fbpx

حسن دقّو “ملك الكبتاغون” والحاكم بأمر السلطة والحزب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بالنسبة إلى أهالي الطفيل، كل شيء وارد في لبنان. وهم يترقبون، كما بقية اللبنانيين، أن يختتم هذا المسلسل على خير، بإنهاء ظاهرة “ملك الكبتاغون” مرة أخيرة وإلى الأبد.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في بلدة الطفيل على الحدود اللبنانية- السورية، دأب حسن دقّو، أو “ملك الكبتاغون” كما بات معروفاً في لبنان، والمتهم بتهريب المخدّرات إلى السعودية، على إنشاء إمبراطورية للمال والممنوعات، تمتدّ إلى داخل العمق السوري وصولاً إلى الدول العربية المجاورة. 

الحكاية التي يرويها أهالٍ من المنطقة لـ”درج”، تشبه حكايات المسلسلات التي تتناول قضايا التهريب. يكاد يكون حسن دقو أشبه بشخصية نمر السعيد في الجزء الأخير من مسلسل “الهيبة” الذي عرض الموسم الماضي والذي لعب دوره عادل كرم. مهرّب كبير، يظهر فجأة في البلدة، ويصير بغمضة عين واحداً من وجهائها، عبر شراء الأراضي والذمم، وعبر ترهيب من لا يقبلون الطاعة له، بالسلاح والبلطجة وبالعلاقات النافذة بأطراف في الدولة، في الأمن والقضاء والسياسة. وعلى غرار بلدة “الهيبة” التي تقع على الحدود اللبنانية- السورية، وتجرى من خلال أراضيها عمليات التهريب، تبدو الطفيل كأنها البلدة التي استوحى منها منتجو المسلسل وكتّابه أجواء الانفلات الأمني فيها، وخروجها تماماً عن أي سلطة للدولة اللبنانية فيها، فضلاً عن هذا التداخل في شخصيات المسلسل بين البلدين السوري واللبناني والذي يتحقق في شخص دقّو الذي تدور حول جنسيته وأصله وفصله أخبار لا تنتهي.

والطفيل تقع في قبضة النظام السوري و”حزب الله” منذ عام 2014، ونظراً إلى غياب الدولة عنها أمنياً وخدماتياً وإنمائياً، اتخذ دقو من البلدة معقلاً له و”تصرّف على أنه يملكها بالكامل وأرهب أهلها مراراً بأسلوب ميليشياوي”، فهو لا يجوب البلدة إلّا بمواكبة من عشرات السيارات وبرفقة مسلّحين، كما يروي أحد أبناء البلدة.

دقّو سوري الأصل، وهو ابن أحد المهرّبين الكبار، وتتداول أخبار عن أنه حصل على الجنسية اللبنانية عام 2018، لكن هذه المعلومة لا يستطيع أحد من أهل البلدة تأكيدها، على رغم أن الأربعيني الذي حضر إلى البلدة كعامل بسيط، بات يعرّف عن نفسه كأحد وجهاء البلدة الأكثر ثراءً في المنطقة فيما هو رجل المخدّرات الأوّل لبنانياً ومكلّف بتنفيذ أجندات سياسية وأمنية تتعدّى حدود البلدة، وفق رواية حصلنا عليها من مقابلات أجريناها مع عدد أهالي الطفيل.

مساعي دقّو في إحكام قبضته على البلدة كشفت حيثياتها أواخر العام الماضي، حين ادّعى أنه يمتلك 600 سهم من أصل 2400 سهم يشكّلون 27 عقاراً بشكل قانوني بحجّة بناء معامل ترابة ومزارع، في حين يملك مصرف لبنان 1800 سهم منها. وتعود ملكية أسهم دقو إلى شركة “سيزر” المسجّلة باسم زوجته، المحامية سحر محسن وهي، بحسب ما أبناء البلدة، قريبة وفيق صفا، المسؤول ذائع الصيت في “حزب الله”. 

متسلّحة بوثائق وسندات ملكية وبإفادة من مختار الطفيل علي الشوم ادّعت المحامية بأن 17 عقاراً من أراضي البلدة هي أراض بور خالية من الإنشاءات، لتعمد الشركة، إلى القيام بعمليات جرف واسعة طاولت أراضي زراعية وعشرات آلاف الأشجار المثمرة بمواكبة مسلّحين، وقضت بالكامل على المحاصيل التي تعود لمزارعي الطفيل.

وعلى إثر ذلك، تقدّم شبان من البلدة، ومنهم منصور شاهين، بشكوى ضد الشركة، وعلى رغم استحصالهم على قرارات قضائية تمنع استكمال أعمال الشركة في البلدة، إلا أن الشركة لم تمتثل لها وفوجئ الأهالي باستئناف عمليات الجرف على الطرق المؤدية إلى قصر دقو في المنطقة. وتعرّض شاهين للضرب وخطف من منزله واقتيد إلى الداخل السوري إلى أن ظهر لاحقاً متّهماً دقو ورجاله بخطفه لترهيبه وثنيه عن متابعة شكواه ضدهم لدى القضاء، ليكون الاعتداء على شاهين بمثابة تهديد مباشر لكل من يسجّل اعتراضاً أو يتحدّث إلى الإعلام عن ممارسات دقو المافياوية.

 أوقف دقّو مع عدد من أقاربه بتهمة خطف شاهين، وأثبتت الإفادات ضلوعهم في ذلك، إلّا أن دقو أخلي سبيله بعد أيام منفرداً. 

يؤكّد أهال لـ”درج”، أنهم يتعرضون منذ فترة، لعملية تهجير قسري ممنهج تشبه تلك التي عاشوها خلال الحرب السورية، فرجال دقو يخيّرونهم، إمّا بإخلاء منازلهم بالقوّة أو تحت التهديد بتسليمهم للأمن السوري أو بالبقاء فيها ودفع الخوّات، ويعتبر هؤلاء الأهالي أن في ذلك محاولة لضمان سيطرة دقو الكاملة على المنطقة للاستفادة من موقعها الإستراتيجي المتداخل مع الأراضي السورية والبعيد جدّاً من أعين الدولة واحتوائها على أنفاق للتهريب تصل الجانب اللبناني بالسوري.  

 علاقات واسعة مع سياسيين لتغطية نشاطه

استطاع دقّو التسويق لنفسه في لبنان وسوريا منذ عام 2011 على أنه رجل أعمال ثري له معامل ومؤسسات منها شركات للإنشاءات في لبنان، ومعامل لتصنيع أدوات التنظيف ومعارض للسيارات في سوريا ومصانع للأمصال في الأردن، وأسس على خلفية ذلك شبكة واسعة جداً من العلاقات مع رؤساء ووزراء ونواب وسياسيين وإعلاميين وأمنيين وقضاة جعلته ذو نفوذ كبير في لبنان وسوريا، حيث يمتلك أراضي وعقارات وشققاً سكنية وقصوراً بملايين الدولارات. ليتبيّن لاحقاً أنه وظّف ذلك، إلى جانب بعض أعماله التجارية الوهمية، للتغطية على نشاطه الأهم وهو تصنيع وتجارة المخدّرات.

نفوذ دقّو وأمواله الطائلة سمحت له بإنشاء علاقات عابرة للانتماءات والتوجهات السياسية، فله علاقات مع جهات سياسية لبنانية وسورية نافذة، وهو ما قد تستثمره تلك الجهات لتقاذف الاتهامات حول حقيقة الجهة التي منحت دقّو الغطاء الكامل لبناء إمبراطوريته. 

واثر إلقاء القبض على دقو من قبل فرع المعلومات بعد العثور بحوزته على أوراق مزوّرة تعود إلى شحنة الكبتاغون، سارعت شخصيات سياسية لبنانية إلى نفي معرفتها به، على رغم إثبات عكس ذلك بالوقائع والوثائق والصور. ففي تغريدة، قال نائب “حزب الله” ابراهيم الموسوي إنه التقى دقو فقط خلال جلسة مصالحة في الطفيل برعاية “حزب الله” وغيره من القوى السياسية في كانون الثاني/ يناير من العام الحالي. الموسوي، الذي لم ينف صراحةً وجود علاقة مباشرة تجمعه برجل الأعمال، ظهر في مقطع فيديو وهو يتوجه إلى دقو بالقول إنه لا يشكّك بصدق نياته.

وعلى خلفية مصالحة أخرى أيضاً، التقى دقو رئيس الحكومة المكلّف ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري وبأمين عام التيار أحمد الحريري، وانتشرت صور له مع الرجلين اللذين طالبا بحذفها، قائلين إنهما لا يعرفان دقو، وإنهما علما بالشبهات التي تدور حوله، بحسب ما أفادت أوساط التيار. 

دقّو الذي يتجوّل دائماً في موكب كبير من السيارات “المفيّمة”، اشترى سيارتين من الوزير السابق نهاد المشنوق، إحداهما مصفّحة. المشنوق، وعلى منوال السياسيين الآخرين الذين بدأوا “نفض ايديهم” من دقو، أكد أنه باعه السيارتين من دون أن يعرف طبيعة عمله. 

كما حصل دقّو على تصاريح استثنائية لإنشاء هنغارات ضخمة في الطفيل من وزير الداخلية محمد فهمي، الذي أكّد في حديث صحافي أنه ولدى مراجعة سجلات دقّو تبيّن أن “لا شيء عليه”، إلّا أن دقو كان أوقف مرّات عدة في ملفّات تجارة المخدّرات، وعلى خلفية عمليات خطف، لكنه كان دائمّاً يخرج بمنع محاكمة، بعد تدخّل سياسي مع القضاء لمصلحته، الأمر الذي أكّدته زوجة دقو، التي عملت لسنوات لشرعنة عمل زوجها، في تسجيل صوتي سرّب لها وهي تتحّدث إلى محامين في محاولة لإيجاد طريقة للتحايل على القضاء وتقديم الرشاوى للقضاة لإخراج زوجها من السجن. ولا يدري الأهالي الذين تحدثوا إلينا، كيف سينتهي مسلسل دقّو، وهذا ما يجعلهم خائفين من التصريح عن أنفسهم، لأنهم يخشون أن تنتهي الحكاية، كما دائماً، بخروجه من السجن بعد تدخلات سياسية، ولو أن معظم الأطراف السياسية التي كانت تحمي دقّو تنصّلت منه. لكن، بالنسبة إلى أهالي الطفيل، كل شيء وارد في لبنان. وهم يترقبون، كما بقية اللبنانيين، أن يختتم هذا المسلسل على خير، بإنهاء ظاهرة “ملك الكبتاغون” مرة أخيرة وإلى الأبد.  

إقرأوا أيضاً:

03.05.2021
زمن القراءة: 5 minutes

بالنسبة إلى أهالي الطفيل، كل شيء وارد في لبنان. وهم يترقبون، كما بقية اللبنانيين، أن يختتم هذا المسلسل على خير، بإنهاء ظاهرة “ملك الكبتاغون” مرة أخيرة وإلى الأبد.

في بلدة الطفيل على الحدود اللبنانية- السورية، دأب حسن دقّو، أو “ملك الكبتاغون” كما بات معروفاً في لبنان، والمتهم بتهريب المخدّرات إلى السعودية، على إنشاء إمبراطورية للمال والممنوعات، تمتدّ إلى داخل العمق السوري وصولاً إلى الدول العربية المجاورة. 

الحكاية التي يرويها أهالٍ من المنطقة لـ”درج”، تشبه حكايات المسلسلات التي تتناول قضايا التهريب. يكاد يكون حسن دقو أشبه بشخصية نمر السعيد في الجزء الأخير من مسلسل “الهيبة” الذي عرض الموسم الماضي والذي لعب دوره عادل كرم. مهرّب كبير، يظهر فجأة في البلدة، ويصير بغمضة عين واحداً من وجهائها، عبر شراء الأراضي والذمم، وعبر ترهيب من لا يقبلون الطاعة له، بالسلاح والبلطجة وبالعلاقات النافذة بأطراف في الدولة، في الأمن والقضاء والسياسة. وعلى غرار بلدة “الهيبة” التي تقع على الحدود اللبنانية- السورية، وتجرى من خلال أراضيها عمليات التهريب، تبدو الطفيل كأنها البلدة التي استوحى منها منتجو المسلسل وكتّابه أجواء الانفلات الأمني فيها، وخروجها تماماً عن أي سلطة للدولة اللبنانية فيها، فضلاً عن هذا التداخل في شخصيات المسلسل بين البلدين السوري واللبناني والذي يتحقق في شخص دقّو الذي تدور حول جنسيته وأصله وفصله أخبار لا تنتهي.

والطفيل تقع في قبضة النظام السوري و”حزب الله” منذ عام 2014، ونظراً إلى غياب الدولة عنها أمنياً وخدماتياً وإنمائياً، اتخذ دقو من البلدة معقلاً له و”تصرّف على أنه يملكها بالكامل وأرهب أهلها مراراً بأسلوب ميليشياوي”، فهو لا يجوب البلدة إلّا بمواكبة من عشرات السيارات وبرفقة مسلّحين، كما يروي أحد أبناء البلدة.

دقّو سوري الأصل، وهو ابن أحد المهرّبين الكبار، وتتداول أخبار عن أنه حصل على الجنسية اللبنانية عام 2018، لكن هذه المعلومة لا يستطيع أحد من أهل البلدة تأكيدها، على رغم أن الأربعيني الذي حضر إلى البلدة كعامل بسيط، بات يعرّف عن نفسه كأحد وجهاء البلدة الأكثر ثراءً في المنطقة فيما هو رجل المخدّرات الأوّل لبنانياً ومكلّف بتنفيذ أجندات سياسية وأمنية تتعدّى حدود البلدة، وفق رواية حصلنا عليها من مقابلات أجريناها مع عدد أهالي الطفيل.

مساعي دقّو في إحكام قبضته على البلدة كشفت حيثياتها أواخر العام الماضي، حين ادّعى أنه يمتلك 600 سهم من أصل 2400 سهم يشكّلون 27 عقاراً بشكل قانوني بحجّة بناء معامل ترابة ومزارع، في حين يملك مصرف لبنان 1800 سهم منها. وتعود ملكية أسهم دقو إلى شركة “سيزر” المسجّلة باسم زوجته، المحامية سحر محسن وهي، بحسب ما أبناء البلدة، قريبة وفيق صفا، المسؤول ذائع الصيت في “حزب الله”. 

متسلّحة بوثائق وسندات ملكية وبإفادة من مختار الطفيل علي الشوم ادّعت المحامية بأن 17 عقاراً من أراضي البلدة هي أراض بور خالية من الإنشاءات، لتعمد الشركة، إلى القيام بعمليات جرف واسعة طاولت أراضي زراعية وعشرات آلاف الأشجار المثمرة بمواكبة مسلّحين، وقضت بالكامل على المحاصيل التي تعود لمزارعي الطفيل.

وعلى إثر ذلك، تقدّم شبان من البلدة، ومنهم منصور شاهين، بشكوى ضد الشركة، وعلى رغم استحصالهم على قرارات قضائية تمنع استكمال أعمال الشركة في البلدة، إلا أن الشركة لم تمتثل لها وفوجئ الأهالي باستئناف عمليات الجرف على الطرق المؤدية إلى قصر دقو في المنطقة. وتعرّض شاهين للضرب وخطف من منزله واقتيد إلى الداخل السوري إلى أن ظهر لاحقاً متّهماً دقو ورجاله بخطفه لترهيبه وثنيه عن متابعة شكواه ضدهم لدى القضاء، ليكون الاعتداء على شاهين بمثابة تهديد مباشر لكل من يسجّل اعتراضاً أو يتحدّث إلى الإعلام عن ممارسات دقو المافياوية.

 أوقف دقّو مع عدد من أقاربه بتهمة خطف شاهين، وأثبتت الإفادات ضلوعهم في ذلك، إلّا أن دقو أخلي سبيله بعد أيام منفرداً. 

يؤكّد أهال لـ”درج”، أنهم يتعرضون منذ فترة، لعملية تهجير قسري ممنهج تشبه تلك التي عاشوها خلال الحرب السورية، فرجال دقو يخيّرونهم، إمّا بإخلاء منازلهم بالقوّة أو تحت التهديد بتسليمهم للأمن السوري أو بالبقاء فيها ودفع الخوّات، ويعتبر هؤلاء الأهالي أن في ذلك محاولة لضمان سيطرة دقو الكاملة على المنطقة للاستفادة من موقعها الإستراتيجي المتداخل مع الأراضي السورية والبعيد جدّاً من أعين الدولة واحتوائها على أنفاق للتهريب تصل الجانب اللبناني بالسوري.  

 علاقات واسعة مع سياسيين لتغطية نشاطه

استطاع دقّو التسويق لنفسه في لبنان وسوريا منذ عام 2011 على أنه رجل أعمال ثري له معامل ومؤسسات منها شركات للإنشاءات في لبنان، ومعامل لتصنيع أدوات التنظيف ومعارض للسيارات في سوريا ومصانع للأمصال في الأردن، وأسس على خلفية ذلك شبكة واسعة جداً من العلاقات مع رؤساء ووزراء ونواب وسياسيين وإعلاميين وأمنيين وقضاة جعلته ذو نفوذ كبير في لبنان وسوريا، حيث يمتلك أراضي وعقارات وشققاً سكنية وقصوراً بملايين الدولارات. ليتبيّن لاحقاً أنه وظّف ذلك، إلى جانب بعض أعماله التجارية الوهمية، للتغطية على نشاطه الأهم وهو تصنيع وتجارة المخدّرات.

نفوذ دقّو وأمواله الطائلة سمحت له بإنشاء علاقات عابرة للانتماءات والتوجهات السياسية، فله علاقات مع جهات سياسية لبنانية وسورية نافذة، وهو ما قد تستثمره تلك الجهات لتقاذف الاتهامات حول حقيقة الجهة التي منحت دقّو الغطاء الكامل لبناء إمبراطوريته. 

واثر إلقاء القبض على دقو من قبل فرع المعلومات بعد العثور بحوزته على أوراق مزوّرة تعود إلى شحنة الكبتاغون، سارعت شخصيات سياسية لبنانية إلى نفي معرفتها به، على رغم إثبات عكس ذلك بالوقائع والوثائق والصور. ففي تغريدة، قال نائب “حزب الله” ابراهيم الموسوي إنه التقى دقو فقط خلال جلسة مصالحة في الطفيل برعاية “حزب الله” وغيره من القوى السياسية في كانون الثاني/ يناير من العام الحالي. الموسوي، الذي لم ينف صراحةً وجود علاقة مباشرة تجمعه برجل الأعمال، ظهر في مقطع فيديو وهو يتوجه إلى دقو بالقول إنه لا يشكّك بصدق نياته.

وعلى خلفية مصالحة أخرى أيضاً، التقى دقو رئيس الحكومة المكلّف ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري وبأمين عام التيار أحمد الحريري، وانتشرت صور له مع الرجلين اللذين طالبا بحذفها، قائلين إنهما لا يعرفان دقو، وإنهما علما بالشبهات التي تدور حوله، بحسب ما أفادت أوساط التيار. 

دقّو الذي يتجوّل دائماً في موكب كبير من السيارات “المفيّمة”، اشترى سيارتين من الوزير السابق نهاد المشنوق، إحداهما مصفّحة. المشنوق، وعلى منوال السياسيين الآخرين الذين بدأوا “نفض ايديهم” من دقو، أكد أنه باعه السيارتين من دون أن يعرف طبيعة عمله. 

كما حصل دقّو على تصاريح استثنائية لإنشاء هنغارات ضخمة في الطفيل من وزير الداخلية محمد فهمي، الذي أكّد في حديث صحافي أنه ولدى مراجعة سجلات دقّو تبيّن أن “لا شيء عليه”، إلّا أن دقو كان أوقف مرّات عدة في ملفّات تجارة المخدّرات، وعلى خلفية عمليات خطف، لكنه كان دائمّاً يخرج بمنع محاكمة، بعد تدخّل سياسي مع القضاء لمصلحته، الأمر الذي أكّدته زوجة دقو، التي عملت لسنوات لشرعنة عمل زوجها، في تسجيل صوتي سرّب لها وهي تتحّدث إلى محامين في محاولة لإيجاد طريقة للتحايل على القضاء وتقديم الرشاوى للقضاة لإخراج زوجها من السجن. ولا يدري الأهالي الذين تحدثوا إلينا، كيف سينتهي مسلسل دقّو، وهذا ما يجعلهم خائفين من التصريح عن أنفسهم، لأنهم يخشون أن تنتهي الحكاية، كما دائماً، بخروجه من السجن بعد تدخلات سياسية، ولو أن معظم الأطراف السياسية التي كانت تحمي دقّو تنصّلت منه. لكن، بالنسبة إلى أهالي الطفيل، كل شيء وارد في لبنان. وهم يترقبون، كما بقية اللبنانيين، أن يختتم هذا المسلسل على خير، بإنهاء ظاهرة “ملك الكبتاغون” مرة أخيرة وإلى الأبد.  

إقرأوا أيضاً:

03.05.2021
زمن القراءة: 5 minutes
|
آخر القصص
مجتمع “أختي أميرة”
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 21.06.2024
في سوريا… الشوق إلى الأم شأن سياسيّ! 
عمّار المأمون - كاتب سوري | 21.06.2024
الحج: لماذا بات رحلة الى الموت؟
سمر فيصل - صحافية سعودية | 20.06.2024

اشترك بنشرتنا البريدية