fbpx

اشتباكات مع الجيش التركي شمال سوريا…خوف من العقاب و دعوات إلى “تهدئة النفوس”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

“أكثر ما أثار حفيظة السوريين خلال الأيام الماضية، هو تصريحات الرئيس التركي الرامية للقاء بشار الأسد، وما سيترتب عليها من مصير مجهول سيحيط بهم، مع تنامي التقارب الدولي من الأسد، وخشيتهم من اتفاقيات تنسف تطلعاتهم، وتتيح لنظام الأسد السطوة عليهم وارتكاب الجرائم ضدهم”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“ابتعدنا عن نظام الأسد وجرائمه، وفررنا بأرواحنا إلى أقصى الشمال هرباً من الموت، الذي أبى إلا أن يخطف روح شقيقي بنيران حليفنا التركي”، هكذا وصف شاكر الشاكر ( اسم مستعار)  لـ”درج” نتائج الاشتباكات مع القوات التركيّة.

الشاكر الذي هجّر قسرياً من غوطة دمشق مع أشقائه، إلى عفرين منذ العام ،2018 يقول: “قُتل أخي بدم بارد، والمؤسف أن قاتله من كنا نحميه ونرفع أعلامه ونفتخر بها، وكنا نظن أنه يحمينا”.

قتل 11 شخصاً على يد القوات التركية  وحراس قواعدها في عفرين واعزاز ومارع  شمالي محافظة حلب، يوم الاثنين 1 تموز/ يوليو الحالي، وذلك بعد اشتباكات بين السكان المحليين من جهة، والقوات التركية من جهة أخرى، استمرت لأكثر من 8 ساعات. 

مظاهرات السكان واشتباكهم مع القوات التركية، جاء بعد حملة عنصرية عنيفة في تركيا، استهدفت لاجئين سوريين ومحلاتهم التجارية وسياراتهم، في مدينتي قيصري وعنتاب.

أتت هذه الهجمة العنصرية نتيجة تداول خبر  غامض، حول اعتداء سوري في قيصري على طفلة تركية، ليتضح بعدها أن المعتدي شاب سوري مختل عقلياً، وهو قريب للطفلة، وعوضاً عن النظر إلى الجريمة كواقعة تحرش واعتداء، تحولت إلى “عقاب جماعي” سببه بداية الأخبار غير الدقيقة، وتجاهل حقيقة الاعتداء الذي قام به الشاب!

يقول الناشط وحيد الحلبي إن “التوتر بدأ بعد أقل من 24 ساعة من الاعتداءات العنصرية في قيصري، إذ عمدت مجموعة شبان في مدينة إعزاز، إلى مهاجمة سيارات شحن تركية محملة بمواد غذائية، وأضرموا فيها النار، لتنتقل شرارة الأحداث إلى مركز حوالات الـ ptt  وقصر الوالي في المدينة، كما تم طرد الموظفين والاعتداء على المراكز المذكورة التي يديرها أتراك بالمجمل”.

يضيف الحلبي: “شاركنا في احتجاجات على السياسات العنصرية وترحيل السوريين من تركيا، لكن لم نتوقع أن يتطور المشهد إلى صدام مسلح، ولا نعلم من ولماذا تم استخدام السلاح، وما هي إلا لحظات حتى رأيت عدداً من الشبان على الأرض في عفرين، قرب مبنى السرايا والدماء تسيل من أجسادهم، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم، سواء كانوا مسعفين أم مدنيين، بسبب غزارة النيران، بحسب ما جاء على لسان نبيل أحد المشاركين بالمظاهرات”.

اشتباكات وقتلى 

لم يكن المشهد مختلفاً في مدن مارع والباب والمعابر الحدودية، التي تربط الحدود السورية بالتركية، بيد أن الوضع الميداني في مدينة عفرين كان مختلفاً.

هاجم مجموعة سوريين  في عفرين بينهم مسلحون، القواعد والعربات العسكرية التركية، لتدور اشتباكات بين المحتجين السوريين من جهة، والعناصر العسكرية التركية وفصائل المعارضة، التي تحمي القواعد من جهة أخرى.

لم تقتصر الاشتباكات في عفرين على القواعد العسكرية التركية، بل امتدت إلى مكتب الوالي ومكاتب حوالات الـ ptt والمكاتب التركية الرسمية والعسكرية، وصولاً إلى إطلاق النار على السيارات العسكرية التركية، التي عمدت بدورها على إطلاق النار بشكل مباشر على السكان، من دون التفرقة ما بين عسكري ومدني.

 اتخذت الاحتجاجات في بدايتها طابعاً سلمياً، ندد فيه المتظاهرون في ساحات اعزاز وعفرين والباب ومارع بممارسات الأتراك العنصريين، وهتفوا تضامناً مع السوريين الذين تعرضوا لاعتداءات.

الناشط وليد أبو الوفا صرح لـ”درج”  أن “عدداً من النقاط العسكرية التركية والحواجز، بدأت بإطلاق النار في الهواء، لتفريق المحتجين، بالتزامن مع مرور سيارات تقل موظفين أتراكاً، أسهم بحساسية الموقف، وتحول المظاهرات من سلمية إلى اشتباكات وعراك بالأيدي، تطور إلى اشتباك مسلح، وأفضى إلى مقتل وإصابة عسكريين أتراك غير معلومي العدد، بسبب إغلاق القوات التركية الدوائر الإدارية والنقاط العسكرية بعدة أطواق أمنية”.

طوّقت القوات التركية أيضاً، مكتب الوالي التركي في اعزاز، الذي تعرض إلى هجوم مباشر من قبل مجموعة شبان منهم مسلحون، أفضى إلى سقوط إصابات وقتلى، ثم تم نقلهم في سيارات عسكرية تركية، في حين قُتل 11 شخصاً من السوريين وأُصيب 15 آخرين، تم إسعافهم بسيارات مدنية ودراجات نارية إلى المراكز الصحية. 

يؤكد أبو الوفا أن “القوات التركية وفصائل  المعارضة السورية الموالية لها، أمعنت في استخدام القوة وإطلاق النار ضد السكان”، ويقول: “أصيب عدد من الأطفال والبالغين بنيران عشوائية مصدرها القوات التركية وفصائل المعارضة، منهم حسين الدهمان الذي أصيب أثناء وجوده في محله التجاري في مدينة عفرين، بقذيفة صاروخية متوسطة، مصدرها القوات التركية المتمركزة في النقاط العسكرية”.

تمزيق الأعلام التركيّة و”عقاب جماعي”

يقول أبو الوفا في شهادته لـ”درج” إن “عدداً من الشبان السوريين مزقوا الأعلام التركية في اعزاز وعفرين، في حين أنزلت العديد من الدوائر المدنية في مدن شمال حلب وبلداته، العلم التركي عن أسطحها، مع إطلاق المحتجين عبارات ضد تركيا وسياستها الرامية للتقرب من نظام الأسد”. 

أظهرت مقاطع فيديو متداولة اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بين شبان سوريين وعناصر أتراك في محيط النقاط العسكرية التركية في عفرين، التي وقع فيها العدد الأكبر من القتلى السوريين، أغلبهم يتبع لفصيل “جيش الإسلام”، في حين قُتل عدد من المدنيين برصاص طائش، بعضهم كان أعزل بشكل كامل، بحسب شهادة الناشط صالح الأحمد.

رافق التطورات الميدانية شمال حلب إجراءات وصفها الناشطون بـ”العقابية” ضد السكان في عموم شمال غرب سوريا، إذ عمدت الحكومة التركية إلى قطع الإنترنت عن عموم مناطق شمال غرب سوريا، لأكثر من 5 ساعات، في حين عادت الخدمة إلى محافظة إدلب، وبقيت منقطعة عن شمال حلب، بالتزامن مع قطع الكهرباء التركية المغذية لمناطق شمال غرب سوريا، لأربع ساعات.

أُغلقت أيضاً المعابر الحدودية كافة، بين تركيا ومناطق سيطرة فصائل المعارضة، وأبرزها الراعي واعزاز وباب الهوى، وسحبت القوات التركية الموظفين المدنيين الأتراك كلهم، من مناطق انتشارها شمال حلب، ومنهم موظفو شركة ptt المسؤولة عن الحوالات المالية والعينية، وتعطيل كافة المنظمات الإنسانية التابعة لها.

القيادات تحذر من “الفتنة” وتدعو إلى “الصبر”

يرى المحامي عليل السلمان أن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى السوريين بنيران القوات التركية، خصوصاً أن أغلبهم لم يكن مشاركاً في الاشتباكات المسلحة المباشرة “يوجب على الدوائر السورية في مناطق المعارضة، اتخاذ موقف واضح، إذ يجب على القضاة والمتنفذين في الحكومة الموقتة، الانتصار للضحايا السوريين والمصابين”

نشر ما يُسمى قادة “فصائل الجيش الوطني” التابع لتركيا، تغريدات بعضها باللغة التركية، تمجد سياسات تركيا وفضلها على السوريين وتطالب بضرورة تحلي السوريين بـ”الصبر” وعدم الانجرار إلى ما سموه “الفتنة”، في حين لم يصدر أي موقف عمن يُسمى رئيس الحكومة الموقتة.

من جهتها، منعت “هيئة تحرير الشام” بزعامة أبو محمد الجولاني، السكان من الوصول إلى القواعد التركية والمكاتب الإدارية والمنظمات التركية في مناطق سيطرتها، وأصدرت عبر ما يُسمى دائرة الشؤون السياسية، بياناً يؤيد الثورة السورية، ومطالب السوريين بالحرية والعدالة والكرامة والتضامن مع السوريين في قيصري، ودعت إلى “تحكيم العقل وتهدئة الأوضاع”، ونفى البيان “مشاركة الهيئة في أي أعمال ضد المصالح التركية”.

خوف من “الغضب” التركي 

يتخوف السوريون من ردة فعل القوات والحكومة التركية، خاصة بعد كلمة وزير الداخلية التركي ووعيده لمن أحرق العلم التركي في اعزاز بالمحاسبة، بحسب الناشط آدم العلي، إذ لا يوجد مفر للمتظاهرين ضد القوات التركية في شمال حلب، لأن تركيا تسيطر على الحدود السورية الشمالية كلها، وفي مقابلها على بعد عشرات الكيلومترات، نظام الأسد.

واستنكر النشطاء السوريون غيرة  الوزير التركي وحميته على حرق العلم التركي في اعزاز، وتناسيه رسم العلم ذاته على الأرض، من قبل ميليشيات “الدفاع الوطني” والقوات الروسية في مدينة السقيلبية، خلال افتتاح كنيسة آية صوفيا في العام 2022.

يقول العلي: ” الخوف من الغضب التركي، يتمثل في إمكانية قطع تركيا جميع أعمالها المنفذة شمال غرب سوريا، من اتصالات وكهرباء واستيراد وتصدير، مما سيضع السكان تحت حصار طويل الأمد، بسبب تحكم تركيا بجميع نواحي الحياة في المنطقة”.

ويرى العلي أن “أكثر ما أثار حفيظة السوريين خلال الأيام الماضية، هو تصريحات الرئيس التركي الرامية للقاء بشار الأسد، وما سيترتب عليها من مصير مجهول سيحيط بهم، مع تنامي التقارب الدولي من الأسد، وخشيتهم من اتفاقيات تنسف تطلعاتهم، وتتيح لنظام الأسد السطوة عليهم وارتكاب الجرائم ضدهم”.

"درج"
لبنان
03.07.2024
زمن القراءة: 6 minutes

“أكثر ما أثار حفيظة السوريين خلال الأيام الماضية، هو تصريحات الرئيس التركي الرامية للقاء بشار الأسد، وما سيترتب عليها من مصير مجهول سيحيط بهم، مع تنامي التقارب الدولي من الأسد، وخشيتهم من اتفاقيات تنسف تطلعاتهم، وتتيح لنظام الأسد السطوة عليهم وارتكاب الجرائم ضدهم”.

“ابتعدنا عن نظام الأسد وجرائمه، وفررنا بأرواحنا إلى أقصى الشمال هرباً من الموت، الذي أبى إلا أن يخطف روح شقيقي بنيران حليفنا التركي”، هكذا وصف شاكر الشاكر ( اسم مستعار)  لـ”درج” نتائج الاشتباكات مع القوات التركيّة.

الشاكر الذي هجّر قسرياً من غوطة دمشق مع أشقائه، إلى عفرين منذ العام ،2018 يقول: “قُتل أخي بدم بارد، والمؤسف أن قاتله من كنا نحميه ونرفع أعلامه ونفتخر بها، وكنا نظن أنه يحمينا”.

قتل 11 شخصاً على يد القوات التركية  وحراس قواعدها في عفرين واعزاز ومارع  شمالي محافظة حلب، يوم الاثنين 1 تموز/ يوليو الحالي، وذلك بعد اشتباكات بين السكان المحليين من جهة، والقوات التركية من جهة أخرى، استمرت لأكثر من 8 ساعات. 

مظاهرات السكان واشتباكهم مع القوات التركية، جاء بعد حملة عنصرية عنيفة في تركيا، استهدفت لاجئين سوريين ومحلاتهم التجارية وسياراتهم، في مدينتي قيصري وعنتاب.

أتت هذه الهجمة العنصرية نتيجة تداول خبر  غامض، حول اعتداء سوري في قيصري على طفلة تركية، ليتضح بعدها أن المعتدي شاب سوري مختل عقلياً، وهو قريب للطفلة، وعوضاً عن النظر إلى الجريمة كواقعة تحرش واعتداء، تحولت إلى “عقاب جماعي” سببه بداية الأخبار غير الدقيقة، وتجاهل حقيقة الاعتداء الذي قام به الشاب!

يقول الناشط وحيد الحلبي إن “التوتر بدأ بعد أقل من 24 ساعة من الاعتداءات العنصرية في قيصري، إذ عمدت مجموعة شبان في مدينة إعزاز، إلى مهاجمة سيارات شحن تركية محملة بمواد غذائية، وأضرموا فيها النار، لتنتقل شرارة الأحداث إلى مركز حوالات الـ ptt  وقصر الوالي في المدينة، كما تم طرد الموظفين والاعتداء على المراكز المذكورة التي يديرها أتراك بالمجمل”.

يضيف الحلبي: “شاركنا في احتجاجات على السياسات العنصرية وترحيل السوريين من تركيا، لكن لم نتوقع أن يتطور المشهد إلى صدام مسلح، ولا نعلم من ولماذا تم استخدام السلاح، وما هي إلا لحظات حتى رأيت عدداً من الشبان على الأرض في عفرين، قرب مبنى السرايا والدماء تسيل من أجسادهم، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم، سواء كانوا مسعفين أم مدنيين، بسبب غزارة النيران، بحسب ما جاء على لسان نبيل أحد المشاركين بالمظاهرات”.

اشتباكات وقتلى 

لم يكن المشهد مختلفاً في مدن مارع والباب والمعابر الحدودية، التي تربط الحدود السورية بالتركية، بيد أن الوضع الميداني في مدينة عفرين كان مختلفاً.

هاجم مجموعة سوريين  في عفرين بينهم مسلحون، القواعد والعربات العسكرية التركية، لتدور اشتباكات بين المحتجين السوريين من جهة، والعناصر العسكرية التركية وفصائل المعارضة، التي تحمي القواعد من جهة أخرى.

لم تقتصر الاشتباكات في عفرين على القواعد العسكرية التركية، بل امتدت إلى مكتب الوالي ومكاتب حوالات الـ ptt والمكاتب التركية الرسمية والعسكرية، وصولاً إلى إطلاق النار على السيارات العسكرية التركية، التي عمدت بدورها على إطلاق النار بشكل مباشر على السكان، من دون التفرقة ما بين عسكري ومدني.

 اتخذت الاحتجاجات في بدايتها طابعاً سلمياً، ندد فيه المتظاهرون في ساحات اعزاز وعفرين والباب ومارع بممارسات الأتراك العنصريين، وهتفوا تضامناً مع السوريين الذين تعرضوا لاعتداءات.

الناشط وليد أبو الوفا صرح لـ”درج”  أن “عدداً من النقاط العسكرية التركية والحواجز، بدأت بإطلاق النار في الهواء، لتفريق المحتجين، بالتزامن مع مرور سيارات تقل موظفين أتراكاً، أسهم بحساسية الموقف، وتحول المظاهرات من سلمية إلى اشتباكات وعراك بالأيدي، تطور إلى اشتباك مسلح، وأفضى إلى مقتل وإصابة عسكريين أتراك غير معلومي العدد، بسبب إغلاق القوات التركية الدوائر الإدارية والنقاط العسكرية بعدة أطواق أمنية”.

طوّقت القوات التركية أيضاً، مكتب الوالي التركي في اعزاز، الذي تعرض إلى هجوم مباشر من قبل مجموعة شبان منهم مسلحون، أفضى إلى سقوط إصابات وقتلى، ثم تم نقلهم في سيارات عسكرية تركية، في حين قُتل 11 شخصاً من السوريين وأُصيب 15 آخرين، تم إسعافهم بسيارات مدنية ودراجات نارية إلى المراكز الصحية. 

يؤكد أبو الوفا أن “القوات التركية وفصائل  المعارضة السورية الموالية لها، أمعنت في استخدام القوة وإطلاق النار ضد السكان”، ويقول: “أصيب عدد من الأطفال والبالغين بنيران عشوائية مصدرها القوات التركية وفصائل المعارضة، منهم حسين الدهمان الذي أصيب أثناء وجوده في محله التجاري في مدينة عفرين، بقذيفة صاروخية متوسطة، مصدرها القوات التركية المتمركزة في النقاط العسكرية”.

تمزيق الأعلام التركيّة و”عقاب جماعي”

يقول أبو الوفا في شهادته لـ”درج” إن “عدداً من الشبان السوريين مزقوا الأعلام التركية في اعزاز وعفرين، في حين أنزلت العديد من الدوائر المدنية في مدن شمال حلب وبلداته، العلم التركي عن أسطحها، مع إطلاق المحتجين عبارات ضد تركيا وسياستها الرامية للتقرب من نظام الأسد”. 

أظهرت مقاطع فيديو متداولة اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بين شبان سوريين وعناصر أتراك في محيط النقاط العسكرية التركية في عفرين، التي وقع فيها العدد الأكبر من القتلى السوريين، أغلبهم يتبع لفصيل “جيش الإسلام”، في حين قُتل عدد من المدنيين برصاص طائش، بعضهم كان أعزل بشكل كامل، بحسب شهادة الناشط صالح الأحمد.

رافق التطورات الميدانية شمال حلب إجراءات وصفها الناشطون بـ”العقابية” ضد السكان في عموم شمال غرب سوريا، إذ عمدت الحكومة التركية إلى قطع الإنترنت عن عموم مناطق شمال غرب سوريا، لأكثر من 5 ساعات، في حين عادت الخدمة إلى محافظة إدلب، وبقيت منقطعة عن شمال حلب، بالتزامن مع قطع الكهرباء التركية المغذية لمناطق شمال غرب سوريا، لأربع ساعات.

أُغلقت أيضاً المعابر الحدودية كافة، بين تركيا ومناطق سيطرة فصائل المعارضة، وأبرزها الراعي واعزاز وباب الهوى، وسحبت القوات التركية الموظفين المدنيين الأتراك كلهم، من مناطق انتشارها شمال حلب، ومنهم موظفو شركة ptt المسؤولة عن الحوالات المالية والعينية، وتعطيل كافة المنظمات الإنسانية التابعة لها.

القيادات تحذر من “الفتنة” وتدعو إلى “الصبر”

يرى المحامي عليل السلمان أن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى السوريين بنيران القوات التركية، خصوصاً أن أغلبهم لم يكن مشاركاً في الاشتباكات المسلحة المباشرة “يوجب على الدوائر السورية في مناطق المعارضة، اتخاذ موقف واضح، إذ يجب على القضاة والمتنفذين في الحكومة الموقتة، الانتصار للضحايا السوريين والمصابين”

نشر ما يُسمى قادة “فصائل الجيش الوطني” التابع لتركيا، تغريدات بعضها باللغة التركية، تمجد سياسات تركيا وفضلها على السوريين وتطالب بضرورة تحلي السوريين بـ”الصبر” وعدم الانجرار إلى ما سموه “الفتنة”، في حين لم يصدر أي موقف عمن يُسمى رئيس الحكومة الموقتة.

من جهتها، منعت “هيئة تحرير الشام” بزعامة أبو محمد الجولاني، السكان من الوصول إلى القواعد التركية والمكاتب الإدارية والمنظمات التركية في مناطق سيطرتها، وأصدرت عبر ما يُسمى دائرة الشؤون السياسية، بياناً يؤيد الثورة السورية، ومطالب السوريين بالحرية والعدالة والكرامة والتضامن مع السوريين في قيصري، ودعت إلى “تحكيم العقل وتهدئة الأوضاع”، ونفى البيان “مشاركة الهيئة في أي أعمال ضد المصالح التركية”.

خوف من “الغضب” التركي 

يتخوف السوريون من ردة فعل القوات والحكومة التركية، خاصة بعد كلمة وزير الداخلية التركي ووعيده لمن أحرق العلم التركي في اعزاز بالمحاسبة، بحسب الناشط آدم العلي، إذ لا يوجد مفر للمتظاهرين ضد القوات التركية في شمال حلب، لأن تركيا تسيطر على الحدود السورية الشمالية كلها، وفي مقابلها على بعد عشرات الكيلومترات، نظام الأسد.

واستنكر النشطاء السوريون غيرة  الوزير التركي وحميته على حرق العلم التركي في اعزاز، وتناسيه رسم العلم ذاته على الأرض، من قبل ميليشيات “الدفاع الوطني” والقوات الروسية في مدينة السقيلبية، خلال افتتاح كنيسة آية صوفيا في العام 2022.

يقول العلي: ” الخوف من الغضب التركي، يتمثل في إمكانية قطع تركيا جميع أعمالها المنفذة شمال غرب سوريا، من اتصالات وكهرباء واستيراد وتصدير، مما سيضع السكان تحت حصار طويل الأمد، بسبب تحكم تركيا بجميع نواحي الحياة في المنطقة”.

ويرى العلي أن “أكثر ما أثار حفيظة السوريين خلال الأيام الماضية، هو تصريحات الرئيس التركي الرامية للقاء بشار الأسد، وما سيترتب عليها من مصير مجهول سيحيط بهم، مع تنامي التقارب الدولي من الأسد، وخشيتهم من اتفاقيات تنسف تطلعاتهم، وتتيح لنظام الأسد السطوة عليهم وارتكاب الجرائم ضدهم”.

"درج"
لبنان
03.07.2024
زمن القراءة: 6 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية