fbpx

مأساة الناجين من قارب الموت اللبناني…
هل اعتقلهم النظام السوري؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هذه اللحظة لم تتلقَّ العائلة الخبر اليقين عن الشاب الذي لجأ إلى البحر برفقة ابن عمه، هرباً من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، وانتهت بهما الرحلة بأن فؤاد نجا ثم اختفى ويرجّح أنه معتقل، فيما ابن عمه ما زال مفقوداً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تنشر هذه المادة بالتعاون مع موقع “روزنة”

لم تنتهِ قصص القارب غير الشرعي الذي انطلق من مدينة طرابلس شمال لبنان وغرق في شواطئ طرطوس السورية في 22 أيلول/ سبتمبر 2022. وآخر تلك المآسي معلومات تفيد بأن عدداً من الناجين تم اعتقالهم بالفعل في سوريا، بينهم لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، لم يحدد العدد النهائي لهؤلاء، لكن بات مؤكداً أن هناك من نجا من الموت ولم ينجُ من مقصلة النظام.

وقد انتشر فيديو للمحامي رامي حامد، وهو يتحدث على “المدينة إف إم” السورية، شارحاً أن القانون السوري يعاقب من يدخل البلاد بطريقة غير شرعية بالحبس من سنة إلى 5 سنوات وبغرامة تتراوح بين 5 و10 ملايين ليرة سورية، بتهمة انتهاك حرمة الأراضي السورية. وهو تصريح يجزم بأن النظام قد عمد بالفعل إلى معاقبة الناجين من الموت، حتى إذا رحمهم البحر، يتولى هو الفتك بهم. 

وقد تواصل “روزنة” مع عدد من العائلات وقد بدا الارتباك واضحاً في ظل مصير أحبائهم المجهول واستمرار الأجهزة الأمنية السورية في التكتم عما حصل للناجين بالفعل.

ومن العائلات، عائلة فؤاد حبلص أحد الناجين من مركب الموت، والذي ما زال مختفياً مع آخرين تأكدت نجاتهم إلا أنهم لم يعودوا أدراجهم.

“أحد الأشخاص تواصل معنا، وأخبرنا أنه فقد ابنه بعدما رآه في مستشفى الباسل ولم يُعطَ بعدها أي معلومة تفيده بمكان ابنه”

يروي شقيق فؤاد ما حدث، فيقول إنه بعد نجاته من زورق الموت، مكث فؤاد في مستشفى الباسل حيث ذهبت شقيقته لتراه وتطمئن عليه في اليوم الأول بعد الحادثة، ولكن في اليوم التالي قيل لأفراد عائلته إنه نُقلَ إلى المستشفى العسكري. في بادئ الأمر، أنكر المعنيون وجود فؤاد داخل حرم المستشفى، ليعترفوا بعدها بأنه عندهم، ولكنه ممنوع من تلقي الزيارات. …

وبحسب شقيقه، حتى هذه اللحظة لم تتلقَّ العائلة الخبر اليقين عن الشاب الذي لجأ إلى البحر برفقة ابن عمه، هرباً من الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، وانتهت بهما الرحلة بأن فؤاد نجا ثم اختفى ويرجّح أنه معتقل، فيما ابن عمه ما زال مفقوداً. إضافة إلى ذلك هناك تضارب في المعلومات التي جاء في آخرها أن فؤاد أصبح بالشام ولكن لا شيء مؤكداً حتى هذه الساعة.

ويقول الأخ أنه حين تواصل في المرة الأخيرة مع الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن ​محمد خير​ أخبره أنه “ما بقا فينا نعمل  شي”، ما يشير إلى استمرار تعاطي الدولة اللبنانية بلا مبالاة إزاء قضايا إنسانية وحياتية، لا سيما في قضية مركب سقط ضحيته أكثر من 100 شخص وفقد العشرات. 

“وضعه بالأرض”، بهذه الكلمات يصف شقيقه حالته المادية البائسة، إذ لم يكن ما يجنيه من دكانه الصغير يكفيه لتأمين احتياجات عائلته، فهو إضافة إلى كونه أباً لـ 7 أطفال، كان آخذاً على عاتقه معالجة شقيقه المصاب بالسرطان.   

قصص أخرى انتشرت في بعض وسائل الإعلام عن سوريين وفلسطينيين ولبنانيين ناجين من قارب الموت وأيضاً يرجح أنه تم اعتقالهم  لدى نظام الأسد…

في هذا الإطار، يوضح فايز أبو عيد مسؤول الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، أن الحصيلة النهائية للإحصاءات بالنسبة إلى قارب الموت الذي غرق قرابة شواطئ طرطوس هي فوق المئة ضحية إضافة إلى 23 ناجياً وما تبقى هم في عداد المفقودين. 

“أما بالنسبة إلى الضحايا الفلسطينيين السوريين فقد تم توثيق أربعة ضحايا نساء من مخيم الرمل في اللاذقية، إضافة الى ثلاثة مفقودين أحدهم من مخيم الحسينية والثاني من مخيم جرمانا أما الأخير فهو من مخيم الرمل”. 

يؤكد أبو عيد وجود حالات اعتقال بين الناجين، “ولكن لا نملك العدد النهائي أو الحقيقي بسبب تكتم الأمن والنظام السوري، إضافة إلى خوف بعض العائلات من الإفصاح، وهو ما حصل معنا فعلاً إذ تواصلت معنا إحدى الأسر ورفضت الإفصاح عن اسمها خوفاً من استمرار اعتقال ابنها أو التنكيل به أو حتى ملاحقتهم من الناحية القانونية”. 

“أحد الأشخاص تواصل معنا، وأخبرنا أنه فقد ابنه بعدما رآه في مستشفى الباسل ولم يُعطَ بعدها أي معلومة تفيده بمكان ابنه”… 

ويشير أبو عيد إلى أن حجة الاعتقال بحسب النظام السوري هي الدواعي الامنية، كأنهم مطلوبون أو معارضون أو هاربون من التجنيد الإجباري، إضافة إلى تهمة دخول الأراضي السورية بطريقة غير شرعية كما صرح محامي النظام.  

وطالب أبوعيد الجهات الدولية بالضغط على النظام السوري للكشف عن مصير المعتقلين وإطلاق سراحهم ومعاملتهم معاملة إنسانية.

“المرصد السوري لحقوق الإنسان”، كان وثق في بيان 12 سورياً على الأقل من بين الناجين، من محافظات إدلب واللاذقية وحلب، غالبيتهم فر من سوريا هرباً من التجنيد الإلزامي والاحتياطي، وبعضهم من المعارضين، وكانوا معتقلين لدى النظام السوري.

وأعاد التذكير بـ”الخطر المحدق ببعض الناجين، على اعتبار أنهم مطلوبون للنظام في سوريا، وكانوا يقيمون ضمن الأراضي اللبنانية”، مشيرا إلى حادثة حصلت في شهر فبراير 2021، حيث تعرض عشرات اللاجئين السوريين لخديعة مهربين لبنانيين انطلقوا في مركب من شاطئ طرابلس. وفي حين وصل المركب محملاً بعشرات المهاجرين السوريين كانوا يعتزمون الهجرة إلى أوروبا، وجدوا أنفسهم في شواطئ بانياس السورية، ووفق المرصد: “جرى اعتقالهم من قبل قوات النظام السوري، ونقلهم عبر حافلات نحو المراكز الأمنية في دمشق، ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولا حتى الآن”.

حتى الآن ما زال مصير بعض الناجين من قارب الموت والبعض يقدّر العدد بـ15 شخصاً بين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين، مجهولاً، فيما الدولة اللبنانية منشغلة بالتحاصص على الحكومة ورئاسة الجمهورية، علماً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجب ميقاتي هو ابن طرابلس، مدينة الفقر والمراكب غير الشرعية. في هذه الأثناء، يمكن تخيّل ما قد يفعله النظام السوري بمن قد يلقي القبض عليهم، فصور أقبيته تملأ الذاكرات اللبنانية والسورية والفلسطينية.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!