fbpx

“باربي” و “كينغ كونغ”…أجساد بلا هويات “جنسية”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تتشابه باربي اللُعبة، وباربي في الفيلم الصادر مؤخراً، مع الوحش كينغ كونغ، كلاهما دون أعضاء جنسيّة، لكن باربي تنتصر للهويات الجندرية دون جنس، أما كينغ كونغ فـ”استعارة سبقت انقراض الأنواع الاجتماعيّة”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أشعل فيلم “باربي” الجدَل قبل عرضه، إذ بدأت الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعيّ السؤال عن الأعضاء الجنسية لكل من باربي وصديقها كين.  المعروف، أن كلا الدميتين، يمتلكان أعضاء حميمة ملساء، لا شيء قادر على تحقيق الالتحام بينهما، حتى “التقبيل”.

تبنى الفيلم، الذي أصبح أول فيلم أخرجته امرأة تتجاوز أرباحه عتبة المليار دولار، ذات المقاربة. باربي لا تمتلكُ فرجاً، وكيم لا يمتلك قضيباً، والأمر واضح داخل الفيلم، إذ لا يلتقيان داخل منزل باربي، حتى أن كيم يقولها بوضوح:” لا أعلم ما الذي يجب أن أفعله” في إشارة إلى فشل احتمالية “الجنس” مع باربي.

يُحافظ الفيلم على الحياد الجنسيّ طوال مدة عرضه، و حين تتحول باربي إلى امرأة،  أول ما تقوم به، هو زيارة طبيب نسائيّ، أي بصورة ما، اكتشاف الأعضاء التناسليّة بدأ بالتوجه نحو التحديقة الطبيّة. يمكن القول هنا أن باربي في الواقع، كما في عالمها الخاص، نموذج لا جنسيّ، لا يشتهي نفسه أو يستثيرها.

غياب سؤال المتعة، وخصوصاً تلك الجنسيّة، واضح رمزياً في الفيلم، عالم باربي المُتخيّل صلب، لا ميوعة فيه. لا مياه في الحمام، لا شراب في فنجان القهوة، لا مياه في البحر، نحن أمام يوتوبيا مثاليّة خالية من “الشبق”، علاقات القوة داخلها رمزيّة وثقافيّة بحتة، وتفوّق باربي في “عالم باربي” نتاج مؤسسة ذكورية، لا صراع أعضاء تناسليّة، أي، لا أحد يشتهي أحد.

الملفت أن كيم نفسه، حين يكتشف “البطريركيّة” لا يسأل عن القضيب، ما يحاول الفيلم قوله هو أن”الذكورة” شأن ثقافي بحت، يمكن “تعلّمه” من الكتب، ومشاهدة الرجال الآخرين وامتطاء الأحصنة. وهنا الملفت أيضاً، انتصار “الرجال” في عالم باربي، بدا مُريباً، وكأن للرجال قوة سحرية ما، قادرين على إيقاع النساء في حبالهم، و”تسّخيرهم” لخدمتهم وحتى لو كانوا “بلا أعضاء”، ولتفريقهم، يكفي فقط التلاعب بمشاعرهم، لا بأعضائهم، كما حصل في مشهد النزهة، الذي أشعل الحرب بين الرجال.

يُحافظ الفيلم على الحياد الجنسيّ طوال مدة عرضه، و حين تتحول باربي إلى امرأة،  أول ما تقوم به، هو زيارة طبيب نسائيّ، أي بصورة ما، اكتشاف الأعضاء التناسليّة بدأ بالتوجه نحو التحديقة الطبيّة.

كينغ كونغ… عالم ما بعد الشهوة

هناك مصادفة تثير الريبة والفضول حدثت هذا العام، فقبل صدور الفيلم، ظهرت الترجمة العربيّة لكتاب ” نظرية كينغ كونغ”  ترجمة وليد سليمان. الكتاب الذي ألفته النسويّة الفرنسية الشهيرة عام 2006، فيرجيني ديبانت، أشبه ببيان نسوي شهوانيّ، تكتب ديبانت :” أنا راضية عن نفسي هكذا، لكوني أشتَهي أكثر مما أُشتهى، من هذا الموقع أكتب إذن كواحدة من البائرات والفاسدات..أولئك اللاتي على استعداد لأن يضاجعن أي شخص يقبل بهنّ، العاهرات الكبيرات والداعرات الصغيرات…” .

تكتب ديبانت بهذه اللغة التي يحافظ عليها المترجم، مخففاً من بذاءة بعض الكلمات بحد معقول، وتعلق ديبانت على طول الكتاب على المنتجات الثقافيّة والممثلات والأفلام  التي يتخللها لمحات من سيرتها الذاتيّة.

تعلق في الفصل قبل الأخير “فتاة كينغ كونغ”، على نسخة بيتر جاكسون من الفيلم الصادرة عام 2005، حيث تُقدَّم الفتاة الشقراء في الفيلم ( تؤدي دورها نايومي واتس) التي خطفها مخرج سينمائيّ، كقربان لكينغ كونغ، الوحش، وهنا المفارقة الأشد،” ليس لهذا الكينغ كونغ قضيب، ولا خصيتان ولا ثديان، ليس هناك أي مشهد يسمح بإعطائه دوراً اجتماعياً، فلا هو ذكر ولا هو أنثى”.

ترى ديبنات أن كينغ كونغ “استعارة سبقت انقراض الأنواع الاجتماعيّة..هو ما بعد الأنثى وما بعد الذكر”. وهنا يمكن أن نقول، أن فيلم باربي، بغياب الجنس والإيروتيكا ، والأعضاء التناسليّة، هو انتصار للفردانية الثقافيّة، وانفصال تام بين الطبيعة والثقافة (الشأن الذي أثار غضب المحافظين والذكوريين). 

لم يعد مصطلح “حرب الجنسين” الذي راج سابقاً، قائم على أساس ثنائيّة (قضيب-فرج)، بل شأن جندريّ وثقافيّ بحت، أدوار يمكن تأديتها خارج لحظة اللذة، تلك اللحظة الشهوانيّة التي يدافع العديدون عن ضرورة عدم تسييسها، “لحظة اللذة خالية من السياسة ولا تنضبط في دور محدد، الهوية الجندريّة والثقافيّة لا تحدد طريقة الوصول إلى الرعشة”، هكذا يمكن تلخيص كتاب “كراهية الجنس-2022” لـأوليفر دايفس وتيم دين.

التشابه إذاً بين عالم باربي الزهري، والوحش كينغ كونغ، هو غياب الجنس، وغياب المخيلة الشهوانيّة. هذا الغياب في العوالم المتخيّلة الخالية من الأعضاء الجنسية، يعني غياب المغامرة الشبقيّة واحتمالات الرغبة، بل وحتى الوقوع في الحب  فجأة.

 الأدوار على الشاشة مرسومة بدقّة، الوحش وحش، باربي الرئيسة رئيسة فقط، الجميلة جميلة فقط، عوالم غير إنسانيّة شديدة البلاستيكيّة وفي ذات الوقت، شديدة الانضباط، ما يفسر انهيار عالم باربي بمجرد أن اختلف شكل قدميّ مارغوت روبي، التي تحولت إلى رمز “فيتشي/ هوسيّ” بالقدمين.

العالم الحقيقي…ساحة حروب الشهوة

نهاية فيلم باربي هي زيارة لطبيب النسائيّة، في نهاية كينغ كونغ، نشاهد الوحش ميتاً وتتأمله “الشقراء الجميلة” بحزن بعدما قتله الرجال، علماً أنه لا يشكل أي تهديد جنسي.

المفارقة (وإن كان لا تجوز المقارنة) أن العالم الحقيقي يقاد بأحقاد شهوانيّة ( ولو كانت مبالغة فرويديّة هذه)، لكن تلاشى سؤال الرغبة من الفيلم الُمسلّع، يتركنا أمام تعميم يراه الكثيرون غير واقعي، بل فائق الواقعيّة،  وهو أن اللذة الجسديّة، شأن يمكن تقنينه بصورة كليّة ضمن نظام الهويات، وهنا نفهم معنى عنوان كتاب “كراهية الجنس”، الشأن الجنسي ولحظة الرعشة تهدد الدور الثقافيّ والهوياتي مهما كان متماسكاً في الخارج، وهذا بالضبط ما يتفاداه فيلم باربي، فبداية اكتشاف الأعضاء التناسليّة، لم تكن استمنائيّة (فرويد مرة أخرى)، بل طبيّة.

استخدام حروب الشهوة في العالم الواقعي لا يحوي مبالغة، مؤخراً قامت أمريكيّة بالتطوع في أوكرانيا، لتقديم “خدماتها” للجنود، كمتعريّة و”سائحة جنسيّة” حسب تعبيرها،  جرائم قتل النساء وجرائم الانتقام في العالم العربيّ تخفي ورائها “جنساً” غير محقق، والأهم، حركة “أنا أيضاً” نفسها، قامت على أساس مجابهة تحرش جنسيّ ممنهج.

 هناك شبق غير محقق، تحول إلى عنف شديد وصل حد القتل، فهل نظام الهويات قدم حلاً لمشكلة الشهوة؟.

سؤال الشهوة ؟

تهمل سياسات الهويّة، والمنتجات الثقافية التي تتبناها سؤال الجنس، وترى أن الاعتراف الرسمي والشعبي بالهويّة وتنويعاتها كافّ لحل “المشكلة”، تلك التي تصفها  آميا سريفيناسان، في كتابها الحق بالجنس- The Right to Sex بالتالي :هناك رجال ونساء لا يمارسون الجنس بسبب شكلهم، وموضوع شهوتهم، ممنوع عليهم، فما الحل ؟.

لا نمتلك جواباً، ولا يقدم فيلم باربي جواباً، ولا فرضيّة “الحد الأدنى للأحقية بالنيك” التي تفترضها سريفيناسان قابلة للتطبيق، لكن نقتبس هنا من آخر كلمات كتاب ديبانت:

 “النسويّة ثورة، وليست إعادة تنظيم لخطة تسويقيّة، ولا ترقية غامضة للجنس الفمويّ أو لتبادل الزوجات، كما أن المسألة ليست فقط مسألة تحسين رواتب تكميليّة. النسوية مغامرة جماعيّة، للنساء، للرجال، وللآخرين. ثورة تتقدم بشكل جيد. نظرة للعالم، خيار.  والأمر لا يتعلق بوضع منافع النساء الصغيرة في مواجهة مكاسب الرجال الصغيرة، وإنما بتدمير كلّ شيء“.

09.08.2023
زمن القراءة: 5 minutes

تتشابه باربي اللُعبة، وباربي في الفيلم الصادر مؤخراً، مع الوحش كينغ كونغ، كلاهما دون أعضاء جنسيّة، لكن باربي تنتصر للهويات الجندرية دون جنس، أما كينغ كونغ فـ”استعارة سبقت انقراض الأنواع الاجتماعيّة”

أشعل فيلم “باربي” الجدَل قبل عرضه، إذ بدأت الصحف ورواد مواقع التواصل الاجتماعيّ السؤال عن الأعضاء الجنسية لكل من باربي وصديقها كين.  المعروف، أن كلا الدميتين، يمتلكان أعضاء حميمة ملساء، لا شيء قادر على تحقيق الالتحام بينهما، حتى “التقبيل”.

تبنى الفيلم، الذي أصبح أول فيلم أخرجته امرأة تتجاوز أرباحه عتبة المليار دولار، ذات المقاربة. باربي لا تمتلكُ فرجاً، وكيم لا يمتلك قضيباً، والأمر واضح داخل الفيلم، إذ لا يلتقيان داخل منزل باربي، حتى أن كيم يقولها بوضوح:” لا أعلم ما الذي يجب أن أفعله” في إشارة إلى فشل احتمالية “الجنس” مع باربي.

يُحافظ الفيلم على الحياد الجنسيّ طوال مدة عرضه، و حين تتحول باربي إلى امرأة،  أول ما تقوم به، هو زيارة طبيب نسائيّ، أي بصورة ما، اكتشاف الأعضاء التناسليّة بدأ بالتوجه نحو التحديقة الطبيّة. يمكن القول هنا أن باربي في الواقع، كما في عالمها الخاص، نموذج لا جنسيّ، لا يشتهي نفسه أو يستثيرها.

غياب سؤال المتعة، وخصوصاً تلك الجنسيّة، واضح رمزياً في الفيلم، عالم باربي المُتخيّل صلب، لا ميوعة فيه. لا مياه في الحمام، لا شراب في فنجان القهوة، لا مياه في البحر، نحن أمام يوتوبيا مثاليّة خالية من “الشبق”، علاقات القوة داخلها رمزيّة وثقافيّة بحتة، وتفوّق باربي في “عالم باربي” نتاج مؤسسة ذكورية، لا صراع أعضاء تناسليّة، أي، لا أحد يشتهي أحد.

الملفت أن كيم نفسه، حين يكتشف “البطريركيّة” لا يسأل عن القضيب، ما يحاول الفيلم قوله هو أن”الذكورة” شأن ثقافي بحت، يمكن “تعلّمه” من الكتب، ومشاهدة الرجال الآخرين وامتطاء الأحصنة. وهنا الملفت أيضاً، انتصار “الرجال” في عالم باربي، بدا مُريباً، وكأن للرجال قوة سحرية ما، قادرين على إيقاع النساء في حبالهم، و”تسّخيرهم” لخدمتهم وحتى لو كانوا “بلا أعضاء”، ولتفريقهم، يكفي فقط التلاعب بمشاعرهم، لا بأعضائهم، كما حصل في مشهد النزهة، الذي أشعل الحرب بين الرجال.

يُحافظ الفيلم على الحياد الجنسيّ طوال مدة عرضه، و حين تتحول باربي إلى امرأة،  أول ما تقوم به، هو زيارة طبيب نسائيّ، أي بصورة ما، اكتشاف الأعضاء التناسليّة بدأ بالتوجه نحو التحديقة الطبيّة.

كينغ كونغ… عالم ما بعد الشهوة

هناك مصادفة تثير الريبة والفضول حدثت هذا العام، فقبل صدور الفيلم، ظهرت الترجمة العربيّة لكتاب ” نظرية كينغ كونغ”  ترجمة وليد سليمان. الكتاب الذي ألفته النسويّة الفرنسية الشهيرة عام 2006، فيرجيني ديبانت، أشبه ببيان نسوي شهوانيّ، تكتب ديبانت :” أنا راضية عن نفسي هكذا، لكوني أشتَهي أكثر مما أُشتهى، من هذا الموقع أكتب إذن كواحدة من البائرات والفاسدات..أولئك اللاتي على استعداد لأن يضاجعن أي شخص يقبل بهنّ، العاهرات الكبيرات والداعرات الصغيرات…” .

تكتب ديبانت بهذه اللغة التي يحافظ عليها المترجم، مخففاً من بذاءة بعض الكلمات بحد معقول، وتعلق ديبانت على طول الكتاب على المنتجات الثقافيّة والممثلات والأفلام  التي يتخللها لمحات من سيرتها الذاتيّة.

تعلق في الفصل قبل الأخير “فتاة كينغ كونغ”، على نسخة بيتر جاكسون من الفيلم الصادرة عام 2005، حيث تُقدَّم الفتاة الشقراء في الفيلم ( تؤدي دورها نايومي واتس) التي خطفها مخرج سينمائيّ، كقربان لكينغ كونغ، الوحش، وهنا المفارقة الأشد،” ليس لهذا الكينغ كونغ قضيب، ولا خصيتان ولا ثديان، ليس هناك أي مشهد يسمح بإعطائه دوراً اجتماعياً، فلا هو ذكر ولا هو أنثى”.

ترى ديبنات أن كينغ كونغ “استعارة سبقت انقراض الأنواع الاجتماعيّة..هو ما بعد الأنثى وما بعد الذكر”. وهنا يمكن أن نقول، أن فيلم باربي، بغياب الجنس والإيروتيكا ، والأعضاء التناسليّة، هو انتصار للفردانية الثقافيّة، وانفصال تام بين الطبيعة والثقافة (الشأن الذي أثار غضب المحافظين والذكوريين). 

لم يعد مصطلح “حرب الجنسين” الذي راج سابقاً، قائم على أساس ثنائيّة (قضيب-فرج)، بل شأن جندريّ وثقافيّ بحت، أدوار يمكن تأديتها خارج لحظة اللذة، تلك اللحظة الشهوانيّة التي يدافع العديدون عن ضرورة عدم تسييسها، “لحظة اللذة خالية من السياسة ولا تنضبط في دور محدد، الهوية الجندريّة والثقافيّة لا تحدد طريقة الوصول إلى الرعشة”، هكذا يمكن تلخيص كتاب “كراهية الجنس-2022” لـأوليفر دايفس وتيم دين.

التشابه إذاً بين عالم باربي الزهري، والوحش كينغ كونغ، هو غياب الجنس، وغياب المخيلة الشهوانيّة. هذا الغياب في العوالم المتخيّلة الخالية من الأعضاء الجنسية، يعني غياب المغامرة الشبقيّة واحتمالات الرغبة، بل وحتى الوقوع في الحب  فجأة.

 الأدوار على الشاشة مرسومة بدقّة، الوحش وحش، باربي الرئيسة رئيسة فقط، الجميلة جميلة فقط، عوالم غير إنسانيّة شديدة البلاستيكيّة وفي ذات الوقت، شديدة الانضباط، ما يفسر انهيار عالم باربي بمجرد أن اختلف شكل قدميّ مارغوت روبي، التي تحولت إلى رمز “فيتشي/ هوسيّ” بالقدمين.

العالم الحقيقي…ساحة حروب الشهوة

نهاية فيلم باربي هي زيارة لطبيب النسائيّة، في نهاية كينغ كونغ، نشاهد الوحش ميتاً وتتأمله “الشقراء الجميلة” بحزن بعدما قتله الرجال، علماً أنه لا يشكل أي تهديد جنسي.

المفارقة (وإن كان لا تجوز المقارنة) أن العالم الحقيقي يقاد بأحقاد شهوانيّة ( ولو كانت مبالغة فرويديّة هذه)، لكن تلاشى سؤال الرغبة من الفيلم الُمسلّع، يتركنا أمام تعميم يراه الكثيرون غير واقعي، بل فائق الواقعيّة،  وهو أن اللذة الجسديّة، شأن يمكن تقنينه بصورة كليّة ضمن نظام الهويات، وهنا نفهم معنى عنوان كتاب “كراهية الجنس”، الشأن الجنسي ولحظة الرعشة تهدد الدور الثقافيّ والهوياتي مهما كان متماسكاً في الخارج، وهذا بالضبط ما يتفاداه فيلم باربي، فبداية اكتشاف الأعضاء التناسليّة، لم تكن استمنائيّة (فرويد مرة أخرى)، بل طبيّة.

استخدام حروب الشهوة في العالم الواقعي لا يحوي مبالغة، مؤخراً قامت أمريكيّة بالتطوع في أوكرانيا، لتقديم “خدماتها” للجنود، كمتعريّة و”سائحة جنسيّة” حسب تعبيرها،  جرائم قتل النساء وجرائم الانتقام في العالم العربيّ تخفي ورائها “جنساً” غير محقق، والأهم، حركة “أنا أيضاً” نفسها، قامت على أساس مجابهة تحرش جنسيّ ممنهج.

 هناك شبق غير محقق، تحول إلى عنف شديد وصل حد القتل، فهل نظام الهويات قدم حلاً لمشكلة الشهوة؟.

سؤال الشهوة ؟

تهمل سياسات الهويّة، والمنتجات الثقافية التي تتبناها سؤال الجنس، وترى أن الاعتراف الرسمي والشعبي بالهويّة وتنويعاتها كافّ لحل “المشكلة”، تلك التي تصفها  آميا سريفيناسان، في كتابها الحق بالجنس- The Right to Sex بالتالي :هناك رجال ونساء لا يمارسون الجنس بسبب شكلهم، وموضوع شهوتهم، ممنوع عليهم، فما الحل ؟.

لا نمتلك جواباً، ولا يقدم فيلم باربي جواباً، ولا فرضيّة “الحد الأدنى للأحقية بالنيك” التي تفترضها سريفيناسان قابلة للتطبيق، لكن نقتبس هنا من آخر كلمات كتاب ديبانت:

 “النسويّة ثورة، وليست إعادة تنظيم لخطة تسويقيّة، ولا ترقية غامضة للجنس الفمويّ أو لتبادل الزوجات، كما أن المسألة ليست فقط مسألة تحسين رواتب تكميليّة. النسوية مغامرة جماعيّة، للنساء، للرجال، وللآخرين. ثورة تتقدم بشكل جيد. نظرة للعالم، خيار.  والأمر لا يتعلق بوضع منافع النساء الصغيرة في مواجهة مكاسب الرجال الصغيرة، وإنما بتدمير كلّ شيء“.

09.08.2023
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية