fbpx

من يسعى إلى تقويض سلطة ترامب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

من هم حول ترامب يسعون إلى إفشاله.هذه الموجة لا تعبر عن وجود عدد كبير من الأشخاص غير الأوفياء. بل عن عدد كبير من الذين أدركوا مدى فظاعة ترامب.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يسعى الجميع إلى النيل من الرئيس.

كانت تلك هي صرخة الاحتجاج التي أطلقها أنصار دونالد ترامب بعد أن ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن نائب وزير العدل الأميركي، رود روزنشتاين تحدث ذات مرة عن وضع جهاز تنصت (للتسجيل سراً لترامب) و/أو تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأميركي، الذي ينص على عزل الرئيس إذا اعتبر غير مؤهل للمنصب، لوقف ترامب. وقد سخر دونالد ترامب الابن، في تغريدة له عن قصة التايمز، قائلاً، “لا أحد يشعر بالصدمة من أن هؤلاء الرجال سيفعلون أي شيء لتقويض الرئيس.

أثارت قصة التايمز متابعات من مؤسسات صحافية أخرى، أشارت بدورها إلى أن روزنشتاين كان يمزح حول وضع جهاز التنصت. بيد أن الموالين لترامب على حق بشأن أمر واحد فقط: وهو أن الأشخاص حول ترامب يسعون إلى إفشاله. ولهذا رأينا الكثير من التسريبات عن كبار المسؤولين الذين وصفوا ترامب بأنه معتوه وأبله وطفل. ولهذا السبب أيضاً لا يمكن أن يحدَّد المسؤول الكبير الذي كتب مقالة الرأي مجهولة المصدر في صحيفة التايمز، والتي تتناول وجود مقاومة داخل الإدارة: إذ إن كبر عدد المشتبه بهم يصعب عملية تحديد الفاعل. تتسق قصة روزنشتاين مع هذه الموجة السائدة. لكن هذه الموجة لا تعبر عن وجود عدد كبير من الأشخاص غير الأوفياء. بل عن عدد كبير من الذين أدركوا مدى فظاعة ترامب.

تستعرض التفاصيل المذكورة في كتاب الصحافي بوب وودوارد الجديد، الذي يحمل عنوان “الخوف”، مدى احتقار وازدراء مساعدي ترامب له. ونقل عن رئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، وكبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس غاري كون، والمحامي جون دود، أنهم وصفوا ترامب بأنه “مضطرب عقلياً”، ويتمتع بعقلية “طالب في الصف السادس”، و”أبله”. (ومن الجدير بالذكر أن دود وكون غادرا عالم ترامب في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل على التوالي). يصف الكتاب مناورات من قبل الكثير من المسؤولين للتهرب أو إحباط أوامر ترامب. ويصف وودوارد ذلك بأنه “انقلاب إداري”.

ترسم القصة التي نُشرت في صحيفة التايمز، والتي تعتمد بشكل كبير على المذكرات التي كتبها نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” السابق أندرو مكابي، صورة مماثلة لروزنشتاين. فعندما أقال ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” آنذاك جيمس كومي من منصبه عام 2017، قدم روزنشتاين على أنه حليف محنك وعلى أن أسبابه لتزكية الإقالة كانت وجيهة (كان روزنشتاين قد قدم من قبل مذكرةً يوصي فيها بإقالة جيمس كومي). لكن قصة التايمز تذكر أن روزنشتاين لم يعجبه كلام ترامب. فوفقاً لما ذكرته الصحيفة “فوجئ روزنشتاين باستشهاد ترامب بمذكرته باعتبارها الأساس الذي بَنى عليه الإقالة، ثم بدأ يفصح عن خوفه بأنه قد استُغِل”.

وصف ترامب كومي بأنه شخص منعزل، وكاذب، وخائن. لكن قصة التايمز تقدم دليلاً على أن روزنشتاين كان يثق بكومي، وليس بترامب. قال روزنشتاين، وفقاً لمقالة التايمز، في أحد الاجتماعات “إنه يتمنى لو أن كومي ما زال في مكتب التحقيقات الفيدرالي”. كما أراد روزنشتاين أن يطلب من كومي النصيحة حول تعيين مستشار خاص لمتابعة التحقيق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وفي هذه الأثناء، تساءل روزنشتاين “عما إذا كانت لدى ترامب دوافع تتجاوز معاملة كومي للمرشحة الرئاسية [هيلاري] كلينتون قادته للإطاحة به”.

وكما تقول التايمز فإن روزنشتاين لم يحتفظ بهذه الأفكار لنفسه. وشاركها “في الاجتماعات والمحادثات مع مسؤولين آخرين في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي”. وأعرب عن خوفه في اجتماع مع خمسة مسؤولين آخرين على الأقل، من عدم جدية ترامب ومن الفوضى التي تجتاح الإدارة. وتلفت المقالة أيضاً إلى أن روزنشتاين تحدث مع مسؤولين آخرين حول استخدام التعديل الخامس والعشرين من الدستور لعزل ترامب من منصبه، استناداً في ما يبدو إلى أساس عدم لياقته العقلية. هناك خلاف حول ما إذا كان روزنشتاين جاداً أم لا عندما تحدث عن وضع جهاز تصنت للتسجيل للرئيس. لكن صحيفة التايمز تشير إلى أنه تحدث عن ذلك خلال اجتماعين على الأقل.

ذكرت قصة التايمز عن بعض المسؤولين الذين تحدثوا إلى الصحيفة – بيد أنه ليس من الواضح ما إذا كان هؤلاء المسؤولون حاضرين في الجلسة (أي كانوا موجودين شخصياً عندما عبر روزينشتاين عن آرائه)، أم أنهم اطلعوا فحسب على مذكرات مكابي – قولهم إنهم يصفون أفكار روزنشتاين بأنها “ضالة”. ولكن إذا كان الزملاء الذين تحدث معهم روزينشتاين عن هذه الأمور في ذلك الوقت لم يتفقوا معه على هذه الآراء ذاتها، لكانوا سربوا تعليقاته. ولكنهم لم يفعلوا ذلك. وهذا بدوره يشير إلى أن روزنشتاين ربما شعر بالحرية في التحدث بهذه الطريقة لأن المسؤولين من حوله كانوا يوافقونه إلى حد كبير.

لم يكن انعدام الثقة في الرئيس مقصوراً على وزارة العدل. فوفقاً لصحيفة التايمز، بينما كان روزنشتاين يكتب مذكرته عن كومي، كان مساعدو البيت الأبيض يحاولون منع ترامب من إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي من منصبه. وتشير المقالة أيضاً إلى أن روزنشتاين أخبر زملاءه، “أنه قد يتمكن من إقناع وزير العدل جيف سيشنز ورئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، لبذل المزيد من الجهود لتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور”. لكن، بحسب صحيفة التايمز، هذه الجهود لم تكلل بالنجاح. ولكن ما الذي أوحى إلى روزنشتاين بفكرة أن كيلي وسيشنز قد يستجيبان لهذا الأمر؟ تَذكّر الكلمات التي وردت في مقالة الرأي مجهولة المصدر، “لقد كان هناك دعوات مبكرة خافتة داخل مجلس الوزراء لتفعيل التعديل الخامس والعشرين”. بيد أن روزنشتاين لم يكن عضواً في مجلس الوزراء. ولذا فإن هناك شخصاً آخر كان يقوم بتلك الدعوات.

لا يزال يتعين البت في أجزاء من القصة التي نشرتها صحيفة التايمز. وهناك معركة ضارية، على وجه الخصوص، حول سياق التعليق على وضع جهاز التصنت وخطورته. لكن الأحداث الأخرى التي وردت في القصة لم تكن محل نزاع، وتشير كلها إلى النتيجة ذاتها: وهي أن روزنشتاين لم يكن يثق في ترامب. وكذلك بالنسبة إلى المسؤولين الآخرين في الإدارة. وهذا ليس سببه أن هؤلاء الأشخاص لا يعرفون ترامب على حقيقته. بل لأنهم يعرفونه على حقيقته. ولذا إذا كنت تريد استعادة الثقة في الرئيس، فلن تحقق ذلك من خلال التخلص من روزنشتاين. سيكون عليك التخلص من ترامب.

هذا المقال مترجم عن موقع slate.com ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

إقرأ أيضاً:

 بوتين وترامب يهزآن من العالم فكيف ندافع عن الحقيقة؟

كيف تحاول قطر استمالة المؤثّرين في ترامب؟