fbpx

الرجل الذي غير العالم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

استيقظ العالم صباح الجمعة الفائت على قلق إضافي، فبعد الأداء المهتز للرئيس جو بايدن في المناظرة بينه وبين دونالد ترامب، بدا أن الدور الذي يمكن للولايات المتحدة ، كواحدة من الشركاء الرئيسيين لأوروبا في مكافحة انتشار الاستبداد أن تلعبه، قد أصبح موضع شك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

استطاع رجل واحد أن يغير وجه العالم.

 ولسوف يُذكر بعد أجيال طويلة اسم دونالد ترامب، الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة، باعتباره الرجل الذي تمكن من تغيير وجه كوكبنا – نحو الأسوأ.

كان انتخاب دونالد ترامب في عام 2016 كأول رئيس للولايات المتحدة، يأتي إلى البيت الأبيض من دون خبرة حكومية أو عسكرية سابقة، حدثاً زلزالياً في السياسة الأميركية، انتصاره، الذي تحقق من خلال حملة غير تقليدية، قلب المعايير، وجذب انتباه الجمهور بشكل كبير، وسلطت فترة ولايته في البيت الأبيض، الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع الأميركي، وتركت بصمة لا تُمحى على المشهد السياسي للبلاد.

حملة ورئاسة غير تقليدية

دخل ترامب، رجل الأعمال من نيويورك، والنجم السابق لبرامج الواقع التلفزيونية، السباق الرئاسي لعام 2016 بأسلوب تحدى المعايير السياسية التقليدية، كان أسلوبه فظاً وصدامياً، واعتمد على وسائل الإعلام أكثر مما اعتمد على البرامج السياسية، مما جذب شريحة كبيرة من الناخبين. 

منذ البداية، تميزت حملة ترامب، باستراتيجيات غير تقليدية وخطاب ملتهب، انتصاره على هيلاري كلينتون كان مفاجأة للكثيرين، بمن فيهم هو نفسه، وأظهر قدرته على التواصل مع الناخبين، الذين شعروا بالغربة عن المؤسسة السياسية.

بمجرد توليه المنصب، واصل ترامب الحكم بطريقة مختلفة ومخالفة، وعلى النقيض من كل الرؤساء السابقين الذين سعوا لتوحيد الأمة، بعد حملة انتخابية محتدمة، بدا ترامب يستمتع بالقتال السياسي، واستخدم منصبه لانتقاد الأعداء المفترضين، بدءاً من وسائل الإعلام وأعضاء إدارته، إلى المسؤولين المنتخبين من كلا الحزبين، وفوقهم زعماء الدول الأجنبية، واتسمت رئاسته بالحكم عبر “تويتر” (X حالياً)، فنشر خلال سنوات حكمه الأربع أكثر من 26,000 تغريدة، مما عنى سيلاً غير مفلتر من الأفكار والسياسات الاستفزازية، التي أدت في النهاية إلى حظره الدائم من “تويتر”.

الاستقطاب والانقسامات الحزبية

فاقمت رئاسة ترامب الانقسامات الحزبية القائمة في الولايات المتحدة، دخل المكتب بالفعل كقوة مستقطبة، حيث كان الجمهوريون والديمقراطيون أكثر انقساماً حوله، من أي رئيس آخر في التاريخ الحديث، زادت هذه الفجوة فقط خلال فترة ولايته، وافق متوسط 86٪ من الجمهوريين على أداء ترامب، في حين أن 6٪ فقط من الديمقراطيين فعلوا ذلك؛ أكبر فجوة حزبية في تاريخ تقييمات الرؤساء، لم يتجاوز تقييمه العام أبداً 50٪، وانخفض إلى أدنى مستوى عند 29٪، في أسابيعه الأخيرة في المنصب بعد اقتحام الكابيتول.

امتد الاستقطاب إلى ما وراء القضايا السياسية، ليشمل تصوراته وشخصيته، في استطلاع عام 2019، كان معظم الجمهوريين يشعرون بالأمل والبهجة والفخر بكلمات ترامب وخطابه العام، في المقابل، شعر الديمقراطيون غالباً، بالقلق والإرهاق والغضب والإهانة من تصريحاته، أثر هذا الانقسام حتى على العلاقات الشخصية، حيث تردد العديد من الديمقراطيين والجمهوريين في مواعدة أو صداقة شخص يدعم المرشح المعارض.

إنجازات وسياسات مثيرة للجدل

داخلياً، حقق ترامب العديد من الأهداف السياسية المحافظة، قام بتمرير أكبر تخفيضات ضريبية على الشركات في تاريخ الولايات المتحدة، وألغى العديد من اللوائح البيئية، وأعاد تشكيل القضاء الفيدرالي بشكل كبير، من خلال تعيين قضاة محافظين. 

على الصعيد الدولي، فرض سياسات هجرة صارمة جديدة، وانسحب من العديد من الاتفاقيات الدولية، وبدأ حرباً تجارية مع الصين، لمعالجة الاختلالات الاقتصادية المتصورة، كما عزز العلاقات مع إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بمرتفعات الجولان السورية كأرض إسرائيلية.

تميزت علاقة ترامب مع وسائل الإعلام بالتوتر، حيث كان يصف التغطية غير المواتية له، بشكل متكرر، بأنها “أخبار زائفة”، واعتبر الصحافة “عدو الشعب”، غذت هذه الخطابات زيادة كبيرة في عدم الثقة بوسائل الإعلام بين الجمهوريين، وبحلول عام 2019، أعرب الجمهوريون عن عدم الثقة ب 20 من 30 وسيلة إعلامية تم استطلاعها، في حين أن الديمقراطيين كانوا يثقون عموماً بمعظم هذه الوسائل، برزت قناة “فوكس نيوز” كمصدر الثقة الرئيسي للجمهوريين، على النقيض من نطاق أوسع من المصادر التي يثق بها الديمقراطيون، ثم جاءت شبكات إخبارية متطرفة مثل “نيوز ماكس” وشبكة:”OAN” و”برايتبارت”، لتنشر أخباراً ملفقة وغير ذات صلة بالواقع.

التوترات العرقية والحركات الاجتماعية

كانت التوترات العرقية قضية مستمرة خلال فترة رئاسة ترامب، وغالباً ما أججت ردوده على حوادث مثل وفاة جورج فلويد ومسيرة شارلوتسفيل هذه التوترات، وفاة فلويد، بشكل خاص، أثارت احتجاجات على مستوى البلاد، وزيادة في دعم حركة “حياة السود مهمة”، ورأى الكثيرون ردود فعل ترامب على هذه الأحداث، بأنها مثيرة للانقسام وغير كافية، في استطلاع عام 2020، شعر غالبية الأميركيين أن ترامب قد أوصل الرسالة الخاطئة في رده على الاحتجاجات.

طوال فترة ولايته، كان الأميركيون يخشون من التأثير السلبي لترامب على المسألة العرقية والعلاقة بين الإثنيات والجماعات الأميركية، وأظهر استطلاع عام 2019 أن 56٪ من البالغين، يعتقدون أنه قد زاد من سوء العلاقات العرقية، في حين أن 15٪ فقط شعروا أنه قد أحرز تقدماً، استمر التصور بأن ترامب كان قريباً جداً من الجماعات القومية البيضاء، حيث قال الأغلبية إنه فعل القليل جداً للابتعاد عن هذه الجماعات.

الأزمة الصحية والاقتصادية العامة

كانت جائحة كوفيد-19 حدثاً حاسماً في رئاسة ترامب، الفيروس أودى بحياة أكثر من 400,000 أميركي بحلول الوقت، الذي ترك فيه المنصب، مع ارتفاع عدد الوفيات اليومية أحياناً إلى أكثر من 4,000، كان التأثير الاقتصادي شديداً، مما أنهى أطول فترة توسع اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة، وتسبب في ارتفاع البطالة إلى أعلى مستوياتها بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من بعض التعافي، ترك ترامب المنصب، مع وظائف أقل في الولايات المتحدة مما كان عليه عند بدء ولايته، وهو الأول لرئيس حديث.

سلطت الجائحة الضوء على الانقسامات الحزبية وعمقتها، حيث انقسم الديمقراطيون والجمهوريون بشكل حاد، حول التهديد الذي يشكله الفيروس، والتدابير الصحية العامة المناسبة، كما تأثرت التصورات الدولية للولايات المتحدة، حيث انخفضت الثقة العالمية في تعامل الولايات المتحدة مع الجائحة إلى أدنى مستوياتها.

ترامب والعالم

استيقظ العالم صباح الجمعة الفائت على قلق إضافي، فبعد الأداء المهتز للرئيس جو بايدن في المناظرة بينه وبين دونالد ترامب، بدا أن الدور الذي يمكن للولايات المتحدة ، كواحدة من الشركاء الرئيسيين لأوروبا في مكافحة انتشار الاستبداد أن تلعبه، قد أصبح موضع شك.

في هذه الأثناء، يسعى تحالف اليمين الصاعد في فرنسا، لتحقيق مكاسب في الانتخابات التي صعقت الجميع يوم الأحد، في الوقت نفسه، يستعد فيكتور أوربان زعيم المجر غير الديمقراطي إلى حد كبير وحصان طروادة لفلاديمير بوتين في أوروبا، لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر بدءاً من الأول من يوليو/ تموز، كجزء من نظام القيادة الدورية لمجتمع الدول الـ27.

تشعر أوروبا بقلق متزايد بشأن تأثير السياسة اليمينية المتطرفة المتصاعد، الذي تفاقم بسبب الشكوك المحيطة بالقيادة الأميركية، بعد الأداء الأخير للرئيس جو بايدن في المناظرة، يتزايد هذا القلق مع تقدم تحالف اليمين في فرنسا قبل الانتخابات، واستعداد زعيم اليمين المتطرف في المجر فيكتور أوربان، لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

من المتوقع أن يدفع أوربان بجدول أعمال يقوض المبادئ الديمقراطية، متماشياً بشكل وثيق مع سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يشمل ذلك تقليص الدعم لأوكرانيا، وتحدي مبادرات المناخ والضرائب العالمية، ومعارضة السياسات المؤيدة للمهاجرين ومجتمع المثليين.

تعكس عودة الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا، بما في ذلك حزب “التجمع الوطني” في فرنسا وحزب “البديل” من أجل ألمانيا، تحولاً أوسع نحو الاستبداد، هذا الاتجاه يثير القلق بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهداً لتنفيذ أولوياته قبل رئاسة أوربان، ويبحث عن طرق لتخفيف تأثير القادة الذين يشاركون ترامب في مواقفه المناهضة للديمقراطية.

تشير هذه الحالة إلى منعطف حرج للديمقراطية الغربية، حيث تسعى أوروبا لإيجاد استراتيجيات لحماية قيمها الديمقراطية، في مواجهة التأثير المتزايد لليمين المتطرف، وإمكانية عودة السياسات الشبيهة بسياسات ترامب.

ترامب أيضاً مغرم بدكتاتوريي العالم، فقبل زمن قصير، أثارت تصريحاته في تجمع انتخابي بولاية نيوهامبشر ردود فعل غاضبة، حين أشاد بالديكتاتوريين مثل فيكتور أوربان من المجر، وشي جين بينغ من الصين، وكيم جونغ أون من كوريا الشمالية، واستشهد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر مرة وأشاد بذكائه، فيما كان ينتقد زعماء أوروبا، ويقول إن من حق بوتين أن يغزو بلادهم.

فوز ترامب من جديد بولاية جديدة، سيكون كارثة على الولايات المتحدة والعالم، ولكن المشكلة أن البديل (جو بايدن) قد أثبت بتأييده الأعمى لقتل النساء والأطفال في غزة، أنه لا يستطيع أن يكون قائد العالم الحر، نحن في مأزق، وأمام أمرين أحلاهما مر.

02.07.2024
زمن القراءة: 6 minutes

استيقظ العالم صباح الجمعة الفائت على قلق إضافي، فبعد الأداء المهتز للرئيس جو بايدن في المناظرة بينه وبين دونالد ترامب، بدا أن الدور الذي يمكن للولايات المتحدة ، كواحدة من الشركاء الرئيسيين لأوروبا في مكافحة انتشار الاستبداد أن تلعبه، قد أصبح موضع شك.

استطاع رجل واحد أن يغير وجه العالم.

 ولسوف يُذكر بعد أجيال طويلة اسم دونالد ترامب، الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة، باعتباره الرجل الذي تمكن من تغيير وجه كوكبنا – نحو الأسوأ.

كان انتخاب دونالد ترامب في عام 2016 كأول رئيس للولايات المتحدة، يأتي إلى البيت الأبيض من دون خبرة حكومية أو عسكرية سابقة، حدثاً زلزالياً في السياسة الأميركية، انتصاره، الذي تحقق من خلال حملة غير تقليدية، قلب المعايير، وجذب انتباه الجمهور بشكل كبير، وسلطت فترة ولايته في البيت الأبيض، الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع الأميركي، وتركت بصمة لا تُمحى على المشهد السياسي للبلاد.

حملة ورئاسة غير تقليدية

دخل ترامب، رجل الأعمال من نيويورك، والنجم السابق لبرامج الواقع التلفزيونية، السباق الرئاسي لعام 2016 بأسلوب تحدى المعايير السياسية التقليدية، كان أسلوبه فظاً وصدامياً، واعتمد على وسائل الإعلام أكثر مما اعتمد على البرامج السياسية، مما جذب شريحة كبيرة من الناخبين. 

منذ البداية، تميزت حملة ترامب، باستراتيجيات غير تقليدية وخطاب ملتهب، انتصاره على هيلاري كلينتون كان مفاجأة للكثيرين، بمن فيهم هو نفسه، وأظهر قدرته على التواصل مع الناخبين، الذين شعروا بالغربة عن المؤسسة السياسية.

بمجرد توليه المنصب، واصل ترامب الحكم بطريقة مختلفة ومخالفة، وعلى النقيض من كل الرؤساء السابقين الذين سعوا لتوحيد الأمة، بعد حملة انتخابية محتدمة، بدا ترامب يستمتع بالقتال السياسي، واستخدم منصبه لانتقاد الأعداء المفترضين، بدءاً من وسائل الإعلام وأعضاء إدارته، إلى المسؤولين المنتخبين من كلا الحزبين، وفوقهم زعماء الدول الأجنبية، واتسمت رئاسته بالحكم عبر “تويتر” (X حالياً)، فنشر خلال سنوات حكمه الأربع أكثر من 26,000 تغريدة، مما عنى سيلاً غير مفلتر من الأفكار والسياسات الاستفزازية، التي أدت في النهاية إلى حظره الدائم من “تويتر”.

الاستقطاب والانقسامات الحزبية

فاقمت رئاسة ترامب الانقسامات الحزبية القائمة في الولايات المتحدة، دخل المكتب بالفعل كقوة مستقطبة، حيث كان الجمهوريون والديمقراطيون أكثر انقساماً حوله، من أي رئيس آخر في التاريخ الحديث، زادت هذه الفجوة فقط خلال فترة ولايته، وافق متوسط 86٪ من الجمهوريين على أداء ترامب، في حين أن 6٪ فقط من الديمقراطيين فعلوا ذلك؛ أكبر فجوة حزبية في تاريخ تقييمات الرؤساء، لم يتجاوز تقييمه العام أبداً 50٪، وانخفض إلى أدنى مستوى عند 29٪، في أسابيعه الأخيرة في المنصب بعد اقتحام الكابيتول.

امتد الاستقطاب إلى ما وراء القضايا السياسية، ليشمل تصوراته وشخصيته، في استطلاع عام 2019، كان معظم الجمهوريين يشعرون بالأمل والبهجة والفخر بكلمات ترامب وخطابه العام، في المقابل، شعر الديمقراطيون غالباً، بالقلق والإرهاق والغضب والإهانة من تصريحاته، أثر هذا الانقسام حتى على العلاقات الشخصية، حيث تردد العديد من الديمقراطيين والجمهوريين في مواعدة أو صداقة شخص يدعم المرشح المعارض.

إنجازات وسياسات مثيرة للجدل

داخلياً، حقق ترامب العديد من الأهداف السياسية المحافظة، قام بتمرير أكبر تخفيضات ضريبية على الشركات في تاريخ الولايات المتحدة، وألغى العديد من اللوائح البيئية، وأعاد تشكيل القضاء الفيدرالي بشكل كبير، من خلال تعيين قضاة محافظين. 

على الصعيد الدولي، فرض سياسات هجرة صارمة جديدة، وانسحب من العديد من الاتفاقيات الدولية، وبدأ حرباً تجارية مع الصين، لمعالجة الاختلالات الاقتصادية المتصورة، كما عزز العلاقات مع إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بمرتفعات الجولان السورية كأرض إسرائيلية.

تميزت علاقة ترامب مع وسائل الإعلام بالتوتر، حيث كان يصف التغطية غير المواتية له، بشكل متكرر، بأنها “أخبار زائفة”، واعتبر الصحافة “عدو الشعب”، غذت هذه الخطابات زيادة كبيرة في عدم الثقة بوسائل الإعلام بين الجمهوريين، وبحلول عام 2019، أعرب الجمهوريون عن عدم الثقة ب 20 من 30 وسيلة إعلامية تم استطلاعها، في حين أن الديمقراطيين كانوا يثقون عموماً بمعظم هذه الوسائل، برزت قناة “فوكس نيوز” كمصدر الثقة الرئيسي للجمهوريين، على النقيض من نطاق أوسع من المصادر التي يثق بها الديمقراطيون، ثم جاءت شبكات إخبارية متطرفة مثل “نيوز ماكس” وشبكة:”OAN” و”برايتبارت”، لتنشر أخباراً ملفقة وغير ذات صلة بالواقع.

التوترات العرقية والحركات الاجتماعية

كانت التوترات العرقية قضية مستمرة خلال فترة رئاسة ترامب، وغالباً ما أججت ردوده على حوادث مثل وفاة جورج فلويد ومسيرة شارلوتسفيل هذه التوترات، وفاة فلويد، بشكل خاص، أثارت احتجاجات على مستوى البلاد، وزيادة في دعم حركة “حياة السود مهمة”، ورأى الكثيرون ردود فعل ترامب على هذه الأحداث، بأنها مثيرة للانقسام وغير كافية، في استطلاع عام 2020، شعر غالبية الأميركيين أن ترامب قد أوصل الرسالة الخاطئة في رده على الاحتجاجات.

طوال فترة ولايته، كان الأميركيون يخشون من التأثير السلبي لترامب على المسألة العرقية والعلاقة بين الإثنيات والجماعات الأميركية، وأظهر استطلاع عام 2019 أن 56٪ من البالغين، يعتقدون أنه قد زاد من سوء العلاقات العرقية، في حين أن 15٪ فقط شعروا أنه قد أحرز تقدماً، استمر التصور بأن ترامب كان قريباً جداً من الجماعات القومية البيضاء، حيث قال الأغلبية إنه فعل القليل جداً للابتعاد عن هذه الجماعات.

الأزمة الصحية والاقتصادية العامة

كانت جائحة كوفيد-19 حدثاً حاسماً في رئاسة ترامب، الفيروس أودى بحياة أكثر من 400,000 أميركي بحلول الوقت، الذي ترك فيه المنصب، مع ارتفاع عدد الوفيات اليومية أحياناً إلى أكثر من 4,000، كان التأثير الاقتصادي شديداً، مما أنهى أطول فترة توسع اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة، وتسبب في ارتفاع البطالة إلى أعلى مستوياتها بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من بعض التعافي، ترك ترامب المنصب، مع وظائف أقل في الولايات المتحدة مما كان عليه عند بدء ولايته، وهو الأول لرئيس حديث.

سلطت الجائحة الضوء على الانقسامات الحزبية وعمقتها، حيث انقسم الديمقراطيون والجمهوريون بشكل حاد، حول التهديد الذي يشكله الفيروس، والتدابير الصحية العامة المناسبة، كما تأثرت التصورات الدولية للولايات المتحدة، حيث انخفضت الثقة العالمية في تعامل الولايات المتحدة مع الجائحة إلى أدنى مستوياتها.

ترامب والعالم

استيقظ العالم صباح الجمعة الفائت على قلق إضافي، فبعد الأداء المهتز للرئيس جو بايدن في المناظرة بينه وبين دونالد ترامب، بدا أن الدور الذي يمكن للولايات المتحدة ، كواحدة من الشركاء الرئيسيين لأوروبا في مكافحة انتشار الاستبداد أن تلعبه، قد أصبح موضع شك.

في هذه الأثناء، يسعى تحالف اليمين الصاعد في فرنسا، لتحقيق مكاسب في الانتخابات التي صعقت الجميع يوم الأحد، في الوقت نفسه، يستعد فيكتور أوربان زعيم المجر غير الديمقراطي إلى حد كبير وحصان طروادة لفلاديمير بوتين في أوروبا، لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر بدءاً من الأول من يوليو/ تموز، كجزء من نظام القيادة الدورية لمجتمع الدول الـ27.

تشعر أوروبا بقلق متزايد بشأن تأثير السياسة اليمينية المتطرفة المتصاعد، الذي تفاقم بسبب الشكوك المحيطة بالقيادة الأميركية، بعد الأداء الأخير للرئيس جو بايدن في المناظرة، يتزايد هذا القلق مع تقدم تحالف اليمين في فرنسا قبل الانتخابات، واستعداد زعيم اليمين المتطرف في المجر فيكتور أوربان، لتولي رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

من المتوقع أن يدفع أوربان بجدول أعمال يقوض المبادئ الديمقراطية، متماشياً بشكل وثيق مع سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يشمل ذلك تقليص الدعم لأوكرانيا، وتحدي مبادرات المناخ والضرائب العالمية، ومعارضة السياسات المؤيدة للمهاجرين ومجتمع المثليين.

تعكس عودة الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا، بما في ذلك حزب “التجمع الوطني” في فرنسا وحزب “البديل” من أجل ألمانيا، تحولاً أوسع نحو الاستبداد، هذا الاتجاه يثير القلق بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهداً لتنفيذ أولوياته قبل رئاسة أوربان، ويبحث عن طرق لتخفيف تأثير القادة الذين يشاركون ترامب في مواقفه المناهضة للديمقراطية.

تشير هذه الحالة إلى منعطف حرج للديمقراطية الغربية، حيث تسعى أوروبا لإيجاد استراتيجيات لحماية قيمها الديمقراطية، في مواجهة التأثير المتزايد لليمين المتطرف، وإمكانية عودة السياسات الشبيهة بسياسات ترامب.

ترامب أيضاً مغرم بدكتاتوريي العالم، فقبل زمن قصير، أثارت تصريحاته في تجمع انتخابي بولاية نيوهامبشر ردود فعل غاضبة، حين أشاد بالديكتاتوريين مثل فيكتور أوربان من المجر، وشي جين بينغ من الصين، وكيم جونغ أون من كوريا الشمالية، واستشهد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر مرة وأشاد بذكائه، فيما كان ينتقد زعماء أوروبا، ويقول إن من حق بوتين أن يغزو بلادهم.

فوز ترامب من جديد بولاية جديدة، سيكون كارثة على الولايات المتحدة والعالم، ولكن المشكلة أن البديل (جو بايدن) قد أثبت بتأييده الأعمى لقتل النساء والأطفال في غزة، أنه لا يستطيع أن يكون قائد العالم الحر، نحن في مأزق، وأمام أمرين أحلاهما مر.

02.07.2024
زمن القراءة: 6 minutes

اشترك بنشرتنا البريدية