fbpx

الجيش الإسرائيلي يبتزّ الغزيين…تعاون معنا أو نتهمك بالتجسس على جيرانك لصالح “حماس”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر تفاصيل تعريفية عن سكان غزة، الذين يدّعي أنهم تجسسوا على مدنيين لصالح جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس”؛ وحسب صحيفة هآرتس، حصل الجيش الإسرائيلي على إذن قانوني لممارسة عملية الابتزاز هذه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هذا التحقيق مترجم عن صحيفة هآرتس أنجزته الصحفية عميرة هآس

بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر صور وتفاصيل تعريفية عن سكان قطاع غزة، مُدعياً أنهم تجسسوا على غيرهم من السكان، لصالح جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس”، مهدداً بالاستمرار في نشر تفاصيل إضافية عن آخرين، ما لم يتواصلوا مع الجيش الإسرائيلي أولاً.

وأفاد مصدر عسكري لصحيفة هآرتس أن “الجيش حصل على إذن قانوني للانخراط في هذا الابتزاز”، الذي يهدف بشكل أساسي إلى “إيقاظ الجمهور في غزة، وإظهار أن حماس تتابعهم، إلى جانب تسلط الضوء على ما تلحقه بهم”.

علمت صحيفة هآرتس أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” ليس له علاقة بهذه المناورة، والتفاصيل التعريفية التي نُشرت بالفعل، هي جزء من المواد الاستخباراتية التي استولى عليها الجيش خلال عمليته البرية في قطاع غزة، وذلك وفقاً للجيش نفسه.

يوم الجمعة الماضي، رمى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق المساجد في عدة مواقع في قطاع غزة، أثناء صلاة الظهر على الأرجح، تُظهر صور وأرقام هويات 130 رجلاً، وفقًا للمصدر العسكري الذي تحدثت معه صحيفة هآرتس، وجاء في المنشورات أنه تم تجنيد هذه المجموعة من الغزيين من قبل جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس” للتجسس على سكان غزة.

وكجزء من الدور المنوط بهم، قدم هؤلاء لـ”حماس” معلومات شخصية عن أشخاص عاديين، بما في ذلك، ميولهم الجنسية أو علاقاتهم الجنسية خارج الزواج.

“اتصلوا بنا إذا كنتم لا تريدون ظهور صوركم هنا”، تقول العبارة المكتوبة في أسفل الصفحة الأخيرة من المنشور، الذي يحمل اسم “الكاشف” بالعربية، بينما يُظهر الجزء العلوي من الصفحة ذاتها، صفاً من الصور المظللة.

جاء في المنشور: “مئات الآلاف من التقارير قد جمعت عنكم يا سكان غزة”، ثم يسأل الجيش الإسرائيلي المستهدفين: “هل تريدون معرفة ما إذا كان قد تم التجسس عليكم وتقديم تقارير عنكم؟ إذهبوا إلى الموقع الإلكتروني، أدخلوا رقم الهوية الخاص بكم واكتشفوا من أبلغ عنكم”.

وتحتوي الصفحات الداخلية للمنشور سلسلة من الصور والأسماء وأرقام الهويات، كما يضع الجيش الإسرائيلي رمزاً الكترونياً يحيل إلى موقع إلكتروني، يمكن من خلاله العثور على تفاصيل عن شخص معين، كُتب بجانبه: “متعاون مع الأمن العام لحماس! هل اكتشفت ما إذا كان رقم هويتك موجوداً على الموقع الإلكتروني؟ سنكشف قريباً عن تفاصيلك للجميع، يمكنك أن تنقذ نفسك – اتصل بنا”.

“جاسوس اليوم”

على الصفحة الأولى من المنشور، هناك صورة لرجل واسمه، التسمية التوضيحية هي: “جاسوس اليوم”، يقتبس النص معلومات قدمها هذا الرجل، عن شخص كان يذهب إلى مصر بانتظام، وكان لديه علاقات مع امرأة مصرية متزوجة، يسافر زوجها بانتظام إلى دول الخليج للعمل.

في النصف الثاني من الصفحة، هناك إشارة إلى وجود “معلومات سرية كشفت تجسس جهاز الأمن العام على السكان”، ويقول النص: “هذا ليس سوى جزء من المعلومات التي حصلنا عليها، هذه هي الطريقة التي تجسست بها حماس عليكم”.

يذكر المنشور أن “الأمن العام هو جهاز سري لحماس، ويستخدم منذ سنوات، مخبرين لمتابعة التجسس عليكم؛ من الممكن أن يكون صديقك أو جارك أبلغ حماس عن أسرارك الكبرى، وسنكشف قريباً، أسماء جميع المخبرين والتقارير التي جمعوها”.

وقال مصدر عسكري لصحيفة هآرتس عبر الهاتف: “إن الجيش لم ينشر قصصاً شخصية هناك، نحن لم نقدم تفاصيل عما كان يعرفه هؤلاء الأشخاص أو جمعوه”، ولكن على النقيض من هذا الكلام، تظهر الأسماء الكاملة لبعض الأهداف المزعومة لهؤلاء المخبرين على الموقع الإلكتروني: “تجسس جهاز الأمن العام لحماس على (يظهر اسم كامل) المشتبه بأنه مثلي الجنس…تجسس على شاب متزوج (يظهر اسمه الكامل) مشتبه بعقد اجتماعات ممنوعة مع امرأة”.

ويدعو الموقع الزوار للنقر على الروابط للوصول إلى الوثائق الأصلية خلف كل اسم، التي يمكن أن تكشف عن الأسماء والتفاصيل الشخصية، حتى الحميمية منها، للعديد من سكان غزة، الذين كانوا وفقاً للجيش الإسرائيلي، أهدافاً للتجسس والإبلاغ.

يُدرج الموقع أسماء سكان غزة الذين ينتمون إلى منظمات أخرى مثل “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، الذين قدموا، وفقاً للجيش الإسرائيلي، معلومات ل”حماس” عن منظماتهم.

هناك تقارير، على سبيل المثال، تشير إلى أن “الجهاد الإسلامي” كان يواجه صعوبات مالية، وأخرى تتحدث عن أشخاص التقوا بشركاء للسلطة الفلسطينية أو “فتح” عدة مرات، وهو ما يُعتبر تحريضاً مشبوهاً في غزة التي تحكمها “حماس”، هناك أيضاً عشرات الصور على غرار الهويات الشخصية، وصفهم الجيش بأنهم “مخبرون أو متعاونون”.

حرب نفسيّة أم تحريض ؟

وفقًا للنصوص المرفقة ببعض هذه الصور، يمكن الاستنتاج بأنها التقطت على خلفية شعار وعنوان وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، وبعض الصور هي لأطفال يبدو أنهم أصغر من عشر سنوات، أحدهم حتى أصغر من خمس سنوات، كما تظهر بعض الأسماء بدون صور.

أُطلق الموقع على الإنترنت في 16 أيار/مايو، وفقاً للمصدر العسكري لصحيفة هآرتس، وفي اليوم التالي، تم رمي المنشورات المطبوعة، مع تهديد بنشر أسماء وتفاصيل عن المزيد من المخبرين.

قبل بضعة أيام، في 13 أيار/مايو، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن وجود مثل هذه الوثائق التي تحتفظ بها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ويبدو أن مراسليْ الصحيفة آدم راسغون ورونين بيرغمان، تم منحهما الوصول إلى العديد من الوثائق السرية، بعضها كانا يكتبان عنه.

وقال المصدر العسكري لصحيفة هآرتس: “إن المواد التي جمعتها وحدة الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن جمع الوثائق والغنائم التقنية أثناء غزو قطاع غزة، سمحت للجيش باكتشاف الكثير عن حماس ونواياها”.

وجاء في وثائق هذا الجهاز الأمني، الذي كان هدفه “التجسس على أي شخص يعيش في قطاع غزة، بمن فيهم الأشخاص البسطاء الذين يخونون زوجاتهم، أن الأمر لم يكن مقتصراً على المعلومات العسكرية أو الأمنية فقط، بل استغلال هذه المعلومات من أجل تجنيد الأشخاص، فحماس يعملون بهذه الطريقة للحفاظ على حكمهم”.

وقال المصدر: “إن الجيش الإسرائيلي تعلم من هذه الوثائق، أن هذا الأسلوب في النهاية أضر بالأشخاص العاديين في غزة، فالجيش لا ينشر هذه الصور كوسيلة للابتزاز، إنما كرغبة في إيقاظ الجمهور هناك، وإظهار ما فعلته حماس بهم، فالأشخاص الذين نشرنا صورهم تم اختيارهم بعناية من قبل حماس، التي جندتهم للتجسس على الناس وابتزازهم، وهؤلاء الأشخاص من عشائر ترتبط بحماس، وهذا جزء من طريقة استغلالها للناس، ونقترح على جميع المدنيين والأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة، أن يقدموا لنا معلومات”.

ويشير الموقع إلى أن 10,988 عملية بحث أجريت، لكن الرقم ظل كما هو طوال يوم الاثنين وحتى وقت نشر هذه القصة  في 22/05/2024.

وقال رجل يُدعى تامر، شارك المنشور على الإنترنت (مع بعض التمويه للتفاصيل التعريفية): “إن ادعاءات الجيش كاذبة، وإن إسرائيل تتحكم بالسجل السكاني الفلسطيني (في كل من غزة والضفة الغربية) وتملك سهولة الوصول إلى الأسماء وأرقام هويات جميع السكان”.

حساب تامر على منصة X، الذي تم فتحه في تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشير إلى شخصية أو منظمة تمثل أو تتبنى رواية “حماس”، ويقول: “إن محاولات الجيش لدفع سكان غزة للتعاون معه فشلت، وهذا التحرك الجديد يهدف إلى إثارة صراعات داخلية بين الجمهور عموماً، وداخل العائلات”.

وقال بعض سكان غزة لصحيفة هآرتس إنه  “ليس من المفاجئ أن حماس تتجسس على الناس مثلما تفعل أنظمة أخرى، بما في ذلك السلطة الفلسطينية في رام الله أو الإدارة العسكرية الإسرائيلية”، وأشار أحدهم إلى أنهم غالباً “يعرفون من أبلغ عنهم في أمور معينة”، “هذه أساليب خبيثة تستخدمها جميع الأطراف” كما وصف شخص آخر من غزة.

ويقال إنه بينما لا يعرف الناس في غزة ما إذا كانوا سيقتلون في اليوم التالي أم لا، وبينما ينشغلون في البحث عن الماء والطعام، تتضاءل الفرص، في أن يؤدي كشف أسماء المخبرين المزعومين إلى إثارة الفوضى، أو أن تنجح الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل.

فداء زياد - كاتبة فلسطينية من غزة | 14.06.2024

عن تخمة الشعور واختبارات النجاة في غزة

ليلة اقتحام رفح، كانت حيلتي أن أستعير أقدام الطبيبة أميرة العسولي، المرأة الطبيبة التي جازفت بحياتها لتنقذ حياة مصاب، فترة حصار الجيش الإسرائيلي مستشفى ناصر في خانيونس، كي أحاول إنقاذ أخي وعائلته وأختي وأبنائها المقيمين في الجهة المقابلة لنا، لأنهم كانوا أكثر قرباً من الخطر.
25.05.2024
زمن القراءة: 5 minutes

بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر تفاصيل تعريفية عن سكان غزة، الذين يدّعي أنهم تجسسوا على مدنيين لصالح جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس”؛ وحسب صحيفة هآرتس، حصل الجيش الإسرائيلي على إذن قانوني لممارسة عملية الابتزاز هذه.

هذا التحقيق مترجم عن صحيفة هآرتس أنجزته الصحفية عميرة هآس

بدأ الجيش الإسرائيلي بنشر صور وتفاصيل تعريفية عن سكان قطاع غزة، مُدعياً أنهم تجسسوا على غيرهم من السكان، لصالح جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس”، مهدداً بالاستمرار في نشر تفاصيل إضافية عن آخرين، ما لم يتواصلوا مع الجيش الإسرائيلي أولاً.

وأفاد مصدر عسكري لصحيفة هآرتس أن “الجيش حصل على إذن قانوني للانخراط في هذا الابتزاز”، الذي يهدف بشكل أساسي إلى “إيقاظ الجمهور في غزة، وإظهار أن حماس تتابعهم، إلى جانب تسلط الضوء على ما تلحقه بهم”.

علمت صحيفة هآرتس أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” ليس له علاقة بهذه المناورة، والتفاصيل التعريفية التي نُشرت بالفعل، هي جزء من المواد الاستخباراتية التي استولى عليها الجيش خلال عمليته البرية في قطاع غزة، وذلك وفقاً للجيش نفسه.

يوم الجمعة الماضي، رمى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق المساجد في عدة مواقع في قطاع غزة، أثناء صلاة الظهر على الأرجح، تُظهر صور وأرقام هويات 130 رجلاً، وفقًا للمصدر العسكري الذي تحدثت معه صحيفة هآرتس، وجاء في المنشورات أنه تم تجنيد هذه المجموعة من الغزيين من قبل جهاز الأمن العام التابع لـ”حماس” للتجسس على سكان غزة.

وكجزء من الدور المنوط بهم، قدم هؤلاء لـ”حماس” معلومات شخصية عن أشخاص عاديين، بما في ذلك، ميولهم الجنسية أو علاقاتهم الجنسية خارج الزواج.

“اتصلوا بنا إذا كنتم لا تريدون ظهور صوركم هنا”، تقول العبارة المكتوبة في أسفل الصفحة الأخيرة من المنشور، الذي يحمل اسم “الكاشف” بالعربية، بينما يُظهر الجزء العلوي من الصفحة ذاتها، صفاً من الصور المظللة.

جاء في المنشور: “مئات الآلاف من التقارير قد جمعت عنكم يا سكان غزة”، ثم يسأل الجيش الإسرائيلي المستهدفين: “هل تريدون معرفة ما إذا كان قد تم التجسس عليكم وتقديم تقارير عنكم؟ إذهبوا إلى الموقع الإلكتروني، أدخلوا رقم الهوية الخاص بكم واكتشفوا من أبلغ عنكم”.

وتحتوي الصفحات الداخلية للمنشور سلسلة من الصور والأسماء وأرقام الهويات، كما يضع الجيش الإسرائيلي رمزاً الكترونياً يحيل إلى موقع إلكتروني، يمكن من خلاله العثور على تفاصيل عن شخص معين، كُتب بجانبه: “متعاون مع الأمن العام لحماس! هل اكتشفت ما إذا كان رقم هويتك موجوداً على الموقع الإلكتروني؟ سنكشف قريباً عن تفاصيلك للجميع، يمكنك أن تنقذ نفسك – اتصل بنا”.

“جاسوس اليوم”

على الصفحة الأولى من المنشور، هناك صورة لرجل واسمه، التسمية التوضيحية هي: “جاسوس اليوم”، يقتبس النص معلومات قدمها هذا الرجل، عن شخص كان يذهب إلى مصر بانتظام، وكان لديه علاقات مع امرأة مصرية متزوجة، يسافر زوجها بانتظام إلى دول الخليج للعمل.

في النصف الثاني من الصفحة، هناك إشارة إلى وجود “معلومات سرية كشفت تجسس جهاز الأمن العام على السكان”، ويقول النص: “هذا ليس سوى جزء من المعلومات التي حصلنا عليها، هذه هي الطريقة التي تجسست بها حماس عليكم”.

يذكر المنشور أن “الأمن العام هو جهاز سري لحماس، ويستخدم منذ سنوات، مخبرين لمتابعة التجسس عليكم؛ من الممكن أن يكون صديقك أو جارك أبلغ حماس عن أسرارك الكبرى، وسنكشف قريباً، أسماء جميع المخبرين والتقارير التي جمعوها”.

وقال مصدر عسكري لصحيفة هآرتس عبر الهاتف: “إن الجيش لم ينشر قصصاً شخصية هناك، نحن لم نقدم تفاصيل عما كان يعرفه هؤلاء الأشخاص أو جمعوه”، ولكن على النقيض من هذا الكلام، تظهر الأسماء الكاملة لبعض الأهداف المزعومة لهؤلاء المخبرين على الموقع الإلكتروني: “تجسس جهاز الأمن العام لحماس على (يظهر اسم كامل) المشتبه بأنه مثلي الجنس…تجسس على شاب متزوج (يظهر اسمه الكامل) مشتبه بعقد اجتماعات ممنوعة مع امرأة”.

ويدعو الموقع الزوار للنقر على الروابط للوصول إلى الوثائق الأصلية خلف كل اسم، التي يمكن أن تكشف عن الأسماء والتفاصيل الشخصية، حتى الحميمية منها، للعديد من سكان غزة، الذين كانوا وفقاً للجيش الإسرائيلي، أهدافاً للتجسس والإبلاغ.

يُدرج الموقع أسماء سكان غزة الذين ينتمون إلى منظمات أخرى مثل “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، الذين قدموا، وفقاً للجيش الإسرائيلي، معلومات ل”حماس” عن منظماتهم.

هناك تقارير، على سبيل المثال، تشير إلى أن “الجهاد الإسلامي” كان يواجه صعوبات مالية، وأخرى تتحدث عن أشخاص التقوا بشركاء للسلطة الفلسطينية أو “فتح” عدة مرات، وهو ما يُعتبر تحريضاً مشبوهاً في غزة التي تحكمها “حماس”، هناك أيضاً عشرات الصور على غرار الهويات الشخصية، وصفهم الجيش بأنهم “مخبرون أو متعاونون”.

حرب نفسيّة أم تحريض ؟

وفقًا للنصوص المرفقة ببعض هذه الصور، يمكن الاستنتاج بأنها التقطت على خلفية شعار وعنوان وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، وبعض الصور هي لأطفال يبدو أنهم أصغر من عشر سنوات، أحدهم حتى أصغر من خمس سنوات، كما تظهر بعض الأسماء بدون صور.

أُطلق الموقع على الإنترنت في 16 أيار/مايو، وفقاً للمصدر العسكري لصحيفة هآرتس، وفي اليوم التالي، تم رمي المنشورات المطبوعة، مع تهديد بنشر أسماء وتفاصيل عن المزيد من المخبرين.

قبل بضعة أيام، في 13 أيار/مايو، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن وجود مثل هذه الوثائق التي تحتفظ بها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ويبدو أن مراسليْ الصحيفة آدم راسغون ورونين بيرغمان، تم منحهما الوصول إلى العديد من الوثائق السرية، بعضها كانا يكتبان عنه.

وقال المصدر العسكري لصحيفة هآرتس: “إن المواد التي جمعتها وحدة الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن جمع الوثائق والغنائم التقنية أثناء غزو قطاع غزة، سمحت للجيش باكتشاف الكثير عن حماس ونواياها”.

وجاء في وثائق هذا الجهاز الأمني، الذي كان هدفه “التجسس على أي شخص يعيش في قطاع غزة، بمن فيهم الأشخاص البسطاء الذين يخونون زوجاتهم، أن الأمر لم يكن مقتصراً على المعلومات العسكرية أو الأمنية فقط، بل استغلال هذه المعلومات من أجل تجنيد الأشخاص، فحماس يعملون بهذه الطريقة للحفاظ على حكمهم”.

وقال المصدر: “إن الجيش الإسرائيلي تعلم من هذه الوثائق، أن هذا الأسلوب في النهاية أضر بالأشخاص العاديين في غزة، فالجيش لا ينشر هذه الصور كوسيلة للابتزاز، إنما كرغبة في إيقاظ الجمهور هناك، وإظهار ما فعلته حماس بهم، فالأشخاص الذين نشرنا صورهم تم اختيارهم بعناية من قبل حماس، التي جندتهم للتجسس على الناس وابتزازهم، وهؤلاء الأشخاص من عشائر ترتبط بحماس، وهذا جزء من طريقة استغلالها للناس، ونقترح على جميع المدنيين والأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة، أن يقدموا لنا معلومات”.

ويشير الموقع إلى أن 10,988 عملية بحث أجريت، لكن الرقم ظل كما هو طوال يوم الاثنين وحتى وقت نشر هذه القصة  في 22/05/2024.

وقال رجل يُدعى تامر، شارك المنشور على الإنترنت (مع بعض التمويه للتفاصيل التعريفية): “إن ادعاءات الجيش كاذبة، وإن إسرائيل تتحكم بالسجل السكاني الفلسطيني (في كل من غزة والضفة الغربية) وتملك سهولة الوصول إلى الأسماء وأرقام هويات جميع السكان”.

حساب تامر على منصة X، الذي تم فتحه في تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشير إلى شخصية أو منظمة تمثل أو تتبنى رواية “حماس”، ويقول: “إن محاولات الجيش لدفع سكان غزة للتعاون معه فشلت، وهذا التحرك الجديد يهدف إلى إثارة صراعات داخلية بين الجمهور عموماً، وداخل العائلات”.

وقال بعض سكان غزة لصحيفة هآرتس إنه  “ليس من المفاجئ أن حماس تتجسس على الناس مثلما تفعل أنظمة أخرى، بما في ذلك السلطة الفلسطينية في رام الله أو الإدارة العسكرية الإسرائيلية”، وأشار أحدهم إلى أنهم غالباً “يعرفون من أبلغ عنهم في أمور معينة”، “هذه أساليب خبيثة تستخدمها جميع الأطراف” كما وصف شخص آخر من غزة.

ويقال إنه بينما لا يعرف الناس في غزة ما إذا كانوا سيقتلون في اليوم التالي أم لا، وبينما ينشغلون في البحث عن الماء والطعام، تتضاءل الفرص، في أن يؤدي كشف أسماء المخبرين المزعومين إلى إثارة الفوضى، أو أن تنجح الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل.

25.05.2024
زمن القراءة: 5 minutes

اشترك بنشرتنا البريدية