fbpx

أم الأسير المحتضر ناصر أبو حميد تتمنى أن يموت في حضنها

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أم ناصر تنتظر وفاته في البيت وأن يدفن بكرامة، وألا يحتجز جثمانه في الثلاجة…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أصبح حلم أم الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد أن يموت أبنها ناصر في حضنها، وفي بيتها في مخيم الأمعري في مدينة رام الله، وأقسى ما في قضية أم ناصر، أنه يحتضر جراء إصابته بمرض السرطان في السجن وذلك وفقاً لبيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني.

أم ناصر تنتظر وفاته في البيت وأن يدفن بكرامة، وألا يحتجز جثمانه في الثلاجة، من شدة الوجع والقهر هناك قضايا لا نستطيع الكتابة عنها، أو الاقتراب منها، وأحيانا الهرب من التفكير فيها، مع أننا نعيش كل تفاصيل القهر والظلم والوجع وعربدة الاحتلال. 

طلب أم ناصر أن يموت فلذة كبدها في حضنها، وفي بيتها، وليس في السجن.

وهذه القدرة العظيمة على التحمل والصبر، وانتظار انتزاع روحها منها، كل هذا الظلم والوجع الفلسطيني تحمله أم ناصر وحيدة، ومهما عبرنا عن وجعنا وشعورنا الإنساني والوطني، فهي الوحيدة التي لا يستطع أحد وصف شعورها وآلامها وانتزاع روحها في كل لحظة.

حمل ام ناصر أبو حميد ثقيل، فهي نموذج لأمهات آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون دولة الاحتلال والفصل العنصري وعقليتها الثأرية الانتقامية الدموية من الأسرى حتى وهم يودعون الحياة بقوة وبصلابة وصمود لا يوصف داخل جدران وزنازين القهر.

يواجه ناصر أبو حميد السجّان الإسرائيلي وما يمثله من ظلم وقهر الاحتلال، وكل ما يمتلكه من أدوات السيطرة القمعية لإخضاع الأسرى.

طلب أم ناصر أن يموت فلذة كبدها في حضنها، وفي بيتها، وليس في السجن.

صباح السبت الماضي قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صدر عنه، إن 73 أسيراً فلسطينياً قتلوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة السجون.

وأن هؤلاء، كما جاء في البيان، “هم من بين 231 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، وكانت آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله، التي استشهدت في تموز/ يوليو من العام الجاري 2022، نتيجة لهذه السياسة”.

وشكّلت جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) إلى جانب سياسة التعذيب أبرز السياسات التي أدت إلى وفاة أسرى في السجون، بما في ذلك من أدوات قمع، وتنكيل كثيفة، تستخدمها إدارة السجون بحقّ الأسرى.

وأن نحو 600 أسير مريض في سجون الاحتلال ممن تم تشخيصهم على مدار السنوات الماضية يواجهون أوضاعا صحية صعبة، بينهم نحو 200 يعانون أمراضاً مزمنة، من بينهم 23 أسيرا مصابون بالأورام والسّرطان بدرجات مختلفة، أصعبها حالة الأسير ناصر أبو حميد الذي يواجه خطر الموت في أي لحظة.

تتعمد إدارة السجون المماطلة في نقلهم إلى المستشفيات، وإجراء الفحوص الطبية لهم، وتشكل سياسة المماطلة، أبرز الأدوات التي تنتهجها في قتل الأسرى المرضى.

وخلال الفترة الواقعة ما بين شهر آب/ أغسطس 2021، وحزيران/ يونيو 2022، سجلت 6 حالات إصابة بالسرطان، بالإضافة إلى الأسير عبد الباسط معطان الذي اعتقل وهو يعاني من الإصابة بالسرطان، وكانت أبرز هذه الحالات: ناصر أبو حميد، وإياد نظير عمر، وجمال عمرو، وموسى صوفان.

وتستخدم إدارة السجون وسيلة إعلام الأسير بإصابته بالمرض بعد أن يكون المرض قد وصل إلى مرحلة متقدمة، كما جرى مع حسين مسالمة وغيره من الأسرى الذين ماتوا في سجون الاحتلال، أو بعد تحررهم بفترات وجيزة.

ويعتبر سجن “الرملة” الذي يُطلق عليها الأسرى اسم “المسلخ” شاهدا على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيه نحو 18 أسيرا مريضا وجريحا في ظروف مأساوية، كان من بين الأسرى الذين احتجزوا فيه لسنوات ثم قضوا فيه: الأسرى بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر، وغيرهم من الذين واجهوا السرطان وسياسة القتل البطيء على مدار سنوات.

يذكر أن الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد، بدأ بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، إذ بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن “عسقلان” قبل تماثله للشفاء، ما أوصله إلى هذه المرحلة الخطيرة، ولاحقاً وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددا إلى مماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرا بتلقيها.

ناصر يحتجز مقيدًا ومحاصرًا رغم استفحال مرض السرطان، وانهيار حالته الصحية دون مراعاة لأي قيم إنسانية وأخلاقية، وسلطات الاحتلال رفضت الإجابة على اتصالات المحامين، وإصدار بيان واضح حول الحالة التي وصل إليها، على الرغم من أنها أبلغت عائلته أنه يعاني من موت سريري.

الأسير ناصر أبو حميد، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً، ناصر ولد في 5 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1972 في مخيم النصيرات بغزة، وواجه الاعتقال لأول مرة وكان يبلغ من العمر 11 عاماً ونصف، كما أصيب برصاص الاحتلال وكانت إصابته بليغة.

وتعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الأولى عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، إلى أن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.

واعتقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاما، وما يزال في الأسر حتى اليوم.

ناصر أبو حميد هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في السجون الاسرائيلية، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس وهو عبد المنعم أبو حميد قتل في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي. وبقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، وتعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.

هذه عربدة الاحتلال، وما تدعيه أنها دولة أخلاقية، وكل ما تقوم به من جرائم وظلم ضد الفلسطينيين حتى مع المرضى وحرمانهم من الرعاية الصحية، تجسده بالانتقام وقهر أم ناصر وحرمانها من رؤية ابنها، وانتظار موته.

إقرأوا أيضاً: