fbpx

تغير المناخ ليس “فزّاعة”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يمكن جعل تغير المناخ “فزّاعة” لتخويف الناس، بل يجب تقديم صورة عقلانية عنه إلى سبل مواجهته وتقليل أضراره.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تكتفي وسائل إعلام عربية كثيرة بعرض النقاط الأكثر إثارة للتخويف بخصوص تغير المناخ وآثاره على حياة الناس. وهي بذلك، دون وضع الجانب النفسي للجمهور العام في الحسبان، تقدم صورة سوداوية لمستقبل البلدان العربية. ويتم في الغالب اختصار مضامين تقارير علمية، مخابراتية أحياناً، لتُقدم للمتلقي كوجبة سريعة وثقيلة على كاهله ما قد يحرمه النوم أحياناً. تعامل الإعلام مع الأوضاع البيئية في العراق، هو المثال الأوضح في هذا السياق، إذ يكرر الصحافيون معلومات تشير إلى أن الأيام الغبارية تصل الى 300 يوم في العام في مستقبل قريب؛ أي أننا لا نتنفس سوى الغبار!

مثل هذه الأخبار تجعل الناس كئيبين وتدفعهم للهروب والبحث عن ملاذات أخرى، ما يؤدي إلى حدوث هجرات بيئية جماعية، ذاك أن بلدهم لم يعد صالحاً للحياة بحسب الصورة التي يقدمها الإعلام، في الوقت الذي تحتوي كل دراسة علمية بشأن المناخ على رسائل واضحة للمجتمعات بغية مواجهة التحديات البيئية وسبل مكافحتها والتقليل من حجم أضرارها على حياتنا وحياة أجيالنا اللاحقة. وهناك بطبيعة الحال، تباين واضح بخصوص المتغيرات المناخية التي لا تحتل الى اليوم مساحة تليق بحجم المشكلات البيئية وآثار تغير المناخ في السجالات العامة. في الغالب يتم إلقاء اللوم على تغير المناخ حيال متغيرات هي في الأساس بيئية وناتجة عن النشاط البشري والاستخدام المفرط للموارد الطبيعية، أي أنها قابلة للاصلاح. من هنا يظهر القُصر الإعلامي والفهم الخاطئ للقضايا المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ. 

فهم القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للخدمات التي يقدمها النظام البيئي والإبلاغ عنها، أمر بالغ الأهمية للمجتمعات، وذلك من أجل تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وحفظها والاستعادة الأفضل لها. كما أن الفهم الواضح للمتغيرات المناخية تساعد على ابتكار آليات جديدة في استخدام واستثمار مستدام لخدمات النظم البيئية ذاتها.  وهي خدمات تتجسد في منافع تقدمها الطبيعة للمجتمعات مثل توفير المياه وتنقيتها، السيطرة على الفيضانات والعواصف، تخزين الكربون وتنظيم المناخ، توفير الغذاء والمواد، المعرفة العلمية والترفيه والسياحة. تالياً، يقتضي الأمر التركيز على أهمية استعادة النظم الايكولوجية والأضرار القابلة للإصلاح وليس تقديم صورة سوداوية تؤرق المجتمعات وتدفعها للهروب. 

قصارى الكلام، يقتضي التدهور البيئي الحاصل في البلدان العربية التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بـجودة المياه وإمداداتها، الأمن الغذائي والمائي، التكيف مع تغير المناخ، إمدادات الطاقة، الحياة الصحية، التنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية، المستوطنات البشرية المستدامة، القضاء على الفقر، الابتكار، وتطوير البنية التحتية المناسبة. لا يمكن جعل تغير المناخ “فزّاعة” لتخويف الناس، بل يجب تقديم صورة عقلانية عنه إلى سبل مواجهته وتقليل أضراره، وذلك عبر حلول نابعة من الطبيعة ذاتها، ناهيك بالابتكارات التكنولوجية. ويتطلب ذلك مشاركة السكان المحليين، الهيئات الأكاديمية والعلمية، المجتمع المدني من أجل إجبار الحكومات على وضع المشكلات البيئية في الأولويات السياسية والاقتصادية والزراعية. 

إقرأوا أيضاً:

لا يمكن جعل تغير المناخ “فزّاعة” لتخويف الناس، بل يجب تقديم صورة عقلانية عنه إلى سبل مواجهته وتقليل أضراره.

تكتفي وسائل إعلام عربية كثيرة بعرض النقاط الأكثر إثارة للتخويف بخصوص تغير المناخ وآثاره على حياة الناس. وهي بذلك، دون وضع الجانب النفسي للجمهور العام في الحسبان، تقدم صورة سوداوية لمستقبل البلدان العربية. ويتم في الغالب اختصار مضامين تقارير علمية، مخابراتية أحياناً، لتُقدم للمتلقي كوجبة سريعة وثقيلة على كاهله ما قد يحرمه النوم أحياناً. تعامل الإعلام مع الأوضاع البيئية في العراق، هو المثال الأوضح في هذا السياق، إذ يكرر الصحافيون معلومات تشير إلى أن الأيام الغبارية تصل الى 300 يوم في العام في مستقبل قريب؛ أي أننا لا نتنفس سوى الغبار!

مثل هذه الأخبار تجعل الناس كئيبين وتدفعهم للهروب والبحث عن ملاذات أخرى، ما يؤدي إلى حدوث هجرات بيئية جماعية، ذاك أن بلدهم لم يعد صالحاً للحياة بحسب الصورة التي يقدمها الإعلام، في الوقت الذي تحتوي كل دراسة علمية بشأن المناخ على رسائل واضحة للمجتمعات بغية مواجهة التحديات البيئية وسبل مكافحتها والتقليل من حجم أضرارها على حياتنا وحياة أجيالنا اللاحقة. وهناك بطبيعة الحال، تباين واضح بخصوص المتغيرات المناخية التي لا تحتل الى اليوم مساحة تليق بحجم المشكلات البيئية وآثار تغير المناخ في السجالات العامة. في الغالب يتم إلقاء اللوم على تغير المناخ حيال متغيرات هي في الأساس بيئية وناتجة عن النشاط البشري والاستخدام المفرط للموارد الطبيعية، أي أنها قابلة للاصلاح. من هنا يظهر القُصر الإعلامي والفهم الخاطئ للقضايا المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ. 

فهم القيمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للخدمات التي يقدمها النظام البيئي والإبلاغ عنها، أمر بالغ الأهمية للمجتمعات، وذلك من أجل تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وحفظها والاستعادة الأفضل لها. كما أن الفهم الواضح للمتغيرات المناخية تساعد على ابتكار آليات جديدة في استخدام واستثمار مستدام لخدمات النظم البيئية ذاتها.  وهي خدمات تتجسد في منافع تقدمها الطبيعة للمجتمعات مثل توفير المياه وتنقيتها، السيطرة على الفيضانات والعواصف، تخزين الكربون وتنظيم المناخ، توفير الغذاء والمواد، المعرفة العلمية والترفيه والسياحة. تالياً، يقتضي الأمر التركيز على أهمية استعادة النظم الايكولوجية والأضرار القابلة للإصلاح وليس تقديم صورة سوداوية تؤرق المجتمعات وتدفعها للهروب. 

قصارى الكلام، يقتضي التدهور البيئي الحاصل في البلدان العربية التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بـجودة المياه وإمداداتها، الأمن الغذائي والمائي، التكيف مع تغير المناخ، إمدادات الطاقة، الحياة الصحية، التنوع الأحيائي والاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية، المستوطنات البشرية المستدامة، القضاء على الفقر، الابتكار، وتطوير البنية التحتية المناسبة. لا يمكن جعل تغير المناخ “فزّاعة” لتخويف الناس، بل يجب تقديم صورة عقلانية عنه إلى سبل مواجهته وتقليل أضراره، وذلك عبر حلول نابعة من الطبيعة ذاتها، ناهيك بالابتكارات التكنولوجية. ويتطلب ذلك مشاركة السكان المحليين، الهيئات الأكاديمية والعلمية، المجتمع المدني من أجل إجبار الحكومات على وضع المشكلات البيئية في الأولويات السياسية والاقتصادية والزراعية. 

إقرأوا أيضاً:

|

اشترك بنشرتنا البريدية