fbpx

هل يقف حزب التحرير الاسلامي وراء تفجير جسر كيرتش في القرم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

انتظر جهاز أمن الدولة الروسي عدة ايام قبل ان يعلن الاربعاء الماضي إن السلطات أوقفت 5 روسيين و3 من أوكرانيا وأرمينياً على صلة بالتفجير، ولكن من دون ان يشير الى هويات وأسماء الروس وإذا ما كانوا ينتمون الى الطائفة الاسلامية السنية في روسيا، أو من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

التفجير المثير الذي قامت به عناصر أوكرانية لجسر كيرتش الاستراتيجي الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم هو ضربة سياسية ورمزية ونفسية وإلى حد أقل عسكرية لروسيا، ولكنها تمثل إهانة شخصية للرئيس فلاديمير بوتين الذي افتتح الجسر في 2018 في خطوة أراد منها أن يقول لروسيا وأوكرانيا وللعالم أن شبه جزيرة القرم التي احتلها وضمّها في 2014 قد عادت إلى حضن روسيا الأم إلى الأبد.

روسيا اتهمت رسمياً الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الأمن الروسي قوله في بيان: «تم إثبات أن منظمي الهجوم الإرهابي على جسر القرم هم مديرية الاستخبارات المركزية في وزارة الدفاع الأوكرانية، ورئيسها كيريل بودانوف وموظفون وعملاء لها».ووفقاً للبيان تم اعتقال خمسة روس و«ثلاثة مواطنين أوكرانيين وأرمن» .كما وأعلنت هذه الاجهزة عن اعتقال رجل أوكراني قدم إلى روسيا من كييف عبر الحدود الإستونية. وأشارت إلى أنه كان يريد شنّ هجوم بالقنابل على مركز لوجيستي في بريانسك، وهي مدينة روسية لا تبعد كثيراً عن الحدود الأوكرانية.

تعكس المعلومات الصادرة عن السلطات الروسية رسائل في اتجاهات متعددة باتجاه دول اما عضو في الناتو، او متحالفة مع الغرب وترفض الحرب الروسية وضم الاراضي الاراضي الأوكرانية إلى روسيا. وتسعى موسكو من وراء هذه الرسائل الى اقحام كل هذه الدول واتهامها بشكل مبطن بالتواطؤ مع كييف من دون أن تقدم معلومات إضافية. ولم تعرف حتى الآن تفاصيل جوهرية عن تحقيقات الاستخبارات الروسية، ولا عن كيفية اجتياز هذه الشاحنة او المتفجرات حدود واجهزة مراقبة و تفتيش ودوريات عسكرية لدول مختلفة، وما إذا كانت هناك خلايا نائمة استخدمت من جانب جهات أو منظمات او أجهزة استخبارات لتقديم الدعم اللوجستي اللازم لإيصال المتفجرات المستخدمة عبر حدود بلغاريا وجورجيا وأرمينيا، إلى غيرها من تفاصيل تتشابك  بشكل غريب وتتناقض مع بعضها البعض لدرجة من الارتباك الذي لا يمكن لاجهزة الاستخبارات تجاهله.
كييف من جانبها سخرت من التحقيق الروسي في الانفجار ووصفته بأنه “هراء”.
ونقلت هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية عن المتحدث باسم وزير الداخلية آندريه يوسوف قوله رداً على سؤال بشأن اتهامات موسكو: “ما يقوم به جهاز الأمن الاتحادي ولجنة التحقيق برُمّته هراء”.ووصف يوسوف جهاز الأمن الاتحادي الروسي ولجنة التحقيق بأنهما “هياكل وهمية تخدم نظام بوتين”.

التفجير المثير الذي قامت به عناصر أوكرانية لجسر كيرتش الاستراتيجي الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم هو ضربة سياسية ورمزية ونفسية وإلى حد أقل عسكرية لروسيا

تزايد نفوذ المتشددين في الكرملين و الجيش

لا يمكن اغفال المعطيات والوقائع والمعلومات التي تناولتها مراكز التحليل الغربية قبل عملية نسف جسر كيرتش الذي يعد مفخرة الزعيم الروسي بوتين وسيطرته المفترضة على شبه الجزيرة الاوكرانية والتي تناولت بالتفصيل التغييرات والصراعات الحاصلة في القيادتين السياسية والعسكرية في روسيا. وتسلط المعلومات والبحوث المنشورة خلال الأسابيع الاخيرة الأضواء على تنامي نفوذ العناصر المتطرفة في دائرة بوتين والتي أخذت تمارس ضغوطاً هائلة عليه بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الروسية أمام الجيش الأوكراني، وإصرارها على الذهاب الى مسار التصعيد الجذري باعتباره السبيل الوحيد لكسب الحرب، لاسيما وان الانتصار يمثل الخيار الوحيد المتاح أمام روسيا. اذ من المعروف  ان التراجع والاعتراف بالهزيمة  أو التوصل إلى حل وسط هما أمران قد يفكر فيهما زعيم غربي، أما القادة الروس فلا يسلكون طرقاً فرعية بمعنى تفاوضية، هذا اذا تناسينا بالطبع أن الاتحاد السوفياتي يقر بهزيمة الجيش الأحمر في أفغانستان في وقت كانت فيه دولة عظمى مقارنة بروسيا الآن. وبالتالي، فإن التصعيد هو أفضل رسالة يمكن توجيهها  إلى الغرب وإثارة الهلع في نفوس مجتمعاته ودوله من احتمال نشوب حرب أكبر وحتى استخدام الأسلحة النووية. وترى محللة الشؤون الروسية في معهد واشنطن  Anna Borrshchevskaya “ان هذه العناصر الروسية المتطرفة لطالما دفعت بوتين  باتجاه اتخاذ المزيد من الإجراءات الواسعة النطاق، وعلى رأسها نيكولاي باتروشيف، أمين عام “مجلس الأمن الروسي” النافذ والحليف المقرب لبوتين، الذي يمثل ما يُعرف بـ”سيلوفيكي” (دائرة من القوميين المتطرفين المرتبطين بالأجهزة الأمنية). ووصف الخبير في الشؤون الروسية، مارك غاليوتي، باتروشيف بأنه “أخطر رجل في العالم  لأنه دفع بوتين أكثر نحو المواقف المتطرفة. وقال غاليوتي في لقاء مطول مع الصحيفة التابعة للحكومة الروسية “روسيسكايا غازيتا” في أيار/مايو، إلى” أن باتروشيف يدعو في النهاية روسيا إلى شن حرب شاملة، وهذا يتطلب تعبئة كاملة، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة للدولة على الاقتصاد الروسي.

اليد الاسلاموية في تفجير القرم

حتى الان الاسم الوحيد الذي عرف انه متورط في التفجيرمن بين كل المتهمين هو الشاب الأذربيجاني سمير يوسيبوف( 25 سنة) الذي ظهر في فيديو اعترف فيه بأنه مالك الشاحنة التي انفجرت على جسر القرم حيث سارعت السلطات الروسية إلى حيث يقيم في مدينة Krasnodar عاصمة الإقليم حامل الاسم نفسه في الجنوب الروسي، فلم يجدوه، وعلموا من والده بعد أن فتشوا منزله وصادروا منه جهاز كومبيوتر، أنه في الخارج ولا يدري أين تماما، فعادوا أدراجهم ومعهم الأب معتقلا للتحقيق.

وفي الفيديو الذي أرسله “يوسوبوف” إلى منصة Baza Telegran الناشطة إعلاميا بنشر الأخبار السريعة عبر “تلغرام” التواصلي، يقول سمير بحسب ترجمة اطلعت عليها “العربية.نت” في موقع Starhit الإخباري الروسي: “لا علاقة لي بما حدث في الجسر. الشاحنة مسجلة باسمي، لكن ابن عم أبي يعمل عليها. اسمه Makhir Yusubov وعمره 52 سنة، وعمله هو نقل البضائع.

انتظر جهاز أمن الدولة الروسي عدة ايام قبل ان يعلن الاربعاء الماضي إن السلطات أوقفت 5 روسيين و3 من أوكرانيا وأرمينياً على صلة بالتفجير، ولكن من دون ان يشير الى هويات وأسماء الروس وإذا ما كانوا ينتمون الى الطائفة الاسلامية السنية في روسيا، أو من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

 في آب/ أغسطس  الماضي وعلى الرغم  من مرور ثمانية أعوام على استيلائها على شبه جزيرة القرم، ونحو نصف عام من شنها حربا على أوكرانيا، ذكرت وكالة “سبوتنيك” عن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي  السلطات الروسية القضاء  على خلية تابعة لحزب التحرير الإسلامي، المحظور في روسيا.

ولم تكشف الوكالة ولا الجهاز الأمني الروسي عن هوية الذين قضوا خلال هذه العملية واكتفت بذكر عددهم. وجاء في البيان: ” تمكن عناصر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من تحييد خلية تآمرية في منطقة سفيردلوفسك، تتألف من خمسة مواطنين من بلدان منطقة آسيا الوسطى”. من جانبها نقلت وكالة “تاس” الروسية  عن مكتب الأمن الفيدرالي الروسي قوله: “لقد ثبت أن ممثلي حزب التحرير الموجودين في أوكرانيا، قاموا بتجنيد مواطنين روس مسلمين في صفوفهم في اجتماعات سرية”.وتابع بيان المكتب الأمني الروسي، “استولى عناصر الحزب على مواد دعائية، وأجهزة اتصال، وأجهزة تخزين رقمية استخدمت في عملياتهم الإرهابية”.

السؤال الآخر الذي يطرح نفسه بالحاح الآن هو هل ان هذا الحزب تمكن من تجنيد المواطنين الروس الذين تحدثت موسكو عن اعتقالهم بعد التفجير، وأن هناك روسياً آخر أو مسلماً من تتار القرم مرتبطاً بهذه الخلية المزعومة؟

من هو حزب التحرير الاسلامي ؟

تشير أدبيات حزب التحرير إلى أنه  تنظيم سياسي بايديولوجية دينية، ومصنف على قائمة التنظيمات السياسية المحظورة في أغلب الدول العربية، بالإضافة إلى عدد من الدول وعلى رأسها روسيا والصين وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا وغيرها. وبحسب المحلل السياسي المهتم بالشأن الروسي رائد جبر فإن هذا التنظيم ينشط في آسيا الوسطى، والقوقاز وحتى تتارستان، وله حضور قوي في هذه المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

رائد جبر المقيم في موسكو، ويعمل مراسلا لصحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن  قال لموقع الحرة “إن روسيا كثيرا ما تحدثت عن تهديد هذا الحزب المصنف لديها منظمة إرهابية، لكنها المرة الأولى فعلا التي تثير وجوده في جزيرة القرم”. وكانت محكمة في موسكو حكمت على عناصر تنتمي اليه بالسجن لفترات ما بين 7-11 عاماً بتهمة الإعداد للاستيلاء على السلطة في روسيا، وذلك  في 30 تموز/ يوليو 2014. ووفقا لتقديرات مراكز روسية فإن عدد المنتمين إلى الحزب يصل إلى نحو مليون عضو في 58 بلدا. ووفقا لما ذكره جبر فإن التتار المسلمين في القرم في غالبيتهم يعترفون بسيادة أوكرانيا على الجزيرة. وللتتار جذور في المنطقة تعود إلى القرن الثالث عشر على الأقل. وهم مجموعة عرقية مسلمة سنية تتحدث لغة تنحدر من فرع كيبتشاك لعائلة اللغة التركية، ما يعني أنها قريبة من لهجات التتار المستخدمة في روسيا. جبر قال كذلك، إن التضييق غير المعلن على التتار، يأتي بعد التفجيرات التي طالت مخزناً للأسلحة في شبه جزيرة القرم. هذا يشير إلى أن عمليات مسلحة قام بها مسلمون من التتار او من يتعاونون معهم من مسلمي روسيا ومن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

يذكر أن بيان الأمن الفدرالي لم ينشر أي صورة تؤكد عمليته التي قضت على المنتمين لحزب التحرير الإسلامي، ولا هوية من تم تحييدهم. وقال المحلل السياسي الروسي، فيتشيسلاف موتازوف إن روسيا كانت دائما تعتبر أن تنظيم حزب التحرير الإسلامي منظمة إرهابية. واللافت ان وزارة الدفاع الروسية  كانت اكتفت آنذاك بالاشارة الى أن الحريق الذي تسبب بانفجار ذخائر في مخزن للأسلحة في شبه جزيرة القرم كان نتيجة عمل “تخريبي” دون اتهام أي طرف بما فيها التنظيم الذي قيل إنه تفكك اليوم بفعل تدخل الأمن الروسي.

تتار القرم : كتائب مسلحة ومقاومة عنيدة

وفي 2014 عارض تتار القرم، الذين يمثلون  اغلبية الأقلية المسلمة، في شبه الجزيرة، الضم الروسي. ومنذ ذلك الحين، يتعرضون لضغوط شديدة من قبل السلطات الروسية. وبعد أن تم حظر مجلس تتار القرم، أغلقت روسيا قناته التلفزيونية المحلية، وأجبرت زعيمه الروحي، مصطفى جميليف، على مغادرة البلاد، وزادت من الاعتقالات بين التتار. وتنفي روسيا قيامها بأي قمع سياسي، لكنها تعلن بانتظام عن اعتقال من تصفهم بـ”إرهابيين” إسلاميين أو موالين لأوكرانيا القرم. والسنة الماضية، منعت السلطات الروسية زعماء عديدين للتتار من دخول القرم. وتشير تقارير منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الى اعتقال المئات من التتار لقي بعضهم الموت تحت التعذيب في سجون المحتل الروسي.

 وكانت كتيبة القرم الإسلامية  بثت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أشهر مقطعا مصورا أظهر مقاتليها داخل قرية موتيجين في غرب العاصمة الأوكرانية كييف، معلنة تحريرها من الروس.

بدأ اسم “كتيبة القرم الإسلامية” يطفو على السطح إعلامياً في أوكرانيا بعد الثورة على نظام فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014. فما حكايتها؟

ظهرت حركات مقاومة للاحتلال الروسي، مثل كتيبة تتار القرم الإسلامية وغيرها،.وتأسست النواة الاولى لهذه الكتيبة  في العام 2014 بمبادرة من رجل الأعمال عيسى أكاييف الذي كان يدير شركته الخاصة في عاصمة القرم (سيمفيروبول)، قبل أن تحتلها روسيا. وتم إرسال الدفعة الاولى من مقاتليها التي  ضمت بالإضافة إلى مقاتلين من التتار،أيضا مقاتلين قوقازيين وأوكرانيين- إلى مناطق الصراع مع الانفصاليين في دونباس (شرقي أوكرانيا)، كما خاضت الكتيبة معارك أخرى للدفاع عن ماريوبول جنوبًا. وأصبحت “كتيبة تتار القرم” في العام 2015 واحدة من كتائب عدة مسلمة مثل كتيبة الشيخ منصور، وكتيبة جوهر دوداييف الشيشانيتين، وكتيبة نعمان جيلبيتشان التترية، إلى جانب الجيش الأوكراني، لمواجهة الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا.

اشرف اكاييف الذي نزح الى كييف مع عائلته على تجميع مقاتلي الكتيبة وتم تسليحهم بتمويل ذاتي في البداية، قبل أن تحظى بدعم وتدريب من القوات المسلحة الأوكرانية لاحقًا. وكان أكاييف قال في تصريحات سابقة لوكالة أنباء القرم  (QHA) :”عندما دخلت القوات الروسية القرم، أردنا مقاومة الغزاة الروس، وكنا نناقش ما يمكننا القيام به، مثل إنشاء قوات دفاع خاصة بنا لحماية شعبنا “.

كتيبة “نعمان جيلبيتشان

تحدثت تقارير عن توحيد كتيبة “تتار القرم” بقيادة عيسى أكاييف، تحت سقف واحد، مع كتيبة “نعمان جيلبيتشان” التترية أيضاً، التي تأسّست في مدينة خيرسون التي تبعد تبعد 3 كيلومترات عن شبه جزيرة القرم، ويقودها لينور إسلاموف، وهو رجل أعمال وسياسي تتري معروف، فقد كان النائب السابق لرئيس وزراء القرم قبل أن تسقط بيد روسيا.

وتضم هذه الكتيبة مئات المقاتلين من تتار القرم، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى نعمان جيلبيتشان مفتي تتار القرم ورئيس جمهورية القرم الشعبية المستقلة التي لم تدُم طويلًا، حيث قامت القوات البلشفية بإعدامه في عام 1918، وألقت جثته في البحر من دون أن تسمح بدفن إسلامي لائق به، ولا يزال يُذكر حتى اليوم كبطل بين تتار القرم.

تركيا وتتار القرم

تناولت بحوث وتقارير متعددة معلومات عن دعم تركيا للتنظيمات المسلحة في القرم، كونها تعتبر شبه الجزيرة من إرث الدولة العثمانية، وينتمي التتار الى ما تسميه انقرة العالم التركي ويتحدثون اللغة التركية بصفتها اللغة الأم.

ادانت انقرة الاحتلال الروسي للقرم، ورفضت الاعتراف به منذ الأيام الأولى لاتخاذ الكرملين هذا القرار. ووفقًا لصحيفة ” يني شفق” المعروفة بقربها من  الحكومة التركية فإن أنقرة جددت استمرارها في دعم أبناء جلدتها من التتار الأتراك هناك. وكانت قد أصدرت بيانًا في سبتمبر الماضي انتقدت خلاله الحكم الصادر عن محكمة روسية بحق سبعة من أبناء قومية التتار، وطالبت بأن يتوقف فوراً الاضطهاد الروسي للتتار في القرم إلا ان انقرة ظلت تنفي رسمياً  تقديمها أي تمويل للكتيبة التترية في أوكرانيا.

اتخذت هذه المجموعات المسلحة التابعة لتتار القرم قراراً حلت بموجبه  نفسها وانضمت جماعياً في العام 2016 الى الجيش الأوكراني. وبعد أربعة أيام على الغزو الروسي لأوكرانيا وبالتحديد في 28 شباط/فبراير عاد عيسى أكاييف للظهور مجددًا بلحية بيضاء في مقطع فيديو وبجانبه مقاتلون من كتيبة القرم، ليعلن مشاركة كتيبته في الدفاع عن أوكرانيا. في كلمته  حذر اكاييف القوات الروسية من استمرار الغزو ووجّه في الوقت نفسه رسالة إلى مسلمي روسيا والقرم، يدعوهم فيها لرفض القتال في أوكرانيا، وقال “انضموا إلى الأوكرانيين، وإلا فمن لا يريد الانضمام إلينا فليعد إلى دياره، أما الذي سيبقى هنا فسيكون مصيره الدفن في أرض أوكرانيا”. وتعجّ وسائل التواصل بصور وتسجيلات فيديو لمقاتلي كتيبة القرم  على الجبهات في أوكرانيا، حيث أظهرت بعض الفيديوهات حجم ونوع التسليح الذي يمتلكه مقاتلو الكتيبة التترية.

حتى الآن تتكتم أجهزة الأمن الفيدرالي الروسي على هوية الانتحاري الذي قاد الشاحنة ،كما أنها لم تكشف عن أسماء المعتقلين المتورطين في التفجير ولم تنشر صورهم، وتتزايد التساؤلات عن الحمض النووي لسائق الشاحنة الانتحاري واذا ما كان هو قريب مالك الشاحنة سمير يوسيبوف الذي قال ان اسمه ماهر يوسيبوف البالغ من العمر 52 عاما وفق ما كشف عنه الفيديو المنشور في منصة تلغرام. هل حزب التحرير الاسلامي هو من يقف وراء هذه العملية التي مهدت الطريق أمام المتشددين في القيادة العسكرية والاستخباراتية للمضي في التدمير المنهجي المنظم على غرار ما  قامت به في سوريا من سياسة الأرض المحروقة التي أنهت الثورة السورية و اعادت للديكتاتور الأسد سيطرته على المساحة الاكبر من الارض التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة المتمردة؟

هل ستكشف الايام والاسابيع المقبلة المزيد من الخفايا التفاصيل عن هذا التفجير والجهة التي تقف وراءه؟