fbpx

“My brother does not have to die in prison”: Alaa Abdel Fattah is fighting his ultimate battle on the verge of the COP27 Climate Summit

Published on 10.11.2022
Reading time: 8 minutes

“Since I am counting the days from when the lights come on at 10 am, tomorrow, Tuesday, just before the lights come on, I will drink my last cup of tea in prison. And 5 days later exactly, when the lights come on Sunday, November 6, I shall drink my last glass of water. What will follow is unknown.”

“ماذا يمكن أن تفعلوا، إذا كنتم ذاهبين إلى قمة المناخ، يمكن لمندوبيكم أن يمثلونا، نريد منكم أن تثيروا قضايا حقوق الإنسان، واضغطوا على حكوماتكم لإثارة قضايا حقوق الإنسان، وضمان العفو عن المعتقلين، علاء لا يجب أن يبقى في السجن، علاء سهل إنقاذه، أخي لا ينبغي أن يموت في السجن”.

بهذه الكلمات، ناشدت الناشطة المصرية سناء سيف المشاركين في قمة المناخ، في جلسة أمام البرلمان الأوروبي في 29 أكتوبر/ تشرين الأول، أي قبل أيام من انطلاق القمة في مدينة شرم الشيخ، حيث تتجه أنظار العالم نحو اجتماع قادة العالم في قمة المناخ “COP 27”. 

في الوقت نفسه تشخص الأنظار الى بقعة أخرى لا تطالها تغطية الإعلام، البقعة هي مجمع سجون وادي النطرون، حيث يقبع السجين السياسي علاء عبد الفتاح، ويكتب فصلاً ربما سيكون الأخير إما في سجنه أو حياته، حيث يصعّد إضرابه عن الطعام الذي استمر كـ إضراب جزئي لمدة 200 يوم، وقام بتحويله قبل أيام إلى إضراب كلي عن الطعام والشراب، فيما تسانده أخته الصغرى سناء من شرم الشيخ حيث تشارك في قمة المناخ بصورة شخصية، فيما تقف أخته  منى والمتضامنين معه أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية، في وقفة بالشموع للتضامن معه.

وصفت سناء في خطابها أمام البرلمان الأوروبي مصر بأنها خطيرة للغاية، “إذا كنتم جادين بشأن الاهتمام بالكوكب، يجب أن تتبنّوا قضايا حقوق الانسان، لان قضية المناخ ليست متعلقة بالكوكب، فهو سيصمد أكثر منا جميعاً، ولكن بالحياة على الكوكب، وفي هذه اللحظة فإن الحياة في مصر خطيرة للغاية هناك 103 مليون شخص في مصر تتراجع مرتبتهم الاجتماعية، ويصبحون أكثر فقراً وضعفاً كل عام،  وهناك عشرات الآف من المعتقلين السياسيين سيزداد عددهم إذا سافر قادة العالم إلى قمة المناخ، و قاموا بمصافحة الايادي، وانجزوا استثمارات في الهيدروجين الاخضر، ثم سافروا مرة أخرى”.

” علاء لا يجب أن يبقى في السجن، علاء سهل إنقاذه، أخي لا ينبغي أن يموت في السجن”.

المعركة الاخيرة

وكان علاء عبد الفتاح قد أعلن في 2 أبريل/ نيسان الماضي، بالتزامن مع شهر رمضان إضرابه عن الطعام، حيث أعلنت شقيقته الناشطة منى سيف عقب زيارة له، أنه رفض استلام الطعام، واستلم الادوية فقط نظراً لاضرابه عن الطعام، حيث تقدم محاميه خالد ببلاغ إلى النائب العام لإثبات الإضراب، طالب فيه بتوفير الرعاية الصحية لـ علاء، وبحسب الأسرة فأن علاء خلال 200 يوم، اكتفى بالحصول على 100 سعرة حرارية فقط، من خلال سوائل ساخنة يتم تحليتها بالعسل.

وفي ذات الشهر، أعلنت أسرة علاء حصوله على الجنسية البريطانية، بحكم حصول والدته المولودة في بريطانيا أثناء رحلة اكاديمية لوالدتها على الجنسية، في محاولة أخيرة للخروج، وحدد علاء مطلبين  لـ إضرابه: الأول هو انتداب قاضي للتحقيق في الانتهاكات والشكاوى المقدمة منه، والثانية اتاحة زيارة وفد من القنصلية البريطانية له بصفته مواطن بريطاني.

وفي محاولة لتجميل وجه النظام، قالت وزارة الداخلية في بيان لها في يونيو / حزيران الماضي، أنها سلمت النيابة العامة “مقاطع مصورة داخل زنزانة المحكوم عليه علاء عبد الفتاح، والتي تثبت عدم صحة الإدعاء باضرابه عن الطعام”، وهو البيان الذي رفضه محاميه وأسرته مطالبين الداخلية بعرض هذه المقاطع عليهم، لكن لم تستجيب الداخلية لهذه الطلبات.

نضال الموت 

وفي خطاب أخير، حصلت والدته عليه أثناء زيارتها له، كتب علاء معلناً عن معركته الاخيرة بتحويل إضرابه الجزئي إلى كلي قائلاً “لو الواحد بيتمنى الموت يبقى الإضراب مش نضال، لو الواحد متمسك بالحياة بس كغريزة يبقى ملوش لازمة النضال، لو الواحد بيأجل الموت خجلان من دمع أمه فقط يبقى بيقلل احتمالات النصر، النهارده آخر يوم هشرب فيه مشاريب ساخنة أو تحديداً يعني بما إني هعد الأيام من فتح النور ١٠ صباحاً يبقى بكرا الثلاثاء ١ نوفمبر هشرب آخر كباية شاي في الآسر قبل فتح النور وبعد ٥ أيام بالضبط (مع فتح النور يوم الأحد ٦ نوفمبر) هشرب آخر كباية مياه .. بعد كدا في علم الغيب”.

علم الغيب الذي ذكره علاء، فسرته أخته الناشطة سناء سيف التي قالت في مقابلة صحفية، إن علاء تحول إلى هيكل عظمي مغطى بالجلد، جراء 200 يوم من الإضراب الجزئي الذي يتناول فيه فقط 100 سعرة حرارية، في حين يتطلب جسد الشخص البالغ ما يزيد عن 2000 سعرة حرارية يومياً.

وقالت سناء في مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر”، إن شقيقها “لم يدن بعنف حتى بحسب اوراق القضايا التي اتهم فيها، وأنها ممتنة لحملات الدعم التي يتلقاها علاء من كافة النشطاء في العالم، لكنها غير متفائلة بما يجري على الارض، لان ملف المعتقلين السياسيين في مصر هو ملف يؤرق الشعوب لكنه لا يهم الحكومات سواء المصرية أو البريطانية أو غيرها.

ويأتي تصعيد علاء بالتزامن مع وفاة السجين المصري علاء السلمي في سجن  بدر 3 المبني حديثاً، بعد إضرابه الكلي عن الطعام بسبب الانتهاكات والظروف غير الآدمية التي يتعرض لها السجناء في هذا السجن من منع للزيارة وأوقات التريض وغيرها، بحسب مركز “الشهاب” لحقوق الإنسان.

والسلمي ليس المعتقل الوحيد الذي يموت جراء الإضراب عن الطعام، فقد سبقه قبل عامين المعتقل الأمريكي من أصل مصري مصطفى قاسم، الذي توفي داخل سجن طره جراء استمراره في إضراب جزئي عن الطعام لمدة عام كامل.

من جانبه قال راجح السياجي عضو مجلس نقابة الأطباء أنه عقب عدة أيام من الإضراب عن الطعام يبدأ الجسم في حالة تعرف بالمجاعة، وهي حالة لا يدخل فيها إلى الجسم أي طاقة، فيبدأ يتغذى أولا على المخزون الموجود في الجسم من دهون وطاقة، وعقب انتهائها يبدأ الجسم باستهلاك أنسجته الداخلية، حيث يأكل الجسد حرفياً نفسه، ويبدأ من الأقل حيوية إلى الأكثر حيوية، فيبدأ أولا في التغذي على الكتلة العضلية للجسم، وينتهي بالتغذي على العظام ثم أكثر الأنسجة قوة وحيوية.

ويضيف السياجي لـ “درج”: “الإضراب لفترات طويلة يجعل الجسم عرضة للأمراض المزمنة، سواء قصور في عضلة القلب أو وظائف الكبد ووظائف الكلى، وغيرها من الاجهزة الحيوية، أما حالة علاء فهي تعرف بالإضراب المدروس، حيث يتم إدخال مقدار من الطاقة، وهو 100 سعرة حرارية، للحفاظ على صحة بعض الأجهزة منها المخ حتى لا يدخل المريض في حالة فقدان الوعي، وهذا المقدار ليس كافياً للحفاظ على صحة الجسد، لكنه يقلل سرعة الأضرار التي تصيب الاجهزة، لكنه لا يمنعها، خاصة في وجود التدخلات الدوائية أو السوائل أو المياه، لأن المياه والسوائل هامة جدا للجسد لدعمه، واستخلاص الطاقة سواء بالتغذي على مصادر خارجية أو حتى الانسجة الداخلية، ويمكن للجسد تحمل الإضراب المدروس لمدة معينة، وكلما زادت المدة زادت احتمالات الخطر، كما هو الحال في أزمة علاء الذي بدأ الإضراب قبل 200 يوم، وصعد منذ عدة أيام لـ إضراب كلي، ومنتظر أن يصعّد إلى إضراب كامل عن المياه أيضا، وكل هذه المعطيات تجعلنا نؤكد أن حياة علاء في خطر”.

إقرأوا أيضاً:

No posts

حملة دولية 

وحاولت أسرة علاء عبد الفتاح الضغط دولياً، لوضع قضية المعتقلين السياسيين بصورة عامة، وقضية علاء بصورة خاصة على أجندة المفاوضات التي تسبق قمة المناخ، حيث اعتصمت شقيقته سناء أمام مقر وزارة الخارجية البريطانية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لا سيما بعد تراجع رئيس الوزراء البريطاني عن قرار سابق بعد الذهاب إلى قمة المناخ، قبل أن تعلن الاسرة انهاء الاعتصام الخميس، حيث أعلنت سناء سيف حضور قمة المناخ بشرم الشيخ  بصفة شخصية مع مجموعة نشطاء ألمان، وستحضر فعاليات لمنظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش”.

وكانت دعت  15 شخصية عامة من الحاصلين على جائزة نوبل للأدب قادة العالم المشاركين في مؤتمر المناخ في مصر، للمساعدة في الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم علاء عبد الفتاح الذي بدأ بإضراب عن الطعام منذ نحو 6 أشهر والذي “يواجه خطر الموت”.

وطالب الموقعون على العريضة التي أطلقتها دور نشر أمريكية،  قادة العالم إلى “التحدث باسم السجناء والدعوة إلى إطلاق سراحهم، ودعوة مصر إلى قلب الصفحة لتصبح شريكة حقيقية في مستقبل مختلف، مستقبل يحترم حياة الإنسان وكرامته”.

وفي مايو/ آيار، دعى 10 من أعضاء البرلمان البريطاني بالإضافة إلى 17 عضواً في مجلس اللوردات، الحكومة البريطانية ووزيرة الخارجية إليزابيث تراس بالتحرك الفوري لضمان الإفراج عن علاء، وعقب ذلك بـ 3 شهور، في أغسطس/ آب 2022، طالب  بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني حينها، مصر بضرورة حل قضية علاء واحراز ما وصفه بـ”تقدم ايجابي” في قضيته، لا سيما بعد حصوله على الجنسية البريطانية.

في المقابل أعلن نشطاء بيئيون عن رفضهم حضور قمة المناخ التي وصفوها بغسيل السمعة لمصر ذات السجل السيئ في مجال حقوق الانسان، على حساب المعتقلين السياسيين، وعلى رأس هؤلاء النشطاء السويدية جريتا ثونبرج.

توريث السجون 

علاء عبد الفتاح، هو أحد أبرز النشطاء المصريين الذين شاركوا في ثورة كانون ثاني/ يناير 2011، وهو من أسرة ناشطة سياسياً. والده هو المحامي الحقوقي الراحل أحمد سيف عبد الفتاح، أحد أبرز الوجوه السياسية في فترة السبعينيات، ووالدته هي ليلى سويف الناشطة في مجال مكافحة التعذيب وكذلك استقلال الجامعات.

واعتقل علاء 3 مرات، الأولى عام 2006 أثناء حكم مبارك فيما يعرف بقضية “استقلال القضاة”، ثم في 2013 عقب الثورة التي قطع إقامته في جنوب افريقيا للعودة والمشاركة فيها، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وعقب قضاء مدة العقوبة ظل تحت نظام المراقبة، حيث يقضي ليلته يومياً في قسم الشرطة، قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى في 2019، باتهامات بنشر أخبار كاذبة، وبعد انقضاء مدة الحبس الاحتياطي وهي عامين، تم تدويره في قضية أخرى ليحكم عليه بالسجن خمس سنوات أخرى في ديسمبر 2021.

وفي مؤتمر حول حقوق الإنسان في مصر، اعتذر الراحل سيف لولده علاء الذي كان يقضي عقوبة السجن في القضية الأولي، عن توريثه السجون.

لكن علاء لم يورث لابنه خالد السجون، وإنما تبعاتها، فالطفل المولود ووالده في السجن يعاني من طيف التوحد الذي منعه عن الحديث، فيما تسبب سجن والده في العديد من الصدمات النفسية للطفل بحسب تدوينة نشرتها منى سيف.

وبحسب منى فقد تأخر تشخيص خالد بسبب الخلط بين صدمة  اختطاف والده من منزله أمامه، إلي أن استطاعوا تشخيص حالته بتوحد لا يستطيع معه الحديث.

وقالت منى إن الفترة التي قضاها خالد مع والده، أثّرت بصورة كبيرة على شخصية خالد، الذي تطورت حالته للأفضل، حيث حاول علاء أن يكون الاب الافضل له، حتى اعتقاله مرة أخرى ما أثر على حالة خالد النفسية.

وأوضحت منى أن العائلة حاولت على مدار الكثير من جلسات التحقيق ترتيب لقاء بين علاء وبين خالد، وبعد تهيئة الطفل للزيارة يتدخل الأمن الوطني، ليمنع الزيارة، ما يجعل الطفل يدخل في حالة من الحزن الشديد، وما اضطر العائلة لإجراء ترتيبات خاصة لا يعرف الطفل فيها أنه سيرى والده إلا بعد التأكد من إمكانية مقابلته.

 وقرر علاء بعد خروج العديد من المساجين في مأمورية للسجن معصوبي الأعين ومقيدين من الخلف، أثناء وجود الأهل للزيارة، عدم جلب ابنه خالد للزيارة في هذا السجن حتى لا يتعرض لصدمة نفسية أكبر.

لم يختر علاء عبد الفتاح المواجهة مع النظام، ولا اختار أن يتعرض للموت البطيء أمام نظر العالم، لكن أمام العالم فرصة لانقاذ شخص واحد، ودعم أسرة واحدة بعودة الابن الذي حرم من حياته الطبيعية لما يقرب من 9 سنوات حتى الآن، أو على الأقل إنقاذ خالد من أن تكون آخر ذكرياته عن والده هي زيارة السجون.

إقرأوا أيضاً:

No posts