؛ نحنُ هنا مذ افتُتِح هذا المكان.

صاح مايكي “لا توجد سياسة هنا؛ لا بيبي، ولا ريغيف، ولا ساره” في إشارة لكل من بنيامين وسارة نتانياهو، وفي الوسط، وزيرة الثقافة ميري ريغيف. ويستطرد قائلاً “يأتي الناس هنا فقط للاستمتاع”.

أغنية براغ

قمتُ بزيارة حانة (بيت الجد – Grandfather House)، وهي أول حانة في قرية فسّوطة، قبل شهرين مع صديق لي. وهي قرية مسيحية رعوية يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة. قرية فسّوطة ليست بعيدة من لبنان، في الواقع، هناك خريطة للبنان معلقة في الحانة المزدحمة.

ولكن للأسف، خلال زيارتنا، وقعت كارثة: لقد نفد مشروب العرقي.

صبّ لي جيري دكوار، مالك الحانة، كأساً من الباستيس (مشروب كحولي) بهدوء. سألته كيف استجمع الشجاعة الكافية لتأسيس عمل من هذا النوع في مثل هذا الموقع البعيد، فقال لي “كنتُ جُندياً واحتجتُ إلى النقود، لذا فكرتُ في أن أفتح حانة لمدة أسبوع ثم أغلقها”. لقد قام هو وصديقه نادر ببناء هذا المكان بأيديهم.

دكوار رجل كاثوليكي، وهو واحد من حوالى مئة مسيحي في جميع أنحاء البلاد يتطوّعون لتأدية الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي كل عام، على رغم أنهم غير مُلزمين بذلك قانوناً. وعلى مدار حديثنا، كان موضوع المشروع يظهر في كل ردود دكوار تقريباً.

ترجع ملكية الأرض التي بُنيت عليها الحانة لعمّة دكوار. وقبل أن يدفع دكوار بنفسه للخوض في الحياة الليلية، كان يعمل حلّاقاً. وكان أحد زبائنه المُفضّلين، وهو عجوز من قرية فسّوطة، يعيش حيث بُنيت الحانة الآن. ومن هنا جاءت التسمية المميزة للحانة (بيت الجد). قال دكوار “كان كجدّي”؛ استمر دكوار في حديثه وكَشَف لي أنه لا يزال يعمل حلّاقاً، ولكن فقط للزبائن المنتظمين، ويحلق لهم في منازلهم.

واستطرد دكوار قائلاً: “مستوى المعيشة هنا مرتفع، ولكنني أردتُ تقديم شيء لم يكن موجوداً من قبل في القرية. وفي يوم الافتتاح جاءت عائلات كثيرة من القرية. وقد أعطاني هذا الكثير من الدعم. كما لو أنهم يقولون لي: استمر، لا تتوقف”.

وأضاف دكوار “لا يتمثّل هدفي في جمع المال، ولكن في أن يجتمع الناس معاً وأن يتقابلوا. فإلى جانب المحليين، يأتي إلى الحانة إنكليز ويهود وجنود وأشخاص من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان UNIFIL. ويأتي الآن أناس من مدينة بئر السبع ومن مدينة عِراد”. بدا عليه التأثر وهو يتحدث عن الزوار من الأماكن البعيدة، وأردف قائلاً “شيئاً فشيئاً، تكتسب الحانة شهرتها من الكلام المنقول من شخص إلى آخر”.

هل هو من قبيل المصادفة أن تكون الحانات في القرى المسيحية، لا في منطقة مسلمة أو درزية؟

“إنه أمرٌ ثقافي. فمثلاً لا يُسمح لك بفتح حانة في قرية حرفيش لأنهم من الدروز. ولكن قرية مجدل شمس (الواقعة في هضبة الجولان) درزية أيضاً، ومع ذلك، فلديها حانات جيدة. أما بالنسبة إلى المسيحيين، فهم معتادون على الكحوليات ولا توجد أي مشكلات. لكنني شخصياً صديق للجميع، من مسلمين، دروز، مسيحيين، يهود، أنا أحب السلام”.
هل تعتمد حانتك بشكل رئيسي على أهل فسّوطة؟
“في الحقيقة، بعض الناس من فسّوطة لديهم مشكلة في الأسعار هنا. فعلى سبيل المثال، يريدون الحصول على كأس من شراب (بلاك ليبل – Black Label) مقابل 20 شِكلاً (5.40 دولار أميركي)، وهو سعر لا أستطيع تحمّله. فكما تعلم، أنا أدفع ضريبة أملاك وإيجار ومرتبات الموظفين. ولكن من يدخل الحانة، لا يخرج منها إلا وهو راضٍ. حالياً، يُمثل اليهود 60 في المئة من إجمالي الزبائن، و30 في المئة منهم من القرية، ويُمثل المسلمون والدروز النسبة المتبقية. يتمتع الناس هنا بذوق رفيع جداً”.

تحقيق حلم

على عكس الحانات التي ذكرتُها حتى الآن، تُقدم حانة (مُنحدر النسور – Eagles Cliff)، والتي تقع على حافة قرية معليا، طرازاً مختلفاً ولا تعتمد على تقديم الكحوليات فقط. وتتمتع بإطلالة على وادي كزيف، وهو جدول ماء يتدفق على مدار السنة.

بُنيت الحانة من قِبَل مُراد فوران البالغ من العمر 33 سنة، والمعروف بـDJ Zuka. قام بافتتاح هذا المكان منذ 5 سنوات على أرض زراعية تابعة لعائلته، وعلى أنقاض خزان بُني من قِبَل جده الأكبر، والذي كان يعمل خمّاراً. تزرع عائلته بستان زيتون بالمنطقة، ولكن بحسب فوران، فإن الحياة الليلية والتخييم أكثر ربحاً من زيت الزيتون.

قال فوران: “لسنوات، كنتُ أعمل مُنسق أغانٍ (DJ) في قرية معليا وعملتُ أيضاً موسيقياً في كل من حيفا والناصرة، وفي الغالب تكون موسيقى عالمية. ولكن طوال حياتي كنتُ أحلم بامتلاك حانة. وكنتُ متأثراً بشكل خاص بالحانات في مدينة براغ. يأتي الناس من معليا، إضافة إلى الناصرة وشفا عمرو وحتى رام الله وبيت لحم. يحجز الناس غرفاً في معليا للمبيت ويأتون إلى هنا لقضاء وقت ممتع. أشعر بأنني أدعم المنطقة لأن الناس يأتون ويقضون الليلة هنا، بفضلنا نحن”.

تشتهر قرية كفر ياسِف بمطاعم الحُمُّص وعدد قليل من مطاعم الأسماك. ومثل ترشيحا، فهي نصف مسيحية ونصف مسلمة، وتحظى بعلاقة طيبة بين الطرفين. وقبل عامين ونصف العام، افتُتِحت حانة (Brinji Bar) في القرية على أنقاض مبنى حجري يبلغ عمره -بحسب مالكَيْه وليد مايكل وأشرف ساكس- نحو 300 عام.

وكما فهمت، فإن كلمة (brinji) هي المُقابل التركي للكلمة العِبرية (أحلى – ahlah) والتي اشتُقّت بدورها من اللغة العربية، والتي تعني الرائع أو العظيم. قال مايكل “اعتاد الناس الكِبار عندنا على ترديد كلمة (brinji)، لقد بقيت عالقة في أذهانهم مذ كانوا في تركيا”. وأشار مايكل إلى أن معظم الزبائن هم من العرب، لكنه أردف أن اليهود قد بدأوا يلحظون وجود الحانة.

من أين لك بالمال الكافي لبناء حانة كبيرة كهذه؟

مايكل: “كان الأمر كله يُمثّل استثماراً ضخماً. كنا نملك جزءاً من المال بالفعل، ولكننا أخذنا قرضاً أيضاً؛ لقد بدأنا من الصفر. كان شريكي يعمل نادلاً في مطعم فتّوش (أحد المطاعم الشرقية) في حيفا. كنت أعمل في مجال العلاج الوظيفي. وقبل ذلك، عملتُ 10 سنوات في مطعم بمدينة عكا، وكنا نقوم بالادخار”.

ألم تَخَف من أن تكون أول من يقوم بافتتاح حانة هنا؟

“هذا العمل مخيف بأكمله. لكننا شعرنا بالرغبة في القيام بذلك. يوجد هنا مطاعم ومقاهٍ، ولكننا كنا أول من خلق إمكان عيش الحياة الليلية هنا. ونشعر بالرضا للغاية عندما يأتي الناس إلينا من المدن الكبيرة كحيفا والناصرة”.

هذا المقال مُترجم عن موقع Haaretz ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي

إقرأ أيضاً:
قضايا المرأة وحقوق المثليّين تقسم اليهود الأرثوذكس في إسرائيل
قانون الدولة الأمة اليهودية: كيف بات للتمييز العنصري جذورٌ قانونية