fbpx

في يوم المرأة العالمي: كيف تسيء شخصيات عامة إلى النساء في لبنان؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على شاشة عملاقة وضعت المغنية اللبنانية اليسا خلفها فيديو للمغني المعروف سعد لمجرد المحكوم بالسجن 6 سنوات بتهمة اغتصاب فتاة فرنسية وتعنيفها. تمايلت إليسا في حفلها الأخير في جمهورية الدومينيكان راقصة وهي تغني أغنيتها الدويتو مع لمجرد متجاهلة جميع الأصوات الناقدة التي دعتها إلى حذف الأغنية عند صدور الحكم النافذ على لمجرد. 

اليسا ليست الوحيدة بين شخصيات عامة معروفة ممن يساهمون بشكل مباشر بتعميم مواقف وممارسات، محملة بالاستخفاف بحقوق النساء في قضايا جوهرية مثل التحرش والاغتصاب وعموم الممارسات العنفية والتمييزية التي تواجهها نساء المنطقة. 

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

تعجّ فضاءاتنا العامة بشخصيات معروفة تستخدم اللغة ذاتها والمقاربة التي تقارب واقع المرأة في لبنان بوصفها مواطنة درجة ثانية… قبل اليسا كانت المغنية نجوى كرم قد سبقتها بتكرار تصريحات تتفاخر بالذكورية وتمجّدها. في مقابلة إذاعية اعترفت أن طليقها السابق المنتج يوسف حرب ضربها “كف على وجهها”. “حبيتها (للصفعة)، كان بدي ياها صراحة”، مضيفة “انبسطت لإنو حسيت كسرلي عنادي، بستاهلها لإني جربت احكي مع زوجي بطريقة إنو أنا نجوى كرم”. في المقابلة ذاتها كررت نجوى كرم المقاربة التي تسعى كل النظم التقليدية الى تكريسها وهي قوامة الرجل وعدم استحقاق النساء المساواة، إذ اعتبرت كرم أنها إذا كانت قوية فستتحول إلى رجل “إذا بدن يكونوا تنين رجال بالبيت تنين قوايا بالبيت، بيختل النظام، إذا بدنا نختار الأقوى لازم يكون الرجل”.

نجوى كرم شخصية مكرسة في أكثر البرامج الفنية متابعة ولها ملايين المعجبين ومثل هذه التصريحات تساهم في ترسيخ مبدأ الدونية وعدم استحقاق النساء، فمثلاً نجوى ترفض تماماً أن يكون الرجل شريكاً للمرأة في تربية الأولاد، وقالت في تصريح تلفزيوني إنها لا تحب أن “تزيد حقوق المرأة عن حدها”، مضيفة “أنا بخاف يصير الرجال بالآخر يقوم يسهر عالولاد بالليل والمرا تقله أنا تعبانة وإنت عمول حليب للولد”. 

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

ببساطة تعمل هذه التصريحات على تسخيف جهد مستمر منذ عقود لإخراج النساء من طوق العمل المنزلي وتكريس مبدأ المشاركة في الأعباء المنزلية لتمكين الفتيات والنساء من التعليم والعمل والاستقلال المادي.

بحسب كرم وشخصيات مماثلة فالأعمال المنزلية مطوّبة باسم المرأة.

نجوى كرم ليست الوحيدة التي ترفض المساواة وتحبّ “أكل الكفوف”، المغنية اللبنانية ميليسا، كشفت خلال مقابلة تلفزيونية أنها لا ترفض تعنيف المرأة إذا كان “كفاً خفيفاً” على الوجه، من باب “الغيرة أو كذا أو شي”. وعلى خطى نجوى واليسا وميليسا، أطلقت الممثلة نادين نسيب نجيم قبل سنوات تصريحات ذكورية في مقابلة صحافية: “أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة”، كأنما تؤكد المقولة المتداولة أن المرأة بـ”نصف عقل” أو “بعقل دجاجة” بحسب السردية الذكورية. وسبق لنجيم أن صرّحت بأنها ضد المساواة بين الجنسين، رداً على سؤال “هل تسمحين لابنك بإقامة علاقة جنسية مع فتاة يحبها في عمر الـ18؟”. أجابت حينها بأنها ستشجعه على ذلك، لأنه “رجال بالنهاية ولا يعيبه شيء”، بينما لن تسمح لابنتها بإقامة علاقة جنسية قبل الزواج، وأضافت “على الرجل أن يخوض علاقات عدة، ويعيش حياته، ليُسعد زوجته حين يتزوج”.

وإذا كانت نجمات كثيرات على هذا المستوى من الذكورية المقيتة، فماذا نتوقع من بعض الشخصيات المعروفة من الرجال؟  

وائل كفوري “ملك الرومنسية” كان يدفع نفقة زوجته وأم ابنتيه على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية بعد الانهيار، ليس لتوفير المال طبعاً، بل لإذلال طليقته. وقد نشرت طليقته انجيلا بشارة صورة عن شيك مصرفي بقيمة 6 ملايين ليرة وعلقت عليها: “عندما تستلم نفقة ابنتيك على سعر صرف 1500”. 

بعد تصريح بشارة تم تسريب صور وتقارير تفيد بأن كفوري كان يعتدي بالضرب على زوجته السابقة وكان يمنعها من الظهور الإعلامي لكن محامي كفوري نفى التهمة عن موكله. 

المفارقة أن محامي كفوري ليس سوى السياسي والنائب هادي حبيش، الابن المدلّل للمنظومة السياسية الفاسدة، والرجل الذي اقتحم مع مجموعة رجال مكتب القاضية غادة عون، ليهينها ويرفع صوته عليها بأسلوب نافر لأنها قامت بتوقيف مديرة عامة محسوبة عليه. 

النزعة الذكورية دفعت المغني رامي عياش إلى رفض الجلوس على كرسي  زهري اللون في برنامج تلفزيوني لأنه “girly  شوي” وعندما سأله المحاور “ألا ترى هذا الأمر ذكورياً؟”، رد عياش: “احسبها ذكورية أنا مبسوط فيها”. وبدا عياش “مبسوطاً” حين صرّح بفجاجة بأنه يعارض سنّ قانون يُجرّم تزويج القاصرات! 

بعد تصريح عياش، تدخل وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار لوضعه عند حدّه، خصوصاً أنه على رأس وزارة يفترض أن تكون من صلب أولوياتها مكافحة الذكورية بما تعنيه من تهميش للمرأة.

هل صدّقتم؟ 

هيكتور لن يسمح طبعاً لأمثال رامي عياش أن يتخطوه في “ماراثون” الذكورية. سبق هكتور الجميع وأعلن أن حقوق النساء وحماية القاصرات ليست من أولويات وزارته! 

ولا عجب، فحجار ينتمي إلى حكومة غالبيتها الساحقة من الرجال ويرأسها نجيب ميقاتي، الذي له صولات وجولات في ملعب إهانة النساء وتسخيف نضالاتهن، ألم يشبّه نجيب استقلال لبنان بـ”امرأة مطلّقة تحتفل بعيد زواجها”؟

المنظومة السياسية الحاكمة ذكورية، بمختلف مفاصلها. وجوهها الرئيسية لا تستحي من التعبير عن احتقار النساء وتهميشهن وتسليعهن. جبران باسيل سبق أن أهان، جنسياً، موظفة كبيرة في وزارته أمام وزير خارجية الإمارات، وكان جبران “قدوة” للوزير العوني غسان عطالله الذي اتهم النائبة بولا يعقوبيان بأنها وصلت إلى المجلس النيابي “بطريقة غير أخلاقية”. أما نبيه بري، كبيرهم الذي علّمهم السحر، فهو لم يتوان عن توجيه كلام ذكوري إلى يعقوبيان وبقية زميلاتها (القليلات أصلاً)، في المجلس الغارق بالذكور والذكوريين. وإذا كان نبيه بري بالطبل ضارباً، فلا عجب أن ترقص على أنغام الذكورية بقية “الشلة”، من وئام وهاب الذي أهان الشعبين الروسي والأوكراني بـ”حجر” ذكوري واحد، حين قال: “إذا حددنا أن لبنان دولة دعارة علينا أن نأتي بعشرة آلاف من الروسيات والأوكرانيات للعمل فيه”. إلى وزير الداخلية السابق محمد فهمي الذي لا يرى النساء إلا في المطبخ، والنائب السابق إيلي الفرزلي الذي تحرّش لفظياً بوزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم حين طالبت بإزالة مصطلح “من فوق” في مشروع قانون، فرد الفرزلي “شيلي من فوق وحطي تحت” ثم انفجر ضاحكاً. الى النائب أشرف ريفي الذي قال يوماً “لا نستطيع ارتداء التنانير وسندافع عن شرف طرابلس”. إلى جوزيف أبو فاضل الذي لا نحتمل خفته وبذاءته وغيرهم الكثير… 

أين “يستفرغ” هؤلاء ذكوريتهم ورجعيتهم؟ طبعاً على الشاشات اللبنانية التي تفتح لهم الهواء في البرامج ونشرات الأخبار ليعبّروا عن “آرائهم”، ولا يقلّ إعلاميون مشهورون وإعلاميات مؤثرات سوءاً عن “ضيوفهم” الذكوريين. حتى حين يدّعي إعلاميون وإعلاميات طرح قضايا نسوية على الهواء، تُنتهز الفرصة لإعطاء المنبر لتبرير الذكورية، وإعادة النقاش في ما يفترض أنه بدهيات، كأن تطرح إعلامية سؤالاً للنقاش من قبيل: “هل يحق للرجل ضرب زوجته؟”.

هؤلاء كلهم، وغيرهم، أعداء المرأة اللبنانية. هؤلاء هم المنظومة المتوحشة، بعقليتها الرجعية، التي تمعن في تهميش النساء وإلغاء أصواتهن وقتل افكارهن والتضييق على نضالاتهن. هؤلاء، وغيرهم، يمنعون الأم اللبنانية من إعطاء الجنسية لابنها، وهؤلاء يحرمن أمهات من أبنائهن. وهؤلاء يحمون قتلة النساء. ويشرّعون العنف الأسري ويحتفون به. وهؤلاء يغنون للمغتصبين. ويطبّلون للفاسدين ويرقصون فوق جثث النساء. 

08.03.2023
زمن القراءة: 5 minutes

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

على شاشة عملاقة وضعت المغنية اللبنانية اليسا خلفها فيديو للمغني المعروف سعد لمجرد المحكوم بالسجن 6 سنوات بتهمة اغتصاب فتاة فرنسية وتعنيفها. تمايلت إليسا في حفلها الأخير في جمهورية الدومينيكان راقصة وهي تغني أغنيتها الدويتو مع لمجرد متجاهلة جميع الأصوات الناقدة التي دعتها إلى حذف الأغنية عند صدور الحكم النافذ على لمجرد. 

اليسا ليست الوحيدة بين شخصيات عامة معروفة ممن يساهمون بشكل مباشر بتعميم مواقف وممارسات، محملة بالاستخفاف بحقوق النساء في قضايا جوهرية مثل التحرش والاغتصاب وعموم الممارسات العنفية والتمييزية التي تواجهها نساء المنطقة. 

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

تعجّ فضاءاتنا العامة بشخصيات معروفة تستخدم اللغة ذاتها والمقاربة التي تقارب واقع المرأة في لبنان بوصفها مواطنة درجة ثانية… قبل اليسا كانت المغنية نجوى كرم قد سبقتها بتكرار تصريحات تتفاخر بالذكورية وتمجّدها. في مقابلة إذاعية اعترفت أن طليقها السابق المنتج يوسف حرب ضربها “كف على وجهها”. “حبيتها (للصفعة)، كان بدي ياها صراحة”، مضيفة “انبسطت لإنو حسيت كسرلي عنادي، بستاهلها لإني جربت احكي مع زوجي بطريقة إنو أنا نجوى كرم”. في المقابلة ذاتها كررت نجوى كرم المقاربة التي تسعى كل النظم التقليدية الى تكريسها وهي قوامة الرجل وعدم استحقاق النساء المساواة، إذ اعتبرت كرم أنها إذا كانت قوية فستتحول إلى رجل “إذا بدن يكونوا تنين رجال بالبيت تنين قوايا بالبيت، بيختل النظام، إذا بدنا نختار الأقوى لازم يكون الرجل”.

نجوى كرم شخصية مكرسة في أكثر البرامج الفنية متابعة ولها ملايين المعجبين ومثل هذه التصريحات تساهم في ترسيخ مبدأ الدونية وعدم استحقاق النساء، فمثلاً نجوى ترفض تماماً أن يكون الرجل شريكاً للمرأة في تربية الأولاد، وقالت في تصريح تلفزيوني إنها لا تحب أن “تزيد حقوق المرأة عن حدها”، مضيفة “أنا بخاف يصير الرجال بالآخر يقوم يسهر عالولاد بالليل والمرا تقله أنا تعبانة وإنت عمول حليب للولد”. 

استمرار الاحتفال بشخص تمت إدانته بتهمة الاغتصاب وله سجل من القضايا بهذا الشأن، ليس سوى محاولة لتضييع نضالات نسوية امتدت لسنوات للمطالبة بأبسط الحقوق.

ببساطة تعمل هذه التصريحات على تسخيف جهد مستمر منذ عقود لإخراج النساء من طوق العمل المنزلي وتكريس مبدأ المشاركة في الأعباء المنزلية لتمكين الفتيات والنساء من التعليم والعمل والاستقلال المادي.

بحسب كرم وشخصيات مماثلة فالأعمال المنزلية مطوّبة باسم المرأة.

نجوى كرم ليست الوحيدة التي ترفض المساواة وتحبّ “أكل الكفوف”، المغنية اللبنانية ميليسا، كشفت خلال مقابلة تلفزيونية أنها لا ترفض تعنيف المرأة إذا كان “كفاً خفيفاً” على الوجه، من باب “الغيرة أو كذا أو شي”. وعلى خطى نجوى واليسا وميليسا، أطلقت الممثلة نادين نسيب نجيم قبل سنوات تصريحات ذكورية في مقابلة صحافية: “أفكر بعقل رجل وأتصرف كامرأة”، كأنما تؤكد المقولة المتداولة أن المرأة بـ”نصف عقل” أو “بعقل دجاجة” بحسب السردية الذكورية. وسبق لنجيم أن صرّحت بأنها ضد المساواة بين الجنسين، رداً على سؤال “هل تسمحين لابنك بإقامة علاقة جنسية مع فتاة يحبها في عمر الـ18؟”. أجابت حينها بأنها ستشجعه على ذلك، لأنه “رجال بالنهاية ولا يعيبه شيء”، بينما لن تسمح لابنتها بإقامة علاقة جنسية قبل الزواج، وأضافت “على الرجل أن يخوض علاقات عدة، ويعيش حياته، ليُسعد زوجته حين يتزوج”.

وإذا كانت نجمات كثيرات على هذا المستوى من الذكورية المقيتة، فماذا نتوقع من بعض الشخصيات المعروفة من الرجال؟  

وائل كفوري “ملك الرومنسية” كان يدفع نفقة زوجته وأم ابنتيه على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية بعد الانهيار، ليس لتوفير المال طبعاً، بل لإذلال طليقته. وقد نشرت طليقته انجيلا بشارة صورة عن شيك مصرفي بقيمة 6 ملايين ليرة وعلقت عليها: “عندما تستلم نفقة ابنتيك على سعر صرف 1500”. 

بعد تصريح بشارة تم تسريب صور وتقارير تفيد بأن كفوري كان يعتدي بالضرب على زوجته السابقة وكان يمنعها من الظهور الإعلامي لكن محامي كفوري نفى التهمة عن موكله. 

المفارقة أن محامي كفوري ليس سوى السياسي والنائب هادي حبيش، الابن المدلّل للمنظومة السياسية الفاسدة، والرجل الذي اقتحم مع مجموعة رجال مكتب القاضية غادة عون، ليهينها ويرفع صوته عليها بأسلوب نافر لأنها قامت بتوقيف مديرة عامة محسوبة عليه. 

النزعة الذكورية دفعت المغني رامي عياش إلى رفض الجلوس على كرسي  زهري اللون في برنامج تلفزيوني لأنه “girly  شوي” وعندما سأله المحاور “ألا ترى هذا الأمر ذكورياً؟”، رد عياش: “احسبها ذكورية أنا مبسوط فيها”. وبدا عياش “مبسوطاً” حين صرّح بفجاجة بأنه يعارض سنّ قانون يُجرّم تزويج القاصرات! 

بعد تصريح عياش، تدخل وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار لوضعه عند حدّه، خصوصاً أنه على رأس وزارة يفترض أن تكون من صلب أولوياتها مكافحة الذكورية بما تعنيه من تهميش للمرأة.

هل صدّقتم؟ 

هيكتور لن يسمح طبعاً لأمثال رامي عياش أن يتخطوه في “ماراثون” الذكورية. سبق هكتور الجميع وأعلن أن حقوق النساء وحماية القاصرات ليست من أولويات وزارته! 

ولا عجب، فحجار ينتمي إلى حكومة غالبيتها الساحقة من الرجال ويرأسها نجيب ميقاتي، الذي له صولات وجولات في ملعب إهانة النساء وتسخيف نضالاتهن، ألم يشبّه نجيب استقلال لبنان بـ”امرأة مطلّقة تحتفل بعيد زواجها”؟

المنظومة السياسية الحاكمة ذكورية، بمختلف مفاصلها. وجوهها الرئيسية لا تستحي من التعبير عن احتقار النساء وتهميشهن وتسليعهن. جبران باسيل سبق أن أهان، جنسياً، موظفة كبيرة في وزارته أمام وزير خارجية الإمارات، وكان جبران “قدوة” للوزير العوني غسان عطالله الذي اتهم النائبة بولا يعقوبيان بأنها وصلت إلى المجلس النيابي “بطريقة غير أخلاقية”. أما نبيه بري، كبيرهم الذي علّمهم السحر، فهو لم يتوان عن توجيه كلام ذكوري إلى يعقوبيان وبقية زميلاتها (القليلات أصلاً)، في المجلس الغارق بالذكور والذكوريين. وإذا كان نبيه بري بالطبل ضارباً، فلا عجب أن ترقص على أنغام الذكورية بقية “الشلة”، من وئام وهاب الذي أهان الشعبين الروسي والأوكراني بـ”حجر” ذكوري واحد، حين قال: “إذا حددنا أن لبنان دولة دعارة علينا أن نأتي بعشرة آلاف من الروسيات والأوكرانيات للعمل فيه”. إلى وزير الداخلية السابق محمد فهمي الذي لا يرى النساء إلا في المطبخ، والنائب السابق إيلي الفرزلي الذي تحرّش لفظياً بوزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم حين طالبت بإزالة مصطلح “من فوق” في مشروع قانون، فرد الفرزلي “شيلي من فوق وحطي تحت” ثم انفجر ضاحكاً. الى النائب أشرف ريفي الذي قال يوماً “لا نستطيع ارتداء التنانير وسندافع عن شرف طرابلس”. إلى جوزيف أبو فاضل الذي لا نحتمل خفته وبذاءته وغيرهم الكثير… 

أين “يستفرغ” هؤلاء ذكوريتهم ورجعيتهم؟ طبعاً على الشاشات اللبنانية التي تفتح لهم الهواء في البرامج ونشرات الأخبار ليعبّروا عن “آرائهم”، ولا يقلّ إعلاميون مشهورون وإعلاميات مؤثرات سوءاً عن “ضيوفهم” الذكوريين. حتى حين يدّعي إعلاميون وإعلاميات طرح قضايا نسوية على الهواء، تُنتهز الفرصة لإعطاء المنبر لتبرير الذكورية، وإعادة النقاش في ما يفترض أنه بدهيات، كأن تطرح إعلامية سؤالاً للنقاش من قبيل: “هل يحق للرجل ضرب زوجته؟”.

هؤلاء كلهم، وغيرهم، أعداء المرأة اللبنانية. هؤلاء هم المنظومة المتوحشة، بعقليتها الرجعية، التي تمعن في تهميش النساء وإلغاء أصواتهن وقتل افكارهن والتضييق على نضالاتهن. هؤلاء، وغيرهم، يمنعون الأم اللبنانية من إعطاء الجنسية لابنها، وهؤلاء يحرمن أمهات من أبنائهن. وهؤلاء يحمون قتلة النساء. ويشرّعون العنف الأسري ويحتفون به. وهؤلاء يغنون للمغتصبين. ويطبّلون للفاسدين ويرقصون فوق جثث النساء. 

08.03.2023
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية