fbpx

بو صعب: “اتفاقات هوكشتين” ذكّرتني بـ”اتفاقات أبراهام”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

الحقيقة التي خاطب بها بو صعب الأميركيين وحجبها عن اللبنانيين، فهي أننا حيال “اتفاقات ابراهام” ثانية، وأننا من اليوم وصاعداً حيال واقع جديد في العلاقات الحدودية مع إسرائيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“منذ صغري وأنا أسمع باتفاقات ابراهام… اليوم صار بإمكاني القول إن هناك اتفاقات هوكشتين”… هذه العبارة هي لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب وهو عنى بهوكشتين الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين الذي كان حاضراً عندما خاطبه بو صعب. وبو صعب هو العراب اللبناني لاتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. والحال أن “اتفاقات ابراهام” لا يعود تاريخها إلى طفولة بو صعب، انما لسنوات قليلة فائتة، ويبدو أن العبارة خانت صاحبها، لكن إشارته لاتفاقات ابراهام تحمل الكثير من الدلالات، فمن يعرف بعضاً من سيرة صاحب العبارة يعرف علاقاته المتينة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، أي الدولة التي وقعت على تلك الاتفاقات، وهي علاقات لم تتأثر باضطراب العلاقة بين أبو ظبي وبين لبنان، بعد أن قطعت الأولى علاقاتها مع بيروت. وأمام هذه الإشارة معطوفاً عليها علاقة أبو ظبي ببو صعب تلوح احتمالات كثيرة، منها ما سبق أن أشارت إليه صحيفة “هآرتس” لجهة أن اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان يشكل بالنسبة لإسرائيل “اتفاقات ابراهام” ثانية. 

سوق بو صعب العبارة في القصر الجمهوري اللبناني تنطوي على ترحيب بـ”اتفاقات إبراهام” وعلى تماهٍ معها في سياق التفاوض على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. 

هنا يلوح الفصام الهائل بين الذي يكابده الخطاب الممانع بين تمسكه بعبارة “اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة” وبين السعي لمشابهة “اتفاقات ابراهام” التي لم تكترث لحقوق الفلسطينيين، بالإضافة طبعاً إلى أن الدولة اللبنانية التي يمسك “حزب الله” بها وقعت على اتفاق بين دولتي لبنان وإسرائيل، والهدية وصلت إلى تل أبيب قبل أن تصل إلى واشنطن. لكن هذا لا يمنع طبعاً من أن يبقى “خطاب المقاومة” جاثماً على صدور اللبنانيين.

سوق بو صعب العبارة في القصر الجمهوري اللبناني تنطوي على ترحيب بـ”اتفاقات إبراهام” وعلى تماهٍ معها في سياق التفاوض على ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل. 

لبنان بوصفه دولة ممانعة يراوغ نفسه منذ الإعلان عن الاتفاق، لكنه لا يراوغ العالم، ذاك أننا أمام معاهدة بين دولتين، على ما تنطوي عليه المعاهدات من اعتراف متبادل بالحقوق والواجبات. بو صعب وفي سياق مراوغته اللبنانيين اختار اللغة الإنكليزية عندما قرر الربط بين اتفاقات أبراهام واتفاق ترسيم الحدود. قال للأميركيين ما يحبون سماعه بلغتهم، فيما واصل مواربة اللبنانيين باللغة العربية. هذه الفعلة على ركاكتها وهزالها تعرّي الخطاب الممانع الذي يصدر عن بو صعب وغيره من وجوه النظام اللبناني. وقعوا معاهدة مع إسرائيل، اعترفوا خلالها بحدودها وحقوقها، لكنهم راغبون بمواصلة خطاب الصراع في الداخل بوصفه ركيزة تسلّطهم على اللبنانيين. 

لم تكن زلة لسان من بو صعب، انما رسالة ود للأميركيين والإسرائيليين موقعة من “حزب الله” قبل أن تكون موقعة من ميشال عون أو من بو صعب، وأن يكون حامل الرسالة غير بعيد عن أجواء اتفاقات ابراهام، فإن ذلك يدفعنا إلى أبعد من الربط بين الاتفاقيين، إلى احتمال استفادة “المفاوض” اللبناني من “الخبرات التفاوضية” الإماراتية، وإذا كان جاريد كوشنير، صهر دونالد ترامب، عراب “اتفاقات ابراهام” فإن آموس هوكشتين لا يبعد كثيراً عن مزاج تل أبيب، فالرجل كان جندياً سابقاً في الجيش الإسرائيلي.

في شخصية بو صعب ملامح لوسيط في صفقات من هذا النوع، فالرجل الذي جمع علاقة متينة مع الخليج أثناء اضطراب العلاقة بينهم وبين “حزب الله”، ومواصلته مهامه في حكومات الحزب اللبنانية، يمكنه طبعاً أن يمرر اتفاقاً هو صورة عن الهزيمة الواقعية للبنان في صراعه مع إسرائيل، وفي نفس الوقت أن يسوق الاتفاق بوصفه انجازاً لبنانياً يحتفل معه فيه “حزب الله” وجمهوره وصحافته.

أما الحقيقة التي خاطب بها بو صعب الأميركيين وحجبها عن اللبنانيين، فهي أننا حيال “اتفاقات ابراهام” ثانية، وأننا من اليوم وصاعداً حيال واقع جديد في العلاقات الحدودية مع إسرائيل. هذا لا يعني أن “الصراع” بوصفه وسيلة “حزب الله” للإمساك بلبنان سيخمد، فالوظيفة الداخلية للسلاح صارت ملحة أكثر.        

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 27.03.2024

“بنك عودة” في قبضة الرقابة السويسرية… فما هو مصدر الـ 20 مليون دولار التي وفّرها في سويسرا؟

في الوقت الذي لم ينكشف فيه اسم السياسي الذي قام بتحويل مالي مشبوه إلى حساب مسؤول لبناني رفيع المستوى، والذي امتنع بنك عودة سويسرا عن ابلاغ "مكتب الإبلاغ عن غسيل الأموال" عنه، وهو ما ذكره بيان هيئة الرقابة على سوق المال في سويسرا "فينما" (FINMA)، تساءل خبراء عن مصدر أكثر من 20 مليون دولار التي…