fbpx

 جورج خباز ضاحكاً لجبران باسيل… غوار الطوشة ضاحكاً لبشار

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا مكان للالتباس في موقع دريد لحام. الأخير داعم صريح ووفي لنظام القتل في سوريا. “إنهم عديمو الوفاء، وراكضون خلف الشهرة والشهوات”، يقول دريد لحام عن الممثلين المعارضين للنظام السوري. الالتباس هو في موقع جورج خباز الذي أفضت إليه صورته المشبعة بالضحك مع جبران باسيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 الصورة تجمع ممثلاً مسرحياً يفترض أنه يتقن تمثيل وجع اللبنانيين، وسياسياً لبنانياً هو من أسباب هذا الوجع.

 والصورة أيضاً، وبمعزل عن زمن التقاطها الذي يقال إنه قبل أشهر، تطرح من جديد فكرة استحالة العزل بين السياسة والفن.

ولنفترض أننا ساءلنا الممثل المذكور عن متن الصورة. نحن هنا أمام احتمالين. إما متن غير خاضع للصدفة، وسنكون والحال أمام ممثل يستثمر في أوجاعنا دون أن يتلمسها، أو هي الصدفة التي يهرب إليها المُحرج بمثل هذا المتن، وسيدَّعي صاحبها مصادفة ممزوجة بلياقة مصطنعة. لكن المصادفة لو صدقت لا تفضي إلى صورة مشبعة بالضحك. نحن في الحالين إذاً أمام كذب مصطنع تسكنه حقيقة واحدة. ممثل وسياسي، يأتيان من سياقين متضادين، ويضحكان، أو على الأرجح يقهقهان، مع أحجية لا يعرفها إلا من اتسعت له الصورة عمن باشر الضحك أو القهقهة، فيما “الموت من الضحك” في الصورة يسقط مباشرةً علينا، وعلى وجعنا.

   والبناء على التباعد البنيوي في شخصيتي الصورة، يحيلنا إلى سؤال هو محاولة عسيرة لتخفيف منسوب الخيبة بالممثل. كم يفترض بنا أن أن نكون ساذجين لكي نصدِّق أن “فرط” الضحك هذا يمكن أن تستولده مصادفة، ومن مسرحي قال يوماً إنه لا يمكن أن يتخيل عالماً بلا دريد لحام؟

  مثلت مسرحيات دريد لحام في غابرها ما هو متاح للسوريين في نقد نظامهم. لكن مهلاً، في افتراض سوء الظن، وهو هنا من حسن الفطن، كانت تلك المسرحيات على الأرجح، فخ السلطة للإيقاع بمعارضيها. وكانت الصالة تتسع لنصفين. نصف هو على الأرجح عسس النظام، والنصف الآخر هم من المصفقين لانتقاده. والأخيرون كرواد لمسرحيات لحَّام أمسوا ضحايا مرتين، مرة لدى النظام، ومرة أخرى للممثل الذي يستدرجهم إلى إخراج مكنونهم أمام عسسه.

أكثر من خمسة عقود، كان دريد لحام يمثل على الناس ولا يمثل لهم. وكانت الثورة السورية عام 2011 الحدث المفصلي الذي أتاح للسوريين، وللبنانيين أيضاً، معرفة موقع “غوار الطوشة” من النظام. وتلت ذلك العام، مأساة المخدوعين بالممثل السوري تتكثف مع سقوط “منظومة” متكاملة من المشاهد والوقائع المسرحية التي استلب بها دريد لحَّام وجدان مشاهديه. 

كان لحام بهذا المعنى، الخيبة التي لم يعد يتسع لها المسرح وقد اتسع لها ما يتجاوز أرض سوريا، حيث تبدت بعد ثورة السوريين، واقعاً درامياً ضاعف بلا شك مأساتهم. إنها الخيبة بالبطل.

  جورج خباز هو “غوارنا” اللبناني على ما تشي الصورة، وإن احتملت الأخيرة مراعاة التباين بين المشهد الدموي السوري ونظيره البائس لبنانياً، ثم في موقع الممثلَين حيالهما.

مثلت مسرحيات دريد لحام في غابرها ما هو متاح للسوريين في نقد نظامهم. لكن مهلاً، في افتراض سوء الظن، وهو هنا من حسن الفطن، كانت تلك المسرحيات على الأرجح، فخ السلطة للإيقاع بمعارضيها.

   لا مكان للالتباس في موقع دريد لحام. الأخير داعم صريح ووفي لنظام القتل في سوريا. “إنهم عديمو الوفاء، وراكضون خلف الشهرة والشهوات”، يقول دريد لحام عن الممثلين المعارضين للنظام السوري. الالتباس هو في موقع جورج خباز الذي أفضت إليه صورته المشبعة بالضحك مع جبران باسيل، مع ما يمثل الأخير من نقيض لوقائع ومشاهد البؤس الذي يتقن خباز بثها كوجع يومي في مسرحياته.

  لا يكفي مثلاً أن تكون بلدة البترون خيط الوصل بين الممثل والسياسي لكي تلزمنا بفائض الضحك في الصورة. أغلب الظن أن شيئاً أبعد من المكان والولادة هو ما يسند هذا الفائض. وليست المصادفة بلا شك، وقد أسقطها التأويل أعلاه. ولقائل أن يقول إنّ الصورة تُحمَّل أكثر مما تحتمل، لكن احتمالاً كهذا يفترض أن يبدده أمران، السياسي- السلطوي الذي في جبران باسيل، وممثل المأساة الذي في جورج خباز.

   في حلقة تلفزيونية على قناة “الغد”، وكان ضيفها خباز، كان آخر سائليه من خارج ما هو مُعدّ لها، الفنان السوري دريد لحام.

 بعد الثناء عليه بعبارة “أنه يغار منه”، يسأل لحام خباز: “هل المسرح قادر أن يحرض على إحداث تغيير مجتمعي وسياسي أو مجرد فشة خلق؟”، جواب خباز تضمن عبارتين تعفيان طارحي فكرة الاحتمالات منها. قال خباز: “المسرح تغيير والفنان رسول للحرية” و”أنا من الناس أعيش أوجاعهم وأترجمها مسرحياً”. 

   في حالة السائل يفترض ألا يستغرق المرء في التأويل. السؤال غالباً يندرج في سياق مشهد من خارج المسرح، وساقه دريد لحام كمتمم لما كان عليه وهو يعتلي خشبته. إنه، أي المسرح، “فشة خلق” تتيح للنظام رصد أثرها ثم وأدها.

  ماذا عن “غوار لبنان”؟ الجواب بعبارتيه تفترضان أن يكون قائلهما متخففاً من منسوب ما في الصورة، فكيف وأنَّ الأخيرة مُثقلة بجبران باسيل.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.