fbpx

ما بعد الترسيم… “حزب الله” الواقعي على مائدة غربية 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لبنان المفلس والمنقسم والمحاصرة سلطته بالعقوبات وبالفساد وبالسلاح المنفلت، ليس بوضع تفاوضي يتيح له الحصول على كامل حقوقه. خرافة التفاوض على وقع “المسيرات” لا تنطلي على أحد غيرنا…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ثمة واقعية تعاملت بها السلطة في لبنان، ومن خلفها “حزب الله”، مع ملف ترسيم الحدود، والاتفاق الذي نجم عنه، شكلت اختباراً قاسياً لخرافة الانتصارات وأهازيجها، والتي دأب “حزب الله” على مدى سنوات على مواجهة اللبنانيين فيها. فقد جاء الاتفاق ليحدد موقعي القوي والضعيف، والمنتصر والمهزوم في معادلة الصراع بينه وبين لبنان.

لا بأس بالواقعية، وان كانت إسرائيل أخذت كل ما تريده، ذاك أن لبنان (الواقعي) في وضع يرثى له، ولا يقوى على أكثر مما جنى، وكل ما يقال غير ذلك هو امتداد لهراء الانتصارات. لبنان المفلس والمنقسم والمحاصرة سلطته بالعقوبات وبالفساد وبالسلاح المنفلت، ليس بوضع تفاوضي يتيح له الحصول على كامل حقوقه. 

خرافة التفاوض على وقع “المسيرات” لا تنطلي على أحد غيرنا، والتنازلات التي قدمها، جاءت على وقع ارتهانه لحسابات “المفاوض الأكبر” الإيراني في فيينا.

ومرة أخرى الواقعية تقتضي عدم التطلب أكثر من ذلك. لكن ما حصل، يفترض أن ينعكس على المعادلة الداخلية. هذا كل ما يمكن أن يقدمه لنا “السلاح”. ففي لحظة الحقيقة كشف هذا الأخير عجزه عن غير المهمة الداخلية. السلاح قوي في الداخل، إلا أنه إذا ما وضع في غير هذا المجال، فلن يؤتي أوكلاً يتعدى اتفاق ترسيم الحدود! السلاح يأتي برئيس للجمهورية، ويعيق تشكيل حكومة، ويُسقط رئيساً للوزراء، ويمنع مرشحين من القيام بحملاتهم الانتخابية، ويقمع تظاهرة ضد السلطة، إلا أنه في لحظة ترسيم الحدود، واقعي ومراوغ ويؤدي وظيفته الأساسية المتمثلة برهن لبنان لغير أهله.

لكن في مقابل “هجائنا السلاح” في لحظة كشفت وهنه، يبدو أن ثمة من بدأ بالتعامل معه بوصفه “درة عين” جمهورية الموز اللبنانية! 

ففي مقابل “الواقعية” التي أبدتها السلطة في لبنان، يبدو أن ثمة من قرر أن يلاقيها في منتصف الطريق. فلـ”الواقعية” موبقاتها أيضاً، وهي تغري الفاعلين في المجتمع الدولي بأوهام العثور على شركاء في السلام القادم. والشريك هنا هو سلطة الانهيار، وعلى رأسها “حزب الله” الذي “فاجأ” العالم بـ”واقعيته” في مفاوضات ترسيم الحدود.

سرعان ما تسرب خبر لقاء السفارة السويسرية الذي سيضم ممثلين عن السلطة من بينهم “حزب الله”، وبعض أطياف المعارضة!

 نعم المعارضة المنهكة والضعيفة والتي لا تلوي على شيء! وطبعاً السفارة السويسرية ليست وحدها وراء هذا اللقاء، ففرنسا- ايمانويل ماكرون ليست بعيدة منه، وتجربتنا مع الأخير بعد الانفجار تأخذنا إلى أننا أمام محاولة جديدة لتعويم النظام، ولمعادلة “عفا الله عما سلف”، ولنمضي إلى مرحلة حقول الغاز، بديلاً عن المحاسبة.

الأهم من هذا كله هو أن العالم قرر على ما يبدو أن يدفع اللبنانيون فاتورة السلاح. فمعادلة ما بعد “اتفاقات ابراهام اللبنانية” ستنعقد على حقيقة أن “حزب الله” هو مكون السلطة الرئيس. وثمة رائحة “مؤتمر تأسيسي” إذا ما عُقد في اللحظة الراهنة فإن موازين القوى الداخلية ستكون لمصلحته. المسيحيون في أسوأ أيامهم، وجبران باسيل يمكن أن يبادلهم بمنصب أو صفقة، والسنة في حال من الانهيار السياسي في ظل ذواء الزعامة الحريرية، وعدم ولادة بديل عنها!

المنطقي أن الصفقة إذا ما حان زمنها، فستمثل لحظة القطاف الداخلي بالنسبة إلى “حزب الله”. فالاتفاق الحدودي سيجمد “الصراع” وفق معادلة ما بعد القرار 1701، وهنا علينا أن ننتظر الثمن الذي علينا أن ندفعه لأقوى حزب مسلح في لبنان! فهل ستحتضن أوروبا المفاوضات؟

قد نكون قد ذهبنا بعيداً في شكوكنا باجتماع السفارة خصوصاً بعد هجمة السفير السعودي على الاجتماع وتعطيله، لكن اللحظة توحي بأننا في زمن الصفقات. في العراق ولد رئيسان للجمهورية والحكومة، بعد استعصاء دام زمناً طويلاً، وفي لبنان اتفاق حدودي بين إسرائيل وحزب الله. 

المنطقي أن الصفقة إذا ما حان زمنها، فستمثل لحظة القطاف الداخلي بالنسبة إلى “حزب الله”. فالاتفاق الحدودي سيجمد “الصراع” وفق معادلة ما بعد القرار 1701، وهنا علينا أن ننتظر الثمن الذي علينا أن ندفعه لأقوى حزب مسلح في لبنان! فهل ستحتضن أوروبا المفاوضات؟