fbpx

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.        

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ وصول عائلة بارود إلى مدينة خان يونس، بعد “طلب” الجيش الإسرائيلي إخلاء منطقة سكنها في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تجد مكاناً لتشييد خيمة لها في المدينة، بسبب اكتظاظ معظم مساحتها بالخيم والنازحين.

لذلك قررت العائلة اللجوء إلى إحدى مدارس “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ الأونروا” في خان يونس، وهي مدرسة “أحمد عبد العزيز”، القريبة من “مجمع ناصر الطبي”، الذي أعادت وزارة الصحة الفلسطينية تشغيله بشكل جزئي لاستقبال الجرحى والمرضى.

وعلى رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.        

كانت المدرسة قد مُنيت بأضرار بالغة خلال الهجوم الإسرائيلي البري على خان يونس، حيث جرف الجيش الإسرائيلي سورها الخارجي، ودمر ساحاتها الداخلية، وبعض جدران فصولها الدراسية.

لجأت العائلة إلى المدرسة لأنها تقع ضمن المنطقة، التي قال الجيش الإسرائيلي إنها “منطقة خدمات إنسانية موسعة”، وتشمل مساحة تمتد شمالاً على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، من المواصي غرب خان يونس، حتى وسط المدينة، وتبلغ حوالي 60 كيلو متراً مربعاً، وتحوي مستشفيات ميدانية وخيام، وتصلها كميات إضافية من الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات.

عائلة بارود هي واحدة من العائلات التي هجرت قسراً من رفح مطلع الشهر الحالي، وبحسب تقرير نشرته “الأونروا” أن “نحو 450 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرا من رفح جنوب قطاع غزة منذ السادس من الشهر الحالي، من أصل 1.3 مليون فلسطيني كانوا قد لجأوا إليها قبل أشهر، وأن سكان رفح يواجهون الإرهاق المستمر والجوع، والأمل الوحيد هو وقف إطلاق النار”.

وعن رحلة التهجير المستمرة تتحدث جنان بارود (17عاماً): “لم تجد عائلتي مكاناً في منطقة المواصي، بسبب اكتظاظ الأماكن وتكدسها بخيام النازحين الفارين من الهجوم الإسرائيلي على رفح”.

وهكذا، قررت عائلة بارود التوجه نحو شرق المدينة، ووصل بها الترحال إلى تجمع لمدارس تابعة للأمم المتحدة، فاتخذت من إحداها ملجأ لها، ظناً منها أنها ستكون آمنة، كونها تحت مظلة المنظمة الأممية.

وتشرح جنان أنها قامت برفقة والدتها وأخوتها بتنظيف فصل دراسي، كان ممتلئاً بالركام والحديد نتيجة القصف الإسرائيلي، واستقروا فيه، وهم ينامون على أرضيته، لعدم وجود أي فراش أو أغطية.

وأصرت جنان التي تتحدث اللغة الإنجليزية، على “إيصال رسالة للعالم”؛ كما قالت، حول وضع عائلتها وأوضاع النازحين داخل هذه المدرسة التابعة للأمم المتحدة.

علماً أنه لم يصل أي من طواقم (الأونروا) إلى المدرسة حتى الآن، كونها ما زالت خارج الخدمة. 

“نحو 450 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرا من رفح جنوب قطاع غزة منذ السادس من الشهر الحالي، من أصل 1.3 مليون فلسطيني كانوا قد لجأوا إليها قبل أشهر”.

وتقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوب غرب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد بطول 12 كيلومتراً، وعرض نحو كيلومتر واحد، جنوب شرق وادي غزة، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوباً.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محليا “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

ويبلغ عدد سكان منطقة المواصي نحو 9 آلاف نسمة، ولكن خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أصبح يقطنها قرابة المليون نازح، وفقاً لتقديرات رسمية.

ورفضت الأمم المتحدة اعتبار “المواصي” منطقة آمنة، وأوضحت أنه تعوزها “الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى”، وتفتقد “آلية الإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها”.

في مكان آخر داخل المدرسة، تنهمك عائلة الخواجا بتنظيف فصل دراسي آخر، من أجل الاستقرار فيه، بعد نزوحها هي الأخرى، من مدينة رفح.

ويقول محمد الخواجا: “لا مكان في خان يونس يمكن النزوح إليه، فالمدينة مدمرة بشكل كامل، ومنطقة المواصي ممتلئة بآلاف النازحين وخيامهم، وكان الخيار الأخير الإقامة في مدرسة تابعة للأونروا”.

ونجح الخواجا برفقة جيرانه بتنظيف فصل دراسي من الركام وغبار القصف الإسرائيلي، والمكوث فيه مع عائلته.

ويشكو الخواجا من “عدم وجود أية خدمات داخل المدرسة، خاصة المياه والمراحيض، إضافة إلى المساعدات”.

لأجل ذلك يلجأ الخواجا وزوجته وأطفاله إلى “مجمع ناصر الطبي” القريب، لقضاء حاجاتهم وشرب الماء والاستحمام، وشحن هواتفهم وكشافات الإضاءة الصغيرة، التي جلبوها معهم من رفح.

17.05.2024
زمن القراءة: 3 minutes

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.        

منذ وصول عائلة بارود إلى مدينة خان يونس، بعد “طلب” الجيش الإسرائيلي إخلاء منطقة سكنها في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تجد مكاناً لتشييد خيمة لها في المدينة، بسبب اكتظاظ معظم مساحتها بالخيم والنازحين.

لذلك قررت العائلة اللجوء إلى إحدى مدارس “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ الأونروا” في خان يونس، وهي مدرسة “أحمد عبد العزيز”، القريبة من “مجمع ناصر الطبي”، الذي أعادت وزارة الصحة الفلسطينية تشغيله بشكل جزئي لاستقبال الجرحى والمرضى.

وعلى رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.        

كانت المدرسة قد مُنيت بأضرار بالغة خلال الهجوم الإسرائيلي البري على خان يونس، حيث جرف الجيش الإسرائيلي سورها الخارجي، ودمر ساحاتها الداخلية، وبعض جدران فصولها الدراسية.

لجأت العائلة إلى المدرسة لأنها تقع ضمن المنطقة، التي قال الجيش الإسرائيلي إنها “منطقة خدمات إنسانية موسعة”، وتشمل مساحة تمتد شمالاً على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، من المواصي غرب خان يونس، حتى وسط المدينة، وتبلغ حوالي 60 كيلو متراً مربعاً، وتحوي مستشفيات ميدانية وخيام، وتصلها كميات إضافية من الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات.

عائلة بارود هي واحدة من العائلات التي هجرت قسراً من رفح مطلع الشهر الحالي، وبحسب تقرير نشرته “الأونروا” أن “نحو 450 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرا من رفح جنوب قطاع غزة منذ السادس من الشهر الحالي، من أصل 1.3 مليون فلسطيني كانوا قد لجأوا إليها قبل أشهر، وأن سكان رفح يواجهون الإرهاق المستمر والجوع، والأمل الوحيد هو وقف إطلاق النار”.

وعن رحلة التهجير المستمرة تتحدث جنان بارود (17عاماً): “لم تجد عائلتي مكاناً في منطقة المواصي، بسبب اكتظاظ الأماكن وتكدسها بخيام النازحين الفارين من الهجوم الإسرائيلي على رفح”.

وهكذا، قررت عائلة بارود التوجه نحو شرق المدينة، ووصل بها الترحال إلى تجمع لمدارس تابعة للأمم المتحدة، فاتخذت من إحداها ملجأ لها، ظناً منها أنها ستكون آمنة، كونها تحت مظلة المنظمة الأممية.

وتشرح جنان أنها قامت برفقة والدتها وأخوتها بتنظيف فصل دراسي، كان ممتلئاً بالركام والحديد نتيجة القصف الإسرائيلي، واستقروا فيه، وهم ينامون على أرضيته، لعدم وجود أي فراش أو أغطية.

وأصرت جنان التي تتحدث اللغة الإنجليزية، على “إيصال رسالة للعالم”؛ كما قالت، حول وضع عائلتها وأوضاع النازحين داخل هذه المدرسة التابعة للأمم المتحدة.

علماً أنه لم يصل أي من طواقم (الأونروا) إلى المدرسة حتى الآن، كونها ما زالت خارج الخدمة. 

“نحو 450 ألف فلسطيني تم تهجيرهم قسرا من رفح جنوب قطاع غزة منذ السادس من الشهر الحالي، من أصل 1.3 مليون فلسطيني كانوا قد لجأوا إليها قبل أشهر”.

وتقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوب غرب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد بطول 12 كيلومتراً، وعرض نحو كيلومتر واحد، جنوب شرق وادي غزة، من دير البلح شمالاً، مروراً بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوباً.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محليا “السوافي”، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

ويبلغ عدد سكان منطقة المواصي نحو 9 آلاف نسمة، ولكن خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أصبح يقطنها قرابة المليون نازح، وفقاً لتقديرات رسمية.

ورفضت الأمم المتحدة اعتبار “المواصي” منطقة آمنة، وأوضحت أنه تعوزها “الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى”، وتفتقد “آلية الإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها”.

في مكان آخر داخل المدرسة، تنهمك عائلة الخواجا بتنظيف فصل دراسي آخر، من أجل الاستقرار فيه، بعد نزوحها هي الأخرى، من مدينة رفح.

ويقول محمد الخواجا: “لا مكان في خان يونس يمكن النزوح إليه، فالمدينة مدمرة بشكل كامل، ومنطقة المواصي ممتلئة بآلاف النازحين وخيامهم، وكان الخيار الأخير الإقامة في مدرسة تابعة للأونروا”.

ونجح الخواجا برفقة جيرانه بتنظيف فصل دراسي من الركام وغبار القصف الإسرائيلي، والمكوث فيه مع عائلته.

ويشكو الخواجا من “عدم وجود أية خدمات داخل المدرسة، خاصة المياه والمراحيض، إضافة إلى المساعدات”.

لأجل ذلك يلجأ الخواجا وزوجته وأطفاله إلى “مجمع ناصر الطبي” القريب، لقضاء حاجاتهم وشرب الماء والاستحمام، وشحن هواتفهم وكشافات الإضاءة الصغيرة، التي جلبوها معهم من رفح.

17.05.2024
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية