fbpx

الأردن وموجة تدوين مضادة لـ”الإضراب الشامل” تضامنًا مع غزة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

موجة التدوين المضادة لدعوات الإضراب الشامل في الأردن، شارك بها حسابات سبق تورطت في حملات قومية وأخرى مناهضة للاجئين والمهاجرين في الأردن. خلال الحرب في غزة، هاجمت نفس الحسابات الفصائل المسلحة في غزة وقلّلت من شأن الدعوات لمقاطعة علامات تجارية غربية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

دعا ناشطون ومؤثرون اجتماعيون إلى إضراب عام حول العالم، الاثنين 11 ديسمبر/ كانون الثاني، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، التي قُتل فيها 18 ألف شخص على الأقل منذ بدء إسرائيل حربها قبل أكثر من شهرين. وتجاوز العدد الآن الـ20 ألف قتيل، جاءت الدعوة بعدما قطعت الولايات المتحدة الطريق على تمرير مجلس الأمن الدولي لمشروع قرار يدعو لوقف الحرب، يوم الجمعة الثامن من ديسمبر/ كانون الثاني. 

وتصدر وسما #الإضراب_الشامل و #StrikeforGaza قائمة الموضوعات الأكثر تداولا على الشبكات الاجتماعية، لاسيما منصة إكس (تويتر سابقًا). واحتوى الوسم الأول على حوالي 850 ألف تدوينة، والثاني مليون و700 ألف تدوينة، حيث بلغ ذروته في 11 ديسمبر/ كانون الأول بعدد 848 ألف تدوينة، حسب إحصاءات Meltwater الرائدة في تحليل نشاط الشبكات الاجتماعية.  

مثلما كان الأردن بين أكثر الدول مساهمة بالتدوين عبر الوسمين المؤيدين للإضراب، كانت هناك موجة تدوين مناهضة لفكرة الإضراب في المملكة. ونشطت العديد من الوسوم، بعضها حديثة الإنشاء، مثل #الاضراب_لايمثلني، وأخرى مرتبطة بخطاب قومي مدافع عن الرواية الرسمية وسبق استخدامها في حملات تصيد وبروباغندا، منها #الاردن_خط_احمر.

في منصة إكس، تمت الإشارة إلى وسم #الاضراب_لايمثلني حوالي 805 مرة، وشُوهد 363 ألف مرة، مع نطاق رؤية محتمل من جانب مليون و383 ألف شخص، حسب Meltwater. وشكلت نسبة التدوينات الأصيلة على الوسم نسبة 6% فقط، بينما كانت نسبة 65.7% من التدوينات في صورة ردود، إضافة إلى 16% عبارة عن إعادة مشاركة (ريتويت/ ريبوست)، و11.5% تدوينات مقتبسة. يظهر الرسم التوضيحي أدناه كيف بدأ النشاط على الوسم وبلغ ذروته يوم الإضراب 11 ديسمبر/ كانون الأول.

ماذا يقول محتوى الوسم؟ 

يظهر محتوى الوسم تكرارًا في الروايات المتناقلة عبر #الإضراب_لايمثلني و#الأردن_خط_أحمر، إذ جرى استخدامها في مهاجمة منظمي وسمي الدعوة للإضراب.

من بين الروايات السائدة على الوسوم المضادة للإضراب:

– تضخيم الحديث عن أضرار الإضراب على الاقتصاد الأردني، وتداول تصريحات لمسؤولين وجهات حكومية على الخسائر المحتملة جراء الاحتجاج.

– تسليط الضوء على الموقف الأردني الرسمي الرافض للهجوم على غزة.

– التظاهر باستمرار الدوام اليومي. 

– التشكيك في الهدف من الإضراب، إضافة إلى التشكيك في كونه “إضراب عالمي”. 

– مهاجمة الداعين والمشاركين في الإضراب عبر تعليقات تصفه بأفكار “تخريبية متخبطة” يقوم بها “خونة وعملاء و”جهات انتهازية” من أجل “غايات شعبوية وحزبية”.

شارك 640 حسابًا في موجة التدوين على هاشتاج #الإضراب_لايمثلني، بعضها سبق الانخراط في حملات إلكترونية دعائية للرواية الرسمية وانتقاد خصومها. دأبت بعض الحسابات المشاركة في الوسم على توجيه انتقادات إلى الفصائل المسلحة في غزة، وهاجمت أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، وقلّلت من شأن الدعوات الرامية إلى مقاطعة علامات ومنتجات تجارية على خلفية الحرب في غزة، وذلك على نحو يشبه ما قامت به مجموعات قومية عربية، ومثلها فعلت حسابات دعائية إسرائيلية. إلى جانب اعتيادها ترويج معلومات مضللة.

يعد حساب الضاري – @Aldari_Almgbali، الذي يتابعه أكثر من 9 آلاف حساب في منصة إكس، من أبرز الحسابات المؤثرة في التدوين على #الاضراب_لايمثلني، ويعد أيضاً أحد أبرز مُطلقي الحملات الإلكترونية في الأردن. 

وفي تحليلات سابقة، أظهرنا دور الضاري في إطلاق الحملات وتضخيم الرواية الرسمية والخطاب القومي المناهض لوجود اللاجئين والمهاجرين في المملكة. ولدى الضاري المقبالي صورة في حسابه تجمعه مع العاهل الأردني الذي بدا أكثر شبابًا في اللقطة، ما يشير إلى أنها تم التقاطها في سنوات سابقة. كما ينشط في العديد من الجروبات أو المجموعات الأردنية القومية على فيسبوك.

في نفس التوقيت، عاود وسم #الأردن_خط_أحمر نشاطه، حيث يمكن ملاحظة أن الهاشتاج أخذ نفس القفزة شبه العمودية التي فعلها وسم #الاضراب_لايمثلني. وعادة ما تكون هذه القفزة مؤشراً على نشاط منسق. 

تم تداول الوسم 24800 مرة على الأقل، وشٌوهد 363 ألف مرة، وكان في نطاق رؤية محتمل من جانب مليون و363 ألف شخص. 

في السنوات الأخيرة، ظهر هذا الوسم عن طريق مجموعات قومية تستخدمه في التعبير عن دعم الحكومة والترويج للمواقف الرسمية والأنشطة الدعائية على هامش أي أحداث أو تطورات ربما تحظى بحالة من الجدل في المجتمع الأردني. 

تلاقت نبرة خطاب وسم #الأردن_خط_أحمر مع محتوى الوسم الأول، من حيث الحديث عن أضرار الإضراب على الاقتصاد الأردني. كما تعرض الداعين له للانتقاد.

لاحقًا، تداخلت حسابات مؤثرة داعمة للإضراب مع منتقديه عبر #الأردن_خط_أحمر، رافضة “تشويه” الدعوات للاحتجاج. في حين حاولت حسابات عربية استغلال رواج الوسم في نشر أفكارها، لاسيما تلك المرتبطة بالحرب في غزة.

تصريحات حكومية 

قبيل وأثناء الإضراب، صدرت تصريحات حكومية غير صدامية تجاه الإضراب، فيما انضمت صحف حكومية إلى موجة انتقاد للاحتجاج.  آنذاك، حظيت تصريحات وزير الاتصال الحكومي، مهند مبيضين، باهتمام وسائل الإعلام والحسابات الداعمة للرواية الرسمية.

دعا مبيضين إلى “بدائل أكثر فاعلية تتناسب مع وحدة الصف الأردني”، وأكد على الموقف الرسمي للأردن تجاه الحرب الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وقال “إذ كان لابد من تخصيص يوم عمل لصالح تقديم الدعم للأهل في قطاع غزة بدلًا من الإضراب”.

ونشرت صحيفة “الرأي” الحكومية تقارير تهاجم الإضراب، قائلة إنه عبارة عن “دعوات مشبوهة تتبنّاها جهات غير وطنية”.

موجة التدوين المضادة لدعوات الإضراب الشامل في الأردن، شارك بها حسابات سبق وتورطت في حملات قومية وأخرى مناهضة للاجئين والمهاجرين في الأردن. خلال الحرب في غزة، هاجمت نفس الحسابات الفصائل المسلحة في غزة وقلّلت من شأن الدعوات لمقاطعة علامات تجارية غربية.

مسؤولون حكوميون تفاعلوا مع الإضراب، ودعوا إلى “بدائل مناسبة” للمشهد الأردني في حين هاجمت وسائل إعلام حكومية الإضراب ووصفت منظميه بجهات مشبوهة غير وطنية، أما بعض الحسابات العربية فاستغلت رواج الوسوم في تحقيق المزيد من الانتشار عند التعليق على التطورات الجارية في غزة.