fbpx

ماذا يحمل عام 2021 للمنطقة؟ الخبراء يردون

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كيف لنا أن نقرأ المؤشرات الجيوسياسية الراهنة؟ وما هو مستقبل المنطقة التي ستشهد العام المقبل الذكرى العاشرة لما سمي بثورات بالربيع العربي؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ها نحن على مشارف نهاية عام توالت فيه التطورات التي طاولت آثارها العالم كلّه، لا المنطقة وحسب، بداية مع انتشار فايروس “كورونا” وانتهاءً باتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول في المنطقة، إضافة إلى انتخاب رئيس أميركي جديد يعول عليه كثيرون في تغيير السياسات الهوجاء التي اتبعها دونالد ترامب في السنوات الأربع الماضية. وبينما تظل آفاق العام الجديد غير واضحة المعالم بعد، لنا أن نعلق بعض الآمال على أن تكون المرحلة المقبلة أفضل مما سبق، مع أن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة بصدد استقبال تحديات جديدة ستعيد بلورة التحالفات الإقليمية والدولية القائمة، وستضاف إلى رصيد المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالي. 

كيف لنا أن نقرأ المؤشرات الجيوسياسية الراهنة؟ وهل نحن بصدد سلسلة جديدة من التصادمات والتحالفات التي من شأنها أن ترسم ملامح سياسية واقتصادية مختلفة للشرق الأوسط؟ وما هو مستقبل المنطقة التي ستشهد العام المقبل الذكرى العاشرة لما سمي بثورات بالربيع العربي؟

أسئلة كثيرة، ردّت عليها مجموعة من الخبراء في شؤون المنطقة، إذ أقام مركز “مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط” مؤتمره السنوي للعام الرابع على التوالي والذي تم بثه مباشرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز.  وقد حمل المؤتمر عنوان “توجّه عالمي جديد؟ آفاق العام 2021” وتضمن 6 جلسات أقيمت على مدار يومين، في 15 و16 كانون الأول/ ديسمبر، تمكنكم متابعتها عبر صفحة “يوتيوب” الخاصة بالمركز.

وبحكم التداعيات التي ستواجه المنطقة على إثر تغيير رئيس البيت الأبيض، افتتح المؤتمر أولى جلساته بنقاش دار بين ويليام بيرنز رئيس مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” ومها يحيى مديرة “مركز مالكوم كير – كارنيغي للشرق الأوسط”. وكان لا بد من مواجهة الواقع الذي تفرضه نتائج الانتخابات الأميركية، ليس على المنطقة وحسب، بل على الولايات المتحدة وسياساتها ومستقبل الحزب الجمهوري، فترامب حقق مكاسب مهمة، على رغم خسارته في الانتخابات.

وبالطبع لا يمكننا تجاهل الإرث الذي تركه ترامب لخلفه، إذ يتوقع بيرنز أن الرئيس المنتخب جو بايدن سيمضي أولى أيام فترته الرئاسية في إصلاح ما أفسده ترامب، سواء على صعيد التصدي لفايروس “كورونا” أو إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت ببلاده، خصوصاً أن الولايات المتحدة تشهد حالة استقطاب وانقسامات من شأنها أن تؤثر في السياسات المحلية والدولية التي ستتخذها الحكومة الجديدة.

وبحسب الخبراء، ستتركز أولويات الإدارة الجديدة على السياسات المحلية اولا ومن ثم الدولية، ما يترك المجال لأقطاب القوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفتوحاً لإعادة تشكيل معالم الصراعات الإقليمية والاصطفافات الجيوسياسية الراهنة، مع أن حسم أمر أزمات كثيرة سيتوقف على النهج الذي ستتخذه الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً بما يخص إيران. واعتبر الخبراء أن سياسة ترامب تركزت على فرض الضغط على إيران لإجبارها على الاستسلام أو الانهيار، لكنها فشلت في تحقيق أي منهما بحسب كريم سجادبور، زميل أول في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”. 

ويشكل الدور الإيراني في المنطقة محط اهتمام الجلسة الثانية التي ناقشت معالم ومآلات التنافس المحموم بين القوى الاقليمية التي تشمل- إضافة إلى إيران- تركيا وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة. المشهد الإقليمي لعام 2021 لا يبدو مبشراً، إذ يتوقع الباحثون استمرار التوترات الإقليمية وحروب الوكالة في اليمن وسوريا وليبيا، ولكن هذا لا يعني إحباط عزيمة الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتبع سياسة مختلفة تجاه قادة المنطقة، تكون فيها (الولايات المتحدة) أكثر حزماً في علاقتها مع شريكتها السعودية وأكثر ليناً في المقابل بشأن إعادة إيران إلى طاولة الحوار لمناقشة مشروعها النووي. وهنا حذر الخبراء بايدن من الوقوع في خطأ الرئيس السابق أوباما ونصحوه بالبقاء متيقظاً، وأكثر حزماً وبراغماتياً في حواره مع إيران.

اللافت في هذا النقاش هو الدور المتوقع أن تحتله الإمارات العربية المتحدة في المرحلة المقبلة، والتي دخلت بالفعل في منافسة النفوذ السعودي في المنطقة. ويبدو أن الإمارات اكتشفت أن أحد سبل الضغط على تركيا – وبالتبعية على قطر – يتمثل في إعادة العلاقات مع الأسد، بحسب كيم غطاس، صحافية وزميلة أولى مقيمة في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”. وبالتأكيد لا يمكن تجاهل العلاقات التي تبنيها الإمارات مع القوى الإقليمية والدولية كإسرائيل وروسيا التي نجحت في استغلال هفوات ترامب واثبات هيمنتها وامكاناتها في المنطقة خصوصاً من خلال تدخلها في الأزمة السورية. 

وقد شكل النفوذ الروسي المتنامي المدخل لجلسة النقاش الثالثة التي تناولت دور الأفرقاء الدوليين في الشرق الأوسط كالصين ودول الاتحاد الأوروبي الذين كان لهم دور خجول الى حد ما في الآونة الأخيرة مقارنة بنظرائهم خارج الاتحاد. وبالتأكيد كان لسياسات الولايات المتحدة الإقصائية بقيادة ترامب دور في تهميش النفوذ الأوروبي والأميركي على حد سواء فخسر الطرفان القدرة على استقطاب القوى الإقليمية المتنازعة وافسحا المجال أمام روسيا والصين اللتين استخدمتا أدوات مختلفة لبسط نفوذهما. وقد تخلل الجلسة نقاش بين ديمتري ترينين، مدير “مركز كارنيغي في موسكو”، وإيفان فايغنباوم، نائب الرئيس للدراسات في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”، عما إن كانت الصين وروسيا ستسعيان للعمل معاً أم للتنافس في المنطقة.

وإن كنا سنتحدث عن القضايا التي سترسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة فيجب أن نتطرق إلى الاتفاقيات التي أُبرمت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بقيادة الإمارات والتي من شأنها أن تعطل حل الدولتين إلى أجل غير مسمى، خصوصاً أن الصراع العربي الإسرائيلي لن يحتل قائمة أولويات الرئيس الأميركي الجديد التي ستتمحور حول المشكلات المحلية قبل التطرق إلى ما يزعزع أمن الشرق الأوسط بحسب مروان المعشر، نائب رئيس الدراسات في “مؤسسة كارنيغي”. ويبدو أن فوائد التطبيع مع إسرائيل ستكون جذابة للجيل الجديد من القادة العرب ومنهم محمد بن سلمان الذي قد يرى في التطبيع فرصة لاستعادة سمعته في الغرب، كما يرى كريستيان أولريشسن زميل في “معهد بيكر للسياسة العامة”.

ومن الأرجح أن يظل الاضطراب سيد الموقف في العام الجديد في دول عدة في المنطقة بما في ذلك شمال أفريقيا التي شهدت تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، في العقد الأخير تجعلنا نتساءل عن مصير القوى السياسية وآلياّت الحكم في مصر وتونس والجزائر وليبيا وما إن كانت الآمال التي حملتها موجات المتظاهرين سترى النور في المستقبل القريب. وهذا ما تطرق إليه الباحثون في الجلسة الخامسة من المؤتمر التي سلطت الضوء على الديناميات والتحالفات المختلفة التي ستشكل علامة بارزة في شمال أفريقيا في العام المقبل.

بينما خصصت الجلسة الأخيرة من المؤتمر لمناقشة التطورات التي سيشهدها لبنان عام 2021، بصفته البلد الحاضن لـ”مركز مالكوم كير- كارنيغي”. ويبدو أن لبنان لن يسلم من الارتباكات وقد يشهد موجة عنيفة من الاحتجاجات في العام المقبل، إن استمرت الأوضاع السياسية والاقتصادية في التدهور بحسب توقعات بول سالم رئيس معهد الشرق الأوسط. ولكن لنا أن نحكم ما إن كانت سياسة العنف التي تنتهجها الدولة اللبنانية ستشكل سببا كافيا لزعزعة معنويات المتظاهرين وما إن كانت الطبقة الحاكمة ستنجح في تقديم نفسها على انها المزود الوحيد للسلع والخدمات وتحويل ما تبقى من الشعب- بعد موجة الهجرة الحالية- إلى زبائن وأنصار طائفيين وسياسيين. 

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.