fbpx

من “المنصوري” إلى “الشفاء”… إسرائيل تتعمّد قصف سيارات الإسعاف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يظهر بوضوح أن إسرائيل تتعمّد بصلافة، وبشكل ممنهج ومتكرر في معظم حروبها، استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية ولأبسط قواعد الحروب و”أخلاقياتها”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره بـ”الفزع” من استهداف إسرائيل موكب سيارات إسعاف في غزة. المفزع أكثر، هو اعتراف الجيش الإسرائيلي بـ”وقاحة” منقطعة النظير، بأنه “استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة”، قائلاً إنها كانت “تُستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس”. 

هكذا ببساطة، وعلى غرار استهداف المستشفى المعمداني قبلها بأيام وارتكابه مجزرة، يستسهل الجيش الإسرائيلي التملّص من المسؤولية عبر إلقاء اللوم على “حماس” أو “الجهاد الإسلامي”، متناسياً تاريخه الموثّق من الانتهاكات بحق الجسم الطبي في مختلف الحروب التي خاضها. 

فحكاية مجزرة إسعاف المنصوري في لبنان، لا تزال ماثلة في الذاكرة، بصورها القاسية والدموية. حدث ذلك في 13 نيسان/ إبريل من العام 1996، حينما كانت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية(التابعة لحركة “أمل”) من نوع فولفو، تحمل ضوءاً أزرق على سقفها وعليها مرسوم بشكل واضح وباللون الأحمر هلال طبي، ويقودها عباس جحا، تنقل 13 شخصاً بينهم أطفال، هرباً باتجاه صيدا. تعرضت السيارة لغارة إسرائيلية مباشرة من طائرة أباتشي (مروحية) أدت إلى مقتل سيدتين وأربع طفلات إحداهنّ رضيعة. 

آنذاك، ادّعت إسرائيل أن السيارة كانت تُستخدم من عناصر من “حزب الله”، لكن الحادثة صوّرتها بالكامل صحافية تابعة لوكالة رويترز، التقطت مقاطع فيديو للسيارة قبل استهدافها، ثم لحظة استهدافها، ومباشرة بعد استهدافها، ليظهر بوضوح أن السيارة كانت مليئة بالمدنيين والأطفال الذين دفعوا ثمن هربهم من منطقة عمليات عسكرية كانت تطالب إسرائيل بإخلائها من المدنيين(تماماً كما يحدث اليوم في غزة)، وكانت في الوقت ذاته تقصفهم حينما يخلونها. 

منظمة العفو الدولية في تقريرها حول الحادثة، خلصت إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يقدم أي إثبات على ادعاءاته بأن “حزب الله” استخدم سيارة الإسعاف تلك أو غيرها لنقل المقاتلين، وأنها كانت بوضوح تنقل مدنيين، وضمن موكب يضم سيارات مدنية أخرى هاربة من منطقة العمليات العسكرية، وأن المقاتلين الإسرائيليين في طائرة الأباتشي كانوا يرون بوضوح الشعار الطبي على الإسعاف، ومع ذلك استهدفوها.

وخلص التقرير إلى أن “جيش الدفاع الإسرائيلي أظهر عدم احترام لحيوات المدنيين، وانتهك القوانين الدولية”. 

“القوات المسلحة الإسرائيلية هاجمت على نحو مباشر ومتعمّد، مستشفى القدس في مدينة غزة وموقف سيارات الإسعاف المجاور، بقنابل الفوسفور الأبيض”. 

تقرير آخر لمنظمة “بتسيليم” الإسرائيلية، وثّق تصريحات لرئيس الاستخبارات العسكرية موشي يعلون، يقول فيها إن سيارة الإسعاف هذه استُخدمت لتهريب مقاتلين من “حزب الله”، وإن الجيش الإسرائيلي لم يدّع أبداً أنه استهدفها عن طريق الخطأ بل إنه تعمّد ذلك، في وقاحة تشبه ما حدث في استهداف موكب سيارات الإسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء. “بتسيليم” خلصت أيضاً، إلى أن إسرائيل خرقت معاهدة جنيف التي تحصّن المدنيين والأطقم الطبية ضد الاستهداف العسكري.  

في تقرير “غولدستون”، الصادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 3 نيسان 2009، لـ”التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي التي يمكن أن تكون قد ارتُكبت في سياق العمليات العسكرية التي وقعت في غزة خلال الفترة من 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 إلى 18 كانون الثاني/ يناير 2009″، أكدت البعثة التي أجرت التحقيق، أنها لم تعثر على “أي أدلة تدعم الادعاءات التي تفيد بأن سلطات غزة أو الجماعات المسلحة الفلسطينية استخدمت مرافق المستشفيات كدروع لحماية أنشطة عسكرية أو أن سيارات الإسعاف استُخدمت لنقل مقاتلين أو لأغراض عسكرية أخرى”. 

وخلصت البعثة إلى أن “القوات المسلحة الإسرائيلية هاجمت على نحو مباشر ومتعمّد، مستشفى القدس في مدينة غزة وموقف سيارات الإسعاف المجاور، بقنابل الفوسفور الأبيض”. 

وأضافت اأن الهجوم “تسبب في نشوب حرائق استغرقت عملية إطفائها يوماً كاملاً، وأوقع الذعر في نفوس المرضى والجرحى الذين تعيّن إجلاؤهم”. كما أن البعثة وجدت أنه “لم يصدر في أي وقت تحذير بوقوع هجوم وشيك”. ورفضت البعثة “الادعاء القائل إن نيراناً وجّهت إلى القوات المسلحة الإسرائيلية من داخل المستشفى، وهي تستند في ذلك إلى تحرياتها الخاصة”، كما جاء في التقرير. 

من هنا، يظهر بوضوح أن إسرائيل تتعمّد بصلافة، وبشكل ممنهج ومتكرر في معظم حروبها، استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية ولأبسط قواعد الحروب و”أخلاقياتها”.

05.11.2023
زمن القراءة: 3 minutes

يظهر بوضوح أن إسرائيل تتعمّد بصلافة، وبشكل ممنهج ومتكرر في معظم حروبها، استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية ولأبسط قواعد الحروب و”أخلاقياتها”.

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن شعوره بـ”الفزع” من استهداف إسرائيل موكب سيارات إسعاف في غزة. المفزع أكثر، هو اعتراف الجيش الإسرائيلي بـ”وقاحة” منقطعة النظير، بأنه “استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة”، قائلاً إنها كانت “تُستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس”. 

هكذا ببساطة، وعلى غرار استهداف المستشفى المعمداني قبلها بأيام وارتكابه مجزرة، يستسهل الجيش الإسرائيلي التملّص من المسؤولية عبر إلقاء اللوم على “حماس” أو “الجهاد الإسلامي”، متناسياً تاريخه الموثّق من الانتهاكات بحق الجسم الطبي في مختلف الحروب التي خاضها. 

فحكاية مجزرة إسعاف المنصوري في لبنان، لا تزال ماثلة في الذاكرة، بصورها القاسية والدموية. حدث ذلك في 13 نيسان/ إبريل من العام 1996، حينما كانت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية(التابعة لحركة “أمل”) من نوع فولفو، تحمل ضوءاً أزرق على سقفها وعليها مرسوم بشكل واضح وباللون الأحمر هلال طبي، ويقودها عباس جحا، تنقل 13 شخصاً بينهم أطفال، هرباً باتجاه صيدا. تعرضت السيارة لغارة إسرائيلية مباشرة من طائرة أباتشي (مروحية) أدت إلى مقتل سيدتين وأربع طفلات إحداهنّ رضيعة. 

آنذاك، ادّعت إسرائيل أن السيارة كانت تُستخدم من عناصر من “حزب الله”، لكن الحادثة صوّرتها بالكامل صحافية تابعة لوكالة رويترز، التقطت مقاطع فيديو للسيارة قبل استهدافها، ثم لحظة استهدافها، ومباشرة بعد استهدافها، ليظهر بوضوح أن السيارة كانت مليئة بالمدنيين والأطفال الذين دفعوا ثمن هربهم من منطقة عمليات عسكرية كانت تطالب إسرائيل بإخلائها من المدنيين(تماماً كما يحدث اليوم في غزة)، وكانت في الوقت ذاته تقصفهم حينما يخلونها. 

منظمة العفو الدولية في تقريرها حول الحادثة، خلصت إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يقدم أي إثبات على ادعاءاته بأن “حزب الله” استخدم سيارة الإسعاف تلك أو غيرها لنقل المقاتلين، وأنها كانت بوضوح تنقل مدنيين، وضمن موكب يضم سيارات مدنية أخرى هاربة من منطقة العمليات العسكرية، وأن المقاتلين الإسرائيليين في طائرة الأباتشي كانوا يرون بوضوح الشعار الطبي على الإسعاف، ومع ذلك استهدفوها.

وخلص التقرير إلى أن “جيش الدفاع الإسرائيلي أظهر عدم احترام لحيوات المدنيين، وانتهك القوانين الدولية”. 

“القوات المسلحة الإسرائيلية هاجمت على نحو مباشر ومتعمّد، مستشفى القدس في مدينة غزة وموقف سيارات الإسعاف المجاور، بقنابل الفوسفور الأبيض”. 

تقرير آخر لمنظمة “بتسيليم” الإسرائيلية، وثّق تصريحات لرئيس الاستخبارات العسكرية موشي يعلون، يقول فيها إن سيارة الإسعاف هذه استُخدمت لتهريب مقاتلين من “حزب الله”، وإن الجيش الإسرائيلي لم يدّع أبداً أنه استهدفها عن طريق الخطأ بل إنه تعمّد ذلك، في وقاحة تشبه ما حدث في استهداف موكب سيارات الإسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء. “بتسيليم” خلصت أيضاً، إلى أن إسرائيل خرقت معاهدة جنيف التي تحصّن المدنيين والأطقم الطبية ضد الاستهداف العسكري.  

في تقرير “غولدستون”، الصادر عن بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 3 نيسان 2009، لـ”التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي التي يمكن أن تكون قد ارتُكبت في سياق العمليات العسكرية التي وقعت في غزة خلال الفترة من 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008 إلى 18 كانون الثاني/ يناير 2009″، أكدت البعثة التي أجرت التحقيق، أنها لم تعثر على “أي أدلة تدعم الادعاءات التي تفيد بأن سلطات غزة أو الجماعات المسلحة الفلسطينية استخدمت مرافق المستشفيات كدروع لحماية أنشطة عسكرية أو أن سيارات الإسعاف استُخدمت لنقل مقاتلين أو لأغراض عسكرية أخرى”. 

وخلصت البعثة إلى أن “القوات المسلحة الإسرائيلية هاجمت على نحو مباشر ومتعمّد، مستشفى القدس في مدينة غزة وموقف سيارات الإسعاف المجاور، بقنابل الفوسفور الأبيض”. 

وأضافت اأن الهجوم “تسبب في نشوب حرائق استغرقت عملية إطفائها يوماً كاملاً، وأوقع الذعر في نفوس المرضى والجرحى الذين تعيّن إجلاؤهم”. كما أن البعثة وجدت أنه “لم يصدر في أي وقت تحذير بوقوع هجوم وشيك”. ورفضت البعثة “الادعاء القائل إن نيراناً وجّهت إلى القوات المسلحة الإسرائيلية من داخل المستشفى، وهي تستند في ذلك إلى تحرياتها الخاصة”، كما جاء في التقرير. 

من هنا، يظهر بوضوح أن إسرائيل تتعمّد بصلافة، وبشكل ممنهج ومتكرر في معظم حروبها، استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطقم الطبية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية ولأبسط قواعد الحروب و”أخلاقياتها”.

05.11.2023
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية