fbpx

لبنان: غادة عون بين صادق النابلسي وسالي الحافظ  

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم ينسَ صادق النابلسي في إدانته سالي الحافظ، تذكيرنا بالقاضية غادة عون. فمقابل المسار القانوني الذي امتدحه في الأخيرة، كانت الإدانة تكتسب، وفق النابلسي، شرعيتها من ميليشياوية الحافظ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أن لا ينحاز صادق النابلسي (شيخ محسوب على حزب الله) لسالي الحافظ التي استردت وديعتها، وبالأسلوب الذي شاهده اللبنانيون، ففي ذلك ما يكفي من الانحياز لها.

نحن والحال أمام نموذجين من البشر. فتاة، وتحت وطأة مرض شقيقتها، تلجأ مرغمة إلى أسلوب ظاهره عنفي، وبين معمم ناشط في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، وهو إلى ذلك في صلب حزب سلطوي، تنكب فعل إدانتها.

ورصد ردود الأفعال على مواقع التواصل الإجتماعي، ومن جمهور يُشكل عصب الثلاثي السلطوي الحاكم “حزب الله” و”حركة أمل” و”التيار الوطني الحر” يفضي إلى مرادفات لغوية أكثر قسوة من إدانة  النابلسي. لكن إدراج الأخير كمعيار لفعل الإدانة، مرده إلى أمرين، استحضار النابلسي الميليشياوية في سياق الإدانة من جهة، وموقعه السياسي كأحد منظري فضائل “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”من جهة أخرى.

لم ينسَ صادق النابلسي في إدانته سالي الحافظ، تذكيرنا بالقاضية غادة عون. فمقابل المسار القانوني الذي امتدحه في الأخيرة، كانت الإدانة تكتسب، وفق النابلسي، شرعيتها من ميليشياوية الحافظ.

في الشكل، تبدو مفيدة مقاربة صادق النابلسي بين “المداهَمتين”. مارست سالي الحافظ فعلتها كنسخة عن أفعال غادة عون. وهي حين “اقتحمت” بنك لبنان والمهجر”، كانت ترد اللبنانيين إلى مشهديات القاضية في “اقتحام” شركة مكتف ومصرف لبنان ومنزل حاكمه رياض سلامة. لكن النابلسي “تشاطر” وذهب بالمقاربة إلى أقصى التناقض، القانون والميليشيا.

نحن والحال أمام نموذجين من البشر. فتاة، وتحت وطأة مرض شقيقتها، تلجأ مرغمة إلى أسلوب ظاهره عنفي، وبين معمم ناشط في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، وهو إلى ذلك في صلب حزب سلطوي، تنكب فعل إدانتها.

   أغلب الظن، أن أكثر اللبنانيين، ممن هم ضد التقاطع القانوني- السياسي المقصود بين غادة عون وفريق رئيس الجمهورية، كانوا منحازين لها، برغم ما اعترى أفعالها من مخالفات قانونية، وبرغم الطابع الأمني المرافق والملتبس لمداهماتها في أحيان كثيرة. لكن أفعال غادة عون مثلَّت في نظر هؤلاء اللبنانيين غاية يسهل معها تسييل الوسيلة، فكيف والحال أن هذه الغاية هي القبض على رأس منظومة الإفلاس المالي رياض سلامة.

    لا بأس أيضاً من تكثيف مقاربة النابلسي. فمقابل المشهد الأمني الملتبس في حالة غادة عون، هناك مسدس وهمي (بلاستيك) صنع في التباسه الغاية التي أرادت الحافظ تحقيقها، وبعث شيئاً من مشهدية 17 تشرين من جديد.

بداعي مرض شقيقتها، فعلت سالي الحافظ ما فعلته. وهي على الأرجح اللحظة التي تحيل من هو ضد فعلتها إلى حالة فصام بين ما يقول وما يضمر. إنها باختصار اللحظة التي تفترض أن يكون صادق النابلسي أول من يتقمص وجعها كممثل معتبر عن كل من أدان.

  في لقاء تلفزيوني منذ أشهر على قناة OTV، وهو ضيف دائم على شاشتها، لم يجد صادق النابلسي غضاضة من أن يقفز إلى الحديث عن جوع أطفال اليمن، في معرض الرد على سؤال عن أحوال اللبنانيين. هذا تشاطر آخر ومؤسس غالباً للتشاطر الراهن الذي قاربه في “تغريدته” الأخيرة عن سالي الحافظ. والمرء لو قدر له أن يجول في عقل النابلسي، فعلى الأرجح لن يعثر على معاناة أمثال سالي ممن يُخضعهم المرض للحظة عنف عابرة. عقل كهذا هو عقل مقفل على السياسة. عقل يستطيع أن ينعزل عن حق مريضة بالعلاج، ولو بوسيلة عنفية آنية، لكنه يقفز بعيداً إلى معاناة شعب آخر، على ما تقتضي السياسة.

سياق آخر اتخذته إدانة سالي الحافظ. سياق مارسه هذه المرة نشطاء من خارج الممانعة، وحاولوا أن يتخففوا مما ذهب إليه صادق النابلسي ونعته الميليشياوي. هؤلاء بدوا في إدانتهم ضنينين بموظفي المصرف، وحالة الرعب المفترضة التي عاشوا طقوسها تحت التهديد. وأغلب الظن أن مجاراة إدانة كهذه، تقتضي بالضرورة الذهاب بالتهديد من عنف لفظي إلى دموي، وهو ما لم يتوفر في حالة سالي على ما وشى به المشهد الحي، والمثقل بمأساة قوامها مرض خبيث، وخوف محتمل، وإدانة صادق النابلسي.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.