fbpx

معركة الفاشر… العقبة الأخيرة أمام سلطنة حميدتي غرب السودان

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مقتل اللواء علي يعقوب من الدعم السريع على يد الجيش السوداني يكشف ضراوة المعارك التي تدور في الفاشر، معارك تسببت في حصار المنطقة التي يتجاوز تعداد سكانها المليونين نسمة، بالإضافة الى نزوح الآلاف ومقتل العشرات من المدنيين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أُنجز التقرير بالتعاون بين frontline in focus و”درج”

أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وهي قوة مساندة للجيش السوداني، عن قتلها قائد قطاع قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور، اللواء علي يعقوب، الذي يقود الهجوم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، وهو أكبر شخصية تُقتل في المعارك الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام.

وأصدر الجيش السوداني بياناً حول مقتل يعقوب، قال فيه “إن قوات الدعم السريع هاجمت صباح يوم الجمعة الماضي مدينة الفاشر، بيد أن القوات المسلحة والقوة المشتركة أحبطت الهجوم، وكبّدتهم خسائر كبيرة تمثلت في مئات القتلى والجرحى، ومن ضمنهم قائدهم يعقوب”.

نشر عدد من القنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تظهر جثة اللواء علي يعقوب داخل عربة دفع رباعي، تحت سيطرة جنود من الجيش السوداني، بينما نشرت حسابات أخرى فيديوهات تظهر مجموعة من المدنيين وهم يسحلون جثة يعقوب على الأرض ويطوفون بها في شوارع الفاشر.

مقتل يعقوب يكشف ضراوة المعارك التي تدور في المنطقة، التي باتت معركة كسر عظم بين قوات الدعم السريع من جهة والجيش السوداني والقوات الموالية له من جهة أخرى، معارك تسببت في حصار الفاشر التي تجاوز تعداد سكانها المليونين نسمة، بالإضافة الى نزوح الآلاف ومقتل العشرات من المدنيين.

فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على اللواء يعقوب في 15 أيار/ مايو، بعد خمسة أيام من اندلاع اشتباكات عنيفة في الفاشر. وكان مجلس الأمن الدولي طالب في 13 حزيران/ يونيو ضمن مشروع قرار صاغته بريطانيا وحظي بتأييد 14 عضواً في المجلس، مع امتناع روسيا عن التصويت، قوات الدعم السريع في السودان بإنهاء حصارها لمدينة الفاشر غرب البلاد، ووضع حدّ للمعارك وانسحاب المقاتلين.

الفاشر هي مركز إقليم دارفور المكوّن من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسيطر عليها “الدعم السريع”.

“مدينة الجحيم”: شهادات من داخل المدينة

“الحصار المفروض على المدينة جعل كل شيء فيها كالجحيم”، بهذه العبارات تصف لنا “آ.ع” وضع الفاشر، وتضيف: “الاتصالات كانت مقطوعة وحظر التجوال جعل من التنقّل شبه مستحيل، فاحتمالات التعرض للاعتقال واردة بنسبة كبيرة”.

استُهدف مستشفى الفاشر الجنوبي حيث تعمل “آ.ع”، بالقذائف المدفعية، كما تم اقتحامه، وهو ما دفع منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية، إلى الإعلان عن وقف جميع أنشطتها في المستشفى، إذ أكد رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشيل لاشاريت، في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس”، أن “المنظمة أوقفت جميع نشاطاتها في مستشفى الفاشر الجنوبي عقب اقتحامه من الدعم السريع، وصاحب ذلك إطلاق نار وأعمال نهب منها سرقة سيارة إسعاف تابعة للمنظمة”.

المشكلة الأكبر بالنسبة الى “آ.ع” هي القصف العشوائي من الدعم السريع، الذي جعل التعايش مع الحصار المفروض على المدينة أمراً شبه مستحيل، فقررت وأسرتها النزوح في ظل مشكلة “الرجال والأطفال”، إذ تخبرنا أن “أي رجل معرض لإلقاء القبض عليه في الطريق، كما أن الأطفال عرضة للاختطاف بغرض التجنيد”.

حسمت الأسرة أمرها بأن تذهب إلى ليبيا، لكن وردت أخبار عن قطع للطرق وقتل للنازحين في منطقة مليط شمال الفاشر، ما جعلهم يستقرون في منطقة طويشة حتى استتباب الأوضاع.

القتل في الطرقات

عاشت مريم مأساة مختلفة، إذ احتفلت منذ فترة قصيرة بزواج ابنتها من شاب مقيم في السعودية، وكان من المفترض أن تسافر معه، غير أن الحرب والحصار واشتداد وتيرة المعارك، أوقفت جميع مخططات الأسرة و”أصبح من المستحيل الخروج من الفاشر”.

بقيت الأسرة بحسب مريم حبيسة لثلاثة أيام، تقول: “وجدنا عربة لنقل البضائع تقلّنا الى منطقة مليط شمال الفاشر، ومن هناك كانت مجازفة الخروج، فالطريق مغلق بأمر الدعم السريع، كما يتم إيقاف أي عربة وإنزال النساء منها وقتل الرجال والأطفال”.

تشرح مريم: “استغرقت الرحلة 8 أيام حتى وصلنا إلى منطقة الدبة ومنها إلى عطبرة ثم بورتسودان”. في بورتسودان، تغيرت كل مخططات الأسرة، وذهبت في الاتجاه المعاكس تماماً، فـ”المهم أن نفرّ من الجحيم”.

المعركة الأهم للدعم السريع

تعتبر قوات الدعم السريع الفاشر آخر نقطة في مشروعها في دارفور، فمن دونها لن يكتمل لها “النصر”، لذلك وظفت كل أساليب الترهيب والترغيب والتفاوض مع الحركات المسلحة سراً، والدعوات علناً، وأرسلت رسائل عبر رؤساء دول وسياسيين حتى تتمكن من السيطرة على الفاشر.

انتصار الجيش في معركة الفاشر يعني قَصم ظهر الدعم السريع، وبداية الانفتاح على بقية الولايات الخاضعة لسيطرة تلك القوات، إذ تعتبر الفاشر النقطة الأخيرة قبل أن تكمل قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة كلها، ما يعني اطمئنان حميدتي إلى أن مسقط رأسه يشكل نقطة الأمان بالنسبة إليه، كما يعني السيطرة على أهم المدن التجارية في السودان، فالفاشر تمتد على مساحة كبيرة، إلى جانب موقعها المميز بين ثلاث دول، هي ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.

بدأ الدعم السريع في محاصرة الفاشر ودعا المدنيين لإخلاء المدينة التي باتت تحوي أكثر من مليوني شخص حسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من 800 ألف منهم نازحون فيها، بالإضافة الى وجود معسكرات للنازحين أصلاً، حيث الوضع الإنساني كارثي.

وكانت ميشيل دارسي، مديرة منظمة “المساعدات الشعبية” النرويجية في السودان، قالت إن مدينة الفاشر يقطنها الآن “أكبر تعداد سكاني في دارفور لوجود عدد كبير من مخيمات للنازحين، بما في ذلك أكثر من 50 مركز إيواء”.

لم تكتفِ الدعم السريع بهذا الأمر، لتبدأ بالقصف العشوائي للأحياء السكنية، وتوقع عدداً غير محدد من الوفيات، وتحرق عدداً كبيراً من المنازل. كما أدى القصف العشوائي في وقت سابق إلى مقتل 8 من الشباب المتطوعين في المطبخ الخيري، إثر سقوط قذائف أطلقتها الدعـم السـريع استهدفت مكان عملهم.

وسابقاً، شرعت الدعم السريع في السيطرة على محطة الكهرباء التي تمد المدينة كلها بالكهرباء، كما حاولت السيطرة على خزان مياه قولو جنوب الفاشر وقطعت المياه عن المدينة، لكن قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة له استطاعت استعادة السيطرة على الموقعين.

وكان المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، صرّح سابقاً بأن “الإدارة الأميركية لن تعترف (بدارفور المستقلة) تحت أي ظرف، وعلى الدعم السريع التخلص من أوهام السيطرة على الفاشر”.

تاريخ من الصراع والتمرد

مدينة الفاشر أو فاشر السلطان كما يحلو للسودانيين تسميتها، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتعد من أهم المدن السودانية. تاريخياً، كانت عاصمة إدارية نسبة الى موقعها الجغرافي الذي مكنها من أن تكون نقطة انطلاق القوافل التجارية، وهو الدور الذي ما زالت تلعبه حتى اليوم.

على رغم أن السودان شهد سابقاً تمرداً مسلحاً في الجنوب الذي انفصل لاحقاً، إلا أن شرارة التمرد في الغرب كانت في العام 2003، قادها بعض أبناء دارفور، بدايةً بحركتين مسلّحتين هما “حركة تحرير السودان” و”حركة العدل والمساواة”، اللتين قامتا تحت دعاوى التمييز العنصري والقبلي والتهميش.

طالبت الحركات المسلحة بعدالة توزيع الثروة والمناصب والخدمات، ولاحقاً انقسمت إلى أكثر من حركة، بالإضافة الى نشوء حركات جديدة ليبلغ عددها حتى سقوط نظام البشير في عام 2019  نحو 84 حركة مسلحة.

انحازت هذه الحركات بعد سقوط نظام البشير الى الجيش السوداني، وحين اندلع الصراع بين الأخير وقوات الدعم السريع، وقفت هذه القوات على الحياد. وعلى رغم سقوط عدد من المدن المهمة في الغرب، إلا أن حصار الفاشر جعلها تتحرك وتعلن تكاتفها وتخندقها مع الجيش وتشكيل قوة مشتركة من عدد من الحركات المسلحة، منها قوات مني أركو مناوي، زعيم دارفور، وقوات جبريل إبراهيم، وزير المالية الحالي، وقوات يوسف كرجكولا وقوات الصادق الفكا، وقوات مصطفى تمبور وغيرها، بالإضافة الى المستنفرين والفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش.

15.06.2024
زمن القراءة: 5 minutes

مقتل اللواء علي يعقوب من الدعم السريع على يد الجيش السوداني يكشف ضراوة المعارك التي تدور في الفاشر، معارك تسببت في حصار المنطقة التي يتجاوز تعداد سكانها المليونين نسمة، بالإضافة الى نزوح الآلاف ومقتل العشرات من المدنيين.

أُنجز التقرير بالتعاون بين frontline in focus و”درج”

أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وهي قوة مساندة للجيش السوداني، عن قتلها قائد قطاع قوات الدعم السريع بولاية وسط دارفور، اللواء علي يعقوب، الذي يقود الهجوم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، وهو أكبر شخصية تُقتل في المعارك الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام.

وأصدر الجيش السوداني بياناً حول مقتل يعقوب، قال فيه “إن قوات الدعم السريع هاجمت صباح يوم الجمعة الماضي مدينة الفاشر، بيد أن القوات المسلحة والقوة المشتركة أحبطت الهجوم، وكبّدتهم خسائر كبيرة تمثلت في مئات القتلى والجرحى، ومن ضمنهم قائدهم يعقوب”.

نشر عدد من القنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات تظهر جثة اللواء علي يعقوب داخل عربة دفع رباعي، تحت سيطرة جنود من الجيش السوداني، بينما نشرت حسابات أخرى فيديوهات تظهر مجموعة من المدنيين وهم يسحلون جثة يعقوب على الأرض ويطوفون بها في شوارع الفاشر.

مقتل يعقوب يكشف ضراوة المعارك التي تدور في المنطقة، التي باتت معركة كسر عظم بين قوات الدعم السريع من جهة والجيش السوداني والقوات الموالية له من جهة أخرى، معارك تسببت في حصار الفاشر التي تجاوز تعداد سكانها المليونين نسمة، بالإضافة الى نزوح الآلاف ومقتل العشرات من المدنيين.

فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على اللواء يعقوب في 15 أيار/ مايو، بعد خمسة أيام من اندلاع اشتباكات عنيفة في الفاشر. وكان مجلس الأمن الدولي طالب في 13 حزيران/ يونيو ضمن مشروع قرار صاغته بريطانيا وحظي بتأييد 14 عضواً في المجلس، مع امتناع روسيا عن التصويت، قوات الدعم السريع في السودان بإنهاء حصارها لمدينة الفاشر غرب البلاد، ووضع حدّ للمعارك وانسحاب المقاتلين.

الفاشر هي مركز إقليم دارفور المكوّن من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسيطر عليها “الدعم السريع”.

“مدينة الجحيم”: شهادات من داخل المدينة

“الحصار المفروض على المدينة جعل كل شيء فيها كالجحيم”، بهذه العبارات تصف لنا “آ.ع” وضع الفاشر، وتضيف: “الاتصالات كانت مقطوعة وحظر التجوال جعل من التنقّل شبه مستحيل، فاحتمالات التعرض للاعتقال واردة بنسبة كبيرة”.

استُهدف مستشفى الفاشر الجنوبي حيث تعمل “آ.ع”، بالقذائف المدفعية، كما تم اقتحامه، وهو ما دفع منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية، إلى الإعلان عن وقف جميع أنشطتها في المستشفى، إذ أكد رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشيل لاشاريت، في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس”، أن “المنظمة أوقفت جميع نشاطاتها في مستشفى الفاشر الجنوبي عقب اقتحامه من الدعم السريع، وصاحب ذلك إطلاق نار وأعمال نهب منها سرقة سيارة إسعاف تابعة للمنظمة”.

المشكلة الأكبر بالنسبة الى “آ.ع” هي القصف العشوائي من الدعم السريع، الذي جعل التعايش مع الحصار المفروض على المدينة أمراً شبه مستحيل، فقررت وأسرتها النزوح في ظل مشكلة “الرجال والأطفال”، إذ تخبرنا أن “أي رجل معرض لإلقاء القبض عليه في الطريق، كما أن الأطفال عرضة للاختطاف بغرض التجنيد”.

حسمت الأسرة أمرها بأن تذهب إلى ليبيا، لكن وردت أخبار عن قطع للطرق وقتل للنازحين في منطقة مليط شمال الفاشر، ما جعلهم يستقرون في منطقة طويشة حتى استتباب الأوضاع.

القتل في الطرقات

عاشت مريم مأساة مختلفة، إذ احتفلت منذ فترة قصيرة بزواج ابنتها من شاب مقيم في السعودية، وكان من المفترض أن تسافر معه، غير أن الحرب والحصار واشتداد وتيرة المعارك، أوقفت جميع مخططات الأسرة و”أصبح من المستحيل الخروج من الفاشر”.

بقيت الأسرة بحسب مريم حبيسة لثلاثة أيام، تقول: “وجدنا عربة لنقل البضائع تقلّنا الى منطقة مليط شمال الفاشر، ومن هناك كانت مجازفة الخروج، فالطريق مغلق بأمر الدعم السريع، كما يتم إيقاف أي عربة وإنزال النساء منها وقتل الرجال والأطفال”.

تشرح مريم: “استغرقت الرحلة 8 أيام حتى وصلنا إلى منطقة الدبة ومنها إلى عطبرة ثم بورتسودان”. في بورتسودان، تغيرت كل مخططات الأسرة، وذهبت في الاتجاه المعاكس تماماً، فـ”المهم أن نفرّ من الجحيم”.

المعركة الأهم للدعم السريع

تعتبر قوات الدعم السريع الفاشر آخر نقطة في مشروعها في دارفور، فمن دونها لن يكتمل لها “النصر”، لذلك وظفت كل أساليب الترهيب والترغيب والتفاوض مع الحركات المسلحة سراً، والدعوات علناً، وأرسلت رسائل عبر رؤساء دول وسياسيين حتى تتمكن من السيطرة على الفاشر.

انتصار الجيش في معركة الفاشر يعني قَصم ظهر الدعم السريع، وبداية الانفتاح على بقية الولايات الخاضعة لسيطرة تلك القوات، إذ تعتبر الفاشر النقطة الأخيرة قبل أن تكمل قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة كلها، ما يعني اطمئنان حميدتي إلى أن مسقط رأسه يشكل نقطة الأمان بالنسبة إليه، كما يعني السيطرة على أهم المدن التجارية في السودان، فالفاشر تمتد على مساحة كبيرة، إلى جانب موقعها المميز بين ثلاث دول، هي ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.

بدأ الدعم السريع في محاصرة الفاشر ودعا المدنيين لإخلاء المدينة التي باتت تحوي أكثر من مليوني شخص حسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من 800 ألف منهم نازحون فيها، بالإضافة الى وجود معسكرات للنازحين أصلاً، حيث الوضع الإنساني كارثي.

وكانت ميشيل دارسي، مديرة منظمة “المساعدات الشعبية” النرويجية في السودان، قالت إن مدينة الفاشر يقطنها الآن “أكبر تعداد سكاني في دارفور لوجود عدد كبير من مخيمات للنازحين، بما في ذلك أكثر من 50 مركز إيواء”.

لم تكتفِ الدعم السريع بهذا الأمر، لتبدأ بالقصف العشوائي للأحياء السكنية، وتوقع عدداً غير محدد من الوفيات، وتحرق عدداً كبيراً من المنازل. كما أدى القصف العشوائي في وقت سابق إلى مقتل 8 من الشباب المتطوعين في المطبخ الخيري، إثر سقوط قذائف أطلقتها الدعـم السـريع استهدفت مكان عملهم.

وسابقاً، شرعت الدعم السريع في السيطرة على محطة الكهرباء التي تمد المدينة كلها بالكهرباء، كما حاولت السيطرة على خزان مياه قولو جنوب الفاشر وقطعت المياه عن المدينة، لكن قوات الجيش السوداني والقوات المشتركة التابعة له استطاعت استعادة السيطرة على الموقعين.

وكان المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، صرّح سابقاً بأن “الإدارة الأميركية لن تعترف (بدارفور المستقلة) تحت أي ظرف، وعلى الدعم السريع التخلص من أوهام السيطرة على الفاشر”.

تاريخ من الصراع والتمرد

مدينة الفاشر أو فاشر السلطان كما يحلو للسودانيين تسميتها، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتعد من أهم المدن السودانية. تاريخياً، كانت عاصمة إدارية نسبة الى موقعها الجغرافي الذي مكنها من أن تكون نقطة انطلاق القوافل التجارية، وهو الدور الذي ما زالت تلعبه حتى اليوم.

على رغم أن السودان شهد سابقاً تمرداً مسلحاً في الجنوب الذي انفصل لاحقاً، إلا أن شرارة التمرد في الغرب كانت في العام 2003، قادها بعض أبناء دارفور، بدايةً بحركتين مسلّحتين هما “حركة تحرير السودان” و”حركة العدل والمساواة”، اللتين قامتا تحت دعاوى التمييز العنصري والقبلي والتهميش.

طالبت الحركات المسلحة بعدالة توزيع الثروة والمناصب والخدمات، ولاحقاً انقسمت إلى أكثر من حركة، بالإضافة الى نشوء حركات جديدة ليبلغ عددها حتى سقوط نظام البشير في عام 2019  نحو 84 حركة مسلحة.

انحازت هذه الحركات بعد سقوط نظام البشير الى الجيش السوداني، وحين اندلع الصراع بين الأخير وقوات الدعم السريع، وقفت هذه القوات على الحياد. وعلى رغم سقوط عدد من المدن المهمة في الغرب، إلا أن حصار الفاشر جعلها تتحرك وتعلن تكاتفها وتخندقها مع الجيش وتشكيل قوة مشتركة من عدد من الحركات المسلحة، منها قوات مني أركو مناوي، زعيم دارفور، وقوات جبريل إبراهيم، وزير المالية الحالي، وقوات يوسف كرجكولا وقوات الصادق الفكا، وقوات مصطفى تمبور وغيرها، بالإضافة الى المستنفرين والفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش.

15.06.2024
زمن القراءة: 5 minutes
آخر القصص
مجتمع “أختي أميرة”
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 21.06.2024
في سوريا… الشوق إلى الأم شأن سياسيّ! 
عمّار المأمون - كاتب سوري | 21.06.2024
الحج: لماذا بات رحلة الى الموت؟
سمر فيصل - صحافية سعودية | 20.06.2024

اشترك بنشرتنا البريدية