fbpx

عبد المجيد الزنداني… سيرة مختصرة للجهادي الذي “اكتشف علاجاً للإيدز”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يكاد يخلو حدث أو تحوّل في اليمن، من اسم عبدالمجيد الزنداني، الذي تطوى بوفاته عقود من الجدل حول مواقفه من “الإسلام السياسيّ” و”الاختراعات العلمية والطبية” المزعومة، وصولاً إلى الموقف الأخير الذي سجله في ضوء الحرب الإسرائيليّة على غزة . 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ينحدر الزنداني من مديرية الشعر في محافظة إب، هناك بدأ رحلته المهنية بدراسة الصيدلة في مصر، أواخر خمسينيات القرن المنصرم، وهي المرحلة التي تقول سيرته الذاتية إنه التحق خلالها، لمدة قصيرة، بحركة القوميين، لكن سرعان ما تركهم لينجذب إلى جماعة الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية التي تحول إلى عمود أعمدتها على امتداد مسيرته الدعوية والجهادية والسياسية.

وعلى الرغم من كونه شخصية تحت الأضواء، شكل عمره المتداول مع خبر وفاته عن 82 عاماً، مفاجأة للعديد من المتابعين، إذ كان الزنداني بالنسبة لهم بملامحه وطوله الفارع، كما لو أنه أحد المعمرين الذين طال به العمر أبعد من ذلك.

يحضر اسم الزنداني كواحد من الذين شهدوا أحداث ثورة الـ26 أيلول/ سبتمبر 1962، والأهم من ذلك، أنه كان إلى جوار محمد محمود الزبيري المعروف، بـ”أبي الأحرار اليمنيين”، لحظة اغتياله، وهي إحدى أشهر حوادث الاغتيال السياسية في اليمن على امتداد عقود.

تحول الزنداني بنبرته الخطابية المميزة إلى رمز للجناح الديني الذي يسعى للتأثير في السلطة ويثير الجدل، وساعده على ذلك، التواصل مع الشخصيات القبلية النافذة، كعائلة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. 

كان الزنداني أحد أبرز مؤسسي ما عُرف بـ”الحركة الإسلامية” (الإخوان في اليمن)، وأخذ على عاتقه خلال هذه المرحلة مواجهة ما كان يسميه بـ”المد الماركسي”، جنباً إلى جانب مع صراعه ضد القوميين والتيارات المدنية الأخرى، وعام 1965، تسلم الزنداني أول منصب حكومي، نائباً لوزير الأوقاف والإرشاد، في حكومة أحمد محمد النعمان.

الجهاد في أفغانستان

مرحلة الجهاد في أفغانستان، تعد من أهم المحطات بالنسبة للزنداني، إذ كان من بين الشخصيات التي حشدت وشاركت بالمعارك ضد “الاتحاد السوفييتي” في أفغانستان، بضوء أخضر من الولايات المتحدة.

هذه المرحلة التي برز فيها الزنداني كإحدى القيادات الجهادية البارزة، وعلى الرغم من أنه افترق عن أسامة بن لادن وتياره في وقت لاحق، إلا أن اسمه بقي حاضراً. 

مؤخراً أصدر المتحدث باسم “إمارة” أفغانستان، ذبيح الله مجاهد، بيان نعي مقتضب إثر رحيل الزنداني، جاء فيه أنه “ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة أحد كبار علماء العالم الإسلامي العالم المجاهد الشيخ عبدالمجيد الزنداني”، و”تعتبر الإمارة الإسلامية وفاة الفقيد خسارة للأمة الإسلامية جمعاء”.

الزنداني والاشتراكية والجنوب

بعد أن كان الزنداني من أبرز متصدري معارضة ومواجهة الحكم الاشتراكي في الجنوب قبل إعادة توحيد اليمن في العام 1990، كان الزنداني يمثل التيار الديني والقبلي الذي تحول في العام نفسه (1990)، إلى حزب سياسي باسم “التجمع اليمني للإصلاح”.

 أسس الحزب الزنداني إلى جانب الشيخ الأحمر، وقد جرى تعيينه في العام 1993 عضواً في مجلس الرئاسة، في الوقت الذي تصاعدت فيه الخلافات بين شريكي الحكم الرئيسيين (المؤتمر والاشتراكي)، ـ الأمر الذي كان فرصة قربت الزنداني من المؤتمر وعلي عبد الله صالح في صنعاء، باعتباره نداً فكرياً للاشتراكي.

 هذا التقارب وصل ذروته مع الدور الزنداني في حرب 1994، التي أقصت الاشتراكي من الحكم، ويُتهم الزنداني بلعب دور تحريضي وقتالي في تلك المرحلة وما سبقها، وحتى سنوات لاحقة، كان لتياره في حزب الإصلاح موقفاً رافضاً لدخول الحزب بتحالف مع الأحزاب اليسارية (أهمها الاشتراكي والناصري)، في إطار ما عُرف بـ”تحالف اللقاء المشترك” في العام 2002. 

تأسيس جامعة الإيمان

يعتبر تأسيس “جامعة الإيمان” وما لعبته من دور، أبرز محطات الزنداني في العقود الثلاثة الأخيرة، وجرى اختيار مقرها ملاصقاً لمعسكر “الفرقة الأولى مدرعات” سابقاً، التي كانت بقيادة علي محسن الأحمر.

 هذا الموقع يعكس من زاوية أخرى العلاقة التي كانت تجمع الزنداني مع محسن، وحتى العام 2014، انتهت رحلة “جامعة الإيمان” إثر سيطرة الحوثيين على صنعاء، حيث كانت “الإيمان” و”مقر الفرقة الأولى” على رأس الأهداف التي اتجه إليها المسلحون الحوثيون، وحولوها إلى مقرات لهم حتى اليوم.

الزنداني وأمريكا

بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وتوجه الولايات المتحدة نحو ما عُرف بـ”الحرب على الإرهاب”، كان الزنداني من الشخصيات التي وضعت تحت “المجهر”، ووجهت إليها الاتهامات بـ”دعم الإرهاب”، ليُدْرَج على لائحة داعمي الإرهاب في العام 2004.

 هذا التصنيف والاتهامات التي رفضته الحكومة، ظلا على مدى سنوات غير قليلة يلاحقان الزنداني، بسبب تاريخه الجهادي في أفغانستان وعلاقاته ومواقفه ذات الصلة. 

الزنداني مُخترع و”باحث”ومفتي مثير للجدل

خلال فترة السبعينات ومطلع الثمانينات تولى الزنداني العديد من المناصب التربوية في الشطر الشمالي، وبرز الجانب الدعوي في مسيرته عبر العديد من المؤلفات وأبحاث “الإعجاز العلمي” في القرآن الكريم، إذ أسس خلال تواجده في السعودية التي غادر إليها في العام 1979، ما عُرف بـ”الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية”، وله العديد من المؤلفات في هذا المضمار.

لكن عندما يتم الحديث عن الزنداني، هناك العديد من العناوين المثيرة، من أبرزها ما كان يسميه “الاكتشافات العلمية”، حيث روج لسنوات عن تطويره دواء لمرضى نقص المناعة المعروف بـ”الإيدز”، وحصل بالفعل على براءة اختراع في “استخدام تركيبة عشبية لعلاج شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية”.

 واجهت “اختراعات” الزنداني العديد من الانتقادات، وتحولت القضية إلى موضوع سخرية في الغالب، حالها كحال جملة من “الادعاءات”، حيث كان الزنداني يقدم نفسه من خلالها كرائد في حقل الاختراعات والاكتشافات العلمية. وحتى مع تفشي فيروس كورونا 2020، ظهر الزنداني الابن محمد عبدالمجيد، ليروج لخرافات من هذا النوع. 

من المواقف والفتاوى المثيرة للجدل، ما عُرف بـ”زواج الفريند”، وهي فتوى ناقش فيها الزنداني مضامين تتيح نوعاً من الزواج وصفه بـ”الزواج الميسر للمسلمين في الغرب”.

المقصود بهذا الزواج، هو إمكانية صحة عقد الزواج بين رجل والمرأة، مع إعفاء الرجل من السكن، أي أن الزواج لا يشترط أن يقيم كلا الزوجين معاً، بل يمكن للزوجين أن يلتقيا خارج منزل الزوجيّة.

تعد هذه الفتوى مثار جدل، وقد دافع عنه، ونفى أن تكون نوعاً جديداً من الزواج، كما أنها تختلف عن “المتعة “، فـ”الزواج المُيسر” ليس محددة بزمن، ولا يسقط فيه الميراث. 

الخلافة الإسلامية وثورات 2011

مطلع العام 2011 كان الزنداني إلى جانب جملة من الدعاة، ضمن اجتماع دعا إليه علي عبدالله صالح، دعاهم خلاله الأخير إلى لعب دور للتسوية وتخفيف الاحتجاجات التي كانت تطالب برحيله.

 هذه المحطة كانت الأخيرة بين صالح والزنداني، حيث اختار الأخير في وقت لاحق، تأييد الاحتجاجات ووجه كلمة شهيرة من ساحة التغيير خاطب فيها المعتصمين، وتحدث عن بشارات تعتبر “الربيع العربي” وبداية التحول نحو “الخلافة الإسلامية”.

 نقل حينها الزنداني عن مؤلف روسي مزعوم أنه في عام 2020 ستقوم دولة إسلامية على امتداد مساحات واسعة، كما أنه نقل عن تقرير أمريكي مزعوم، كيف ستقوم الخلافة في العام 2025. 

في حسابه على منصة إكس، نشر محمد عبدالمجيد الزنداني صورة تجمع والده مع الرئيس اليمني السابق صالح والقيادي في حركة حماس خالد مشعل، وبحسب نجل الزنداني، فإن الصورة التقطت لحظة قال صالح لمشعل مازحاً أهلاً بـ”الإرهابي”، وعندما احتج، رد صالح نحن لدينا إرهابي كبير، وهو يشير إلى الزنداني، مازحاً. 

خلال العام 2013، بالترافق مع بدء “أنصار الله” (الحوثيين) حروب التوسع نحو صنعاء، اتخذ الزنداني موقفاً مثيراً للجدل، فُسر بأنه محاولة للتقرب من الجماعة، إذ عقد مؤتمراً صحفي يتحدث عن فكرة منح “الهاشميين” ما يُعرف بـ”الخُمس”.

استدل لاحقاً “مفتي الديار اليمنية” المعين من “أنصار الله”، شمس الدين شرف الدين بحديث الزنداني، في سياق الدفاع عن “الخمس”، في إحدى خطب الجمعة التي خصصها لذلك.

الموقف من الحرب على غزّة

في ضوء تطورات غزة خلال الشهور الأخيرة، لم يغب الزنداني عن الأضواء، بل خرج بتسجيل مصور يعلق على عملية “طوفان الأقصى” ويدعو لنصرة فلسطين. فيما بدا تأييداً غير مباشر لتحركات الحوثيين في البحر الأحمر.

 ترجم هذا الموقف نجل الزنداني، بسلسلة منشورات في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي ترفض التدخل الأمريكي ضد الجماعة. 

هل كان هناك من “يلقن” الزنداني؟

النظر إلى مواقف وتصريحات الزنداني التي تحولت في العديد من الأحيان إلى محل سخرية، مثل التبشير بـ”الخلافة” والاختراعات العلمية، يمكن إيجاز الآراء بشأن الزنداني إلى ثلاث فئات.

هناك أنصاره الذين يدافعون عنه، وإن كانوا لا يدافعون عن بعض هذه المواقف، وهناك منتقدو الزنداني الذين يرون أنه يكذب ويؤلف القصص لتضليل أتباعه.

أما الفئة الثالثة، فتقر بعدم دقة الكثير مما كان يبني الزنداني عليه خطاباته ومواقفه، لكنهم يفترضون فيه حسن النية، وأن هناك من كان يستغل تأثيره وقدراته الخطابية، ويزوده بالمعلومات غير الدقيقة، والتي تتوافق مع أفكاره السياسية والعقدية.

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.