fbpx

صور “السلفي”النسائية مثيرة لكنها لن تطيح بالوصاية الأبوية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الصور المثيرة للنساء الفاتنات لها قيمة نقدية واجتماعية. نعم، لا يجب وصم النساء اللاتي يستخدمن هذه الاستراتيجية للحصول على النفوذ والمال، بالنرجسية أو الغباء أو إثارة الشفقة، فنحن جميعاً نعمل في نظام يوفر لنا خيارات محددة، ونعمل على جني المكافآت والمزايا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“على المرأة أن تراقب نفسها باستمرار” ربما تتذكر هذا الاقتباس الذي قاله جون بيرغر إن كنت درست الفنون في كلية، أو إذا كنت تحب مشاهدة عروض أزياء السبعينات الرديئة على موقع “يوتيوب”. تفترض النظرية (المذكورة في سلسلته الوثائقية عام 1972 بعنوان “طرق المشاهدة-Ways of Seeing”) أنه، “من الطفولة المبكرة تم تلقين كل امرأة وإقناعها بأن تتفقد نفسها باستمرار… كيف يبدو مظهرها للرجل أمر ذو أهمية حاسمة لما يُعتقد عادة أنه نجاح حياتها… وهذا لا يحدد معظم العلاقات بين الرجل والمرأة فقط، إنما أيضاً علاقة النساء بأنفسهن”.

وهذا الاقتباس من المفيد استحضاره إذا كنت تكتب مقالة عن انتشار لوحات النساء العاريات على مرّ التاريخ. كما أنه يبلي بلاء حسناً باعتباره إجابة عن السؤال الذي طرحته دراسة أكاديمية جديدة هذا الأسبوع، “لماذا توجد صور شخصية مثيرة للنساء في كل مكان هذه الأيام؟”.

كان موضوع الإغراء الأنثوي الشغل الشاغل في تكوين الصور، وتحليلها، طيلة قرون. قبل أن نعلم شيئاً عن انتشار النساء اللواتي ينشرن صوراً مثيرة لهنّ على موقع “إنستغرام”، كان هناك فنانون رجال في الصالونات الفنية يعرضون لوحاتٍ لنساءٍ ينظرن إلى المرايا كي يشاهدنّ أثدائهنّ. وكان هناك “هارديب سينغ كوهلي” مقدم برنامج الواقع Celebrity Big Brother، وهو يسأل بعدم رضا كلوي أيلينغ عمّا إذا شعرت بأنها “مجرد شيء” أثناء أخذ صورها البراقة هذا الشهر. قد تكون المرأة في قديم الزمان تعرضت لتشويه مشابه كأن تخدش شعر عانتها في صخرة مثلاً، نحن لا نعرف على وجه اليقين؛ فلم يثبت أحد ذلك بعد.

مقولة بيرغر “الرجال ينظرون إلى النساء. والنساء يشاهدن أنفسهن فيما يُنظَر إليهن” هي ملخص منصف للمجتمعات التي تلتقط وتوزع الكثير من صور النساء العاريات (صورنا). هناك استنتاج حديث ولكنه مماثل تم طرحه حالياً، من منظور الدراسة العلمية بدلاً من النظريات الفنية، والذي يطرحه الدكتور خاندس بليك، من جامعة “نيو ساوث ويلز”.

بالنسبة إلى بليك، فالسبب الذي يجعل النساء ينشرن الكثير من صور “السلفي” المثيرة على “إنستغرام”، هو بحسب قوله، أن، “هذه السلوكيات عقلانية تماماً، بل حتى متكيفة مع المجتمع… فهي تتعلق بكيفية تنافس النساء ولماذا يقمن بالمنافسة… عندما تقوم امرأة شابة بتعديل المايوه البيكيني بشكل استفزازي، واضعة رقم هاتفها على أهبة الاستعداد… فكر فيها باعتبارها لاعباً استراتيجياً في لعبة اجتماعية وتطورية معقدة. فهي ظهرت هكذا كي تحقق أقصى قدر ممكن لها في الحياة، تماماً مثل الجميع”.

إذاً الأمر كما كان من قبل دائماً. أصبح الجسد الأنثوي معروضاً حتى يُنظَر إليه. وتقديمه كي ينظَر إليه بهذه الطريقة يمكنه أن يجلب مكافآت ومزايا للنساء المشاركات في عرض أجسادهنّ. وهذا هو ما تمثله الصناعة البراقة، والصور الإباحية، وما يمثله أيضاً رقص التعري. أولئك النساء اللواتي يستثمرن في متابعيهنّ على “إنستغرام” من خلال الدعاية للرعاة وظهورهنّ في مقابلات إريك أندريه مع “الفتيات المثيرات” على موقع “إنستغرام”. أما الجديد فهو كيف يؤطر بليك وزملاؤه لذلك. على ما يبدو، لا يتعلق الأمر بقوة تحديق الذكور، أو الضغط الأبوي. الأمر كله يتعلق بالربحية الاقتصادية.

تعمل تلك الشابة، التي تسحب هاتفها لتنشر صورة لنفسها وهي ترتدي البيكيني، ضمن منظومة معينة – تم تمريرها إليها عبر الزمن. فهي لم تقم بإنشاء تلك المنظومة ولم تكن لديها سيطرة حقيقية كاملة عليها.

بعد تحليل 68562 صورة “سلفي” على موقع “إنستغرام” وموقع “فيسبوك” موسومة بكلمات مثل “مثيرة” و”ساخنة” من 113 دولة حول العالم، خلصت دراسة بليك إلى أن النساء أكثر ميلاً لنشر صور سلفي مثيرة في مناطق “يتزايد فيها عدم التكافؤ الاقتصادي، وليس في المناطق التي يتمتع الرجل فيها بمزيد من القوة المجتمعية”.

كوني امرأة تبدو شبيهة قليلاً بشخصية “جارث” في فيلم Wayne’s World، فأنا لا أجني المال أو أتسلق سلم الشهرة الاجتماعية من خلال نشر صور سلفي مثيرة. لكنني أرغب بشدة في جمع النقود الكافية لدفع ثمن تذكرة إلى المكان الذي يعرفه بليك، حيث لا يوجد تفاوت بين الجنسين. يبدو هذا رائعاً. ولكن أين هو هذا المكان؟ هل يمكن أن يرسم لي أحد خريطة إليه؟

واستناداً إلى الفكرة (الراسخة جداً حالياً) حول أن الصور المثيرة للنساء الفاتنات ذات قيمة -نقدية واجتماعية- من دون تحليل أو اعتبار لماذا لدى هذه الصور مثل تلك القيمة التي قد تتجاهل الأمر الأهم. نعم، لا يجب وصم النساء اللاتي يستخدمن هذه الاستراتيجية للحصول على النفوذ والمال، بالنرجسية أو الغباء أو إثارة الشفقة، فنحن جميعاً نعمل في نظام يوفر لنا خيارات محددة، ونعمل على جني المكافآت والمزايا.

لكن ما الذي أنشأ هذا النظام؟ تعمل تلك الشابة، التي تسحب هاتفها لتنشر صورة لنفسها وهي ترتدي البيكيني، ضمن منظومة معينة – تم تمريرها إليها عبر الزمن. فهي لم تقم بإنشاء تلك المنظومة ولم تكن لديها سيطرة حقيقية كاملة عليها. وهذا ليس فكراً يوسم بال “ساخن” أو “المثير”، لكنها إذاً، مواجهة للواقع والقيود الأبوية العتيقة، أليس كذلك؟

هذا الموضوع مترجم عن موقع صحيفة theguardian.com ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

 

إقرأ أيضاً:

كيف تجهد النساء الملونات كي يتم سماعهنّ وتوظيفهنّ في عالم الموضة؟

 عن التنمّر والكعب العالي