fbpx

إطلاق سراح جون سينا عكار ومحمد رستم…
“فشة خلق” المصارف والدولة اللبنانية 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

سالي حافظ اختفت وهي الآن في مكان مجهول، بعيداً من الأنظار، فيما تنتظر عكار عودة جون سينا و”إيفريبودي” بعد إطلاق سراحهما… فيما تواصل المصارف بدعم من الدولة البوليسية نهب أموال الناس وأحلامهم، ولا تتوانى السلطات ذاتها عن معاقبتهم وملاحقتهم ومحاولة إسكاتهم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يكمل عبد الرحمن زكريا (28 سنة) حفر البئر في قريته تكريت، عكار في شمال لبنان، ليساعد الناس في الحصول على المياه، كان عليه أن يرتدي ملابسه بسرعة ويلبي نداء صديقته سالي حافظ لاسترجاع أموالها من “بنك لبنان والمهجر” الذي لم يستجب لطلباتها المتكررة في تحصيل وديعتها لعلاج أختها المصابة بالسرطان. فما كان منها إلا أن اقتحمت البنك بسلاح بلاستيكي بمساعدة صديقها عبد الرحمن المعروف بـ”جون سينا” وشخص آخر  يدعى محمد رستم. أخذت سالي وديعتها وفرت إلى جهة مجهولة لم يعرفها أحد حتى اليوم، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية من كانا برفقتها وتم اقتيادهما إلى ثكنة الحلو في العاصمة، لأيام قبل إطلاق سراحهما مقابل كفالة مالية لكل منهما بلغ 5 ملايين ليرة، ومنع السفر لمدة 6 أشهر.

أمام قصر العدل كانت نفذت تحركات واحتجاجات طالبت بإخلاء سبيل الشابين، وانتهى الأمر بأن اعتدى الجيش على عدد من المتظاهرين (18 شخصاً تقريباً) لمحاولة تفريقهم وإنهاء التحرّك، على طريقة النظام البوليسي الذي سطا على أموال الناس، ويحاول الآن إسكاتهم بالضرب والقمع.

ايام مضت على اعتقال جون سينا ومحمد رستم، وكرت خلال هذه الأيام ظاهرة اقتحام المصارف من قبل مودعين، ما دفع جمعية المصارف إلى إعلان إغلاق أبوابها لمدة 3 ايام. ولعل سبحة الاقتحامات التي كرت بشكل سريع خلال الأيام التي تبعت اقتحام سالي مع رفيقيها المصرف، كانت السبب الأساسي في الإبقاء على الشابين في المعتقل لأيام. وكانت السلطات قد تحججت بأن التأخير في إخلاء سبيل عبد الرحمن ومحمد يعود إلى قضية عالقة بحق الأول في الشمال وهي جرم “شتم الدولة”، لتقوم قاضية التحقيق في شمال لبنان سمرندا نصار بالتوقيع على إخلاء سبيله في هذه القضية وعليه فإن عبد الرحمن ينتظر استعادة حريته في أي لحظة بعد القرار الأخير لنصار. 

أخذت سالي وديعتها وفرت إلى جهة مجهولة لم يعرفها أحد حتى اليوم، فيما اعتقلت الأجهزة الأمنية من كانا برفقتها وتم اقتيادهما إلى ثكنة الحلو في العاصمة، لأيام قبل إطلاق سراحهما مقابل كفالة مالية لكل منهما بلغ 5 ملايين ليرة، ومنع السفر لمدة 6 أشهر.

يقول والد عبد الرحمن لـ”درج”، “ربيت ابني على حب الوطن وحب عكار فظلمه الوطن. ووجد ابني في ثورة 17 تشرين فرصة ليثأر لنفسه ولعكار فقد عرفته ساحات الثورة شاباً شجاعاً لا يهاب بطش الأجهزة الأمنية حتى لقبه رفاقه بجون سينا عكار، أحبه أهل الضيعة وحصد شعبية واسعة وبات وجهاً شبابياً ينصر الفقراء والمسحوقين ويوصل صرخة أبناء قرية نائية منسية. قبل أن ينوي الذهاب لمساعدة سالي في استرجاع أموالها كان يقوم بحفر بئر ليستطيع سكان الحي هنا استخراج المياه، ذهب ولم يعد. ابني طيب ومقدام شكل حالة رعب للمسؤولين في عكار وحالة قوة للضعفاء في المحافظة، يساعدهم قدر المستطاع، برغم ظروفه الصعبة، فهو لم يستطع استكمال تعليمه بسبب الظروف”. 

وعن سؤالنا عما إذا كان عبد الرحمن ورفيقه قد تعرضا للضرب في الاعتقال أجاب الوالد : “عبد الرحمن بصحة جيدة ولم يتعرض للضرب وكانت تصله اخبار التضامن معه في الخارج وتمنحه القوة”. 

محمد رستم، رفيق سالي وعبد الرحمن، الملقب بـeverybody يعاني من مشكلات صحية وعقلية وهو بحاجة لأخذ الأدوية المخصصة له وكان ذووه قد قدّموا تقريراً طبياً بحالته للمحامي ولكن دون جدوى، وأصرت الأجهزة المختصة غلى إبقائه رهن الاعتقال برغم وضعه الصحي.

فالاحتجاجات التي بدأت في ثكنة الحلو مروراً بالشارع المحاذي لبيت مدير فرع لبنان والمهجر، انتهت بالاعتداء على المواطنين أما قصر العدل وسحل عدد من الشبان لتفريق المحتجين بالضرب. وقام عناصر من مخابرات الجيش في نهاية الاعتصام باعتقال عدد من الشبان العكاريين الذين  كانوا أمام قصر العدل واعتدوا عليهم بالضرب المبرح ورموهم بعدها في ساحة الشهداء مضرجين بالدماء.

سالي حافظ اختفت وهي الآن في مكان مجهول، بعيداً من الأنظار، فيما تنتظر عكار عودة جون سينا و”إيفريبودي” بعد إطلاق سراحهما… فيما تواصل المصارف بدعم من الدولة البوليسية نهب أموال الناس وأحلامهم، ولا تتوانى السلطات ذاتها عن معاقبتهم وملاحقتهم ومحاولة إسكاتهم.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.