fbpx

“ثمن” الصورة في غزة… شهادة المصور الصحافي أحمد الدنف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يناقش ملف “ثمن” الصورة في غزة، جدوى التصوير تحت القصف، في حرب تخطت 200 يوم، أمام أعين العالم الذي يشاهد إبادة الإنسان والعمران الغزيّين، ولا يحرك ساكناً، الـ”ثمن” الذي نشير إليه لا يقتصر على البعد المادي/ المالي لإنتاج الصورة، بل يتعداه إلى المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون، وموقفهم تجاه الضحايا، والمكان الذي تحوّل إلى “محتوى” يُتبادل في أنحاء العالم، يحرك طلاب الجامعات ويُستخدم كدليل في المحاكم الدولية، ومع ذلك، القصف على غزّة لم يتوقف!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في مشهد يبدو غاية في التعقيد، يكابد المصورون الصحافيون في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، أثناء تغطياتهم الإعلامية، ظروفاً استثنائية، تحشرهم ما بين ناجٍ وشاهد وناقل للأحداث بالصوت والصورة الحية، ومن بين عشرات المصورين الذين لم ينقطعوا يوماً عن نقل الحدث، يستعين المصور الصحافي العشريني أحمد الدنف بعدسة كاميرته، مستغلاً عمله مع عدة وكالات إعلامية عربية وأجنبية، لتوثيق الأحداث على خطوط النار بالصورة الحية، ونقلها إلى العالم.

كيف تخرج الصورة من أخطر مكان في العالم؟

“ثمة ما أفكر به أثناء عملي الميداني، ما بين النجاة وحماية عائلتي وخوفي عليهم من الاستهداف، وبين حرصي على توثيق الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبي في غزة وضعف الإمكانات”، يقول الدنف في شهادته لموقع “درج” شارحاً ظروف عمله كمصور صحافي في “أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحفيين وأسرهم”، كما وصفته الأمم المتحدة.

بالنسبة له، القيام بمهمة التصوير الصحافي في غزة، ليست مجرد وظيفة تقنية، بل هي مجابهة يومية مع عوائق قاسية تتطلب إرادة فولاذية وتصميماً على نقل الصورة الحقيقية للعالم، رغم كل العراقيل.

تبدأ المهمة في أجواء محفوفة بالمخاطر والتحديات، من حيث الاستعداد لنقل الحدث، والتأكد من أن كل المعدات جاهزة وفي حالة جيدة للعمل، أما الأمان الشخصي فيبقى الأولوية القصوى، رغم القصف والتدمير.

 ويسير الدنف على قاعدة أن سلامة الصحافي أهم من الخبر والصورة، مستعرضاً مراحل عمله في الميدان، فيقول: “يتوجب على المصور التقاط الصور التي تختزل الوقائع بأمانة وصدق وبشكل صريح، وذلك يتطلب تركيزاً ومهارات فنية عالية”، ويضيف: “أحمل معي معداتي، وأتنقل بين المواقع بسرعة وحذر، متحدياً الظروف التي قد تؤدي لتلف المعدات أو فقدانها”، ويتابع: “أحياناً تكون هناك حواجز أو مناطق خطرة جداً ولا يمكن تجاوزها، بسبب القتال الدائر أو القصف المحتمل، وهذا يضعني في موقف يتطلب قرارات سريعة لتحديد إن كانت الصورة تستحق المخاطرة أم لا”.

علاوةً على ذلك، يواجه الدنف كما زملاءه، تحديات تتعلق بقلة توفر الوقود اللازم للتنقل واستخدام المركبات وأجهزة البث والإرسال، ويزيد الصعوبات دمار البنى التحتية وشبكات الاتصال والتواصل وخطوط الإنترنت، مما يؤثر سلباً على سرعة الاستجابة للأحداث الجارية وإيصال الصور إلى الجهات المعنية.

 العائد المادي لا يغطي المخاطرة

يقول الدنف في هذا السياق: “عودنا الاحتلال منذ بداية حربه على قطاع غزة، أنه عندما يقرر اجتياح منطقة معينة، أول ما يقوم به، هو استهداف شبكات الإنترنت والاتصال فيقطعها، وهذا بالتالي يشكل عائقاً كبيراً أمامنا في نقل الصورة بشكل مباشر وحي، ويدفعنا غالباً إلى الاستعاضة بشرائح ( sim ) لإرسال المواد البصرية”.

ويضيف: “نضطر للوقوف في الأماكن المرتفعة وأسطح البنايات والتنقل بين الشوارع والمستشفيات، بحثاً عن مصادر للإنترنت وإشارة إرسال، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن غزة، مما يعرضنا للخطر، وأحيانا نبقى 24 ساعة بلا نوم، لإرسال المواد في وقتها، وتحديداً الأخبار العاجلة”. 

يقع على عاتق المصور الصحافي مسؤولية كبيرة تجاه معداته الصحافية، لأنه في حال تعرضت لأي عطب، أو في حال فقدها، سيفقد عمله وستنقطع الصورة، لذلك تشكل حمايتها رأس أولوياته، والنجاة بها تعادل نجاته الشخصية، كما أنه لا يضعها في خيم النازحين، بل في مركبات الصحافة، هذا الدرس تعلمه الصحافيون من بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح، وبعدما أمر بإخلاء العديد من أحيائها، ومن ضمنها مخيمات الصحافيين، مما وضع الصحافيين أمام معضلة كبيرة، عرقلت تغطياتهم الصحافية.

ويؤكد الدنف أن ” العائد المادي لا يتناسب دوماً مع المخاطر والتحديات، فأجور الصحافيين الميدانيين؛ خصوصاً في مناطق النزاع، لا تُقارن بحجم المخاطرة ولا الجهد المبذول، في غالب الأحيان”، ويلفت إلى أن “العائد الحقيقي يأتي من الشعور بالمسؤولية في نقل الحقيقة وإظهار الواقع للعالم، الذي يتابع معاناتنا عبر الصور، التي ننشرها على الشاشات والمواقع الإلكترونية”. 

في كل مرة يخرج فيها الدنف مع زملائه لتنفيذ مهمة إعلامية، يودعون بعضهم بعضاً، لأنهم يدركون أنهم مستهدفون من قبل الجيش الإسرائيلي في كل وقت وبشكل مباشر، وذلك بقصد منعهم من توثيق الانتهاكات ونقلها، وليصبح العديد منهم هو خبر الصورة.

القانون الدولي يفشل في حماية الصورة

وعن استهداف الصحافيين، يقول الدنف: “على رغم أننا نخرج مرتدين الزي الصحافي والخوذ، حريصين على إظهار إشارة الصحافة المكتوبة عليها، لكن الاحتلال استهدف عشرات الصحافيين، والحقيقة أنه في كل مرة نسمع خبر استهداف صحافي، وتوقف كاميرته عن التصوير، نشعر بحزن وإحباط كبيرين”.

ربما في حالة الفقد، من الطبيعي أن يشعر أي مصور صحافي في وضع الدنف، بأن حالة من التوتر والقلق  تسيطر عليه، وهذا ما يجعله يفكر مراراً بالتوقف عن التغطية الإعلامية والبقاء مع عائلته، لكنه سرعان ما يعود لحمل كاميرته مرة أخرى، مصراً على عدم ترك الميدان، لأن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى فرض هذا الواقع، أي التعتيم الإعلامي، كي يتسنى له ارتكاب جرائمه بحق المدنيين بصمت.

ويؤكد الدنف أن “القانون الدولي فشل في حماية الصحافيين في غزة، رغم أنه يؤكد أن الاستهداف المباشر المقصود بحقّ الصحافيين يُشكّل قتلاً للحقيقة، ويمثل جريمة حرب، وذلك بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية – نظام روما الأساسي لسنة 1998، لكن الاحتلال لا يبالي بالقانون الدولي، ويضرب به عرض الحائط”.

 يشار إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، ارتفع عدد القتلى الصحافيين في غزة إلى 143، حسبما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، كما صُنفت إسرائيل كواحدة من أسوأ سجاني الصحافة، وفق تقرير “لجنة حماية الصحفيين” لهذا العام.

مشاهد لا تُنسى

ويقول الدنف: “من أكثر الزملاء الصحافيين الذين أثر فقدانهم عليّ، كان زميلي ورفيق مشواري الإعلامي المصور الصحافي مصطفى ثريا، الذي قتل بقصف مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية”.

هناك بعض المشاهد التي انطبعت في ذاكرة الدنف، صور يصعب عليه نسيانها، وأكثرها التصاقا بوجدانه، تصويره مشهد أم غزية مفجوعة بمقتل أولادها، كانت تصرخ وتقول أمام الكاميرا “أولادي ماتوا جوعانين”، وكانت تقف أمام عدسة كاميرته لتوصل صوتها إلى العالم.

 صورة أخرى لا ينساها أيضاً، كانت خلال إعداد قصة إنسانية، عن أحد الذين أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، لا ينسى الدنف المشهد عندما أخبره المعتقل المُفرج في المقابلة، عن تعرضه للتعذيب والتنكيل والتهديد من قبل جنود إسرائيليين باغتصاب زوجته وبناته، فيقول: “كنت أقف خلف الكاميرا، وأشعر بالصدمة والذهول، وأوشك أن أجهش بالبكاء، فالمصور الصحافي قبل كل شيء إنسان”.

25.05.2024
زمن القراءة: 5 minutes

يناقش ملف “ثمن” الصورة في غزة، جدوى التصوير تحت القصف، في حرب تخطت 200 يوم، أمام أعين العالم الذي يشاهد إبادة الإنسان والعمران الغزيّين، ولا يحرك ساكناً، الـ”ثمن” الذي نشير إليه لا يقتصر على البعد المادي/ المالي لإنتاج الصورة، بل يتعداه إلى المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون، وموقفهم تجاه الضحايا، والمكان الذي تحوّل إلى “محتوى” يُتبادل في أنحاء العالم، يحرك طلاب الجامعات ويُستخدم كدليل في المحاكم الدولية، ومع ذلك، القصف على غزّة لم يتوقف!

في مشهد يبدو غاية في التعقيد، يكابد المصورون الصحافيون في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، أثناء تغطياتهم الإعلامية، ظروفاً استثنائية، تحشرهم ما بين ناجٍ وشاهد وناقل للأحداث بالصوت والصورة الحية، ومن بين عشرات المصورين الذين لم ينقطعوا يوماً عن نقل الحدث، يستعين المصور الصحافي العشريني أحمد الدنف بعدسة كاميرته، مستغلاً عمله مع عدة وكالات إعلامية عربية وأجنبية، لتوثيق الأحداث على خطوط النار بالصورة الحية، ونقلها إلى العالم.

كيف تخرج الصورة من أخطر مكان في العالم؟

“ثمة ما أفكر به أثناء عملي الميداني، ما بين النجاة وحماية عائلتي وخوفي عليهم من الاستهداف، وبين حرصي على توثيق الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبي في غزة وضعف الإمكانات”، يقول الدنف في شهادته لموقع “درج” شارحاً ظروف عمله كمصور صحافي في “أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحفيين وأسرهم”، كما وصفته الأمم المتحدة.

بالنسبة له، القيام بمهمة التصوير الصحافي في غزة، ليست مجرد وظيفة تقنية، بل هي مجابهة يومية مع عوائق قاسية تتطلب إرادة فولاذية وتصميماً على نقل الصورة الحقيقية للعالم، رغم كل العراقيل.

تبدأ المهمة في أجواء محفوفة بالمخاطر والتحديات، من حيث الاستعداد لنقل الحدث، والتأكد من أن كل المعدات جاهزة وفي حالة جيدة للعمل، أما الأمان الشخصي فيبقى الأولوية القصوى، رغم القصف والتدمير.

 ويسير الدنف على قاعدة أن سلامة الصحافي أهم من الخبر والصورة، مستعرضاً مراحل عمله في الميدان، فيقول: “يتوجب على المصور التقاط الصور التي تختزل الوقائع بأمانة وصدق وبشكل صريح، وذلك يتطلب تركيزاً ومهارات فنية عالية”، ويضيف: “أحمل معي معداتي، وأتنقل بين المواقع بسرعة وحذر، متحدياً الظروف التي قد تؤدي لتلف المعدات أو فقدانها”، ويتابع: “أحياناً تكون هناك حواجز أو مناطق خطرة جداً ولا يمكن تجاوزها، بسبب القتال الدائر أو القصف المحتمل، وهذا يضعني في موقف يتطلب قرارات سريعة لتحديد إن كانت الصورة تستحق المخاطرة أم لا”.

علاوةً على ذلك، يواجه الدنف كما زملاءه، تحديات تتعلق بقلة توفر الوقود اللازم للتنقل واستخدام المركبات وأجهزة البث والإرسال، ويزيد الصعوبات دمار البنى التحتية وشبكات الاتصال والتواصل وخطوط الإنترنت، مما يؤثر سلباً على سرعة الاستجابة للأحداث الجارية وإيصال الصور إلى الجهات المعنية.

 العائد المادي لا يغطي المخاطرة

يقول الدنف في هذا السياق: “عودنا الاحتلال منذ بداية حربه على قطاع غزة، أنه عندما يقرر اجتياح منطقة معينة، أول ما يقوم به، هو استهداف شبكات الإنترنت والاتصال فيقطعها، وهذا بالتالي يشكل عائقاً كبيراً أمامنا في نقل الصورة بشكل مباشر وحي، ويدفعنا غالباً إلى الاستعاضة بشرائح ( sim ) لإرسال المواد البصرية”.

ويضيف: “نضطر للوقوف في الأماكن المرتفعة وأسطح البنايات والتنقل بين الشوارع والمستشفيات، بحثاً عن مصادر للإنترنت وإشارة إرسال، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن غزة، مما يعرضنا للخطر، وأحيانا نبقى 24 ساعة بلا نوم، لإرسال المواد في وقتها، وتحديداً الأخبار العاجلة”. 

يقع على عاتق المصور الصحافي مسؤولية كبيرة تجاه معداته الصحافية، لأنه في حال تعرضت لأي عطب، أو في حال فقدها، سيفقد عمله وستنقطع الصورة، لذلك تشكل حمايتها رأس أولوياته، والنجاة بها تعادل نجاته الشخصية، كما أنه لا يضعها في خيم النازحين، بل في مركبات الصحافة، هذا الدرس تعلمه الصحافيون من بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح، وبعدما أمر بإخلاء العديد من أحيائها، ومن ضمنها مخيمات الصحافيين، مما وضع الصحافيين أمام معضلة كبيرة، عرقلت تغطياتهم الصحافية.

ويؤكد الدنف أن ” العائد المادي لا يتناسب دوماً مع المخاطر والتحديات، فأجور الصحافيين الميدانيين؛ خصوصاً في مناطق النزاع، لا تُقارن بحجم المخاطرة ولا الجهد المبذول، في غالب الأحيان”، ويلفت إلى أن “العائد الحقيقي يأتي من الشعور بالمسؤولية في نقل الحقيقة وإظهار الواقع للعالم، الذي يتابع معاناتنا عبر الصور، التي ننشرها على الشاشات والمواقع الإلكترونية”. 

في كل مرة يخرج فيها الدنف مع زملائه لتنفيذ مهمة إعلامية، يودعون بعضهم بعضاً، لأنهم يدركون أنهم مستهدفون من قبل الجيش الإسرائيلي في كل وقت وبشكل مباشر، وذلك بقصد منعهم من توثيق الانتهاكات ونقلها، وليصبح العديد منهم هو خبر الصورة.

القانون الدولي يفشل في حماية الصورة

وعن استهداف الصحافيين، يقول الدنف: “على رغم أننا نخرج مرتدين الزي الصحافي والخوذ، حريصين على إظهار إشارة الصحافة المكتوبة عليها، لكن الاحتلال استهدف عشرات الصحافيين، والحقيقة أنه في كل مرة نسمع خبر استهداف صحافي، وتوقف كاميرته عن التصوير، نشعر بحزن وإحباط كبيرين”.

ربما في حالة الفقد، من الطبيعي أن يشعر أي مصور صحافي في وضع الدنف، بأن حالة من التوتر والقلق  تسيطر عليه، وهذا ما يجعله يفكر مراراً بالتوقف عن التغطية الإعلامية والبقاء مع عائلته، لكنه سرعان ما يعود لحمل كاميرته مرة أخرى، مصراً على عدم ترك الميدان، لأن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى فرض هذا الواقع، أي التعتيم الإعلامي، كي يتسنى له ارتكاب جرائمه بحق المدنيين بصمت.

ويؤكد الدنف أن “القانون الدولي فشل في حماية الصحافيين في غزة، رغم أنه يؤكد أن الاستهداف المباشر المقصود بحقّ الصحافيين يُشكّل قتلاً للحقيقة، ويمثل جريمة حرب، وذلك بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية – نظام روما الأساسي لسنة 1998، لكن الاحتلال لا يبالي بالقانون الدولي، ويضرب به عرض الحائط”.

 يشار إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، ارتفع عدد القتلى الصحافيين في غزة إلى 143، حسبما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي، كما صُنفت إسرائيل كواحدة من أسوأ سجاني الصحافة، وفق تقرير “لجنة حماية الصحفيين” لهذا العام.

مشاهد لا تُنسى

ويقول الدنف: “من أكثر الزملاء الصحافيين الذين أثر فقدانهم عليّ، كان زميلي ورفيق مشواري الإعلامي المصور الصحافي مصطفى ثريا، الذي قتل بقصف مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية”.

هناك بعض المشاهد التي انطبعت في ذاكرة الدنف، صور يصعب عليه نسيانها، وأكثرها التصاقا بوجدانه، تصويره مشهد أم غزية مفجوعة بمقتل أولادها، كانت تصرخ وتقول أمام الكاميرا “أولادي ماتوا جوعانين”، وكانت تقف أمام عدسة كاميرته لتوصل صوتها إلى العالم.

 صورة أخرى لا ينساها أيضاً، كانت خلال إعداد قصة إنسانية، عن أحد الذين أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، لا ينسى الدنف المشهد عندما أخبره المعتقل المُفرج في المقابلة، عن تعرضه للتعذيب والتنكيل والتهديد من قبل جنود إسرائيليين باغتصاب زوجته وبناته، فيقول: “كنت أقف خلف الكاميرا، وأشعر بالصدمة والذهول، وأوشك أن أجهش بالبكاء، فالمصور الصحافي قبل كل شيء إنسان”.

25.05.2024
زمن القراءة: 5 minutes

اشترك بنشرتنا البريدية